أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ساطع هاشم - الزوال , السرعة , والميكانيكا الكلاسيكية















المزيد.....

الزوال , السرعة , والميكانيكا الكلاسيكية


ساطع هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 5633 - 2017 / 9 / 7 - 09:02
المحور: الادب والفن
    




ليس عندي من سبب مهني يدفعني لدراسة العلوم الطبيعية , عندي فقط فضول عقلاني او معرفي للاطلاع على الافكار والنظريات العلمية الحديثة التي بواسطتها يتم تطوير التكنلوجيا ووسائل العمل الحديثة والتي تغير حياة البشرية كل نهار هذه التكنلوجيا التي تجلب السعادة للملايين من الناس والتعاسة والكوارث لملايين اخرى تموت يوميا من الشقاء والتعاسة وصراع الانذال , وفي سبيل فهمها علميا بشكل صحيح فان ذلك يحتاج الى معارف عميقة بالرياضيات والكيمياء والفيزياء للاسف لايتوفر منها عندي الا القليل ورغم هذا فاني احاول دائما , لان العلم هو طريق في البحث ومنهاج في الرؤية يختلف عن الفن الذي هو شغلي الدائم ويشترك معه في اشياء ايضا . وهذا التطور التكنلوجي الهائل يجعلنا ايضا نعيش تحت سطوة الثقافة التجارية في كل مناحي الحياة دون ان ندري كيف تحرك هذه (الثقافة) مشاعرنا وكيف نتصرف او نبدي رد فعل اثناء تحريكها لمشاعرنا , فاصبحنا وكأننا عبيد للسطحية والروح التجارية التافهة بالتمرين والمراس الذي تبثه قوى لانستطيع التنبؤء بمساراتها ابدا.

الانسان جزء من عالم كبير اسمه الكون , انه جزء محدود في الزمان والمكان , لكنه يختبر نفسه وافكاره واحاسيسه وكأنه شيئ منفصل عن هذا العالم الكبير , وبهذا فهو يمارس نوع من انواع خداع النظر لوعيه , هذا الخداع بالواقع نوع من انواع السجن بالنسبة لنا , يختزلنا الى رغبات شخصية وتعلق عاطفي بمجموعة محدودة الاشياء ومن اشخاص قريبين الينا , مايقوم به العلم حاليا من ابحاث وتقديم نظريات انما هو جزء من عملية لتحريرنا من هذا السجن -او هكذا يحاولون اقناعنا- , وذلك عن طريق توسيع دائرة تعاطفنا واشفاقنا لاحتضان كل الكائنات الحية والطبيعة بجمالها وعندما نقبل بهذا فينبغي ان نقبل برؤية العالم بابعاد اربعة لانه انذاك فقط سيكون ممكنا رؤية الكون كشيئ ذو بناء موحد يمكن فحصه وبحثه, لااحد بامكانه تحققيق ذلك بالكامل طبعا , لكن السعي لمثل هذا الانجاز بحد ذاته اي النظر الى الكون باعتباره موضوع وشيئ واحد يتحرك باربعة ابعاد , انما هو جزء من التحرر من الخرافات واساس للامان الداخلي للفرد كما يقول علماء الطبيعة

لقد صاغ نيوتن قوانين الميكانيكا الكلاسيكية بحدود سنة 1687 بينما النظرية النسبية جاءت سنة 1905 ولم تعرف خارج نطاق المختصين الا سنة 1919 وما بعدها , بينما ميكانيكا الكم ظهرت رسميا في سنة 1927 , ولاتبحث الميكانيكا الكلاسيكية او ( مايسمى بالعلم النيوتني الذي اوجده نيوتن ) بالظواهر التي تحدث على المستوى دون الذري فهذه من اختصصاص ميكانيكا الكم , ولذلك ليس لها علاقة في دراسة الاجسام التي تتحرك بسرعة الضوء ومادونه , فهذا من مهمة النظرية النسبية , انما هي تعنى بدراسة الاجسام الثابتة والمتحركة التي نراها ونستعملها في حياتنا اليومية عندما تتعرض الى قوى مختلفة خارجية او قوى نابعة من الاشياء نفسها وتؤثر على جيرانها , يعني تلك القوانين التي درسناها في المرحلة المتوسطة والثانوية

الفن التخيلي , بشكل عام قائم ليس على اساس ملاحظة الاشياء والمشاهد الواقعية في عالمنا اليومي , مثل هذا سوق سأرسمه وهذا بحر وغابة , اي تلك المشاهد التي نراها ونستعملها في حياتنا اليومية والتي تعالجها الميكانيكا الكلاسيكية يعني قوانين نيوتن , بل على اساس اختراع مشاهد واماكن وعوالم لايستطيع احد رؤيتها , لان معالجة امور المستقبل كما يدفعنا التطور العلمي والتكنلوجي اليه , تتطلب القدرة على التخيل والبصيرة وليس التكرار والتقليد , والفن عامل مساعد في تحريك المخيلة ومن ثم الابداع وتحرير العقل , لان الرسام هنا يسعى الى رسم فكرة , يعني مايبدو امام المخيلة وليس مايبدو امام العين , وان افضل طريقة للوصول الى هذا الهدف هو ان نقترب من –الان- لانه لايوجد زمن في –الان- , حيث ان الزمن يولد عندما ننظر الى العالم عن طريق عقلنا المنطقي فيصبح هذا –الان- بعد لحظة شيئ من ماضٍ لاعلاقة لنا به

موجة بحرية لا تحمل ولا قطرة ماء واحدة
فيزياء الكم لاتعلمنا النظر الى العالم على انه اشياء في هذه الحالة او تلك , مثلا هذه صخرة هذه شجرة هذه طاولة , بل كونها عملية في حالة من الانتقال المستمر من حدث الى اخر من تفاعل الى تفاعل ولايمكن التنبؤ بهذه الاحداث والتفاعلات الا كأحتمال
ريتشارد فينمان 1918 – 1988 العالم الامريكي الحاصل على جائزة نوبل بالفيزياء سنة 1965 , واحد من اكثر العلماء الذين عرفوا كيف يراوغ ويتلاعب ببراعة بالنظرية اقر في النهاية بالقول : انا اعتقد باني استطيع الاقرار بانه لايوجد احد يفهم حقا فيزياء الكم .

فيزياء الكم هي نظرية في علم الفيزياء فقط , ولكن بسبب نجاحها الهائل في التطبيق التكنلوجي العملي , فقد اصبحت ايضا موضوعا للفلسفة والادب والفن وما يسمى الان الابسيمولوجي وغيرها
جميع معادلات وحسابات هذه النظرية تستعمل يوميا على نطاق واسع بالعالم , من قبل الاطباء وعلماء الفيزياء والمهندسين والكيميائيين والبايولوجيين لكن كل هذه الحسابات مازالت لغزا رغم تمكن جميع هؤلاء من تطبيقها عمليا , والسبب لانها تصف فقط النظام الفيزيائي الذي يتفاعل احده مع الاخر , يعني الكيفية التي تجري بها الاحداث وليس اسبابها , بمعنى ان :
العالم الذي تصفه فيزياء الكم متغير دائما وبشكل عشوائي , حتى يبدو وكان العالم اللامتناهي في الصغر ليس الا ذبذبات مستمرة , فاذا نظرنا مثلا الى صخرة فهي ثابتة ولكننا اذا استطعنا النظر الى ذراتها , سنرى انها في حالة انتشار مستمرة هنا وهناك وفي حالة تذبذب بلا انقطاع.
وهنا تحصل المفارقة بين الفنان والعالم , فعالم الطبيعة ينتج النظريات ويجري التجارب , ولكنه لايسأل عن تأثير هذه الفرضيات والنظريات على تصور الانسان للواقع والحقيقة , وهذه المشكلات التي تولدها وتطرحها العلوم تفرض علينا نحن الذين لانفهم بها والمجبرين على القبول بها واستعمال انتاجها , التفكير بمصيرنا وبمدى معرفتنا حقا للواقع الذي نعيش فيه
لقد كتبت الاف المقالات ومئات الكتب والدراسات وعقدت الندوات من قبل الفلاسفة والعلماء حول العالم للاجابة على النوع التالي من الاسئلة منها :
ماهي فيزياء الكم بعد مئة سنة على ميلادها ؟
هل هي الغوص عميقا جدا في واقعية الطبيعة ؟
هل هي تخبط معرفي لكنه يعمل بالصدفة , او صدفة اصبحت شديدة العملية وفعالة؟
هل هي جزء من لوحة ملغزة غير كاملة ؟
هل هي مفتاح لشيئ هام جدا متعلق في هيكل بناء هذا العالم ؟ والذي مازال على الانسان السعي لحل شفرته ؟
وفقا لهذه النظرية فان :
العالم غير مصنوع من حصى صغيرة او ذرات كما اعتقد الاقدمون , لكنه عالم من الذبذبات من التأرجح والتقلب والتردد او كما يقال عبارة عن اسراب من اللحظات العابرة اللامتناهية في الصغرفي مكان غير محدد وزمان غير محدد لان عالم فيزياء الكم ليس عالم اشياء بل عالم احداث مستمرة الوقوع والتفاعل , فالصخرة عبارة عن تذبذب وتردد الكمات –كوانتم- التي تحفظ شكلها لفترة من الزمن ثم تتلاشى , بالضبط مثل موجة صغيرة في البحر تظهر وتختفي , والموجة البحرية ليست شيئ , يعني انها غير مصنوعة من مادة معينة يمكننا امساكها , وللمزيد من الايضاح نقول : انها موجة بحرية تتحرك في الماء بدون ان تحمل ولا قطرة ماء واحدة , والبشر ايضا عبارة عن كمات , هذه الكمات تجري داخل وخارج اجسامنا مثل امواج او وهج من الاحداث , بمعنى اننا عملية في خلال فترة قصيرة بالزمن ولايمكن التنبؤ بمستقبلها ابدا .



#ساطع_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العباءة السوداء والعمامة السوداء
- التقدمية وخيبة الامل الحديثة
- جواد سليم في معرض للمخابرات المركزية الامريكية
- من دولة الخروف الاسود الى دولة العمامة السوداء
- ربع قرن في تدمير العراق
- عوالم الانسان الحي
- حرب الالوان العالمية
- الاله اشور ملحمة ومأساة جديدة
- الفن واختراع الكتابة والقراءة
- البعد الرابع في الثقافة والتفكير العالمي المعاصر
- وسط هذا الصخب
- الاحمر والاسود والاول من ايار
- الوظيفة الاجتماعية والفكرية للالوان
- فنان الحواس المعانة محمود صبري ..وداعا
- العَلم العراقي والنشيد الوطني واليوم الوطني
- البعوض يحارب الملاريا في العراق
- الفن والحرية والابداع
- اللون الاصفر والازرق وثورة العراق المرتقبة
- حادثة قتل قد تفجر وضعا ثوريا
- الفن والدين ومسخ التراث في العراق


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ساطع هاشم - الزوال , السرعة , والميكانيكا الكلاسيكية