أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي فاهم - بخت الحكومة



بخت الحكومة


علي فاهم

الحوار المتمدن-العدد: 5623 - 2017 / 8 / 28 - 23:25
المحور: كتابات ساخرة
    


أتذكر مقولة لجدتي كانت تكررها ( حبوبة أحجي بخت وأمشي بخت وبوك بخت مكرود يلما عندك بخت )
والبخت هو كلمة عربية تعني الحظ أو النصيب أو القدر وللبخت عند العراقيين منزلة عظيمة فهم يقدرون ويحترمون من عنده بخت ويعتقدون أن شيخ العشيرة أو الوجيه لديه نصيب من البخت يختلف عن غيره من الناس وهذه المنزلة البختية يتوارثها أباً عن جد وهي تعطيه مزايا عدة منها أن رأيه يكون حكيماً ويفرض على المتخاصمين ويحل ببخته أعقد المشاكل وهذا البخت هو بخت السلطة العشائرية ( المشيخة ) التي ينقلها الشيخ الى أبنائه مع الارث وكثير من الشيوخ فعلا يمتلكون الكارزما والحكمة التي تؤهلهم للعب هذا الدور الكبير ولكن الامر عندنا يعمم على الجميع حتى لو كان بعض الشيوخ لاتنطبق عليهم بعض المواصفات أو يوجد في العشيرة من هم أفهم وأحكم منهم ولكن أولئك ليس عندهم (بخت ) فيبقى رأيهم متأرجح بين القبول والرفض ونسبة القبول به ضئيلة الا إن كانوا شيوخ ، وأنسحب هذا التقدير والاحترام الى كل من يملك سلطة ، فالعراقيين يمجدون من بيده السلطة ويحترمونه ويقدرونه ويعتبرونه عنده بخت كبير وهو بخت الحكومة بغض النظر عن مسيرته ونزاهته وشرفه فهذه القيم ثانوية إن لم تكن هامشية أصلا فأن كنت تملك السلطة فأفعل ما شئت ستجد من يدافع عنك ولا يقبل أن تمس وفي المقابل من لا يملك السلطة تجده محتقر من قبل العراقيين ولا يحترمونه ويعتبرونه ضعيف وهم لا يحترمون الضعيف مطلقاً حتى إن كان نزيهاً وشريفاً ومبدأياً وكل الصفات الحميدة يجمعها الا أنه مادام خارج نطاق السلطة فلن يجد له تقييم يستحقه وهذا ما فهمته الكثير من الاحزاب والسياسيين وتعاملوا معه باحترافية فكان هدفهم السلطة والبقاء بها وهذا وحده يكفي لحشد المصفقين والممجدين والمدافعين الذي سيسدون عقولهم وأسماعهم عن أي نقد وسيهرولون نحو الحكومة واحزابها لأنهم يملكون بخت الحكومة الذي يحلف به الكثير من العراقيين ، وهذا ما يدعو الاحزاب الى التفكر الف مرة قبل ان تكون في صوب المعارضة لأنهم متأكدين من خسارتهم الكثير لمجرد خروجهم من دائرة السلطة حتى لو كان دور المعارضة أفضل من دور الحكومة ولكن الناس لا يهمهم الادوار ولا المنجز ولهذا تجد أحزاب السلطة متشبثة بكراسيها وتستميت وتقاتل وتسن القوانين التي تبقيها في السلطة حتى لو كان المنجز ضئيل أو معدوم فهم بلا السلطة لا شيء ، وينكشف حجمهم الحقيقي فمتى نصحح مفاهيمنا وندرس أنفسنا وخياراتنا ونكون شعباً متحضراً يجتاز اللاوعي المحرك لأرادتنا المسلوبة .



#علي_فاهم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جريمة النجف من يتحمل مسؤوليتها
- الشباب العراقي بين مشروعين
- المرجعية تنفض عباءتها من الاحزاب الكبيرة فعلى ماذا يراهنون ؟
- حسين كامل والسيد الخوئي وأنا
- العراق يسقط بالضربة القاضية
- يجب إعادة الحياة للتصنيع العسكري
- منهج الاقطاب في العراق
- من حقق النصر في الموصل
- أبو الفقراء موسم المصائب
- من قتل كرار نوشي ؟
- المرجع اليعقوبي يدعو الى الدولة المدنية
- غزوة رمضان وبالوعات الطائفية
- أكل و وصوص
- خيط وابرة وضمير
- حيدر الحسيني شهيد الشعبانية
- ديجافو
- جسر طويريج
- لماذا الاردن تكره الشيعة
- الشعب يرفض الخصخصة
- دردشة عراقية تحت المطر


المزيد.....






- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي فاهم - بخت الحكومة