أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - نادية خلوف - ماتت فدوى قبل موت جسدها














المزيد.....

ماتت فدوى قبل موت جسدها


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5613 - 2017 / 8 / 18 - 12:30
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


المختلف يعزل ثمّ يقتل. . .
هي فدوى، وربما كانت نجوى أو سلوى، قد تكون أحمد أو بيير، أو عالم ذرّة. يجب أن تسير تحت أعلام الطّائفة، أو المتصدّرين للمشهد.
فدوى أرادت أن تدخل المشهد الذي يعبّر عن السّوريين، فغنّت مع السّاروت. ذلك الشّاب الذي سحبوه، وملأ وه طائفيّة بغضّ النّظر عن الظّلم الذي وقع عليه، وما هي إلا أيّام ، وأصبحت مدسوسة من النّظام كما أشاع عنها بعض" الثوريين"
فدوى العلوية لم تكن تحمل طائفتها على منصّة الغناء. قد يكون انتماءها الطّائفي سهّل عليها أمر أن تكون موظّفة كممثلة "مجهولة" كما يسميها النّظام وهذا أمر طبيعي ، فحتى تكون مشهوراً في سوريّة في التمثيل والغناء، والأدب، والعلم .عليك أن تدخل من الباب الأمني العريض وحسب تسلسل الرتب في العائلة، أو المال، أو الدّعارة، وأنت تدخل المجال الذي تحبّ دون دفع مال، أو البحث عن مفتاح. أنت نفسك مفتاح يجلب لهم الثروة، والسّلطة ،وهؤلاء هم أذكياء سورية الذين يذّكرونك على الدّوام بأنّ كونك ملتزماً بقيم الإنسان، ومميّزاً في الدراسة أو العمل هي قيم أكل عليها الزمان وشرب، ومن باب الحريّة الشخصيّة أن تكون ابنتك سمساراً لك عند أمير القبو الأمني.
فدوى العلوية، وأنا الإسماعيلية، والساروت السّني عندما نفكّر في الخروج عن خطوط طوائفنا نحال إلى لجنة تأديبيّة ونعزل كما جرى لفدوى، والساروت. قالوا لهما: لا تحلموا بأبعد من كلمة هنا وكلمة هناك.
كلّ الطّوائف داعشية، ولها أمير مؤمنين، وأتباع ، ومريدين، وجهاد نكاح، ولو دخلت في التّفاصيل لانتحرت كما انتحر غازي كنعان بطلقتين في الرّأس.لكن ليس كلّ المنتمين للطائفة يوافقون على ذلك ففي كلّ الطوائف متنورين، ومؤمنين بسطاء، وشريرين.
نحن طائفيون قوميون. نمجد الاستبداد، وإذا كانت أحداث أمريكا الأخيرة قد دارت حول تمثال كان صاحبه ظالماً، فلو دخلت في ضمن طوائفنا وقومياتنا ، لرأيت من الأيقونات الملطخة أيديها بالدّم ما فاق الخيال، بل إنّ البعض يجادل فيما لو كان ذلك الزعيم الرّوحي هو الله، أم دون الله.
لو افترضنا أنّ الثورة السورية التي بدأت بالحديث عن شعب سوري واحد، وعدم تفرقة في الدين، والقوميّة كانت قد استمرّت في نفس التوّجه. لن تنجح أيضاً، ومع ذلك كانت تلك الطّروحات مؤقتّة.
في سوريّة هناك موت مدني قبل أن يموت الإنسان، وهذا الموت ليس على يد النّظام فقط بل على يد الأحزاب، والمجموعات العرقية، والطائفيّة، وعندما يرغبون في قتلك يطلقون عليك وصف خائن أو عميل، أو حرامي، ولا أكثر من الصّفات.
فدوى سليمان ماتت مدنيّاً قبل أن تموت جسديّاً، فالموت الجسدي أمر عادي، لكن أن تكون على قيد الحياة وميّتاً فهذا الأمر الجلل.
أن تكون سوريّاً، وأن تكون امرأة أيضاً فهذا يعني تعدّد المحاكم ودرجاتها، يحاكمك الأخ نيابة عن ذكور العائلة، والأخت المفوّضة برعاية مصالح الذكور، ثم الطّائفة كونك أنثى خاطئة إلى أن يثبت العكس، ثم القوميّة، وفي المرحلة الأخيرة تصل إلى تنفيذ حكم الإعدام المدني بحق ذاتك، أو يكون ثمنك طلقة بسبب الدفاع عن شرف العضو الذكري.
رغم الغضب الذي نمتلئ به، لكنّ تلك الثّورة التي حتى لو لم تكن معروفة القيادة، لكنّ أغلب السّوريين تمنوا أن تنتهي بزوال الظّلم، وهي لم تنته، فما يجري مريع فعلاً ، لكنّه ثمن لا بد منه عن سنوات طويلة من الاستسلام، وقد أصبح السوري يستطيع أن يفكّر. أي أن دماغه بدأ في العمل، وسوف لن تنتهي تلك الثورة الفكرية حتى لو انتهت الثورة السلمية العادية. الأفكار تتفاعل، وفي يوم غير معروف سوف تكون سوريّة دولة مثل بقيّة دول العالم.
إلى روح فدوى سليمان.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شارلوتسفيل، فيرجينيا: تاريخ التمثال في وسط الاضطرابات العنيف ...
- مذكّرات قلم رصاص-7-8-
- الحزب الاسكندنافي اليميني البديل تأخر عن حفلة ترامب
- مذكّرات قلم رصاص-5-6-
- ترامب يزمجر مباشرة
- لا أفكر في طلب الاعتذار من المعادين للسامية
- - الثّورة تأكل أبناءها-
- مذكّرات قلم رصاص-3-4-
- للأطفال: مذكّرات قلم رصاص -1-2-
- العدوان غير المباشر
- لا تنتظر الإنصاف من الحياة
- قد لا تتوقّف الحروب
- لا تلعب دور الضّحيّة!
- دراسة حول تراجع الفكر والأدب في سورية-الخاتمة-
- دراسة حول تراجع الفكر والأدب في سورية-6-
- دراسة حول تراجع الفكر والأدب في سورية-5-
- دراسة حول تراجع الفكر والأدب في سورية-4-
- دراسة حول تراجع الفكر والأدب في سورية-3-
- دراسة حول تراجع الفكر والأدب في سوريّة -2-
- دراسة حول تراجع الفكر والأدب في سورية -1-


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - نادية خلوف - ماتت فدوى قبل موت جسدها