أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صلاح بدرالدين - الكرد ومحنة - المسيحيين - العراقيين















المزيد.....

الكرد ومحنة - المسيحيين - العراقيين


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 1459 - 2006 / 2 / 12 - 09:52
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


التفجيرات الأخيرة التي استهدفت كنائس في بغداد وكركوك أعادت محنة الطوائف والأقوام التي تدين بالمسيحية مجددا الى الأذهان ودفعت البعض من الكتاب ومن مستويات مختلفة الى تناول الموضوع وما أثار الانتباه في متابعتي توجهان ينطلقان من مدرستين فكريتين متباعدتين الى درجة التنازع واحدة ديموقراطية ليبرالية التي أتوافق معها من حيث المبدأ مع ملاحظات اضافية , وأخرى قومية – اسلامية والتي أختلف معها من حيث الجوهر محاولا طرح بديلها دون اتخاذ وسيلة الرد المباشرعلى أحد بل بانتهاج مسلك المساهمة في توضيح الموقف الكردي الديموقراطي السائد الآن في الوسطين الثقافي والسياسي في كل من سورية والعراق خصوصا وتركيا وايران عموما والمترجم عمليا بجانبه الأساسي في ادارات اقليم كردستان العراق الفدرالي في باكورة تجربتها الديموقراطية المميزة والرائدة في المحيط الاقليمي ذلك الموقف الذي يتعرض الى التجاهل والتعمية الاعلامية عن سابق اصرار وتصميم من جانب دوائر وأوساط شوفينية مستبدة معادية للحريات والتقدم .
أولا : من حيث التعريف لابد من التمييز بخصوص أتباع هذه الديانة في كل من العر اق وسورية بين نوعين آخرين من الانتماء اضافة الى الجذر الوطني وهما القومي والديني المتشابكين, ففي الأول يبرز – الآشورييون – الذين لاخلاف على صفتهم القومية وتوفر العديد من علائمها اذا صح ما يقال عن اصولهم الحضارية القديمة وكذلك – الكلدان – رغم توزعهم على عدة توجهات بينها من يعتبرهم قومية مستقلة من آرومة ابراهيم الخليل ومن أحفاد قدماء – أور – وبينها من يعتبرهم مسيحيين كرد ( بالمفهوم التاريخي ) أو كردستانيين ( بالمفهوم الجغرافي ) والتوجه الأخير يصنفهم كمسيحيين عرب والجدل ما زال مستمرا بين مثقفيهم وساستهم هذا دون أن ننسى أتباع هذه الديانة من – الأرمن – كقومية قائمة بذاتها , وفي مجال الانتماء الديني الطاغي يبرز – السريان – رغم توزع البعض من نخبهم بين الانتماءين الاشكاليين الكردستاني والعربي القابلين دوما للنقاش والأخذ والرد وهنا من المفيد استذكار أن جميع هذه التكوينات والتوجهات – ما عدا الأرمن – لم تحسم طبيعةهويتها النهائية بعد وما زالت قيد التشكل – الانتمائي – اذا صح التعبير وقد يدوم طويلا بسبب التوزع الجغرافي الواسع في البلدان والقارات وعدم اكتمال الشروط الموضوعية والسياسية لتنفيذ حق تقرير المصير الاستحقاق الشرعي والأخلاقي لأية قومية مهما كانت صغيرة وكون النظريات التاريخية بشأنهم تتشعب والعوامل السياسية والآيديولوجية تتكاثر وتتعارض ومن افرازاتها الحديثة نظرية الكلدو – آشور التي يستخدمها الشيوعييون وبعض الأحزاب العراقية في أدبياتهم وكذلك نظرية – الآرامييون – بجمع – الآشوريين والكلدان والسريان – في البوتقة القومية - الدينية الواحدة ويتبناها الأحزاب والحركات – الآشورية - الجديدة على وجه الخصوص وتلاقي الرفض الكامل من مثيلاتها – الكلدانية – والحذر من المرجعيات الكنسية .
ثانيا : محنة " المسيحيين " العراقيين بجانبيها الديني والقومي لم تبدأ خلال ( الحرب الكاريكاتيرية ) الجارية أو في سنوات ما بعد تحرير العراق من الدكتاتورية كما يطيب للبعض أن يزعم بل بالعكس فالمنظومة الأمنية البعثية المنهارة هي التي أسست لها ووفرت عواملها ودوافعها العنصرية والطائفية والنفسية والتربوية في طول البلاد وعرضها عندما حكمت الشعب بالحديد والنارطيلة ثلاثة عقود باسم القومية الواحدة والحزب الواحد والفرد الواحد ورفضت واقع العراق التعددي قوميا وثقافيا وانتهكت حقوق الآخر حتى في المعتقد والانتماء ولم تعامل التكوينات المسيحية الوطنية كطرف يستحق الحقوق القومية والثقافية بل اختزلتها في شخوص مطواعة ومشاهد فولكلورية خاوية المضمون مما اضطرت الى الهجرة بمئات الألوف الى مختلف أصقاع الكرة الأرضية , لقد خطط حزب البعث مبكرا من أجل استغلال – الاسلام – لخدمة آيديولوجيته باعتباره القلب النابض للعروبة حسب زعم – محمد ميشيل عفلق – ومارس النهج ذاته تجاه – المسيحية - أما ما تعرضوا اليه لاحقا وفي السنوات الثلاث الأخيرة تحديدا من اغتيالات واعتداءات همجية على الأفراد والعوائل والكنائس فمصدرها المجموعات الارهابية – القومية العنصرية من بقايا أيتام النظام المقبور والدينية المتزمتة من جماعات الاسلام السياسي – التي يطلق البعض عليها تسمية – المقاومة – هذا البعض الذي يتحمل جزء من المسؤولية الأخلاقية لما يحدث رغم أنه يذرف دموع التماسيح في المناسبات على مأساة " الاخوة المسيحيين " والهدف من الاعتداءات هو الاساءة للعهد العراقي الجديد ومحاولة افشال التجربة الديموقراطية وزرع العراقيل أمام العملية السياسية بافراغ البلاد من ذلك الوجه الحضاري وهذا العنصر المبدع الخلاق المناقض بطبيعته للدكتاتورية والظلامية والارهاب والعنف والذي يدفع بدوره ضريبة بناء العراق الجديد .
ثالثا : في جميع حوادث مسلسل موجات العنف المستمر والموجه ضد أتباع الديانة المسيحية في العراق لم نجد أيا منه يقع في المناطق التي تديرها حكومة اقليم كردستان بل أنها تحولت الى ملجأ آمن للنازحين مقرونة بتسهيلات ادارية واهتمام ملحوظ من القيادة السياسية الكردية ومشاعر انسانية متعاطفة من جانب مختلف قطاعات الشعب – من المؤسف أن يتجاهلها البعض - وهذه الحقائق ليس فيها منة أو فضل من أحد ولا يعدو كونها ممارسة طبيعية نابعة من الثقافة الاجتماعية والسياسية السائدة لدى المجتمع الكردستاني منذ القدم عززها وأغناها الزعيم القومي الخالد مصطفى البارزاني في العصر الحديث الذي عرف بالتسامح الديني والقومي والانفتاح وقبول الآخر باحترام وجوده وحقوقه ومعتقداته واذا أضفنا الى ذلك مواد دستور كردستان الفدرالي والقوانين ذات الصلة بحقوق القوميات والأديان الكردستانية من( تركمان وكلدان وآشوريين وعرب ) والانجازات المكتسبة والمطبقة على أرض الواقع خلال العقد المنصرم في مجالات التعليم والثقافة والعمل الحزبي الحر والمشاركة في السلطة التنفيذية والبرلمان نكون أمام كيان ديموقراطي واعد مسالم وحر فريد من نوعه في المنطقة يصلح أن يتحول نموذجا لحل القضايا القومية والدينية والمذهبية وضمان حقوقها المشروعة بشرط أن يتكاتف الجميع من أجل انجاح هذه التجربة الرائدة بمزيد من الديموقراطية والحرية والتعامل السلمي وفي هذا المجال من المفيد التجاوب مع مطلب نخبة من مثقفي الطيف " المسيحي " في اقامة كيان خاص في سهل – نينوى – بمسؤولية وطنية وانسانية واجراء المزيد من النقاش الهادف والواقعي لبلورة المسألة أكثر وتجاوز العموميات بشأنها كما أنه وباعتبار أن قضايا " المسيحيين " والتركمان هي جزء من مجمل القضية الكردستانية لأن هؤلاء وجنبا الى جانب الكرد من السكان الأصليين وأصحاب الحق المشروع في تعزيز هويتهم فان الواجب يقضي بضرورة مساهمة رئاسة الاقليم والحكومة والبرلمان ومراتب الرأي العام الكردستاني في اجراء حوار بالعمق مع أصحاب الشأن للتوصل الى حلول عادلة في اطار مبدأ حق تقرير المصير دون شروط .
رابعا : عموما سيكون تثبيت الأسس السليمة والعادلة للتعايش بين الأقوام والأديان والثقافات من متطلبات الواقع التاريخي الحضاري لمنطقتنا ومن ضرورات التغلب على مخاطر الارهاب والظلامية وشرط أولي للقضاء على أنظمة الاستبداد التي مابرحت تعزف على وتر الأديان والطوائف والنجاح في دمقرطة الشرق الأوسط وارساء دعائم السلم والاستقرار والتقدم لقد انتصر صلاح الدين على الافرنج بثقافة التسامح وعلاقات التعايش السلمي بين الشعوب والحضارات فهل لنا المضي نحو الانتصار على خطى السلف ؟ .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين النخبتين - الحزبية والعشائرية -
- الديموقراطية المغدورة
- أيام سورية خارج التاريخ
- حوار مع شركاء التاريخ والجغرافيا
- الحل العربي للأزمة السورية : - فاقد الشيء لا يعطيه -
- ماذا يعني خروج - خدام - على النظام ؟
- نظام - الرجل المريض - على حافة الهاوية
- جدلية الداخل والخارج
- كركوك : التحدي الأكبر أمام التعايش القومي في العراق الجديد
- قناة - الجزيرة - : عنوان الاعلام المضاد في عصر التغيير
- المنبر الذي يزداد تألقا
- قناة الجزيرة : عنوان الاعلام المضاد في عصر التغيير
- الديموقراطية في الشرق الأوسط الجديد
- شهادة في الراحل مصطفى العقاد
- هل صحيح أن استقرار المنطقة مرهون ببقاء النظام السوري ؟
- رحلة بارزاني : سبعة أيام - عولمت- كردستان
- نعم انه حل - بعثوي - للقضية الكردية في سورية
- اعلان - المترددين - في دمشق والمهام العاجلة
- مأساة متواصلة برسم النظام العالمي الجديد
- نحو دستور التوافق الوطني السوري - وجهة نظر كردية


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صلاح بدرالدين - الكرد ومحنة - المسيحيين - العراقيين