سر اسعد

سمير عبد الرحيم اغا

الحوار المتمدن-العدد: 5636 - 2017 / 9 / 10 - 22:30
المحور: الادب والفن
    

سر اسعد
يقوم اسعد في أحيان كثيرة بأعمال مخجلة كالغش في الامتحانات .. الفصلية أو النهائية بطريق جنونية محترفة لا يستطيع احد أن يمسكه يتباهى بذلك حتى ظننت انه أحسن مني ومن غيري وخاصة امام الطالبات .. قلت له ذات يوم :
ـ هل تظن إن أحدا لا يعرفك ...؟
يرد باستهتار .
ـ لن يستطيع .......... سيبقى الأمر سرا ولن يصل إلى أي احد
ـ هل تعتقد أن العمل الخبيث لا تفوح رائحته ... سيأتي يوم يا اسعد
قال اسعد ببرود :
ـ سأتخرج وأصبح أحسن منك
قلت له بثبات وتمعن :
- إن كان لك انف واحد وعينان فالناس لهما آلاف الأنوف والآذان والعيون المنصوبة في كل اتجاه ولا يمكن ان يستغلهم احد أو يضحك عليهم
يضحك اسعد بكل ثقة قلت في نفسي :
..هؤلاء هم الذين يضحكون ، ولكن لا اعرف متى تنزع عنهم أقنعة العفة اردد مرة أخرى مع نفسي :إلى متى يدفن هؤلاء رؤوسهم في رمال الخفاء .. لابد ان يظهر يوما ، وحدث ان تشاجر اسعد مع زميله حميد في معركة حامية لا نعرف سببها كان في الأمر سر ، تشتد .. ونحن ننظر إليهم في تبادل اتهامات غريبة وخطيرة ... حميد يقول :
- أنت .. غشاش ...
ننظر إليهم بانبهار ... حدث لم نكن نتوقعه .ونجد راحة نفسية في هذا الشجار الطلابي ، وأصبح الأمر فرجة ،ألا أن حميد يطلق لسانه " الطويل " ... ويرمي فجأة قنبلة على اسعد ..
- أنت مزور ..
تصورنا في بادر الأمر ان حميد أراد أن يتخلص من المشاجرة في الكلية فقال ذلك ..كي يتملص من العقوبة المترتبة على المشاجرة : يذهب حميد إلى مكتب العميد و يعترف بان اسعد طالب مزور ... بهت العميد وكان صاعقة ضربته ، تعالت أصوات تطالب بالتحقيق لمعرفة الخبر .. هل حقيقة ربما أن حميد أراد أن يتخلص من اسعد فرمى عليه هذه التهمة ، يلتهم الخبر كل أروقة الكلية . وبالسرعة أرسل العميد رسالة سرية بيد معتمد إلى (إعدادية اسعد ) ليتحرى صحة الخبر ، العيون كلها تترقب .. والكل طلب مني ... ماذا جرى ساعة المشاجرة الحامية .. ؟ يأتي الخبر بسرعة البرق ... يطير من مكان إلى مكان .. شهادة اسعد مزورة .. اسعد لم ينجح في الصف السادس الإعدادي بل راسب في الدور الثاني .. أقول :
ـ لقد حدث العجب العجاب .. قبل أسبوع قلت له .. سوف تظهر الحقيقة وتفوح الرائحة . تنصب الأضواء على اسعد كلها .. والكل ينتظر مصيره ، لم يمض أسبوع إلا وفصل اسعد من الكلية .... في الصف الثالث أدارة ،غادرنا اسعد .. مذموم وحزين ... ماذا أقول ... أشفق عليه أم أذمه ..؟ لماذا لا يفكر في طريقة اشرف وأنظف للسلوك ..؟ لماذا نظهر للناس محاسننا دائما ونخفي أخطائنا ،

#سمير_عبد_الرحيم_اغا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات