أكاذيب مجلة مصرية - روز اليوسف

صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein‏)

الحوار المتمدن-العدد: 1458 - 2006 / 2 / 11 - 10:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

أكاذيب مجلة مصرية ( روز اليوسف)
فاجأني صديق قادم من القاهرة بقوله أن مجلة روز اليوسف تهاجمني.. فاندهشت وظننته يقرأ عددا قديما يعود الي عام 2000 وقت محاكمتي بتهمة التعبير عن رأيي في العقيدة الارهابية في كتابي " ارتعاشات تنويرية " حيث انهالت علي كل صحف الحكومة طعنا وتشهيرا وشاركتها في ذلك صحفا صفراء طفيلية .. وقلت : ألم يشبعوا هجوما علي شخصي بعد..؟!!
( لم يعد أحد يجهل أنه اذا حدث هجوم وتشهير من صحيفة مصرية ضد كاتب حر فان ذلك لا يمكن أن يتم الا بتكليف أمني .. ونحن نلتمس للصحفي بعض العذر لأن المسألة متعلقة بمصدر رزقه ، ألا أننا لا نبرئه تماما حيث أنه ليس كل صحفي يقبل أن يكون قفازا أمنيا لضرب المعارضة الحرة من الكتاب أو السياسيين وأصحاب الرأي ..)
وأكد لي الصديق أنه عدد جديد لم يمض عليه سوي أيام .. – وقتها - وهو العدد الصادر الاسبوعي من 9:3 ديسمبر2005 ..
أحضر لي العدد وأنا في غاية الدهشة وقلت ربما بسبب مقالاتي التي تنشر علي أكثر من صحيفة الكترونية ..
الا أنني فوجئت بأن المجلة كما لو كانت نائمة منذ أكثر من سنة واستيقظت علي طلبي اللجؤ السياسي لكندا !..
وبالبنط العريض كتبت المجلة : ملحد مصري يطلب اللجؤ السياسي الي كندا...
والعنوان بهذه اللهجة يدل علي انكار المجلة لحق الانسان في حرية العقيدة ، في الايمان أو عدم الايمان ..وذاك من حقوق الانسان المنصوص عليها بالقوانين الدولية بل وبالدستور المصري!
كما أن العنوان بتلك الطريقة فيه تهييج للارهابيين ومصدري فتاوي التكفير والقتل : أي أن المجلة تقوم بدور المرشد .. والمحرض علي التكفير والقتل : اثارة للفتنة ، وتشجيع علي الارهاب .. ، وهو ما يفعله جهاز الأمن نفسه ضد المعارضين السياسيين فكما قلنا في مقال سابق قضيتي الحقيقية كانت كتاب سياسي طالبت فيه بالديموقراطية ، عام 99 " لا أحب البيعة " طالبت فيه مبارك بعدم تجديد فترة رئاسية أخري تحقيقا للديموقراطية التي لا تكون الا بتداول السلطة .. فدبر لي جهاز الأمن قضية سماها " ازدراء أديان " جمع الأديان كلها بينما لم أنتقد سوي العقيدة الارهابية فقط وراح يردد عن ترويج فكر الحادي ( خوفا من جهاز الأمن وحبا منهم في الايمان !! ) لكي يؤلب علي شخصي كل الأطراف ..( كعادة جهاز الأمن مع خصوم النظام ) .
ثم تمضي المجلة في سرد أكاذيبها من السطر الأول حيث تقول : بمجرد أن هبطت طائرة مصر للطيران في مطار كندا الدولي ب " تورنتو "
وفي الحقيقة رغم وجودي في كندا منذ ما يقرب من سنة ونصف الا أنني حتي الآن لم تطأ قدماي لا مطار ولا مدينة تورنتو .. كما أن الطائرة التي سافرت بها كانت " اير فرانس .." الخطوط الفرنسية ..(!)
كما نسبت المجلة لي ( كذبا ) القول " وكان اعتمادي علي مرتب أو مكافأة اتحاد الكتاب الذي أنتمي لعضويته وهو مبلغ شهري زهيد وغير كاف وهو المصدر المالي الوحيد "
لقد ضحكت كثيرا علي ذك التأليف الخائب : لأنني لم أحصل علي مرتب من اتحاد الكتاب لأن المرتب للموظفين به فقط وأنا عضو .. وكذلك لم أحصل علي أية مكافآت .. ومعاش اتحاد الكتاب لا يمنح لأعضائه الا ببلوغ الستين ، وهذا مالم أبلغه بعد..(!!)
ثم تمضي المجلة في أكاذيبها بالقول " تعود قصة صلاح الدين محسن الي النصف الأخير من عام 1999عندما تمكنت مباحث أمن الدولة من رصد ومصادرة بعض الكتب لمؤلفها " صلاح الدين محسن " والتي احتوت علي أفكاره التي تضمنت العيب في الذات الالهية ورسول الله صلي الله عليه وسلم وتحقير القرآن والتهكم علي أركان الاسلام الخمسة ، وبالفعل تمت مصادرة الكتب واحضار " صلاح الدين محسن " لمثوله أمام نيابة أمن الدولة العليا للتحقيق والتي أحالته للمحاكمة في 22/7 /2000 "

والحقيقة هي أن المحاكمة كانت قد انتهت وتم الحكم في القضية ب6 شهور مع ايقاف التنفيذ و كانت حيثيات الحكم : " الأصل في الدستور هو حرية العقيدة وحرية الرأي والتعبير " وعليه تم الافراج عني بعد اعتقال 4 شهور وأسبوعين وكنت في بيتي قبل التاريخ الذي ذكرته الصحيفة بأسبوع .. وبالضبط يوم 16/7/2000 ..(!!!)
( وأعيدت المحاكمة باستئناف النيابة ، فقبض علي أواخر ديسمبر 2000 عندما حاولت ترك مصر كلها للعسكر والمباحث الذين يحكمونها ويسرقونهاويحرمون علي الناس حقهم في حرية الرأي والعقيدة ، وتخيلت وأنا في المطار مغادرا مصر لا أحمل معي مليارات مسروقة من البنوك – قوت الشعب – أنهم سوف يدعوني أسافر ، ولكن اتضح لي أنهم لا يقبضون علي لصوص الوطن وانما يتركونهم يمرون من المطار ، ويمسكوا بكاتب عبر عن رأيه ليظهروا أمام الشعب المغييب أنهم يقظون ويعملون علي حماية الدين !! ).
وذكرت المجلة أيضا ، عن القبض علي بمطار القاهرة - ديسمبر عام 2000 - لاعادة المحاكمة :
" وتم تحريز ما معه من متعلقات وكان أبرزها جواز سفر خاصا به يحمل رقم 446590 صادر مدينة 6 أكتوبر بتاريخ 16 /8 /2000 ومبلغ 600 دولار أمريكي 100 جنيه مصري "
وأقول هذا صحيح ولكن بالنسبة لرقم وتاريخ صدور جواز سفري السابق استخراجه من مدينة 6 أكتوبر فأنا شخصيا لا أتذكر رقم هذا الجواز ولا تاريخ استخراجه لأنني استخرجته قبل شهور قليلة من محاولة سفري عام 2000 ولا توجد لدي نسخة منه ولا حتي رقمه ، حيث فاتني أن أكتب رقمه وتاريخ صدوره .. أما الوحيد الذي يعرف رقمه وتاريخه فهو : مباحث ونيابة أمن الدولة ... ... ... ... ( فهم الذن صادروا الجواز ولا يزال لديهم حتي الآن حيث لم أتمكن من استعادته ، وعندما حاولت استخراج بدل فاقد له اتضح انه قد تم محوه تماما من الكمبيوتر الخاص بمصلحة الجوازات - كلها طبعا الفرعي والرئيسي - وقيل لي لا يوجد لك جواز سفرمسجل ، استخرج جوازا جديدا )
وعن المبلغ الذي ذكرته المجلة : هو صحيح بلا زيادة ولا نقصان وكان موجودا بنياية أمن الدولة كأمانات سلمتها لها مباحث أمن الدولة بحرز .. وأخبرت بالنيابة أن لي استعادته بعد خروجي من السجن بانقضاء مدة الحكم ، ولكن بعد الخروج ورغم حاجتي الماسة لذاك المبلغ الا أن كل الجهود قد فشلت لاسترداده ( بما فيها جهود 2 محامين ) بزعم عدم وجود أمانات لي طرف النيابة ... ولم يكن لدي أي ايصال يثبت ذلك لكونهم في المباحث والنيابة لا يعطون أية ايصالات للمتهم بالأمانات التي له طرفهم .. أما الآن :
فقد أصبح لدي مستند ( وحيد ) من جريدة حكومية بأن لي أمانات مالية – وجواز سفر - طرف نيابة أمن الدولة .. فشكرا للمجلة .
وما قد لا يعرفه المحرر والمجلة عن السبب الحقيقي لمغادرتي لمصر هو أنني بعد خروجي من السجن السياسي وجدت نفسي خاضعا للمتابعة المباحثية في كل مكان .. ومطلوب مني أن أبلغهم اذا اشتغلت في عمل ( ليحرضوا علي في العمل فيثيروا خوف من حولي بالعمل لمجرد معرفة أن مباحث أمن الدولة تسأل عني ) ، ومطلوب مني أن أبلغهم اذا غيرت سكني ( ليحرضوا علي صاحب السكن الجديد فيعمد الي تطفيشي .. كما حدث بالفعل من صاحب فندق بالهرم - منطقة فيصل - .. ! و كنت ممونوعا من الكتابة ، ومحظور علي نشر أي من مقالاتي ولو مقال عن الأغنية .. والكاتب مالم يكتب وينشر كتاباته فانه يختنق ويموت ( وهذا ما يريدونه ) لذا لم يكن أمامه من بديل للسفر وطلب حق الجؤ السياسي وهو حق دولي .. يطلبه ويحصل عليه كل من اضطهدوا ببلادهم من زعماء سياسيين أو كتاب أو شعراء أو مضطهدين عقائديا..، ودول العالم الحر تعرف تما ما يحدث بمصر ، وتعرف من يحكمون مصر وتعرف تماما المضطهدين وتعرف كل ما حدث لهم أكثر مما يعرفه المصريون عنهم بالخارج ولأنها دول حرة تقدس حرية الرأي وحرية العقيدة وحرية التعبير لذا فانها لا تحجب حق اللجؤ عن كل مستحق له .. وعندما تشرق شمس الحرية علي مصر ويزهق باطل ليل العسكر والمباحث سنكون من أوائل من يصلون الي مطار مصر بلدهم الذي يحبونه ، وكم من المصريين بالخارج يتنمنون بل يتلهفون العودة اليها بعد أن ينزاح الكابوس الجاثم فوق صدرها منذ أكثر من نصف قرن ..!
وبعد مغادرتي لمصر ، و في خلال 7 شهور نشر لي أكثر من مائة مقال بأكثر من جريدةاليكترونية – وجرائد ورقية عادية أيضا - عدا جرائد اليكترونية أخري ، كثيرا ما تنشر مقالاتي نقلا عن الجرائد التي اعتدت النشر بها .. وقرائي المحبون بالعديد من دول العالم – بما فيها مصر ، وطني الذي كنت ممنوعا فيه من الكتابة - هم أكثر بكثير جدا مما كنت أتوقع ..

من الطريف أن مجلة روز اليوسف عندما كانت تنهال علي طعنا عام 2000 وأنا خلف القضبان – يايعاز من الأمن – في قضية رأي وفكر ، وكتابة - لا قضية مخدرات ولا أموال عامة ولا بلطجة وتزوير انتخابات ..
كانت المجلة تعيرني بأنني لم أكمل تعليمي الجامعي .. ونسي كل صحفيي النمجلة أنهم يعملون مجرد موظفين بمجلة أسستها سيدة لم تدخل مدارس ولم تكن تعرف القراءة أو الكتابة " السيدة فاطمة اليوسف " (!) .. وأنهم لواحترموا شهاداتهم الجامعية لقدموا استقالاتهم من روز اليوسف وأسس كل منهم مجلة باسمه ليحقق بها شهرة ونجاح ينفوق به (( بشهادته الجامعية في الصحافة .. !)) علي روز اليوسف ومجلتها ... ...! فهل يفعلوا؟!
زمان كانت مجلة روز اليوسف ( أكبر مجلة سياسية بالشرق الأوسط ) هي المدرسة التي يعمل بها ويتخرج منها عظماء الصحفيين والكتاب والفنانين المبدعين.. كأحمد بهاء الدين ، وصلاح حافظ ، ومصطفي أمين ، ودكتور مصطفي محمود ، و سعد الدين وهبة ، و يوسف ادريس ، صلاح جاهين وغيرهم ..
كان ذلك زمان قبل أن يتولي رئاسة تحريرها ويتسلل الي ادارتها ( أو يندس فيها) الضباط ، والمباحثيون ..
فأفسدوها مثلما أفسدوامصر كلها منذ اغتصبوا الحكم و بداية ليل دامس وطويل امتد من 23 يوليوعام 1952..
[email protected]

#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات