أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ممدوح مكرم - الوظائف الأيديولوجية للدولة( مقاربة جرامشية)














المزيد.....

الوظائف الأيديولوجية للدولة( مقاربة جرامشية)


ممدوح مكرم

الحوار المتمدن-العدد: 5613 - 2017 / 8 / 18 - 13:32
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ا
قَدَّم جرامشي أطروحة متقدمة حول الهيمنة( نقصد هيمنة الدولة على المجتمع وابتلاعه داخلها) ، وأَنَّ الهيمنة ليست امتلاك طبقة لوسائل الانتاج فقط، و يكون لها تمثيل سياسي يمثلها في الحكم( أي من خلال جهاز الدولة) بل لابد أَنْ يكون هناك هيمنة من نوع آخر، هي الهيمنة بشكل أيديولوجي، أي تصبح أيديولوجية الطبقة المهيمنة هي السائدة، هي التي تشكل وعي المجتمع، وقد تحدث ماركس عن ذلك.
ميزة جرامشي أنه أعطى للموضوع أهمية قصوى، لأن بعض الماركسيين وقعوا في شَرَك الآلية/ الميكانيكية؛ بسبب النزعة الاقتصادوية المتطرفة؛ مما ساهم في خفوت رؤية الدور الأيديولوجي للطبقة المُسْتَغِلة( من خلال الدولة، ومن خلال جماعات سياسية مرتبطة بها بشكل مباشر و غير مباشر) جرامشي قام باعادة الاعتبار لماركس و انجلز في حديثهما عن الأيديولوجية، ومن خلال جرامشي نجد أنَّ الدولة تسعى للهيمنة على المجتمع والأفراد من خلال مستويين:-
الأول: الهيمنة المادية/ الفيزيقية، من خلال السجون و المعتقلات، و التعذيب، من خلال سن قوانين، وهي هيمنة تهدف للسيطرة على الجسد( جسد الفرد، باقي الأجساد الاجتماعية=المجتمع) لإرهاق هذا الجسد و تشويهه و تعجيزه، وتصفيته إِنْ لزم الأمر( نموذج المناضل مهدي بن بَرْكة في المغرب، ذُوبَّ في حمض الكبريتيك، إبان الملك الحسن الثاني).
الثاني: الهيمنة الأيديولوجية: وهي غير مادية، تسعى للهيمنة على الوعي و الفكر، بتفريغه من الإيجابيات، وتسطيحه، وجعله أسير الخرافات والإشاعات و الخوف من المجهول و المستقبل، الهدف: إحداث شلل كلي أو جزئي للتفكير، ومن ثم الوعي، وهو ما يترافق مع السيطرة على الجسد( السيطرة على الجسد و العقل على السواء) .
والوظائف الأيدبولوجية تتمثل في:-
1- تنميط الأفكار والأشياء و المواقف، بوضعها في قوالب جامدة وجاهزة، وذلك للإيحاء بالإستاتيكية و الثبات، وهو ما يوصل للعدم و اليأس و العبث.
2- عدم ترك أي مساحة ولو صغير؛ لنقد الأوضاع القائمة، لمحاولة تجاوزها.
3- تزييف الوعي: بإيراد ذرات من الحقائق، ولفها بالأكاذيب، وتصديرها في صورة مقولات جاهزة، تنتشر انتشار النار في الهشيم( مثال: ذلك دخول الحروب أدى إلى سقوط الاقتصاد المصري).
4- الإيحاء بأبدية الوضع القائم، وأنكم مهما حاولتم، لن تستطيعوا التغيير( مقولة: النفخ في قربة مقطوعة، مفيش فايدة، إنتوا ضعاف..إلخ)
5- نشر ثقافة الخوف و القمع، بحيث يسهل السيطرة، والهيمنة.
أجهزة الدولة الأيديولجية
تعمل الدولة للسيطرة الأيديولوجية من خلال ما أسماه جرامشي أجهزة الدولة الأيديولجية وهي:-
1- المدارس و الجامعات: حيث يتم تسريب الأيديولوجية من خلال مناهج التعليم،( مثلا رفض نظرية التطور، واتهام الشيوعية بالإلحاد، وفرويد .....إلخ) والتغني بكل ما هو رجعي، ويظهر ذلك أكثر في العلوم الإنسانية( بالأخص :الاقتصاد و الفلسفة؛ لأنها أكبر ساحة صراع أيديولوجي) وأيضًا العلوم الطبعية، ولكن بشكل غير مباشر، ولا يبدو إلا لمن يدقق في الأمر.
2- دور العبادة: من خلال تنميط الدين والأخلاق، وتقديم مبررات للحفاظ على الوضع القائم، عبر خطاب ديني وأخلاقي وعظي، يرجع كل شيء لمسألة غياب الضمير، وعدم مراعاة الله ورسوله، وعدم الخوف من ربنا....إلخ، بل ويضفي شرعية على الحاكم( تحريم الخروج عليه، وضروة طاعته؛ مادام لم يأمر بكفر، وفق فتاوي الكثير من علماء السنة).
3- وسائل الإعلام: وهي أصبحت ذا دورا خطير، يفوق دور العبادة، ويفوق حتى مؤسسات التعليم؛ بسبب قدرتها على الوصول الجماهير بكافة مستوياتها،ولغتها البسيطة و المباشرة، وهو ما يفسر حاليا: تنميط الأفكار والرؤى في مجتماتنا المعاصرة، وهي تعمل على تجذير ثقافة الإستهلاك، والإبتذال والإسفاف في أغلب موادها؛ لتسطيح الأفكار و الأفعال على السواء، وصنع نجوم وهمية، وأبطال وهميين.
4- مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة: وهي الأخطر، يظن البعض أنها تتمتع بالحرية المطلقة؛ هناك توجيه يتم بشكل مباشر و غير مباشر من أجهزة الأمن والإستخبارات، من خلال إطلاق الإشاعات، ونشر الصور المفبركة، والفيديوهات الكاذبة، والأخبار المغلوطة غير الدقيقة، وغير المسندة لمصادر موثوق بها، والهدف إحداث المزيد من البلبلة، وتمييع المسائل، وأخذنا للمشاجرات حول مسائل جانبية؛ حتى لا ننظر إلى المشكلة الكبرى.
5- الأسرة: أيضًا تلعب في تشكيل أيديولوجية أفرادها بشكل ما، وإن كان قد قل وتراجع لحساب وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.
ملاحظات
1- لا يوجد ما يسمونه بعض المتفزلكين( اللا أيديولوجية) كل منا له أيديولوجية، و يخضع لمؤثرات أيديولوجية، قد يعيها الفرد أو لا يعيها، ( قد لا تكون إخوانيا قحا مثلا: لكنك تتحدث عن رابعة بمرارة، وتتمنى عودة مرسي؛ وفي نفس الوقت تدعي إنك ليس إخوانيا بالمعنى الأيديولوجي= هذا صحيح، قد لا تعي ذلك، ولكنك تعرضت لمؤثر أيديولوجي).
2- حتى بافتراض اللا أيديولوجية: فهي أيديولوجية؛ لأن الإنسان لابد له من وعي(اختلفنا أو اتفقنا معه) يحاول أنْ يفهم به واقعه، ويتعامل معه.
3- الأيديولوجية تتمتع باستقلال كبير عن الاقتصاد، مثال ذلك: أن القاعدة المادية للأفكار الإقطاعية، انهارت من زمن، لكن الأفكار لازلت تفعل فعلها في مجتمعاتنا( منها الرؤية الدينية السلفية والأصولية أصدق تعبير)
4- هناك إلى جانب الدولة: جماعات أخرى تؤدي دورا أيديولوجيا، مثل الإخوان و السلفيين كنموذج، وهو دور مكمل للدولة، و ليس متناقضا معها، هدفه تدجين الأفراد و المجتمعات.
هذه كانت أطروحة سريعة، اتمنى أَنْ تبعث المزيد من المناقشات والآراء
ممدوح مكرم



#ممدوح_مكرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرنُ لم ينضج خبزها بعد( قراءة نقدية في ديوان الفرن للشاعر شر ...
- أزمة شخصيات، وشخصيات مأزومة( قراءة المجموعة القصصية : عندما ...
- تفكيك مدحت صفوت في السلطة والمصلحة( قراءة في كتاب)
- تقنيات السرد في رواية الزيني بركات للأديب الراحل جمال الغيطا ...
- حول الصحراء الغربية: خواطر ماركسي مصري.
- الحركة الجماهيرية المصرية: فعلها، ومفعولها، وفاعلها المغيب(م ...
- النبوة: محاولة في إعادة بناء العقائد( قراءة في كتاب الدكتور ...
- الاشتراكية في السياسة و التاريخ: خرافة الطريق الثالث( قراءة ...
- الإسرائليات
- المسكوت عنه: الجذور الوثنية للأديان التوحيدية(عرض وتلخيص لكت ...
- مؤتمر لوزان(متابعات)
- الأزمة الهيكلية للاقتصاد المصري
- التنظيم( الجدل بين الأزمة و الضرورة ) [نقد ذاتي وموضوعي لتجر ...
- نقد الدين أم نقد الفكر الديني؟
- الهيمنة السعودية على مصر
- منمنمات فلسفية: جدلية العلاقة بين الإيمان والإلحاد
- منمنمات تاريخية: منشآت أحمد بن طولون في مصر
- - بين مزدوجين- أزمة الإسلام ،و إسلام الأزمة
- العقل الإيماني وصراع الأزمنة : قراءة في مقال حسن إبراهيم أحم ...
- ماذا يريد العدو الصهيوني من سوريا ؟


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ممدوح مكرم - الوظائف الأيديولوجية للدولة( مقاربة جرامشية)