أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - سعد محمد عبدالله - الرسالة الثانية: إلي الحركات الطلابية والمعارضة














المزيد.....

الرسالة الثانية: إلي الحركات الطلابية والمعارضة


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 5624 - 2017 / 8 / 29 - 06:58
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


ظاهرة التخندق السياسي والفكري ومعاداة القوى الديمقراطية ونشاز الصورة -2.

ثمة متابعة منا والآخرين لما يجري في الساحة السياسية السودانية خاصة فيما يتعلق بتبديل قوى الديمقراطية والمعارضة الحية بتنظيمات غير مؤهلة سياسيا وفكريا ويرجع تاريخها إلي ثلاثة أعوام خلت من عمر الأزمة الوطنية، وقد تناولنا شكل الصراع الكائن بين الطلبة الشيوعيين وحركتي اللبراليين الخضر والحركة السودانية للتغيير المتحدتين فيما يسمى بتيار المستقبل كنموذج لتطور الأزمة السياسية وجزورها الحقيقية.

حقيقة الصراع:

إن الصراع السياسي القائم لا يمكن حصره في دائرة ضيقة كجعله صراع بين المدرسة الشيوعية وتيار المستقبل فقط، والحقيقة تعدت ذلك والصراع في أصله يدوربين الكيانات الديمقراطية وأحزاب ذات رؤى وتجربة وتاريخ وتنظيمات آخرى هلامية التكوين تتغلغل وسط الحركة الطلابية فاقدة للرؤية تثرثر بمفاهيم منافية للأدب السياسي ولا تتصل بالحوار المنطقي مثيرة بذلك نوع من الشغب الفكري والسياسي، أنشئت هذه المجموعات لتبديل القوى السياسية المعارضة بآخرى تكون أكثر تجاوبا مع الخط الإنقاذي القائم، وهذا الوضع يجب أن يحلل ويفسر بشكل دقيق من كافة ألوان الطيف السياسي، كما يجب إستحداث آليات ووسائل تنوير جديدة لتفكيك الخطة الهادفة إلي إسقاط المعارضة الحية عبر تبديلها كما شوهد في حوار (الوثبة) والحركات المستنسخة منها ظاهرا وباطنا.

ما المطلوب فعله:

تتطلب هذه المعركة خطة إستراتيجية بدرجة عالية من الدقة وبمشاركة واسعة من الخبراء السياسيين ذوي التجارب السياسية العميقة، وهذا يستدعي فكرة تشكيل جبهة عريضة من المعارضيين الحقيقيين لمواجهة سياسات التبديل السياسي الملاحظ في الساحة السياسية مؤخرا وبشكل تدريجي منظم لا يخفى علي كل متابع، فلا يمكن إعتبار ما يجري نوع من أنواع الخلاف السياسي الطبيعي، فهذه المرة مؤشرات السياسة تشير إلي ظاهرة إستثنائية مخلة بالسياسة ذاتها وتحتاج لمعالجة.

التنوع الفكري وكيفية التنسيق:

لم يكن التنوع الفكري في يوم من الأيام عقبة أمام القوى السياسية السودانية في حواراتها المتعلقة بالشأن العام، وهناك تجارب سابقة شاهدة علي تلاقي القوى المناهضة لإستفراد الحزب الواحد بالساحة السياسية، وقد إلتقت قريبا في تحالفات (قوى الإجماع الوطني - الجبهة الثورية السودانية - قوى نداء السودان) وكانت هناك تجارب مماثلة وسط تنظيمات الحركة الطلابية في كل الجامعات السودانية، ولطالما تعلق الأمر بمحاولات نسف المعارضة وهي الدرع الحامي للدولة والمساند الرئيسي لقضايا الجماهير عبر إشعال معارك جانبية تمهيدا لإحداث تشققات وتشوهات في المقاومة وأحزابها وحركاتها الكبيرة نجد الضرورة ملحة لقيام تحالف واسع يدافع عن الحقوق السياسية والمدنية ويهيئ المناخ لممارسة ديمقراطية في المسرح السياسي، فذا تأصيلا لأدب الحوار البناء والنقد الموضوعي للمشاريع الفكرية والبرامج السياسية، وهذا لمنع الإنحدار نحو الإنحلال والتحلل.

الطلاب أعمدت التغيير:

الحراك الطلابي الذي إنتظم الشارع السوداني منذ سطوة الإسلاميين علي السلطة قدم مشاريع للتغيير والتحرر عبر أركان النقاش والحوار في الجامعات عبرت عن وعي الطلاب، وترسخت بنضالاتهم مفاهيم الثورة والتحول الديمقراطي والتحالف الوطني من أجل مستقبل الدولة، ولم تكن حركتي اللبراليين الخضر والحركة السودانية للتغيير إلا رماح موجهة لتشتيت تلك القوى الضخمة عبر سياسة (النقض المغلف بالنقد)، وهذا جزء من عمليات التشويش الممنهج علي مستوى الجامعات، وعلي صعيد آخر نجد أحزاب (الوثبة) تمارس ذات السياسة وقد كانت دوائر العلاقة بينها متصلة من خلال تحالف (النواب المستقلين) والكثير منهم إنسلخ عن النظام للترشح في إنتخابات 2015م كتكتيك سياسي لتحقيق شرعية المشاركة في الحكومة في ظل المقاطعة الشعبية الواسعة،
وكانت تلك المشاهد لا تنفصل عن خطط تجفيف بحار الثورة ومنع تدفق التنوير بعزل المنبع عن المصب، وهذا الخط بات واضح وقد طفح علي السطح من لدن تيار المستقبل الساعي لهدم قيم الحوار المنطقي الموضوعي وتقطيع جواز السفر إلي المستقبل.

المستقبل لمن:

كيما يتحقق مستقبل زاهر للسياسة في السودن، نرى ضرورة معالجة الشذوذ الفكري والتغريد خارج نطاق الوعي والمنطق في تناول وتحليل التجارب السياسية والفكرية وتمتين قيم النقد والمراجعة وفقا لؤسس إحترام الرأي والرأي الآخر، والمستقبل لا يبنى بالقفذ خارج الواقع وتشويه التاريخ إنما بأخذ التجارب من الماضي وربطها بتجديد الخطاب السياسي والفكري والتخطيط الجيد للمستقبل، وذلك في ظل إعتراف أخلاقي بكل نضالات وتضحيات السودانيين عبر منظوماتهم المدنية والسياسية وحراك الطلبة والحركة النسوية والعمال وقد أنتجت إرث ثوري عميق المعاني، فالحفاظ علي تلك القيم والمبادئ الراسخة يقودنا إلي تأكيد أهمية تحالف القوى الديمقراطية وتسخير ثقلها التاريخي والفكري وخبراتها السياسية في إتجاه إعادة تهيئة البيئة الجامعية والساحة العامة لضمان إنتظام سريان الوعي والإستنارة والحوار البناء وصولا إلي دولة ديمقراطية حرة لا يزور فيها التاريخ ولا تمارس سياسة (العزل) المتبعة حاليا، وتلك معركة كل الحالمين بوطن ديمقراطي وسياسة شفيفة ورأي نقدي نزيه، وفي الأيام الأتية ستوضح الصورة أكثر فأكثر عندما تلج القضية منصة القضاء والمتوقع إنحيازه لتيار المستقبل نكاية بدعاة الإستنارة والوعي بالحقوق والتحرر الوطني.

سعد محمد عبدالله



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلي الحركات الطلابية
- مشروع الجزيرة ومشكلات الإقتصاد الوطني السوداني
- مهددات السلام في افريقيا
- النزاع والحل العقلاني


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - سعد محمد عبدالله - الرسالة الثانية: إلي الحركات الطلابية والمعارضة