أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جاسم الصغير - الهوية العراقية بين الضرورة الوطنيةوالتجاذبات مع الهويات الفرعية الأخرى














المزيد.....

الهوية العراقية بين الضرورة الوطنيةوالتجاذبات مع الهويات الفرعية الأخرى


جاسم الصغير

الحوار المتمدن-العدد: 1458 - 2006 / 2 / 11 - 10:32
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


جاسم الصغيرتعد الهوية العراقية التعبير الصادق والطبيعي التي تسمو فوق كل الهويات الضيّقة التي طالما تجاهلتها الخطابات المتنوعة التي كانت سائدة في العقود السابقة وتعبر عن هويات فكرية أو دينية أو أثنية ولا يغيب بالطبع عنا الخطاب القومي السابق والذي تسيّدَ على السلطة السياسية فترات طويلة جداً وكانت تحت إمكانياته منابر إعلامية واسعة جداً أن الهوية العراقية والتي تعكس التعلق بموروث عميق جداً تشكل على هذه الارض والذي إرتبط بمجموعة محددات ترسم آفاق هذه الهوية على الرغم من التنوع الثري على هذه الارض لتشكيلات سوسيولوجية وثقافية استوطنت أرض السواد ورسمت آفاق الجغرافية والتأريخ تفاعلاتها وعبر زمن طويل تداخلت بها أحداث ومخاضات طويلة يقول الاستاذ سليم مطر ان هويتنا العراقية عي هوية سمحاء تعترف بالتنوع واننا نؤمن بأن هويتنا الوطنية الجامعة هي بحيلرة تصب فيها العديد من انهار الهويات المحلية الاقوامية –اللغوية والدينية والمذهبية والمناطقية وان محبة الكل لاينبع الا من محبة الجزء وان هويتنا هذه مستمدة من تاريخنا العريق الممتد لالاف الاعوام ومن جغرافيتنا المتمثلة بهذين النهرين الخالدين دجلة والفرات وماحولهما من سهول وجبال واهوار وصحارى ولقد كانت هذه الهوية على تفاعل دائم مع إرهاصات الزمن وعلى التغيرات السياسية والثقافية الكبرى إذ أن الهوية العراقية هي أصيلة وتمتلك مقومات التفاعل والبقاء في صيرورة التاريخ لقد تعرضت الهوية العراقية الى طعنات كبيرة جداً حاولت إزالتها أو محوها ومن جملة هذه المحاولات ما عملته الآلة السلطوية القومية، يقول الاستاذ حسن العلوي: أن ثقافة الإنقلاب القومي قد حددت للعراقي لكي يكون عربياً ومن هنا أقصد العروبة كثقافة وليست معتقد سياسي شروطاً نظرية وسياسية ولم يكن العراقيون في أوائل القرن العشرين يفهمون العروبة إلا إحساس فطري وانتماء طبيعي ولم يكن فقهاء التأسيس الوطني والزعماء العراقيون وهم يضعون شروطهم لتأسيس دولة واقامة حكومة يتصورون أن تكون هذه الدولة قومية على طراز بسمارك أو كافور من حيث أن الشخصية النازية الصارمة التي حددها بسمارك والتي استمدها هتلر فيما بعد ومنه القوميون العرب تتعارض تماماً مع ما ترسمهُ العروبة العراقية من سماتٍ للشخصية الإنسانية كالعفو عند المقدرة والتسامح والنجدة والمروءة والكرم والعفة والرجولة واحترام الجار وهي القيم التي تنسجم مع القيم العراقية السامية التي كانت مناراً للإخاء والتآخي سواء القومي أو الديني وأبرز مثال على ذلك وجود تشكيلات قومية وأثنية عاشت واستوطنت هذه الارض وهو دليل أخاء وتسامح واضح لها تاريخ ومرتبط بالهوية العراقية لأنها أصبحت تمتلك تاريخاً مشتركاً سواء جغرافي أو ثقافي دخل في تفاعلات مشتركة أصبحت تمثل تمازج ثقافات وتفاعلت فيما بينها ولطالما تعرضت هذه الثقافات والهويات الى إضطهاد السلطة الفاشستية القومية على يد دكتاتور مجنون أراد إزاحة كل ماهو عراقي تاريخياً أو ثقافة ولطالما استخدم تعابيرمثل الامة العربية وليس الامة العراقية وغيرها. وبزوال الصنم ودكتاتوريته المقيتة وسقوط ثقافة الإستبداد القومي تفاءل العراقيون وتنفسوا الصعداء باستعادة الهوية العراقية بهاءها ومكانها الطبيعي الذي يليق بها ويعكس توجهات شعب يرغب في أن تسود فيه شخصيته الوطنية ممثلة بهويته العراقية ولكن الملفت للنظر أن هويات فرعية ليست بالقليلة قد استحوذت على الخطاب السياسي والإعلامي وهذا ليس بالغريب وحسب رؤية ونظرية أحد الإنثروبولوجيين الغربيين والتي أطلق عليها نظرية الثلاجة حيث يقول أن بزوال العنصر المؤثر في الإستحواذ وطرد العناصر الاخرى تبدأ العناصر التي كانت سابقاً محكوم عليها بالطرد تبدأ باشغال الفراغ الكامن بعدما انتهى تاثير العنصر الطارد وكأنها كانت في ثلاجة وفيها طبقات كانت متجمدة بفعل البرودة ولكن ما أن تتوقف البرودة حتى تبدأ بالذوبان والظهور حيث تظهر طبقات كانت متكلسة وهكذا بدأت الهويات الفرعية بالظهور والإعلان والترويج عن نفسها وهذا أمر طبيعي جداً في عصرٍ تسود فيه التعددية السياسية والفكرية إلا أن الأمر غير الطبيعي هو هيمنتها على الهوية الاساسية وهي الهوية الوطنية العراقية وهي العنصر الاساسي للإنتساب لهذه الأمة المعطاء تاريخياً وجغرافياً وباعتقادي أن هذا التشخيص يعكس أن هناك خللاً كبيراً جداً في التقاليد السياسية والفكرية وهذا يعكس أن المعادلة السياسية والثقافية تسود فيها نوع من الإرتباك والقلق مما يعني أنها غير متوازنة بلغة التعابير الكيميائية، أن الهوية العراقية والتي طالما تم تجاهلها بحاجة اليوم الى التأكيد عليها سياسياً وثقافياً لأنها هوية تمتلك الإصالة وهي حافظة وحاضنة لشخصية العراق والمجتمع العراقي وطالما نرغب بعراق واحد ديمقراطي يجب أن نحافظ على الإنتماء على هوية عراقية وطنية ديمقراطية تحتضن جميع مكونات الشعب العراقي ولكن بلغة العصر من ديمقراطية وحرية لمكونات المجتمع العراقي الثري بقومياته المتآخية.



#جاسم_الصغير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية- الدولةإنعدام التبلور الموضوعي الداخلي وضعف التأ ...
- ....هل عرفنا نظام الدولة حقاًخارج الاطر المككيافيلية
- ديمقراطية ومؤسسات.. أم.. تكتلات ومراكز قوى
- أحزمة البؤس والديمقراطيةعلاقة تفاعل ام تنافر
- المرأة والرجل معا في بناء المجتمع الديمقراطي
- شعب من اجل الديمقراطية ام ديمقراطية من اجل الشعب
- من افرازات ثقافة الديكتاتورية البغيضةجماهير متماهية ونزعات د ...
- الخطاب الليبرالي العربي تبعية فكرية ام خشبة خلاص
- لماذا لم ينجح العرب في تشكيل مجموعة اقتصادية قوية
- حتى لاتتكرر تجربة وأد واجهاض الديمقراطية
- اصلاح المناهج التعليمية وتغيير الأطر الفكريةهو السبيل لاجتثا ...
- جدلية الانسان- الحرية
- اوهام قرية عالمية بلا حدود
- الاصلاح السياسي الناجح من ادنى الهرمية الى اعلاها ايها الساد ...
- حقوق الانسان ودولة القانون ركيزة النهوض الحضاري
- المسكوت عنه في خطاب نظرية صراع حضارات
- جمهوريات الاغتصاب والسطو المسلح وانعدام الافق السياسي والديم ...
- علمانية الدولة العراقية الخيار الاستراتيجي المطلوب
- النظام الديمقراطي تنوع الأنساق الفكرية واتفاق المبادئ الإنسا ...
- الفيدرالية اعادة تنظيم البلد وترتيب البيت العراقي من الداخل


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جاسم الصغير - الهوية العراقية بين الضرورة الوطنيةوالتجاذبات مع الهويات الفرعية الأخرى