أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - من الذي يقسّم البلاد ؟















المزيد.....

من الذي يقسّم البلاد ؟


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 5622 - 2017 / 8 / 27 - 03:52
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تغيّرت منطقتنا منذ : سقوط الدكتاتورية، الإحتلال الأميركي للعراق و توالي الهيجانات الجماهيرية في المنطقة ضد دكتاتوريات كانت قائمة بشكل اصمّ، في (الربيع العربي) حين هتفت الجماهير لـ " الخبز و الحرية و العدالة الإجتماعية " و هتفت لقبول الآخر و لإنهاء العنف، فيما بدأت اقطاب و موازين المنطقة تتغيّر . .
نعم، سقطت دكتاتوريات . . الاّ ان الاوضاع التي كانت تئن منها الأوساط الكادحة الغفيرة استمرت و تفاقمت في المنطقة اثر تناقلها في دولها، و استمر العنف و ازداد بشكل هائل و اخذ يظهر بأشكال اكثر خطورة من السابق، في كيانات تسعى لتشكيل دول جديدة تحت راية الفتن الدينية و الطائفية التي تستفز فتناً مقابلة، كانت في عداد ماضٍ قاسٍ لم يترحّم عليه أحد . . في عالم يشهد تغيّرات و اختراعات مذهلة تتواصل بلا توقف.
سقطت الدكتاتورية في بلادنا و بدأت الجماهير و قواها التي ناضلت لإسقاط الدكتاتورية تتطلّع الى حكم مؤسسات دستورية، و كما لُوّح لها و أُشبعت بالوعود اثر اسقاطها الفعلي بحرب خارجية، الاّ ان البناء الخاطئ الجديد الذي أُقيم على اساس المحاصصة الطائفية و العرقية، ادىّ الى تبني من صُعّدوا الى دست الحكم للطائفية(*) على اساس المحاصصة التي سادت كتلها و استقوت عناصرها باساليب و اجراءات لادستورية و بالتلاعب على القواعد المعلنة، بدعم اقليمي و دولي متناقض لاينقطع و باساليب لاترحم من قبل القوات الطائفية بحق معارضيها و بحق المنتمين لغيرها في منطقتها . .
الأمر الذي تسبب بأحداث دامية كبرى في سبايكر ثم سقوط الموصل و اعلان دولة خلافة مزعومة، ركبت الفوضى و المعاناة من الحكم الطائفي الذي آذى سكّان المناطق الغربية و العربية الشمالية بداية للسلوك اللاعقلاني للحكومة القائمة حينها في حل الخلافات . . و ان حذّر و نبّه قسم من دور دوائر اميركية اساءت التصرف و التقدير، تشير اعداد هائلة الى التغلغل اللامعقول للنفوذ الإيراني المنتشر بإسم الطائفة و براية مرجعية ولاية الفقيه، بعد تزايد التطرف لحكم الفقيه قياسا بالعقود السابقة . . حين تعايشت و تفاعلت الدوائر الإيرانية مع الدولة السورية العلمانية و الدولة اللبنانية الدستورية.
و فيما واجهت البلاد موجات الإرهاب و انواع التعقيدات و المخاطر بمسؤولين لم يثبتوا كفائتهم و قدراتهم و تسببوا باخطائهم و فساد غالبيتهم، و اهمال و عدم تطبيق الفقرات الأساسية للدستور ـ الذي صوّت عليه الشعب ـ من قبل الحكومة و البرلمان . . تسببوا بتمزّق البلاد و بضياع قدرات ابنائها و ثرواتها و دورها في المنطقة.
و رغم اعتراضات المرجعية العليا للسيد السيستاني و مطالبات قادة لكتل متنفذة بينها الكتلة الكردستانية، بالعودة الى الدستور و الإلتزام به، الاّ ان النهج الحاكم الذي بدأ به و ارساه الأمين العام لحزب الدعوة السيد المالكي، هو الذي ثبّت الحكم الطائفي الذي اضرّ بكل طوائف البلاد بسنّتها و شيعتها و اضرّ بالأديان و المكوّنات الأخرى التي صارت تستنجد بقوى الخير و التقدّم في العالم لإنقاذها من مخاطر الإبادة و الفلتان الديني الطائفي العرقي، وفق مقابلات لبرلمانيين في اجهزة الإعلام . .
و اثر تزايد الفقر و البطالة و تزايد المنكوبين بالارهاب و القتل الطائفي، حتى بلغت اعداد النازحين و المهجّرين عدة ملايين . . تصاعدت الإحتجاجات و المطالبات الجماهيرية الداعية الى " الخبز ، الحرية ، العدالة الإجتماعية " رغم مواجهة حكومة المالكي لها بالرصاص الحي في رابعة النهار و سقوط عدد من المحتجين شهداءً ، لتنفجر في انتفاضة شعبية عمّت محافظات و مدن البلاد الشيعية و السنيّة الطابع و التي شاركت فيها كلّ مكونات الشعب العراقي بشعار " بإسم الدين باكونا الحرامية " التي ووجهت باساليب القسر و الإرهاب و قدّمت اعداد من الشهداء، لتتطوّر الى تهديد جاد بإحتلال (المنطقة الخضراء) الحاكمة.
و يرى محللون محايدون، ان الطائفية، الإرهاب، تواصل الفساد و الظلم، و التلاعب بشروط و قوانين الإنتخابات التشريعية و انتخابات المجالس المحلية التي آخرها ليغو 1.7 سئ الصيت و نتائجها المدمّرة المتزايدة على اساس المحاصصة و تشديد الهجوم على قوانين حماية حقوق المرأة ثم مهاجمة المدنيين بتهم الكفر و الزندقة التي ادّت الى اشتداد المطالبات الجماهيرية بالالتزام بالدستور و بحقوق الفرد و ضمان حريته الشخصية في العبادة و التفكير و التعبير . .
ادّت كلها او تفاقم قسم منها و منذ سنوات الى مطالبات لمكوّنات بتشكيل فدراليات، كفدرالية الجنوب الشيعية، فدرالية البصرة ثم فدرالية العرب السنّه . . اثر متابعة التطور و الازدهار التي عاشتها الفدرالية الكردستانية بعد حصولها على الفدرالية دستورياً، ناسين او غير عارفين بحقيقة القضية الكردية و نضالات كردستان طيلة عقود من اجل " الديمقراطية للعراق و الحكم الذاتي لكردستان " التي تطورت الى الحكم الذاتي الحقيقي و الى الفدرالية اثر انواع التضحيات و اثر النضال العنيد لشعب كردستان بمكوناته .
بعد ان صارت مكونات عراقية تشعر بالخوف من خطر الإبادة اثر تفاقم الإرهاب خاصة و تفاقم نشاط القاعدة و اعلان دولة خلافة داعش الإجرامية التي سعت الى ابادة المكوّن الأيزيدي و حكمت بالوحشية و الرعب و العبودية الجنسية و سوق النخاسة و جيّشت آلاف المتطوعين من دول العالم
و هددت العاصمة بغداد و اربيل اضافة الى المدن المقدسة النجف و كربلاء بالإجتياح، امام هروب الوحدات العسكرية الرسمية بقيادة قائدها العام المالكي آنذاك.
و حذّر و يحذّر مراقبون من نشاط انواع الميليشيات الطائفية المقابلة و اساءتها التصرف بلا محاسبة و لا انضباط حكومي مدني او عسكري او ديني و بلا مبالاة بتوجيهات المرجعية الشيعية العليا للسيد علي السيستاني ، في وقت لم تبالي فيه حكومة حزب الدعوة ـ المالكي الحاكم بالمعاناة الشعبية لكل مكونات البلاد و لا بفحوى الإنتقادات و الإحتجاجات الواسعة المطالبة بالغاء المحاصصة و الإحتكام لقيام دولة مدنية على اساس المواطنة و الكفاءة و تكافؤ الفرص، حتى وصلت الى خلاصة بلسان السيد المالكي حينها (ان الشعب لايحبنا) دون التوصل الى لماذا و ماهية سبل الحل . .
بل و لم تبالي بالمخاطر المهددة لوحدة البلاد و المحاولات المتنوعة لإستقلال اجزاء البلاد عن سلطة الحكم القائم، التي بقى قسم منها في اطار البلاد لمواجهة خطر داعش الإجرامية و لإسناد الجيش العراقي و قوات الحشد و البيشمركة الباسلة التي تصدّت لداعش و كسرتها مجللة بالعار، بقيادة القائد العام للقوات المسلحة السيد العبادي.
و على ماتقدّم و رغم مصاعب و نواقص و ثغرات، يتساءل خبراء و محللون الا يحقّ لحكومة كردستان الفدرالية ان تقلق من انعدام ضمان لتعمّق الحكم الفدرالي في ظروف اثبتت ان لاقيمة للوعود فيها بل ولا قيمة حتى للدستور في ضبط مسيرة البلاد و احقاق الحق و ايقاف التجاوز . . الا يحق لرئيس فدرالية كردستان السيد البارزاني ان يطالب بتحديد موعد تلتزم به الأطراف المعنية لإجراء الاستفتاء عن الحق بتكوين دولة كردستان بمكوناتها الكردية و الآشورية و الكلدانية السريانية و الأيزيدية و العربية وفق الدستور، او ضمان خطيّ من الدول الكبرى باقرار ذلك الحق على الأقل . . ثم العمل بالتعاون معاً لتنضيج المطالب العادلة بالطرق السلمية و بالحوار ؟؟
و هل ستبقى الكتل الحاكمة على ديدنها في سد طرق التغيير من اجل خير البلاد و العباد، مهما تأزّمت المواقف ؟؟ و الى ان تتمزق البلاد و تتقسم الى اجزاء لن ترضى حتى بقيام كونفرالية تجمعها كدويلات متصالحة متعاونة ؟؟ الم يحن وقت التغيير الذي تطالب به الملايين بقيام دولة مدنية دستورية فدرالية قائمة على اساس المواطنة و الغاء المحاصصة ؟؟

26 / 8 / 2017 ، مهند البراك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) يشير سياسيون بارزون في مواقع الحكم الآن الى انهم اعتمدوا الطائفية لإن احزابهم كانت ضعيفة او مُدمّرة في زمن الدكتاتورية و ظلمها الشنيع بحق معارضيها.



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الآن . . الدور الهام للجيش !
- نحو الإستكمال العاجل للانتصار !
- بين حكومة المركز و الإستفتاء !
- وداعاً عزيز محمد القائد و الانسان 2
- وداعاً عزيز محمد القائد و الانسان 1
- عن اعادة تقسيم دول المنطقة
- العصابات و دولة المؤسسات ؟؟
- هل بدأ خريف الإسلام السياسي ؟؟
- الجيش حامي العراق الفدرالي الموحد
- اوروبا و سياسة أردوغان ! 3
- اوروبا و سياسة أردوغان ! 2
- اوروبا و سياسة أردوغان ! 1
- لمن يخدم ضرب المتظاهرين بالرصاص ؟
- شئ عن مغزى اجراءات ترامب !!
- انكسار داعش و التسوية الوطنية 3
- انكسار داعش و التسوية الوطنية 2
- انكسار داعش و التسوية الوطنية 1
- تركيا و حربنا ضد داعش الارهابية 2
- تركيا و حربنا ضد داعش الارهابية 1
- لماذا تتوجه الآمال الى الجيش ؟؟


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - من الذي يقسّم البلاد ؟