أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحنفي - بعد تجاوز محطة 12/9/2003: الانتخابات الجماعية والتغيير المجهض.....6















المزيد.....

بعد تجاوز محطة 12/9/2003: الانتخابات الجماعية والتغيير المجهض.....6


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1457 - 2006 / 2 / 10 - 10:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فما طبيعة معاناة الأحياء الهامشية ؟

إن الأحياء الهامشية في المدن هي تلك الأحياء التي يتكون سكانها من المهاجرين من القرى إلى المدن، أي أنهم ليسو سكان حضريين، يحملون معهم في سلوكهم، و في ممارساتهم التخلف الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي و السياسي و يجلبون معهم معتقداتهم المتخلفة هدفهم الوحيد هو الهروب من الموت الاقتصادي و الاجتماعي و البحث بكل الوسائل عن المال، حتى و إن كانت طرق الحصول عليه هي الممارسات الدنيئة، و المنحطة و يتخذ لهم بيوتا قصديرية تفتقر إلى أدنى التجهيزات التحتية، و لا تهتم بهم المجالس الحضرية، و لا تعمل على هيكلة، و لا يحضرون في الممارسة الجماعية إلا في المحطات الانتخابية حتى يتوجه إليهم المرشحون من البورجوازية المتخلفة لشراء ضمائرهم نظرا لشدة حاجتهم إلى ذلك المقابل، و هم إلى جانب ذلك يعتبرون مجالا لإشاعة الأيديولوجية الظلامية لتخلفهم الفكري.

و على هذا الأساس تلجأ النخبة "السياسية"/ الانتخابية إلى استجداء أصوات سكان الأحياء الهامشية عن طريق شراء ضمائر ناخبيهم، أو عن طريق التوظيف الأيديولوجي للدين الإسلامي أو عن طريق السماح لهم بإشاعة الاقتصاد المهمش في المدن كما في القرى للوصول إلى المجالس الجماعية، لا لأجل إنقاذهم من التخلف الذي يغرقون فيه، بل لتكريس التهميش الذي يغرقون فيه، كما يشهد بذلك واقع هذه الأحياء منذ استقلال المغرب و إلى الآن.

و تعتبر البورجوازية المتخلفة هي الأكثر استفادة من هذه الأحياء، فهي تستغل سكانها في القيام بالأعمال الدنيئة و المنحطة، و في أشغال البناء، و في المعاملات بأجور زهيدة، لا تسمن و لا تغني من جوع و في نفس الوقت، فإن هذه البورجوازية تستغل علاقات العمل التي تربطها بسكان الأحياء الهامشية في مختلف الانتخابات. فتضغط لضمان أصواتهم في الانتخابات الجماعية و غيرها، أو لجلهم قنوات الاتصال بسكان هذه الأحياء، لشراء ضمائر الناخبين فيها، و ما سوى ذلك غير وارد في ممارسة هذه البورجوازية المتخلفة تجاه سكان الأحياء الهامشية.

و قابلية ناخبي الأحياء الهامشية لبيع ضمائر إلى البورجوازية المتخلفة من الوصول إلى المجالس المحلية يمكن هذه البورجوازية من الوصول إلى السيطرة على مجالس المدن كما يمكنها من السيطرة على مجالس القرى من خلال عضوية المجالس، و من خلال السيطرة على مكاتبها لتوجيه عمل تلك المجالس إلى خدمة مصالحها الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و السياسية، و هو ما يؤدي إلى تكريس تهميش الأحياء الهامشية التي تسقط من وجدان و ذاكرة البورجوازية المتخلفة إلى أنتحل انتخابات أخرى و هكذا.

فما العمل من اجل ناخبين بوعي متقدم في الأحياء الهامشية ؟

إننا في الواقع أمام إشكالية يصعب تصور ايجاد أجوبة محتملة لأسئلة تلك الإشكالية، و لكن مع ذلك، لابد من القول بضرورة المعالجة الشاملة للأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و السياسية، و الحد من الفوارق القائمة بين المدن و القرى، و بين الأحياء على مستوى ايجاد بنيات تحتية و على مستوى إحداث تنمية متساوية للحد من الهجرة إلى المدن، و وضع برنامج للقضاء على الأحياء الهامشية عن طريق برمجة إدماجها في المدن. و هذه المعالجة الشاملة لا تتأتى بإعادة النظر في الاختيارات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية ، وهو ما يعني تكوين حكومة إنقاذ وطني ، تكون مهمتها إعادة النظر في الدستور . الذي يجب أن يكرس سيادة الشعب ، ومرورا بانتخابات حرة ونزيهة ، وصولا إلى تكوين حكومة من الأغلبية التي تضمنها صناديق الاقتراع ، بعيدا عن أي شكل من أشكال التزوير التي تطبع مختلف الانتخابات التي عرفها المغرب وبالتالي فمشكل الأحياء الهامشية هو مشكل سياسي ودستوري .

انطلاقا من إعادة النظر تلك فتحصين الأحياء الهامشية ضد البورجوازية المتخلفة يقتضي إعادة هيكلة تلك الأحياء وتجهيزها ، وتوفير الخدمات الاجتماعية لسكانها وتمكينهم من امتلاك مقاولات صغرى وربطهم بمختلف الأحياء على أساس المساواة فيما بينها و تسبيجها بالأحياء العصرية ، الحديثة لمحاصرة نموها ومنع استنبات أحياء هامشية أخرى بالإضافة إلى ضرورة القيام بإجراء صارمة لمنع استمرارية ظاهرة الاتجار بالضمائر في هذه الأحياء .حتى يتمرس سكانها على استحضار كرامتهم كبشر وإذا أرادوا بعد ذلك أن يختاروا البورجوازية فذلك شأنهم :

وإلى جانب ما ذكرنا يبقى دور الأحزاب السياسية الأصيلة والديموقراطية والوطنية التي يجب أن يستحضر إعادة الاعتبار الأحياء الهامشية التي يجب تاطير سكانها حزبيا وسياسيا . لتجنيبها أن تقع مستقبلا فريسة الاتجار بالضمائر في مختلف المحطات الانتخابية أو فريسة الظلامية المؤدلجة للدين الإسلامي والمغرية لسكان هذه الأحياء بمجيء " الدولة الإسلامية " ولتجنيبها أن تبقى مجالا لاستهلاك المخدرات الذي لا يستفيد منه غلا أباطرة المخابرات الذين يراكمون أموالا طائلة يوظفونها في شراء ضمائرنا حتى الأحياء الهامشية نفسها .فدور الأحزاب يجب أن يستهدف التوعية السياسية والاجتماعية والثقافية ، إلى جانب التوعية الاقتصادية من أجل إعدادهم لتشكيل إطارات جماهيرية للدفاع عن مصالحه حتى يدركوا ما يتوفرون عليه من إمكانيات ضخمة تؤهلهم لأن يلعبوا دورا رائدا في صياغة المجالس المحلية التي تخدم مصالحهم .

فما العمل من اجل ربط الأحياء الهامشية بالأحزاب الوطنية و التقدمية. و بلا بورجوازية متخلفة ؟

إن تأطير المواطنين بصفة عامة، و تأطير مواطني الأحياء الهامشية بصفة خاصة ليس عملية سهلة. لأن ذلك يقتضي أن يكون هناك نضال ديمقراطي رائد فعلا ، يضع في اعتباره إعادة النظر في الدستور حتى تصير فيه السيادة للشعب ، و النضال من اجل ملائمة القوانين المحلية مع المواثيق الدولية، و العمل على إنضاج الشروط الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و المدنية و السياسية المناسبة لإجراء انتخابات حرة و نزيهة و استحضار إرادة المواطنين في كل القضايا التي تهمها على جميع المستويات التنظيمية و البرنامجية و السياسية و النضالية، حتى يكون ذلك عامل استقطاب بالنسبة إليها، ذلك الاستقطاب الذي يعتبر وسيلة أساسية لربط مواطني الأحياء الهامشية بالأحزاب الديمقراطية الوطنية و التقدمية.

و بذلك تعمل الأحزاب السياسية بصفة عامة، و الأحزاب الوطنية و الديمقراطية التقدمية بصفة خاصة على جعل الأحياء الهامشية تنفلت من احتواء البورجوازية حتى تصير كما كانت في عهد الاستعمار بعيدة عن إغراء الاستعمار و عملائه، و مجالا لاستنبات المقاومين و أعضاء جيش التحرير، و تصبح اكبر مغذ للأحزاب الديمقراطية من خلال انخراطها في النضال الديمقراطي الذي يجب أن يمارس في الميدان لا في المقرات الحزبية.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد تجاوز محطة 12/9/2003: الانتخابات الجماعية والتغيير المجه ...
- بعد تجاوز محطة 12/9/2003: الانتخابات الجماعية والتغيير المجه ...
- بعد تجاوز محطة 12/9/2003: الانتخابات الجماعية والتغيير المجه ...
- بعد تجاوز محطة 12/9/2003: الانتخابات الجماعية والتغيير المجه ...
- بعد تجاوز محطة 12/9/2003: الانتخابات الجماعية والتغيير المجه ...
- هل ترتفع الامازيغية إلى درجة التقديس؟.....7
- هل ترتفع الامازيغية إلى درجة التقديس؟.....6
- هل ترتفع الامازيغية إلى درجة التقديس؟.....5
- هل ترتفع الامازيغية إلى درجة التقديس.....4
- هل ترتفع الامازيغية إلى درجة التقديس.....3
- هل ترتفع الامازيغية إلى درجة التقديس.....2
- هل ترتفع الامازيغية إلى درجة التقديس.....1
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحنفي - بعد تجاوز محطة 12/9/2003: الانتخابات الجماعية والتغيير المجهض.....6