أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ريم شطيح - الإنسان قربان الانسان، والعقل مُنقِذه الوحيد














المزيد.....

الإنسان قربان الانسان، والعقل مُنقِذه الوحيد


ريم شطيح

الحوار المتمدن-العدد: 5626 - 2017 / 8 / 31 - 06:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رداً على سؤال أحدهم عن العنصرية والتعصّب، وعن السوريين بشكل عام بعد الحرب، أقول:

ليس السوري أو العربي فقط؛ بل الانسان بشكل عام لا يولَد عنصرياً سواء لدين أو لعِرق أو لطائفة. السوري يا صديقي المتسائِل إنسان غير متعصِّب وغير عنصري ومُتقبِّل ومنفتِح على الآخَر، على عكس ما يتم الترويج له بشكل عام عن السوريين، فالسوري ابن التعددية بالفطرة بالثقافة المجتمعية والواقع، ذاك لأنّ سوريا كانت أرض الأعراق والاثنيات المختلفة والديانات المتعددة، وليستْ التعددية بحالة طارئة على المجتمع السوري. ومَن يقف اليوم وراء نَعت الشعب السوري بالتعصب والعنصرية هو مَن يقف عائقاً في سبيل الدولة المدنية وعلمانية القوانين والنظام السياسي في كل المنطقة العربية والشرق أوسطية وليس فقط في سوريا، ولا أستثني منهم كل المرجعيات الدينية بكافة مؤسساتها مع السلطات السياسية وعدم اكتراث الأخيرة بل ودعمها لأنّ عدم وجود لتقديس للحالة الدينية يشي ويفيد بانتهاء مرحلة تقديس الأشخاص وبالتالي انتهاء ثقافة تقديس الحاكم وغيره وهذا ما لا تريده الأنظمة السياسية العربية.

الدين مسألة وراثية حسب البيئة الجغرافية أو البيت والأسرة التي ينشأ فيها الإنسان؛ بَيد أنّ "التعصب للدين" هو سلوك مُكتَسَب ويعود للتنشئة في تقديس الأفكار والموروث الديني وفيما يتمّ إقحامه في عقل الشخص (المُنتَج المُتعصِّب) من خلال تبنّي عقيدة إيديولوجية كمبدأ يوازي قيمة حياة الفرد و"الجماعة"، لأنّ مردود التعصّب في هذه الحالات لا يعود فقط للفرد بقدر ما هو "للجماعة" وهو الهدف البعيد المنشود للذين يُحرّضون لبقاء حالة التعصب والعنصرية وخَلْق سلوك عنفي قائم كثقافة مُجتمعية.

ولا يختلف التعصب الديني في ماهيته في بلادنا عن التعصّب السياسي لجهة سياسية دون غيرها أو لحاكم أو لعائلة، وتزداد حالة التعصب العام طرداً كلما ازداد التشديد على الرقابة الفكرية ومُنِع النقد ومناقشة الأفكار لإعادة طرحها وتشكليها، فيدور الشعب في دوامة ويبقى في سياق تقديس النَّص ثم تقديس العقيدة وأيضاً تقديس الحاكم. ولهذا نرى أنّ السلطة الدينية والسياسية على حَدٍّ سواء ترفضان العلمانية في البلدان العربية فممثّلو السلطتين في البلاد العربية والشرق أوسطية وجهان لعملة واحدة.

لا يتم حلّ هذه المعضلة إلاّ بقوانين مدنية ونظام علماني حقيقي، واتخاذ إجراءات وقوانين لنبذ العنف ثقافةً وخطاباً من علاقاتنا سواء الاجتماعية او السياسية. الخطاب العنفي القهري الذي تعاني منه المنطقة الشرقية بمُجملها حالَ دون تطور المجتمع والانسان، وبالتالي وضعَنا أمام عجز حقيقي للنهوض ولمواكبة الحداثة العالمية والتطور المعرفي والعلمي والاقتصادي والتكنولوجي.

الإنسان يولد حراً، العنصرية والعنف لن أقول من صنع الشيطان؛ بل من صنع الديكتاتوريات الدينية والسياسية في كل مكان، وما الشعوب إلاّ أضاحي الحروب والرأسمالية والسياسة العالمية. الانسان قربان الانسان والعقل مُنقِذه الوحيد.
ريم شطيح - كاتبة وباحثة سورية
--------------------



#ريم_شطيح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحبة يُظهرها العطاء النقي والتشارُكية
- يوم الأرض الفلسطيني ومفهوم الأرض اليوم بعد الحروب
- المرأة السورية بين الحرب واليوم العالمي للقضاء على العنف ضد ...
- الجيل الجديد بين الأهل والمجتمع الأبوي والأنظمة الرأسمالية
- طقس الدّم
- الإستقلالية والمشروع الثقافي
- - المرأة والتطرف الديني في العالم العربي.
- الحُب
- التعددية والهوية السورية والنظام العِلماني
- التواضُع والغُرور
- الإنسان بين الله والحاكم
- الإنسان في الحروب وثقافة الحياة
- المعرفة والنهوض المُجتمعي
- اليهود والصّهيونيّة العالَميّة


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ريم شطيح - الإنسان قربان الانسان، والعقل مُنقِذه الوحيد