أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - الهرولة السعودية نحو إيران !















المزيد.....

الهرولة السعودية نحو إيران !


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5623 - 2017 / 8 / 28 - 00:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقولون: لا دخان بدون نار، مع ذلك هناك من يرى الدخان، لكنه يكذب نفسه محاولاً إيهامها أنه مجرد دخان. والحديث عن طلب السعودية من العراق التوسط لدى إيران للقيام بإجراءات تطبيع مستعجلة للعلاقات المتوترة بينهما، ونفته بعد ذلك السعودية – على استحياء- أكدته «الهرولة» السعودية نحو الاستجابة للطلبات أو «الشروط» الإيرانية منها التحسن اللافت في أداء السعودية مع الحجاج الإيرانيين، والعمل على أكثر من صعيد للاستعجال بإعادة العلاقات الدبلوماسية، لكن… الأكثر أهمية هو محاولة الرياض الانفتاح على حل سياسي لورطتها الكبرى في اليمن، وقد استنزفتها، بكل معنى الاستنزاف…. كثيراً.
وحتى قبل أن تنصح إيران السعودية عبر الوسيط العراقي الذي كان أوقع بالكشف عن الوساطة الرياض في حرج الظهور «مهرولة» نحو طهران، بإظهار قدر من الاستعداد على حل الأزمة في اليمن، كان الزعيم الديني الشاب مقتدى الصدر أبلغ الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته المثيرة للجدل أن انسحابه من اليمن ودعم إعادة إعمار ما دمرته الحرب بما يشبه تعويض اليمنيين، والأفراج عن معتقلي الرأي من الشيعة السعوديين وفي البحرين، ووقف صدور فتاوى هيئة كبار العلماء التي لا تعتبر الشيعة مسلمين، وتغيير مناهج التكفير، سيؤدي حتماً إلى إشاعة جو إيجابي في عموم الإقليم، من شأنه الدفع نحو انفراج إيجابي كبير في المنطقة.

الرؤية الإيرانية
منذ اندلاع الحرب في اليمن في آذار/مارس 2015 اعتبرت إيران تشكيل تحالف عسكري لاستمرارها إنما يستهدفها قبل كل شيء، بالرغم من أنها كانت تقيم استمرار الحرب بالحسم الذي كانت تتوقعه في الداخل السعودي بين الأميرين محمد بن نايف ومحمد بن سلمان في مسلسل الوصول إلى العرش.
هكذا كانت تنظر إيران إلى استمرار الحرب بوتيرة «عاصفة الحزم» أو أشد منها، بعد تغيير اسمها لتصبح «إعادة الأمل» بعد أكثر من شهر من اندلاعها في اليمن، وكانت تنتظر إذاً، أن يحسم أحد المحمدين صراعه حول العرش، ويبدأ بعدها (وهو طبعاً محمد بن سلمان) إجراءات الظهور: إما صدام حسين ثان، يشن الحروب على جيرانه، أو يرسل إشارات عن سنوات حكمه كملك معتدل، يتعامل مع الواقع كما هو خصوصاً مع إيران التي لم يعثر لها على أثر مباشر في الأزمة اليمنية بعد كل شهور هذه الحرب العبثية!
وبدأ هذا التحول السعودي – حتى الآن- يتحرك في مسار مرن باستقبال بن سلمان في بلاد الحرمين، مقتدى الصدر الأكثر تمسكاً على نهج والده، بفكرة المهدي المنتظر التي سخر منها الأمير السعودي وهو يغـــلــق آنذاك، أيّ فُــرجة لفتح فصل جديد في علاقات الرياض مع الرياض.
وحتى مع عدم وجود تنسيق بين الصدر وإيران، وظهور الأخيرة بمظهر غير المكترث لزيارته السعودية وما يتبعها من زيارات مشروطة بتلقي مقتدى الصدر دعوات رسمية من الدول التي يزورها – لم تشارك في احتلال العراق – فان ما يمكن تسميته حتى الآن بالانفتاح الإيجابي سعودياً على إيران، رسم ملامحه الأولى في اليمن مع بعض العلامات الفارقة التي تميز طبيعة التحالف الإيراني مع الحوثي والتي يحرص الأخير على إبرازه حليفاً ضمن محور «المقاومة» لا تابعاً لدولة كبرى في المنطقة.

مبادرة
ولهذا يمكن التذكير برفض عبد الملك الحوثي مبادرة إيرانية قدمتها أواخر ما يسمى «عاصفة الحزم» وتكونت من أربع نقاط:
وقف إطلاق النار، وإرسال المساعدات الإنسانية، وإطلاق محادثات تضم كل الأطراف الضالعة في الأزمة اليمنية بلا استثناء، وتشكيل حكومة وطنية شاملة تنهي الأزمة الوطنية.
رفض الحوثيون المبادرة الإيرانية وتحججوا بأن السعودية لم تلتزم بها وخرقتها باستمرار التقدم وحلفاؤها ميدانيًا، إلا أن الإيرانيين واصلوا من جهتهم طرق «أبواب السلام» المتوافرة من خلال استقبال مبعوثي الأمم المتحدة حول هذه الأزمة، وتأكيد رؤيتها الاستراتيجية للسعوديين أنها لا تملك مصالح قومية عليا في اليمن، وأن على الطرفين رعاية مصالح كل طرف في المنطقة، وهذا ما يجري صياغته من قبل العراقيين الذين طالما أكدوا للرياض أنهم لن يسمحوا أن تصبح بلادهم منصة للاعتداء على إيران.
وفي غضون ذلك أيضاً وبينما كانت الصواريخ الباليستية اليمنية تتواصل في العمق السعودي ولا يوقفها كل ذلك الحصار البري والجوي والبحري المفروض على اليمن بحجة قطع إمدادات إيران من الأسلحة للحوثي، نجحت إيران أو هكذا حاولت، في الظهور كداعية للسلام في اليمن، مقابل السعودية «المحاربة» والتي ازدادت ورطتها بحجم الكارثة الإنسانية في اليمن، وزاد من هذه الورطة الفشل الكبير للسعودية في حل ما أصبح يعرف بالأزمة القطرية لصالحها خصوصاً بعد أن أظهرت إيران وقطر قدراً كبيراً من الاتزان في علاقاتهما الثنائية والاتفاق على عودة السفير القطري إلى طهران بعد أن سحبته الدوحة تضامناً مع الرياض العام 2015.
أما الرياض فإنها كانت قبل ذلك تراهن على المال السعودي لتحقيق اختراق للاتفاق النووي الإيراني، ومحاولة القضاء عليه ودفع واشنطن لإلغائه، لأنها رأت من زاويتها أن نجاح تطبيق الاتفاق يمهد الطريق لإيران لتقترب أكثر من الولايات المتحدة التي اعترفت في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بدورها في حل أزمات المنطقة.
وبالفعل كانت كل الإشارات الأمريكية تتجه إلى ذلك، قبل وبعد تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقاليد الرئاسة في واشنطن.

انقلاب
ومع انقلاب موازين الكثير من دول التحالف مع السعودية في الحرب على اليمن خصوصاً تركيا التي تطالب بوقف إطلاق النار وباكستان التي رفضت إرسال جنود إلى اليمن رغم أنها تتلقى مساعدات سعودية بقيمة مليار ونصف مليار دولار سنوياً، تجد السعودية نفسها بعد أن ثنيت الوسادة لبن سلمان، أمام عهد جديد يجب أن يستثمره الأمير لصالحه قبل أن تفلت منه الأمور في ضوء النجاحات التي يحققها الآخرون، خصوصاً الأطراف الإقليمية في المنطقة التي طالما اعتبرتها الرياض خصوماً!
عموماً، إن الخلافات بين إيران والسعودية عميقة جداً. كما والبلدان لديهما مشاكل معقدة جدا بالأخص حول أزمة البحرين. ومن المهم أيضا الاشارة إلى أن إيران والولايات المتحدة، ليست لديهما أي مصالح استراتيجية في اليمن. والشيء الوحيد الذي أقحم الولايات المتحدة في اليمن هو ما يعرف بمكافحة الإرهاب ومحاربة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة في اليمن.
وتاريخياً، لم تتدخل إيران في اليمن بشكل جدي، كما أن التدخل الوحيد يعود إلى ما قبل الثورة الإسلامية عندما دعم شاه إيران نظام محمد البدر الذي أطيح به في انقلاب عسكري وكان مدعوماً من قبل السوفييت ومصر.
لذا فإن الخلاف الحقيقي بين طهران والرياض سياسي وأيديولوجي صرف حول طبيعة العلاقات بين كل من هذين البلدين مع دول المنطقة بدءاً من اليمن ولبنان وانتهاء بسوريا والعراق وحتى أفغانستان.
وللتذكير فحسب، فإنه لابد من الإشارة إلى أنه قبل احتلال الأمريكيين للعراق في 2003 كان كل من صدام حسين وطالبان يعتبران أكبر حليفين للنظام السعودي في المنطقة.
وتراهن الرياض على ما يروج له على أنه خلاف بين الحوثي وعلي عبد الله صالح، يقابله عدم اتفاق في المواقف بين السعودية وحلفائها، الأمر الذي يستدعي منها اتخاذ قرار جريء بوقف الحرب في اليمن، بمعنى وقف الاستنزاف الداخلي الذي ينعكس على سياساتها الخارجية في المنطقة التي تتشكل فيها العلاقات (ولا أقول التحالفات)…. لغير صالحها. ولكل مقام مقال!



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الحشد الشعبي- في العراق..من التحرير إلى بناء دولة القانون!
- -إخوة يوسف- .. قطر وإيران !
- حزب الله: صواريخ من الجولان والقلمون!
- وثائق تزعم تورط السعودية وقطر في الارهاب بالعراق ... ماهو مو ...
- هل تقف منظمة مجاهدي خلق خلف هجمات داعش الارهابية في طهران؟
- العلاقات السعودية -الإسرائيلية- ... بان المستور !
- العهر الطائفي ... مستمر في رمضان!
- في إيران: خليفة المرشد جمهوري أكثر!
- العراق ..والأزمة المتصاعدة مع قطر!
- كوردستان.. جولات مكوكية واتفاقات نفطية تحضيرأ للانفصال !
- قمة ترامب “الاسلامية” في الرياض ..لماذا يحضرها العراق؟!
- رئيس مسلم -شيعي- أم ثورة مخملية في الانتخابات الرئاسية الاير ...
- طهران: دعمنا أردوغان لنحافظ على الأسد |
- مجاهدو خلق المنافقون!
- نقابة موازية للصحفيين !
- صحفيون بلا هوية !
- الأنبار... فتنة الكبار ينفذها الصغار !
- ديكتاتورية الحداثة!
- أحمد القبانجي !
- شرفنا العاهر !


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - الهرولة السعودية نحو إيران !