أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - الرقص مع فاطمة...!















المزيد.....

الرقص مع فاطمة...!


عبد الغني سهاد

الحوار المتمدن-العدد: 5637 - 2017 / 9 / 11 - 17:18
المحور: الادب والفن
    


الرقص مع فاطمة
++++++++++++

معظمنا ينكر على اي طفل كان قدرته على تذكر الوقائع و الاشياء في سن جد مبكرة .كأن يتذكر مثلا ما وقع له لما قبل سنته الرابعة .قبل ان يكتسب لغة امه.ويبني ذاكرته الحية ..لن اكون ذلك الراوية الياباني الذي اقر في احدى روايته الكبرى( يوميات قناع ) .كونه. يستطيع تذكر احداث يوم مولده. ..كيف له ان يفعل ذلك ..لا أدري .لكنه فعل ...وكان يروي وقائع يوم ولادته بالتفاصيل لافراد اسرته وكان افراد الاسرة يصحكون ويستغربون. ويسخرون منه ..وكانوا يسمون الطفل بكبير الكذابين ..هو طفل صغير ذي ذاكرة حادة كالنصل ..و مكانة كبيرة في الكذب ..لن اخجل لو كنت محله ..يافتخر باللقب ..فكثير من الكذب في دواخل الكبار هو الحق عينه . .او. انه يلامس الحقيقة على اقل تقدير.. .. الذكريات التي سأرويها لا يتعدى سياقها الزمني الرابعة من العمر .بدون زيادة او نقصان ..اي في سياق الوقائع التي تقع فوق قوة تصديق الكبار..كنت في العام الرابع من عمري. وكانت لي صديقة. جميلة بل فاتنة اسمها فاطمة ....هي بنت الجيران..منزلها يتكأ على منزلنا .. كانت اسرتها فقيرة ..والدها ووالدتها يبيعان. عرمات الخضر في احد ازقة الحي في العربة او على الارض ..فراشة يعني ....والدها. الحاج اعرج يسوق العربة .وتتمايل به ...وامها تساوم الناس على البيع بالسعر المناسب للفقراء والمحتاجين خاصة ..احيانا تبيعهم بعملة بلاش.(اديها فابور الله يسحن العون ..) .كان لفاطمة رزمة من الاخوات ..ولم تلد امها لها ولدا....في الصباح الباكر كانت الاسرة تتناول فطورها بسرعة تم تهرع الى قاعة الخضر..تجمع الخضر في خناشي الشتب .البعض منوتجار الجملة الفلاحون يتصدقون على الاعرج وزوجته بانواع الخضر ..اي السوق المركزي للخضر هذا ..في قلب ساحة باب دكالة ..وهو الباب الشمالي للمدينة ..كان يسمى باب الرخاء..لا من تدخل المدينة ..خيرات سهلي ذكالة وعبدة ..هذه المعلومات غير مهنة في القصة ..المهم ان فاطمة هي حبيبة الطفل الصغير الذي ساحكي حكايته الظريفة الان ..كانا معا يعرفان جيدا كيف ياتي الاطقال الى هذا العالم ..فاطمة تاخد دميتها ..وتضعها في ركن من ازكان البيت الفارغة ..وترتب مايسمى منزلنا للعب فيه مطبخ وغرفة نوم ..معد بالحجارة والخشب واشياء قنينات..لعب بلاسنيكية ..تامر فاطمة الزوج الذي هو الطفل ..والطفل الذي هو انا ..بشراء الخضر واللحم والخبز والحليب للدمية..تتطهي فاطمة الغداء ..ونأكل معا .تنام الدمية.وننام كزوجان ..حقيقيان .وسرعان ما تتعرى فاطمة وتطهر جسدهل وتضع يدها. على فتحتها الوردية الملساء تتلمسها بلذة وهي تنطر الى الزوج ..الذي هو الطفل الذي هو انا ..الذي يباذر بقلع سرواله. وتمديد دودته المتراخية.يحركها يمنة ويسارا ..ونضحك معا طويلا من اعماق ارواحنا ..يتردف الزوج على جسمها ..يشعرا بحرارة نبض فلبهما الصغيرين ..يستطيع. الطفل ان يتذكر هذه الواقعة كانها حدتث البارحة.. ..دودته المرتخية تتستمر في العناد والتراخي.يحتك ..ويظغط علي فاطمة لكنه كان..لا ينجح في عمل ذلك الشيء الذي يسمونه الكبار قلة الحياء..والذي يفعله الاباء عندما تنام. العيون . عندما تكشفنا امها تستهزء منا وتتركنا لحالنا .وهي تتبسم للطفل ..كنا فقط نؤدي دور الزوج والزوجة في بيتهما ..
في ليلة عيد من الاعياد..وجد الطفل الزوج الذي هو انا زوجته تتعرى امام اطفال الدرب وهي تلهو مع دميتها ..مسك مسذسه القصدير ي الاسود..فحشاه بالفرشي ..وصوبه برعونة الى وجه فاطمة ..ظغط على القرص وانطلف مسمار في قلب الفرشي ..فانفجرت الطلقة ...في عين فاطمة اليمنى..صرخت مفروعة تهرول الى امها ..بينما هرب هو مختبئا. في احد زوايا البيت ..ونشبت بعدها خصومة قوية مابين الاسرتين ..اسرة فاطمة واسرة الطفل اللعين الذي هو انا ...لا زلت اتذكر ماقالته امها لامي .(..هل يعتقد هذا المجنون انه بحق تزوجها..-.اللي تسحر مع البراهيش يصبح فاطر.-..الا جرت شي موصيبة لعين بنتي ..غادين نتخلص من ولدكم هذك المجنون ..او خلاص ..حتى البراهيش ولاو تيغيروا ..
)...هل كان هذا الانا يعرف حينها شيئا من معنى الغيرة ..وشيم الرجولة..?. التي يتباهى بها الكبار..ام اني كنت امثل الدور... الاجتماعي على افضل وجه .!!!!..بعد مرور اسبوعين او اكثر ..تشافت عين فاطمة ولم تعد. ملتهبة حمراء ..و. حمدت الله انها لم تفقد الرؤيا ..لكننا لم نعد لعلاقاتنا الطفولية كما كانا من قبل ...حصلت القطيعة ما بين الازواج الاطفال ..ونسوا اللعبة ..والمنزل الصغير ..و الفتحة الوردية والدودة المتدلية ...ووو كل ما له صلة بالدمية والمسذس الاسود اللعين ...دخل الطفل المدرسةو انغمس في سلسلة غير متناهية من الالاعيب اليومية في المدرسة مع فاطمات اخريات ..بينما تزوجت فاطمة في سن مبكرة..بمعلم شاب ..امتلكت معه منزلا محترما في الحي ..وانجبت منه ابناء في غاية التأدب والجمال ..تمر السنون كعادتها ..بمرض زوحها الذي مانت تتابط ذ راعيه وهي تتفسح مع الاطفال خارج الحي ..تطيل التحذيق في وجهي لعلها تبحث في ملامحي عن بقايا ذلك الطفل الجريء..القادر علي اخضاعها له بالقوة..ولعلها تتباهي بحصولها على زوج شاب ومتفهم لا بتسرع في الطغط على الزناذ..
لم يمهل المرض زوج فاطمة طويلا ..توفى في المشفى ..وترك فاطمة تعني بالاولاد ..عادت للبيع والشراء في محل خاص لاثواب النساء. ...وبينما الطفل الذي هو انا يكبر..ويغزوه الشيب ..يعبر مرة طريق السوق ...تعترضه فاطمة ...
- استاذ عبد الغني ...هل تذكرني ...انا فاطمة..
- مرحبا فاطمة لازلت اذكرك...لم تتغيري ..ايتها الشقية ...!!
تضحك فاطمة وتهتز سرائرها ..وهو ينظر مندهشا فيها...
- اتعرف ..مات زوجي ..
-اعرف فاطمة...
- اريد ان نعود للعبنا الاول ...كل الطروف مواتية ..
استمرت تهتز في الضحك ...!!!!
- لا فاطمة اللعبة كبرت مافيه الكفاية ..اصبح لنا العيال...وفاتنا وقت اللعب ..
انبهرت فاطمة وتجهمت ..وقالت :
- املك محلا لبيع الاثواب النسائية ..قريبا من هنا..اذا ما احتجت يوما لهدية لزوجتك ..او ابنتك ..فمرحبا بك ..امنحك ماوتريد ببلاش ...
- عفوك فاطمة لا رغبة لي في هداياك المجانية ..
دارت فاطمة دون ان تحيي او تسلم ..غرزت راسها في الارض ..وكنت حينها اشعر بالنار تحرق ضلوعي ..كنت انحب في دواخلي...
ملعونة..
هذه الطفولة الرهيبة التي تنفلت منا ...!!

عبد الغني سهاد
2فبراير2016



#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تردد.(....)
- وعد...!
- لا تحترسوا....!!
- اداعب عواطف البحر
- زارا ...والحمار
- اغنام ..باب الرب
- أحيانا.....
- احيانا....(2)
- ناتاشا...بنت الحزان...
- طواحين...
- الشاعر...(من خلف النوافد ..)
- خلف النوافذ...11
- البرشمان ..والزعيم الغشيم ..
- في مكان ما على الارض...
- ال(م)فلسطيني ....
- الطواحين
- طبيب الطبقة الوسطى ..
- بدائل ..لتجاوز المازق ..
- العالم في عيون قط...
- ساحة الزمن المفقود


المزيد.....




- السجن 18 شهراً لمسؤولة الأسلحة في فيلم -راست-
- رقص ميريام فارس بفستان جريء في حفل فني يثير جدلا كبيرا (فيدي ...
- -عالماشي- فيلم للاستهلاك مرة واحدة
- أوركسترا قطر الفلهارمونية تحتفي بالذكرى الـ15 عاما على انطلا ...
- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - الرقص مع فاطمة...!