أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - عودة إلى برشلونة...














المزيد.....

عودة إلى برشلونة...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 5623 - 2017 / 8 / 28 - 15:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عـــودة إلـى بـــرشـــلـــونـــة...
يوم السبت الواقع بالسادس والعشرين من شهر آب 2017, قامت مظاهرة ضخمة ضمت أكثر من نصف مليون من سكان مدينة برشلونة التي روعت باعتداء إسلامي داعشي, ذهب ضحيته ستة عشر مواطن ومواطنة أبرياء.. بالإضافة إلى حوالي مائة وعشرين جريح مع مدينة تبعد عنها أقل من مائة كيلومتر تدعى كامبريلس... والمدينتان تابعتان لمقاطعة كاتالونيا الإسبانية التي تطالب باستقلالها عن سلطات العاصمة مدريد من عشرات السنين.. حتى أن ملك اسبانيا عندما اراد المشاركة بهذه المظاهرة مع رئيس الحكومة المركزية.. قــوبــلا بهتافات عدائية.. ضد وجودهما وتراخيهما مقابل الإرهاب الاسلامي على الأراضي الإسبانية... وكانت مئات اليافطات تحمل إعلانا مفتوحا لداعش بالاسباني : NO TINC POR مما يعني " بلا خوف.. أو نحن لا نخاف "...
ولكن الذي لفت نظري أنه من ضمن الفيديوات التي نشرتها وكالات الإعلام العالمية لهذه المظاهرة الشعبية الضخمة لسكان مدينة برشلونة التي صورت بعمق حوالي عدة كيلومترات.. شاهدت ــ فقط ــ عدة نساء.. أقل من عشرة.. على رأسهن الفولار الإسلامي... وأحي بهذه السطور شجاعتهن الطبيعية.. علما أن الجاليات الإسلامية بالمدينتين المنكوبتين تعد بعديد من عشرات الآلاف.. تعيش على أرضها.. وغالبا تحمل جنسيتها الاسبانية... لم تشارك بهذه المظاهرة... ولم أقرأ لها بيانات بأي من وسائل الإعلام الأوروبية أو الإسبانية أو الفرنسية... كما لم أرى أية تعزية ــ كالعادة ــ لأية رابطة عربية أو سورية... ولا حتى بمدينة ليون التي أعيش بها... رغم تذكيري لمسؤوليها (وزعمائها) بهذا الواجب الإنساني.. بعد العديد من الاعتداءات الداعشية والإسلاموية الإرهابية... بعشرات من العواصم والمدن الرئيسية الأوروبية خلال العشرين سنة الأخيرة... وخاصة خلال السنتين الأخيرتين... وعادة صمتهم وحيادهم المسكين... والذي أعتبره اليوم بكل صراحة.. عدا عن الجبن الهزيل.. خطأ فكريا وخساسة تدان... بعدما كل ما أعطتنا هذه البلدان التي آوتنا وعلمتنا وحضنتنا.. ومنحتنا جنسياتها وحماياتها.. وخاصة فتحت لنا جميع الأبواب والنوافذ والمعابر التي تؤدي للتطور والانتقال إلى الفكر الحر والحكمة.. والحريات الأصيلة.. والأمان الاجتماعي والجماعي.. ولكننا انطوينا على ما تعلمنا وما ورثنا وما حملنا منذ أجيال من عاداتنا الهزيلة بالانعزال والانطواء والصمت والخوف.. كما ورثنا باسم الابتعاد عن السياسة.. الحياد الجبان والخوف من المشاركة بالاعتراض على الضيم والتعصب التاريخي الديني... ومرة أخيرة أردد لمخوخكم يا بشر... بأن التعزية والمشاركة بآلام بلدان حضارية حضنتنا وحضنت عائلاتنا وأولادنا منذ سنوات بعيدة... عمل إنساني بشري طبيعي... وليس التزاما سياسيا... ولكن ما أبعدكم بعاداتكم وموروثاتكم وأعرافكم الهزيلة الإثنية والطائفية.. عن كل إنساني طبيعي بشري أو حضاري!!!... وخاصة بعد مقابلة محطة تلفزيون LCI الفرنسية الخاصة التي قامت بها مع والدة إثنين من القتلة(من أصل شمال إفريقي) التي لم تذرف دمعة واحدة.. ولم تقدم أية تعزية (ولو بتمثيلية باطنية كاذبة) لأهالي ضحايا الجريمة التي شارك بارتكابها ولداها اللذان وصفتهما بطبيعيين طيبين... بلا أية مشكلة!!!...
اخــرجــوا عن حيادكم يا بشر... عبروا... إصرخوا أنكم ضد الإرهاب ومحرضيه وشريعته ومرتكبيه.. بلا خوف... لأنه ســوف يأكلكم وينخر عظامكم وما تبقى من حياد فكركم... تذكروا... تذكروا أنكم بشر.. ككل البشر... حتى لا أتابع تــســاؤلـي بكتاباتي.. فيما إذا كنتم ــ حـقـيـقــة ــ بــشــرا!!!............
*************
عــلــى الـــهـــامـــش :
ــ الصمت والحياد...
حاولت العودة هذا الصباح وبعد مرور حوالي اسبوعين من مرور الاعتداء الآثم على المدينتين الإسبانيتيين برشلونة وكامبريلس.. حاولت العودة إلى كل ما كتب عنه بالصحف الأوروبية والمحلية الكبرى والصغرى.. وبحثت عن كل ما ورد من تعزيات واعتراضات ومشاركات... فلم أجد حتى كتابة هذه السطور أية تعزية أو أبسط كلمة من أية رابطة أو جمعية أو شخصية سورية معروفة تعيش في أوروبا.. أو بأي بلد آخر... وبحثت أكثر فيما إذا وردت أية مشاركة من مدينة ليون التي أعيش فيها منذ أكثر من نصف قرن... فلم أجد أي شيء.. أي شــيء... غياب كامل.. صمت قاتل كامل... تعطل اتصالي كامل.. رغم وجود واتساع أبحاث الأنترنيت وما يسمى وسائل الاتصال الاجتماعي...
شعرت بتراكم القرف والخجل... رغم أنني أديت واجبي الفردي شخصيا.. بتقديم جميع التعزيات كتابة ورسائل إلى القنصلية الاسبانية بمدينتنا... والسفارة بباريس العاصمة... فور إعلان نبأ الاعتداء الداعشي الآثم... ولكن صمت جاليتنا وجمعياتنا ورابطاتنا.. أو ما تبقى منها.. لم أسمع لها صوتا... لم أسمع لها صوتا ولم أقرا لها كلمة.. حتى بجريدة محلية مجانية... كــالعــادة.. غائبة.. صامتة...
كيف تريدون إذن أن يحترمننا مضيفونا... كيف تريدون.. أن نتفاهم مع الآخر... إن بقينا صامتين.. غائبين عن مــآسـي من فتح لنا بيته وصدره وقلبه؟؟؟...........
بـــالانـــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم... هـــنـــاك و هـــنـــا... وبكل مكان بالعالم... وخاصة للنادر القليل المتبقى من الأحرار الذين ما زالوا يقاومون ويناضلون ــ على حساب حياتهم وأمنهم ورزقهم ــ من أجل الحقيقة الحقيقية والكلمة الحرة والحريات العامة وضد الحروب الغبية والإرهاب بجميع أشكاله الطائفية والإثنية والعرقية الآثمة الوحشية اللاإنسانية... من أجل العلمانية الكاملة والمساواة الكاملة بين المرأة والرجل.. والمساواة بين البشر وحقوق الشعوب والتآخي بينهم... لــهــن و لــهــم كل مودتي وصداقتي ومحبتي وتأييدي واحترامي ووفائي وولائي... وأطيب وأصدق تحية الــرفــاق المهذبة...
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - عادي... عادي جدا...-
- أنا وقلبي معكما يا برشلونة.. ويا كامبريلس الإسبانية...
- تحية إلى فايز فضول.. من مدينة اللاذقية... وإلى سلمى.. وكل -س ...
- الرأسمالية العالمية.. تسمم البشرية...
- - ما دخلني -... - يصطفلوا -...
- الحياد والصمت والحذر... -واللي بياخد أمي.. بسميه عمي-...
- أخطاء سياسية ماكرونية...
- مليونان ومائتا ألف قارئة وقارئ.. وأكثر... خواطر وهامش...
- الموصل قبل داعش... وبعد اعش!!!...
- العرب يقتلون العرب... والمسلمون يتابعون نزاعا عمره خمسة عشر ...
- لأني أحب هذا البلد... من واجبي ألا أصمت...
- دغدغات ماكرونية ترامبية...
- الجنون... والمجانين يحكمون العالم...
- الحياة.. وتطور ظهورها... وخواطر عن الحرية...
- عمليات الغسيل مستمرة!!!...
- الإعلام الإنبطاحي... وصناعة غسيل الأدمغة...
- الشعب القطيع... وعن نتائج الانتخابات الفرنسية...
- الأفعى... الأفعى ما تزال عائشة...مؤذية...
- الاختيار ما بين الطاعون والكوليرا...
- تقتلون باسم الله.. والله لا يعرفكم...جريمة جديدة في لندن...


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - عودة إلى برشلونة...