أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلهام مانع - المرتد لايُقتل ولو طارت عنزة! عن السبسي والأزهر وداعش















المزيد.....

المرتد لايُقتل ولو طارت عنزة! عن السبسي والأزهر وداعش


إلهام مانع
إستاذة العلوم السياسية بجامعة زيوريخ


الحوار المتمدن-العدد: 5618 - 2017 / 8 / 23 - 15:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المرتد لايُقتل ولو طارت عنزة!
عن السبسي والأزهر وداعش



رددها بقوة.
"لم أسمع عن جهة إسلامية تقولها بوضوح: المرتد لا يُقتل ولو طارت عنزة!"
وانا ضحكت لعبارته.
وهززت رأسي مؤيدة ومتفهمة.
معه حق.
آن أوان الحديث الواضح الذي لا لبس فيه.

محدثي هو المدون العلماني المغربي قاسم الغزالي.
كنت أجري معه حواراً ضمن مجموعة الحوارت التي أجريتها في الفترة الأخيرة من أجل كتاب اعد له بعنوان "الإسلام السياسي غير العنيف".

قاسم الغزالي معروف. يمثل شريحة واسعة من شبابنا المثقف الذي لم يعد يقبل بإسلوب دوخيني ياليمونة في الخطاب الديني، ذاك الذي لايجرؤ إلى يومنا هذا على التحيز للإنسان وكرامته.

كنا نتحدث عن الفتوى التي أصدرها في شهر فبراير من العام الجاري المجلس الأعلى للإفتاء المغربي، التي اعتبرت أن المرتد الذي يقتل، هو الخائن الذي خرج على الجماعة ويكون في مثابة من يحارب المسلمين، أي أن الحديث عن الارتداد السياسي لا الفكري.

ورغم احترامي لكل بادرة تسعى إلى الخروج بنا من الَنفق الديني المظلم الذي نعيشه اليوم، ومن بينها هذه المحاولة من قبل المجلس الأعلى للإفتاء المغربي، فإن الغزالي لديه حق عندما يقول إن هذا الخطاب لا يكفي.
هو يبحث عن خطاب واضح مباشر لا لبس فيه.

المرتد لا يقتل.
وبس.
نقطة. بدون "ولكن".
لا نلف ولا ندور.

ولد الإنسان حراً.
وحريته مسؤوليته.
ولذا فإن من حقه أن يختار الدين الذي يريد، يتحول من الإسلام إلى دين آخر، أو إلى اللادينية والإلحاد.
حقه. شأنه. مسؤوليته.
نقبلها ولا نحول الدين إلى أداة قمع تفرض نفسها على الإنسان رغماً عنه.
دُولنا تدفس الدين دفساً في بلَاعيمنا.
تحولت مع إصرارها على عقاب كل من يمارس حقه في حرية الدين والتفكير، إلى راعية للكهنوت، تقول للمتحول دينياً أو اللاديني، "بل تؤمن غصباً عنك. شئت أم أبيت، ورِجلنا فوق رأسك".
وسلوكها يظهر لنا هشاشة هذا النوع من الدين، مادامت تصر على ترهيب من لايريد أن يؤمن به.
أي دين هذا الذي يهدد من لايريد الإيمان به بالعقاب؟
دين أم كهنوت؟

هل تذكرن تلك الأفلام التي كنا نراها عن عصر النبوة، والكيفية التي كان فيها أهل مكة يعاقبون من لايؤمن بأديانهم؟
من كان يصر على "احد، احد"، كانوا يقتلوه.
وبنفس النسق، من يقول اليوم "لا أؤمن بأحد" يعاقب بطريقة أهل مكة، بالقتل أو السجن.
هو نفس المنطق، نفس المنهج، مع اختلاف الزمان والقاتل.

تلك الفتوى عبرت لنا بوضوح عن طبيعة الأزمة التي يمر بها الفكر الديني الإسلامي.
يعيش في فقاعة زمنية تنتمي إلى زمن غير زماننا. يُجتر تفسيرات فقهاء عاشوا في القرون الوسطى، ويصر على انه مجدد، رغم أنه يدور في دائرة مفرغة، لا يجرؤ معها على اختراق دوائر التفكير المغلقة، أهمها تاريخية وبشرية النص الديني.

هذه الأزمة تجلت لنا في أبهى حللها في الجدل الذي اثير بسبب تصريحات الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الأخيرة ـ تحديدا في 13 أغسطس من العام الجاري، وهو اليوم الذي تحتفل به المرأة التونسية بعيدها.

شدد الرئيس المخضرم على ضرورة إجراء مراجعات قانونية من شأنها أن تساوي بين الرجل والمرأة في الميراث وأن يسمح لها بالزواج من غير المسلم.

قامت الدنيا ولم تقعد.
صراخ ونفير.
لم نسمع هذا الصراخ عندما باعت داعش النساء في أسواق النخاسة في العراق.
وهي مفارقة لها مغازي بالطبع.

ماعلينا.

قامت الدنيا إذن ولم تقعد.
لا مساواة فيما يتصادم مع "أحكام الشريعة".
هذا رأي الأزهر.
يتحفنا برأيه كعادته.
أعتبر ما قاله السبسي كما اعتبره الكثير من شيوخ التأسلم الديني في تونس خروجاً عن الإسلام.
لأنه يدعو إلى المساواة!
كأن الأسلام في رأيهم يقوم على التمييز والعنصرية.

أحكام الشريعة، التي يحدثنا عنها الأزهر كثيرا، تنص ايضاً على القبول بسبي النساء في الحروب "الشرعية".
هل نسينا موقف إحدى أعلام الأزهر النسوية د. سعاد صالح وفتواها الشهيرة التي اعتبرت فيه إن سبي النساء في الحروب ضروري لإذلال أعداء الإسلام".
وهي تقول إننا إذا دخلنا في حرب مع إسرائيل فُيمكننا فعل ذلك في نسائهن!
نسبي الإنسان.
تأملن!
الإنسان.
والغريب أنها عبرت عن هذا الرأي في الوقت الذي كانت فيه داعش تسبي النساء الأيزيديات في العراق!
و تقولون إن داعش لاتمثلنا؟

"لا نَستطيع مخالفة ما ورد في القرآن من نصوص واضحة"، خرجت علينا أصوات أخرى معترضة.
فعلاً؟
كيف نتعامل إذن مع النصوص التي تقول لنا بقطع الأيدي والأرجل من خلاف؟
كيف نتعامل إذن مع نصوص "ماملكت أيمانكم؟"
كيف نتعامل إذن مع نصوص التعامل مع أهل الكتاب و أن " "يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُون؟"
كيف نتعامل إذن مع النصوص الداعية إلى قتل المشركين "فأقتُلواا الْمُشْرِكِينَ حَيْث وجدتموهم؟"
كيف نتعامل إذن مع نصوص "إنما المشركون نجس"؟
كيف نتعامل إذن مع نصوص "واضربوهن" عند النشوز؟

أسأل وأنا أعرف جواب من سيرد، سيقول هذه أحكام الله، يتم تطبيقها عندما تتهيأ الظروف للدولة الإسلامية، ولا نجادل فيها.
بل نجادل فيها.
ونصر انها قواعد وآيات لا مكان لها في أية دولة حديثة تحترم الإنسان ومفاهيم المواطنة المتساوية.
ونصر أن تأسيس الدولة الإسلامية المُطبقة لأحكام الشريعة كما يروج لها فكر الأزهر والفكر الإخواني والسلفي هو الطبعة الأصلية للدولة الإسلامية التي طبقتها داعش.
هذه الدولة لامكان لها في تاريخنا المعاصر. نرفضها قلباً وقالباً.

داعش لم تخرج علينا بأفكارها والقوانين التي طبقتها من المريخ.
سَبت النساء، قطعت الأيدي، صلبت وحرقت الإنسان، روعت الأقليات، هدَمت الأضرحة، طالبت بالجزية ممن لم تقتلهم، رمت المثليين من مبانٍ عالية، هل إبتكرت داعش أي من هذه القواعد؟
هذه بضاعتكم، رَوجتم لها فعادت علينا ومنطقتنا بالكوارث.

الدولة تكون مدنية علمانية.
تفصل الدين عن الدولة.
و تلتزم بالحياد تجاه ديانات وقناعات مواطنيها ومُواطناتها.
ثم تطبق مبادئ الحرية والعدالة واحترام حقوق الإنسان والمواطنة المتساوية.
ولذا فإن المرتد، كما تسمونه، هو إنسان اختار أن يترك ديناً ويتحول إلى اللادينية. وهذا حقه.
والمرأة متساوية مع الرجل في الحقوق والواجبات.
لها الحق في أن تختار شريك حياتها، تتزوج من إنسان، بغض النظر عن دينه.
لها الحق في الميراث، متساوية مع الرجل.
ولو طارت عنزة.
بدون "ولكن".
ليست هبة منكم/ن.
ليست أريحية تمنون بها علينا.
هي حقوق.
نقطة، بدون فاصلة.
وسنحَولها إلى واقع.
بمُباركتكم/ن أو بدونها.
فالتاريخ قد علمنا أن المستقبل للإنسان، والخير الذي فيه.
لا للكهنوت وثقافته العنصرية.


نشر هذا المقال أولاً على موقع الموجة الثقافية المغربية



#إلهام_مانع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لايجوز الترحم على الإنسان؟ علي الربيعي يقول لنا أن لانترحم ع ...
- إبنتي والريف السويسري
- مسجدٌ يحبُ الإنسان عن المسجد الإنساني
- الوقوف حداداً ليس من ثقافتنا
- أشربُ النبيذ
- رمضان شهر صوم، لمن يريد !
- في عُمرِ سلمى عن مانشيستر
- -دم مختلط-
- اللهم رمل نسائهم، اللهم يتم أطفالهم
- قبلة سريعة
- خمس سنوات تكفي الحرية لرائف بدوي
- عن السعودية وإيران، حكاية أقصر حوار تلفزيوني أْجريته في حيات ...
- لو فكرتي ستكفرين
- عن دينا علي ونظام الولاية في السعودية
- عن مقتل إحسان الجرفي! عن الهوموفوبيا
- النظام الإلهي
- هذا من ذاك: عندما يدهس الرجل خلق الله في لندن
- زوجي مسيحي الديانة وأنا مسلمة، أين المشكلة؟
- أريد هذا الرجل
- -شيخ الأزهر: التعددية لا يمكن أن تتم إلا في أطار المواطنة ال ...


المزيد.....




- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: جرائم الكراهية ضد اليهود تضاعفت ثل ...
- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلهام مانع - المرتد لايُقتل ولو طارت عنزة! عن السبسي والأزهر وداعش