أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسعود محمد - هل غيرت ميركل توجهاتها للحفاظ على الكرسي؟















المزيد.....

هل غيرت ميركل توجهاتها للحفاظ على الكرسي؟


مسعود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5631 - 2017 / 9 / 5 - 15:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يراقب بقلق الكثير من اللاجئين الحملة الإنتخابية في ألمانيا لم لها من إنعكاسات على مستقبل اللجوء في ذلك البلد الذي قدم الكثير للاجئيه عامة وللسوريين منهم خاصة. قبل ثلاثة أسابيع على الانتخابات البرلمانية الألمانية نظمت القنوات التلفزيونية مناظرة بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وغريمها من الحزب الاشتراكي، مارتن شولتس. مناظرة تابعها ملايين الألمان ومثلهم حول العالم، لما لهذه الدولة من أهمية على المستوى السياسي والاقتصادي. كلا المتناظرين حاول إقناع الجمهور بحججه المختلفة على أمل كسب الثلث المتشكك لمن سيمنح صوته. كما كان متوقعا بعثت هذه المناظرة التلفزيونية بعض الدينامية في الحملة الانتخابية التي اتسمت بالملل حسب تقارير إعلامية، حيث ستكون المواجهة بين ميركل المتميزة بحضورها الشعبي الكبير وخبراتها الواسعة في مواجهة أزمات عالمية ومحلية وبين شولتس المعروف بقدراته الخطابية المؤثرة، والذي كان قد أعلن أنه ينوي الاستمرار في "المعركة حتى اللحظة الأخيرة" على أمل إزاحة ميركل من عرش المستشارية. وكانت استطلاعات للرأي أفادت بأن نحو ربع الألمان الذين يحق لهم الانتخاب لم يحسموا موقفهم من المشاركة في الانتخابات، مشيرة إلى أن ارتفاع نسبة الألمان الذين لا يعتزمون الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات أو لم يحسموا أمر مشاركتهم بعد بـ2 في المائة لتصل إلى 26 في المائة، وهي أعلى نسبة يتم تسجيلها في الاستطلاعات منذ نهاية يناير الماضي. وتخشى الأوساط السياسية والشعبية في ألمانيا من استفادة اليمين الشعبوي والمتطرف من النسبة الكبيرة للناخبين الذين لم يحددوا بعد خياراتهم في التصويت لكسبهم، مستفيدا من تنامي المخاوف من مشاكل الهجرة والإرهاب والإسلاموفوبيا. للافت في هذه المناظرة أن نصف الساعة الأولى دارت حول موضوع واحد وهو "اللجوء والإسلام". هذا إضافة إلى مثله من الوقت حول تركيا. هذه المواضيع أججت النقاش بين الطرفين، الذين لم يظهرا خلافا كبيرا حول تلك المواضيع، خاصة وأنهما يعلمان جيداً إنهما محكومان بالتعاون في نهاية المطاف، حيث ركزا على الأخطاء التي تم ارتكابها حيال سياسة اللجوء، وكذلك المخاطر التي قد يجلبها المواطنون من أصول إسلامية لألمانيا بحمل الأفكار المتطرفة وبالتالي ترجمتها إرهاباً في ألمانيا. كلاهما أكد على ضرورة ترحيل المشكوك بإنتمائهم للإرهاب من البلاد وعدم التهاون في ذلك. إلا أن ما لم يتحدث عنه المتنافسان هو الظروف التي دفعت بمئات آلاف اللاجئين للمخاطرة في حياتهم من أجل الوصول إلى أوروبا وكيفية علاج تلك المشاكل.

وحول قضية الإسلام وألمانيا، قالت " ميركل" أتفهم من لا يستوعبون قيام عدد من المسلمين بضربات إرهابية باسم الدين، وهناك كثير من علماء المسلمين يقومون بأدوار توعية ضد ذلك الإرهاب، والإسلام جزء من مجتمعنا، ولكن لابد أن يتوافق مفهوم الإسلام مع الدستور، وقالت إنه يتم غلق المساجد التي تمارس خطابا مرفوضا، وتابعت "بدأنا بتدريس الدين الإسلامي ولدينا أربع جامعات تدرس الدين الإسلامي". كان خطابها حيال هذا الموضوع خطاباً متردداً يصح فيه القول الشعبي " ضربة على الحافر وضربة على المسمار" فالصوت المسلم في ألمانيا له وزنه وثقله الإنتخابي، وميركل معروفة بقدرتها العالية على المناورة. حماسها لقضايا اللجوء في بدايات الأزمة دفع الاجئين الى تسميتها ب " ماما ميركل"، التي ما لبثت مع مرور الوقت تفقد من شعبيتها، إلى جانب صعود اليمين المتطرف ليس في ألمانيا وحدها، بل في الكثير من الدول الأوروبية. بعدها أيقنت ميركل أنها ارتكبت خطئاً جسيماً في هذه السياسة وهذا الترحيب بخليط من الثقافات تختلف عن الثقافة الغربية لدرجة التناقض أحياناً مما يصعب عملية الإندماج في المجتمع ويخلق تناقضات إجتماعية وثقافية. لذا ما لبثت أن تراجعت عن هذه السياسة، بل والاعتذار عنها. وبدأت تتحدث بنفس النبرة التي يريد الشارع سماعها، وهي عدم استقبال مزيد من اللاجئين والبدء بترحيل من يتم رفض طلب لجوئهم. من الواضح أن ميركل لم تعد ترغب المغامرة بمستقبلها السياسي، راوغت ميركل بموقفها ونفت تغييره، إلا أنها سعت الى إسماع الشارع ما يحب أن يسمعه، بدون أن يحسب ذلك تراجعاً، فقالت إن سياستها تجاه اللاجئين كانت صحيحة وأنها في المرحلة القادمة ستقنن مسألة نزوح اللاجئين، نافية أن يكون ذلك مهددا للمجتمع الألماني. ما كان في العام 2015 إنسانيا وملحا، أصبح اليوم غير ملح ولم يعد ضمن الأولويات السياسية لميركل. تمنح استطلاعات الرأي تفوقا لحزب ميركل "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" أمام الحزب الاشتراكي الديمقراطي بفارق من 14 ل 18 نقطة بينهما، فيما يحتل حزب البديل اليميني الشعبوي المرتبة الثالثة.
يرى المراقبون أن ميركل لا تخاطر، وتتجنب الوعود الواضحة، وتطرح نفسها كضامنة للاستقرار في عالم الأزمات وفي وجه الصدمات الانتخابية التي تمثلت في بريكست وفوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. تعتبر ميركل بالرغم من قضائها 12 عاما في الحكم، إنها ما زالت بنفس حماستها، وشكلت هذه المناظرة فرصة أخيرة بالنسبة إلى المرشح الاشتراكي الديمقراطي من أجل تحقيق أمل حزبه في الانتصار على الاتحاد المسيحي الديمقراطي، حليفه في التحالف الحاكم. ويسعى الحزب إلى اقناع الناخبين عبر التركيز على شخصية مارتن شولتز المعروف بأنه إنساني أكثر من ميركل، وبأنه "متحدث لبق مع الناس فهومباشر ويملك موقفا واضحا ولغة واضحة وتوجها واضحا".
تركيا التي أخذت حيزاً معتبراً من نقاش المتنافسين وعد شولتس - في حال فاز بالانتخابات وأصبح المستشار الألماني - بأن ينهي مفاوضات إنضمام تركيا الى الإتحاد الأوربي ، مؤكداً أن هذا لا يمكن في الوضع الحالي، ولا يمكن قبول تصدير الكراهية الى ألمانيا عن طريق الدين. حول ملف السياسة الخارجية وإغلاق الحدود الخارجية، طالب شولتس بمراقبة الحدود وليس إغلاقها، وأنه لابد من وجود قانون ينظم ذلك، ولابد من وجود قانون أوروبي للهجرة ينظم ذلك أسوة بالولايات المتحدة وكندا. عقبت ميركل على إمكانية إغلاق الحدود الأوروبية، قائلة " لابد أن نضبط المسألة مع تركيا وليبيا، وأن نبني اتفاقيات من الشراكة مع الدول الإفريقية في شأن الهجرة القانونية" وكانت المستشارة الألمانية قد وقعت اتفاقية مع الحكومة التونسية عبر دعمها إقتصادياً لتساهم تونس بمنع تدفق اللاجئين عبر تونس إلى أوروبا. وكذلك وقعت إتفاقية مع الحكومة المصرية، واستقطبت قادة ليبيين بالتفاهم مع إيطاليا من أجل دعمهم بالمال وتدريب خفر السواحل الليبية لمنع وصول قوارب اللاجئين إلى الضفة الأخرى للبحر المتوسط. إجراءات أثبتت نجاحها، فبعد أن وصل إلى ألمانيا حوالي 890 ألف لاجئ، في العام 2015، تراجع العدد إلى 280 ألف في العام 2016، ولم يتجاوز 106 آلاف في العام 2017. في المقابل رحلت ألمانيا ما مجموعه 57 ألف لاجئ خلال السنوات الثلاث المذكورة.
عنوانان بارزان لتلك المناظرة " اللجوء وإندماج اللاجئين والإختلاف الثقافي"، " الإسلام وتركيا والكراهية والإرهاب" طبعا الى جانب الوضع الإقتصادي والبطالة وسن التقاعد. كل تلك العناوين ونتيجة الإنتخابات ستحدد ليس فقط سياسة ألمانيا المستقبلية، بل ستحدد مستقبل وتوجهات الإتحاد الأوروبي الذي أصبح هو وقادته بوجهين وجه إنساني ظاهر للعيان، ووجه آخر يخبئونه وراء القناع عنوانه التقوقع، ورفض " الغريب"، والتخلي عن الشعارات الإنسانية التي إتسمت بها أوروبا والنزوح نحو المزيد من التطرف اليميني.



#مسعود_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيد حسن ... في حارتنا ديك يخطب فينا
- نصر الله ... أسقط القناع
- ما الذي يدفع الكورد للإستقلال؟
- للأمن العام ... لم يخرج من بيننا عميل واحد
- لبنان وسوريا ثورات مغدورة
- من قتل جورج حاوي ... أحقاً لا تعلمون
- تقسيم سوريا بانسجام أممي وايراني
- رسالة الرؤساء السابقين ... عودوا للشارع
- ابا عدنان ... بسمة تغيب كغروب الشمس
- الخلاف السعودي الايراني و دور الكرد والأقليات الايرانية
- 2016 عام التخلي والهزيمة ... الأمل بأكراد ايران
- حزب الله ثقافة الموت واللون الأسود
- بشتونستان ... حلم يخنق بين باكستان وطالبان ... حكايات البحر ...
- حزب الله ... يعري الحريري وعون
- شيوعيو لبنان هزموا اسرائيل ... وسوريا ذبحت مقاومتهم
- تمام سلام وجبران باسيل ... وجهي العملة
- كرد سوريا ما بين الوحدة والبحر
- الإمامين الخميني والصدر ... علاقة شائكة لحد التخلي
- الحسكة هل تعيد رسم خريطة التحالفات
- حلب ... حرب الدولاب والطيران


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسعود محمد - هل غيرت ميركل توجهاتها للحفاظ على الكرسي؟