أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا درغام - أمريكا والصهيونية














المزيد.....

أمريكا والصهيونية


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 5630 - 2017 / 9 / 4 - 15:40
المحور: القضية الفلسطينية
    


إن قيام إسرائيل يُعد تحديًا حققيا وخطيرًا للوجود العربي ، وقيامها لا ينطوي علي ضمان للمستقبل؛ لأن إقامة أي شيء يختلف تماما عن استمرار بقائه ، ومهما يكن من أمر الظروف التي رافقت إقامة إسرائيل والمؤامرات التي تمت بشأنها ، فمن المؤكد أن استمرار بقائها أثقل عبئَا وأشد عنفًا، إنه عمل يحتاج إلي خاصيات أبعد ما تكون عنها إسرائيل
ولهذا حاولت إسرائيل بعد أن جرّدتها من هذه الخاصيات أن تتحايل علي بقائها عن طريق العدوان تُقيم عليه جسرَا للتفاهم مع العرب، وحاولت أمريكا بشتي الوسائل أن تفرض هذا التفاهم ولكنها فشلت فيه وستفشل أيضا ؛لأن إسرائيل التي وقفت علي طرف هذا الجسر تفصلها عن الأمة العربية التي تقف علي الطرف الآخر منه عقلية ورسالة غريبتين؛ فالعقلية الصهيونية آمنت بالفتك وسفك الدماء وابتزاز الأموال، ومن هذه الدنايا نسجت خيوط رسالتها الدامية القائمة علي السرقة والسطو وعلي متلكات الغير أينما كانواوحيثما وجدوا
تجلت آثام العقلية والرسالة الصهيونية فيما هو قائم الآن في فلسطين ، إذا طبق اليهود في هذه الأرض العربية كل أساليب الإجرام، جاءوا في ركاب الاستعمار ، ثم سلطوا بنادقهم علي أصحاب البلاد فحصدوا أرواح العباد ، واحتلوا أراضيهم عنوة واقتدارا ، ولم يكتفوا بذلك بل أخرجوهم من ديارهم وشتتوهم في أصقاع الدنيا؛ ليحلوا محلهم ويسكنوا منازلهم ووطنهم، وترتب علي هذا العدوان اللئيم مشاكل هددت السلام ونشرت الاضطراب في ربوع الشرق الاوسط، ثم راحوا بعد ذلك يتلمسون الحلول بشتي الوسائل ليقضوا علي شعب بأسره ويهدموا كيانا سار مع الزمن في أخوة أصيلة
وتتعارض هذه العقلية كما تتعارض الرسالة الصهيونية مع العقلية والحضارة العربية، ولا تذكر الدنيا منذ فجر التاريخ مثالَا واحدَا يدل علي هذا التناقض الجوهري سوي هذا التناقض اليتيم القائم الآن في الشرق الأوسط، إذ تقف إسرائيل الغريبة علي طرف من الجسر، بينما يقف الطرف الآخر عالم له كل مقومات الحياة والبقاءوقد نقضت إسرائيل كل مفهوم للدولة ، عندما اعتمدت علي العنصر والدين، فإسرائيل هي وحدها التي تنتسب إلي يهوذا ، وهذا من شانه أن يؤدي إلي انفصالية تامة تساعد علي تقويض وجودها وتحطيم كيانها ،الأمر الذي يدفعها علي الدوام إلي ارتكاب العدوان لزحزحة الغير عن مكان واحتلال ارضه
وحاولت الصهيونية لتبرير اغتصابها أرض العرب إلي تفسير بعض آيات التوراة لما فيه مصلحتها ، وهذه بدون شك فرية خبيثة يتحداها اللاهوت تحديًا سافرًا ؛ لأن أسماء البلاد التي ورد ذكرها في التوراة هي أسماء لمدن لم يعد لها وجود فقد جاء في سفر" العدد" -الإصحاح الرابع والثلاثون(7-11) :" وهذا يكون لكم تخم الشمال، من البحر الكبير ترسمون لكم إلي جبل هور- ومن جبل "هور" ترسمون إلي مدخل حماة وتكون مخارج النخم إلي "حرد" ثم يخرج التخم إلي "زفرون" وتكون مخارجه عند "حصر عينان" هذا يكون لكم تخم الشمال. وترسمون لكم تخمًا إلي الشرق من حصر عينان إلي شفام، وينحدر التخم من شفام إلي ربلة شرقي عين، ثم ينحدر التخم ويمس جانب ببحر كنارة إلي الشرق".
إن هذه الأسماء انقرضت وأصبحت أثرًا بعد عين، وفضلًا عن ذلك فإن العهد الجديد أزاح من الطريق إسرائيل التي نقضها المسيح نقضًا تامًا.
فإسرائيل الحديثة هي ثمرة الصهيونية ، وكل ثمارها محرمة ، غرستها أيدي ملوثة بالدماء وعدم النقاء، وتعهدّتها بعض الدول وفي مقدمتها أمريكا التي عقدت مع بريطانيا اتفاقا عام 1924 بشان ما ادعته عن حقوقها في فلسطينن وسارت أمريكا منذ ذلك التاريخ وحتي اليوم وهي تدعم هذه الحقوق المزيفة بما قدمته وتقدمه من عون منهمر لم يكن آخره هذا التشجيع السافر للاعتداء علي الأراضي العربية في الاردن وسورية ومصر .
فالصهيونية والاستعمار رضعا من ثدي واحد ، وسارا في درب بواحد حتي وصلا إلي فلسطين العربية في ظلال الرعاية الامريكية ، وهناك أسفرت أمريكا عن حقيقتها عندما تخلت عن مبادئها التي هزت الدنيا ببريقها وأسدلت عليها ستائر النسيان، وإذا كان ترومان قد حقق للصهيونية حلمها في إقامة إسرائيل ،فإن خلفاءه من الرؤساء أخذوا بيدها لتقف علي قدميها وحشَا ضاريَا ينشب مخالبه وينهش لحوم الآدميين.وكانت عهود الرئاسة الأمريكية عهودَا ظالمة سوداء بالنسبة لحق العرب في فلسطين .
لقد عاشت إسرائيل حتي اليوم علي دعامة واحدة هي المساعدات الأمريكية وما تفرع عنها من مساعدات ألمانية بحيث أصبحت أداة لأمريكا وقاعدة لها لضرب حركات التحرر الوطني في العالم العربي وإفريقية
ومن هنا ، يأتي كتاب أمريكا والصهيونية للأستاذ سامي حكيم الصادر عن مكتبة الأنجلو المصرية ، ويتناول قصة التلاحم الامريكي الصهيوني وذلك لدراسة الصهيونية في جميع مراحلها وكشف حقيقتها



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية الخبز في مصر الحديثة
- الأعمدة السبعة للشخصية المصرية
- حكاية محمود سامي البارودي
- إيران: الحرب والنساء
- سفر التقتيل : المذابح الصهيونية ضد العرب(1920-2006)
- عادات الزواج في بلاد النوبة
- الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية
- التحرر الوطني : القضية المصرية في المرحلة الأخيرة
- مصر في الأساطير العربية
- المواطنة في الفكر الإسلامي
- الأرمن في القدس عبر التاريخ
- التحليل النفسي للجنون
- محاكمة ألف ليلة وليلة
- المسألة الكردية: الوهم والحقيقة
- أسود سيناء
- فنون الحياة
- الدكتور سيد فليفل رائد الدراسات الإقريقية
- القرصنة في البحر المتوسط في العصر العثماني: دراسة تاريخية وث ...
- الولايات المتحدة الأمريكية والقضية الأرمنية 1915 -1923
- حب الوطن بين غياب الوعي وتزييف الواقع


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا درغام - أمريكا والصهيونية