أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - المغناطيس-بيت العائلة-2-














المزيد.....

المغناطيس-بيت العائلة-2-


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5617 - 2017 / 8 / 22 - 11:33
المحور: الادب والفن
    


بيت العائلة
"2 "
أعمل كمغناطيس، أو أنّني من المعادن التي يجذبها المغناطيس. غائبة عنّي . لا أعرف ميلادي. أقرأ في الكتاب دون أن أرى حروف الكلمات. كأنّني في سبات أجيد الرّياضيات الذهنيّة، أشعر بها تساعدني على الهذيان. أخجل من المارة، والنساء، أخاف الرّجال جميعاً. في إحدى المرات كان البيت فارغاً إلا من أبي. ناداني: تعالي أيتها العفريتة. تظاهرت أنّني لم أسمعه، جلست قرب أخواتي قرب باب الدّار. في المدينة التي ليست هي بمدينة . تجلس النساء قرب باب الدّار، ويلعب الأطفال في الشارع، ويقف الرّجال على زاوية تعد مفترقاً. بعد يوم واحد ناداني أبي: فاطمة: اجلبي لي كأس ماء، أنا السّقاءة في البيت. أتيت بكأس الماء، ويديّ ترتجف. قال لي: أحبّك يا فاطمة. ارتجفت خوفاً من الكلمة، دفعني إلى الجدار، قبّلني كثيراً، ولا أعرف ماذا كان يفعل غير ذلك.
لم يعجبني الأمر. حتى لو كان أبي. هل يفعل الآباء هكذا عندما يحبّون بناتهم؟
أحبني أبي، شعرت بالذّل.
أفكر بالهروب من المنزل. لا أحبّ هذا المكان. علي أن أغادر. عندما ينام الجميع سوف أغادر. سوف أصحب معي رغيف خبز، وكأس ماء. قد أعود إلى قريتنا أم السموم. أختبئ في الوادي، وآكل مما تأكل منه العصافير.
أفتح الآن الباب بهدوء. إنّني راحلة. لن أعود. مشيت بضع خطوات، فكرّت بالعودة، فلا مكان محدّد أصل إليه. إنني عاجزة حقاً. رأيت ابن عمّي يشرب من زجاجة شيئاً يشبه الماء.
-إلى أين يا فاطمة؟
جلبت القمامة، وسوف أعود في الحال. أمسك بيدي، ثمّ اقترب منّي وقبّلني بقوّة. قال لي:
تعالي كلّ يوم إليّ . سوف أعلّمك الحبّ، لن أفضّ عذريتك. لم أفهم ماذا قال، وماهي عذريتي. قام بحركات مشابهة كما فعل أبي، لكنه ضربني بعد أن انتهى كفاً على خدّي، وأمسك بيدي. أعادني إلى البيت، ثمّ قال لأمّي: انتبهي إلى ابنتك. ليس لدينا بنات يخرجن في الشارع في الليل. شكرته أمّي لأنه يحافظ على شرف عائلتنا.
تكرّر الأمر معي مع أبو علي السّمان، ومع ابن عمّتي.
لا أحبّ ما يجري لي، ولا أعرف ما هو. أريد أن يتوقّف، لا أعرف كيف. وكما قلت ربما كنت ممغنطة ، أو مليئة بالدّبس تتكوم فوقي الحشرات.
أرغب في الانتحار. لا أحبّ نفسي، ولا أدافع عنها، فحتى لو كان ما يجري لي مشروعاً لا أحبّه.
لا تعرفني أمّي. تبعتها إلى المطبخ المشترك بيننا وبين الجيران. سألتها: كيف يحبّ الأب ابنته؟ قالت لي: ليس لديّ وقت لك. أخبرتها بالطريقة التي أحبني بها أبي. ضربتني بقوّة، قالت: الكاذب يدخل النار.
-أقسم أنّني لست كاذبة.
- إن ذكرت هذا ثانية سوف أضع القيد في رجلك.
. . .
لماذا أهتمّ بالماضي؟
تغيّر حالي
اختبرني الرّجال المقربون مجاناً، وقادني الحظّ إلى مؤسسة دعارة محترمة. عملت فيها، فهمت اللعبة من خلال الرؤوس الفارغة-أعني الحاكمة- ساعدني الحظ. وأسست شركة غير ربحيّة درت عليّ الملايين. كثيرات هنّ الفتيات اللواتي يغتصبن، ويمارسن الدعارة دون أجر، وينتهي بهنّ المطاف إلى الموت بجريمة شرف. وظّفت ابن عمّي مشرفاً على تنظيف بيوت الخلاء في شركتي الغير ربحيّة، وأبي مسؤول عن إطعام الكلاب، وهما سعيدان بوظائفهما. عندما أمرّ لا أرمي عليهما السّلام.
لم أكن أعرف معنى شركة غير ربحيّة. بروفسور في الاقتصاد كان أحد زبائني. قال لي هذه الشركات تجلب الملايين، وقام بمساعدتي بترخيصها. رأيته البارحة . تجاهلته، فقد غادرت المهنة، وأصبحت أغنى منه.
. . .
-ألو أحمد أين أنت.
قدّم أسماء المستفيدين من خدماتنا إلى المسؤولين.
احجز لنا بطاقات لباريس. أربعة لي، وأربعة لك. سوف نقضي أسبوعاً هناك.
واتفق مع مطرب شعبي كي يحيي حفلاً في صالة شركتنا للحفلات. اجعل ثمن البطاقة رخيصاً. 50 دولار تكفي.
-وماذا نفعل في باريس؟
-نتصور مع أطفالنا في دزني، وقرب برج إيفل، ونشارك المتظاهرين من أجل سلامة البيئة.
احرص على أن تحجز لنا خمسة دقائق من مدير تلفزيون خمسة دقائق من أجل عرضنا على التلفزيون الفرنسي، ومقابلة معي لدقيقة في تظاهرة البيئة، واحجز قناة فضائية بطاقمها تصورنا عندما نعود. دعهم يستقبلوننا على باب الطّائرة، وفي المساء يقدمون برنامج رأي عنّا. دعهم يجلبون شخصاً يشتمنا. أرغب في الشّهرة.
نحن نملك المال، والصحافة رخيصة. عندما تدفع لمالك المحطة .يقوم الموظفون بتنفيذ ما يريد، وينال قائد الفريق مكافأة منه.
. . .
يقولون أنّ الفقر ليس عيب
الفقر عار
يقتل روحاً
يقتل عمراً
في يوم مضى
استمتعت بالفقر
كنت أحبّ البوظة ، ولا أسمح أن أشتهيها
أنظر إلى من يلحسها أنّه ليس أنا
هي حقّه، وليست حقّي
نعم إن الفقر عار
سوف تعيش مرّة واحدة، عليك أن تختار
انس قصص الحبّ التي قرأتها
والكتب الدراسّية
وأفلام السينما
والأحلام الورديّة
الفقر دائرة
إن لم تكسرها سترحل إلى أجيال
ينادون بقيم جوفاء
يخدرون أنفسهم، ويسعد الأغنياء
تعلمون ذلك جيداً
أن الفقر عار.
كيف لي أن أنسى حالات أبي وابن عمّي عندما كنّا ندعى آل الفقير. نحن اليوم آل ريتشي. غيّرت الأسماء والكنيّة . اسمي الحالي: ريتشي سوسانا
قبل عملي في مؤسسة دعارة محترمة. كنت ضائعة .
عندما اغتنيت اشتريت زوجاً. هو جواز سفر ليس إلا. فسيدة مثلي لا يجوز أن تكون وحيدة في المناسبات. لو ذهبتم إلى صفحة زوجي على الفيس بوك. لرأيتم صور حالات الحبّ بيننا. ترك زوجته وأولاده لأنّه نذل وضيع، يدلّل أولادي ليكسب ودّي، ولا يخجل من أولاده عندما يضع صوراً غرامية لنا. اعتذرت من زوجته، وأرسلت لها مبلغاً نقدياً. شكرتني، قالت" تتهني فيه"
فتحت بالمبلغ الذي عوضتها فيه عن زوجها مدرسة خاصّة . هي إنسانة متنوّرة تحمل قيماً عالية. سجلت أولادي في مدرستها. قال لي زوجي عندما قلت له شتّان بين الثرى، والثريّا: لماذا لا تكونين مثلها إذن، أجبته: تعلّمت قيمي من مؤسسة الدّعارة، وتعلّمت هي قيمها من عائلتها.






#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكّرات قلم رصاص-11-12-
- المغناطيس
- كيف يمكن للمساحات الهادئة مساعدة الناس على الشّعور بالهدوء و ...
- مذكّرات قلم رصاص -9-10-
- ماتت فدوى قبل موت جسدها
- شارلوتسفيل، فيرجينيا: تاريخ التمثال في وسط الاضطرابات العنيف ...
- مذكّرات قلم رصاص-7-8-
- الحزب الاسكندنافي اليميني البديل تأخر عن حفلة ترامب
- مذكّرات قلم رصاص-5-6-
- ترامب يزمجر مباشرة
- لا أفكر في طلب الاعتذار من المعادين للسامية
- - الثّورة تأكل أبناءها-
- مذكّرات قلم رصاص-3-4-
- للأطفال: مذكّرات قلم رصاص -1-2-
- العدوان غير المباشر
- لا تنتظر الإنصاف من الحياة
- قد لا تتوقّف الحروب
- لا تلعب دور الضّحيّة!
- دراسة حول تراجع الفكر والأدب في سورية-الخاتمة-
- دراسة حول تراجع الفكر والأدب في سورية-6-


المزيد.....




- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - المغناطيس-بيت العائلة-2-