أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - هل ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأميركية أم للولايات المتحدة الأممية؟















المزيد.....

هل ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأميركية أم للولايات المتحدة الأممية؟


ميشيل حنا الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 5625 - 2017 / 8 / 30 - 23:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يتعذر على الرئيس دونالد ترامب ان يدرك الحقيقة الفعلية للدولة التي انتخب رئيسا لها. فعندما كان يعتقد خلال مرحلة الحملة الانتخابية، بأنه يخوض حملة لانتخاب رئيس للولايات المتحدة الأميركية ، لم يدرك بأنه على ارض الواقع، يخوض حملة لانتخاب رئيس للولايات المتحدة الأممية.
فعدد سكان البلاد من الأجانب والقوميات والاثنيات الأخرى، قد تزايد كثيرا الى درجة اقتربوا معها من التساوي عددا مع السكان البيض، الذين تدفقوا اصلا مع نهايات القرن السابع عشر على الشواطىء الشرقية للولايات المتحدة، حيث بات يوجد الآن ما يعرف بضيعة بلايموث وماساسوشيت القريبة من مدينة بوستن التاريخية، المزدهرة بمبانيها القديمة المشادة على الطراز الاوروبي السائد في القرنين الثامن والتاسع عشر، والتي هي (أي بوسطن) من اقدم المدن في الولايات المتحدة الأميركية، وتزدهر بجامعاتها المتعددة وخصوصا جامعة هارفارد الشهيرة التي تخرج منها العديد من رؤساء الولايات المتحدة، والتي اتيحت لي مؤخرا فرصة زيارتها وزيارة مدينة بوستن التي تقع فيها.
وعلى ارض الواقع، انا لا املك احصاءات رسمية او علمية تعزز القول باممية الولايات المتحدة ، ولكني استند الى مشاهداتي الشخصية، عبر زياراتي المتعددة على مدى اربعين عاما، لعدة ولايات في شرق البلاد، وبعضها في غربها واخرى في وسطها.
لكن الرئيس ترامب كما يبدو، لم يزر مثلى منطقة grand canion في ولاية اريزونا، احدى المناطق التي تواجد فيها وفي مناطق اخرى كثيرة، الهنود الحمر المسمون بالأميركيين الأصليين، والذين يقدر عددهم بمئات الآلاف، بل بالملايين، رغم تصفية ملايين اخرين منهم في القرون السابقة، على يد الغزاة القادمين من الدول الاوروبية وخصوصا من بريطانيا.
وهناك الأفريقيون سود البشرة الذين جاء بهم الغزاة معهم ليقوموا بخدمتهم كعبيد لهم . وتسبب قيام الرئيس لينكولن بتحريرهم من العبودية، بنشوب حرب اهلية بين الشمال والجنوب دامت عدة سنوات. وحصل اولئك لاحقا على كامل حقوقهم المدنية في منتصف القرن الماضي. وتقول الويكيبيديا انه هناك تسعة عشر مدينة اميركية سكان كل منها اكثر من مائة الف نسمة، نصفهم من الافارقة الاميركيين. فثلث سكان شيكاغو منهم كما تقول ويكيبيديا، مضيفة ان المدن الاخرى الاكثر كثافة بسكان من الافريقيين الاميركيين، هي ديترويت وبالطيمور، حيث قد تصل نسبة السود فيهما الى ثمانين بالمائة. ولكن الرئيس ترامب كما يبدو لم يطلع بعد على الوكيبيديا.
وربما فات الرئيس ترامب ايضا تواجد ما يسمى ب china Town و little italy في العديد من كبريات المدن الأميركية، حيث يتواجد الحي الصيني بمطاعمه ومأكولاته المتميزة، وباسواقه وسلعه الصينية. وهذه متواجدة في معظم المدن الكبرى الاميركية ومن أهمها نيويورك، بوسطن، واشنطن دي سي، شيكاغو، دالاس، وخاصة في سان فرانسيسكو ولوس انجيلوس ، حيث يوجد في كل منهما سوق تشاينا تاون كبير ومتميز، ويديره الصينيون الاميركان كثيرو العدد، والذين وفدوا في مرحلة ما كمهاجرين، ليضيفوا اللون الأصفر الى اللونين الاحمر والاسود اللذين تزخر بهما البلاد.
وكالصينيين هناك الايطاليين الذين جاءوا ايضا كمهاجرين، وباتوا تدريجيا ، اضافة الى تشكيل بعضهم عصابات المافيا، يمتلكون العقارات والمطاعم والمحلات التجارية، بل بات لهم في كل مدينة كبرى، حيهم الخاص وسوقهم الخاصة المسماة ب ليتل ايطالي. ويضم حي ليتل ايطالي المطاعم المشهورة بالمأكولات الايطالية المتميزة، كما يحتوي على متاجر بيع المنتوجات الايطالية من اغذية وتحف وملابس .
وكما جاء الايطاليون من اوروبا، فقد جاء آخرون منها، وخصوصا الايرلانديين منهم (وهم من الكاثوليك) وذلك خلافا للانجليز المنتمين لطائفة البروتستانت، مما ادى لوقوع نزاعات طائفية بينهما، تبلورت بشكل اكثر وضوحا بعد ظهور الكوكلاكس كلان العنصريين ، والمعادين بشكل خاص للسود، ولكن بات يشمل عداءهم لاحقا اليهود والكاثوليك ايضا .
ولأسباب متعددة بعضها اقتصادي، وبعضها سعيا وراء مزيد من الحرية والدمقراطية، وخلاصا من بلاد سادتها الانقلابات العسكرية والدكتاتوريات في أميركا اللاتينية، تدفق المهاجرون الاسبان اصحاب البشرة الداكنة، على الولايات المتحدة . ولكن السعي وراء العمل كان من ابرز اسباب هجرتهم، الأمر الذي رحب به الأميركيون لكونهم (أي الاسبان) يتقاضون أجورا زهيدة قياسا باجور العامل الأميركي.احياء
وباتت الحروب أحد الاسباب الرئيسية في تدفق اللاجئين على الولايات المتحدة. فنتيجة اضطهاد الاتراك للأرمن، وفد الكثيرون من الارمن على البلاد الاميركية، ولهم في بعض المدن ك لوس انجلوس مثلا، احياء كاملة فيها. كذلك حرب عام 1948 والنزاع الفلسطيني الاسرائيلي، جاءت لاميركا بعدد من اللاجئين الفلسطينيين. ونتيجة الحرب في فيتنام، ورد عليها لاجئون فياتناميون وكامبوديون. وبسبب الثورة الاسلامية في ايران، وفد الأثرياء من الايرانيين على الولايات المتحدة. والشيء ذاته تكرر بعد اندلاع الحرب في العراق وفي سوريا، حيث تدفق على اميركا لاجئون من الدولتين.
وساعد أيضا على توجه العديدين من الراغبين في التخلي عن بلدانهم ، الى الولايات المتحدة دون غيرها من دول العالم الغربي ، الدور القيادي الذي تلعبه الولايات المتحدة ، وتقدم نفسها فيه على انها قائدة العالم الغربي الحر ، بل قائدة العالم كله، مما جعلها قبلة الراغبين باللجوء الى بلدان غير بلدهم الاصلي.
هذا التنوع الكبير في القوميات والاثنيات والطوائف، اضافة الى تعدد بلدان المصادر التي تدفق منها اللاجئون، وكاد بالتالي أن يحول الولايات المتحدة الأميركية الى الولايات المتحدة الأممية، أمر اغفله الرئيس ترامب خلال حملته الانتخابية وفي مرحلة رئاسته، اذ تناسى وجود القوميات والاثنيات المتعددة والمتنوعة، فخص بخطابه الرجل الأبيض اعتقادا منه أنه هو الأميركي الحقيقي والفعلي، أما الآخرون فمجرد دخلاء.
وفي المقابل، خاطب الملايين ذوي البشرة الداكنة، أي الاسبان، مهددا متوعدا ببناء سور يغلق فيه الحدود مع المكسيك، وهي الحدود التي تساعد على تدفقهم على الولايات المتحدة. كما اكد على توجهه لملاحقة وطرد كل المقيمين في البلاد اقامة غير شرعية، ومعظمهم من الاسبان، وعددهم يبلغ الأحد عشر مليون مقيم اقامة غير شرعية. وهو يهدد بطردهم من البلاد، الأمر الذي قد يؤدي الى الاخلال بموازين القوى العاملة، والى تصدعها ووجود فراغ ونقص فيها.
ومع بداية جلوس ترامب في مقعد الرئاسة، ظهرت بوادر الاستجابة لنداءاته العنصرية. فتعرض البعض للسيدات المسلمات المحجبات ، كما شرع آخرون بكيل الشتائم للمارة من الاسبان. وسكنت هذه الظاهرة لفترة ما، لتعود للانفجار فجأة، قبل أسبوعين، في مدينة شارلوتفيل في ولاية فيرجينيا المجاورة للعاصمة واشنطن دي سي.
وكانت الأممية العالمية من الاحلام التي تطلعت اليها الشيوعية، حالمة بدولة واحدة كبرى تضم كل دول العالم وشعوبه. ولكن الاتحاد السوفياتي فشل في تحقيق الحلم الشيوعي في الاممية العالمية، ومع ذلك ها هي آخذة فعلا في التحقق من ناحية مبدئية، وعلى نطاق التنوع في الشعب الواحد...وذلك في الولايات المتحدة التي كانت أميركية، وباتت الآن أو تكاد تصبح الولايات المتحدة الأممية.
الكاتب والمفكر ميشيل حنا الحاج (يكتب من واشنطن دي سي)
الاعلامي الأول والمميز لعام 2017 – كما اسماه اتحاد الاعلاميين العرب
المستشار في المركز الاورو



#ميشيل_حنا_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يشكل استفتاء كردستان العراق على الاستقلال في ايلول القادم ...
- الثورة الشيوعية في الذكرى المائوية لانطلاقها
- حادثة السفارة الاسرائيلية في عمان، والدلال المتميز الذي يحظى ...
- الأبعاد الاستراتيجية المتعددة لأزمة الخليج، هل يمكن أن تشمل ...
- شرطان بين الشروط الخليجية الثلاثة عشر هما موضع جدل خاص
- رحلة في ذاكرتي الفلسطينية: بصمات فلسطينية في حرب عاصفة الصحر ...
- عندما توا رحلة في ذاكرتي الفلسطينية: عندما تواطأت مع (أبو جه ...
- رحلة في ذاكرتي الفلسطينية: عندما تواطأت مع (أبو جهاد) لاحباط ...
- مفاجأة تفاقم الخلاف بين الخليج وقطر وبلوغه حد القطيعة
- مدن بريطانيا الأكثر أمنا في أوروبا باتت فجأة الأكثر استهدافا ...
- رحلة ترامب للشرق الأوسط تسعى لتحقيق السلام الفلسطيني الاسرائ ...
- الارهاب الذي افرزته الحرب السورية يهزم الحزب الاشتراكي الفرن ...
- يوم الشعانين ..يوم الدعوة للسلام..أم يوم الشهداء؟
- هل التوماهوك انتقاما للكيماوي أم لتصحيح صورة جماعة ترامب لدى ...
- أين المنطق في تقييم حادثة خان شيخون؟
- تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ الى جزيئات صغيرة في سوريا. أسبابه ...
- جنيف بين طلاسم علاقة فتح الشام بأحرار الشام وغموض ما يجري في ...
- هل الحرب العسكرية على الدولة الاسلامية قادرة علىى تحجيم الفك ...
- طبيعة العلاقة الاستراتيجية بين تركيا والولايات المتحدة، والع ...
- اسقاط ميغ 23 سورية أم مسعى لاغتيال الاستانة واتفاق بوتين ارد ...


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - هل ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأميركية أم للولايات المتحدة الأممية؟