أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - شاكر الناصري - صناع الفشل...!














المزيد.....

صناع الفشل...!


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 5611 - 2017 / 8 / 16 - 17:12
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


يُكثر السيد مسعود البارزاني، رئيس أقليم كردستان، من تكرار مفردة الفشل في معظم تصريحاته وحواراته خلال الآونة الأخيرة. فما أن يتحدث عن الاستفتاء المزمع إجراؤه في أيلول القادم، حتى يبرر ذلك بفشل الدولة العراقية، فشل التعايش، وفشل الشراكة السياسية بين بغداد وأربيل. وما ينطبق على البارزاني ينطبق على غيره من قادة الاحزاب القومية الكردية الذين يذهبون عميقاً من أجل التحشيد القومي ومساندة الاستفتاء.

لكن السيد مسعود لايحدثنا عن الفشل في تحقيق وضع سياسي مستقر في كردستان، ولا عن الفشل في تحقيق اكذوبة الرفاه والديمقراطية التي يتشدق بها كثيراً- عملياً، هو يؤسس لسلطة دكتاتورية عشائرية حيث تحتكر عائلته رئاسة الوزراء والأجهزة الأمنية الحساسة في الأقليم، او عن الفشل في إيجاد سلطة واحدة، تنهي الانقسام في مناطق السيطرة والنفوذ وتزيل الشكوك والمخاوف المتبادلة بين حزبه وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، وتساهم في بناء مؤسسات تحت مسمى سلطة الاقليم. لم يتحدث عن الفشل في محاربة الفساد الفاضح ومافياته المخيفة التي تدار من قبل قيادات حزبية في كلا الحزبين الحاكمين هناك، بل وتطال السيد مسعود شخصيا، خصوصاً ما يتعلق بحسابات عوائد النفط المودعة في البنوك التركية!!!

الفشل والفساد وتعدد مراكز القرار الذي يعم سلطة الاقليم والقوى السياسية هناك يلقي بتبعاته الثقيلة على حياة السكان ويحولها إلى جحيم حقيقي. لكن تلك القوى تبرع في ممارسة الإبتزاز والتلاعب بالمشاعر القومية التي تمكنوا من استغلالها بشكل كبير وعمقوا من هوة الانقسام والكراهية والتعصب القومي الأهوج في أوساط سكان كردستان ضد أقرانهم العرب في المدن العراقية الاخرى، فالرد على ارتفاع مستويات الفقر والبطالة وانعدام الحقوق والأزمات السياسية والاقتصادية التي تعصف بحياة الناس سيكون بطرح الإستفتاء والانفصال وتأسيس دولة كردية!!!

من المؤكد أنَّ معاينة فاحصة لواقع حال العراق ستكشف عن الفشل الذي تعانيه هذه الدولة. الفساد، الإستئثار بالسلطة، النهب المتواصل لثروات الدولة، المحاصصة الطائفية، الحروب، انهيار قطاعات التعليم والصحة والخدمات، الصراعات الدامية والحرب والإرهاب، الكراهية وتصاعد حدة التطرفات والتعصب الطائفي والقومي......الخ، كلها، عوامل تؤكد فشل الدولة وتأثير ذلك على قضايا الحقوق والحريات وفوضى السلاح وتزايد دور المليشيات وتدخل دول الجوار والدول الكبرى في العراق...

لكن السؤال الأهم: مَن صنع الفشل، أو من حول العراق إلى دولة فاشلة يسعى مسعود البارزاني وأتباعه للهروب منها واعلان دولة خاصة بهم؟؟ مَن خاض المفاوضات، بعد أن تمكنت أمريكا من احتلال العراق، و مَن كتب الدستور وحرض سكان الأقليم على التصويت بنعم على كل ما ورد فيه، وشرعن نظام المحاصصة الطائفية المقيت وساهم في عقد صفقات تقاسم السلطة والثروات وحماية القتلة ولصوص المال العام. وساهم، وبقوة، في تثبيت أبشع الحكومات وأكثرها فساداً وإثارة للأزمات والتوترات الطائفية والتسبب في احتلال المدن العراقية واستباحتها من قبل تنظيم داعش الإرهابي..الخ؟

عودة بسيطة لوقائع مفاوضات القوى السياسية ووثائق المؤتمرات التي سبقت احتلال العراق، ستكشف عن الدور المشين الذي مارسه مسعود البارزاني وغريمه جلال الطالباني، في ترسيخ وضع سياسي وطائفي لم ينتج سوى الفشل والخراب والاحقاد التي ستدفعهم للبحث عن منافذ للهروب من سفينة غارقة وتبرير ذلك بتكرار اسطوانة الفشل!!!

منذ ذلك الوقت، كانت مساعيهم واضحة وصريحة في إيصال العراق إلى حالة الانهيار والفوضى والتخبط السياسي، غنيمة كبيرة لابد من تقاسمها وتحويلها إلى ماركة مسجلة للفشل والفساد، وقد وجدوا في قوى الإسلام السياسي الشيعي والقوى الاخرى التي لاتقل عنهم طائفية وفسادا، القوى التي يحار المرء في إيجاد توصيف يليق بقبحها وانحطاطها ولصوصيتها، خير شريك يمكنه أن يحقق مطامحهم بدفع العراق نحو مصير مجهول، ولا حل لأزماته سوى التقسيم والانفصال وتأسيس دول جديدة. شريك لايكف عن النهب والفساد وتعزيز السلطة وسرقة قوت الناس والمتاجرة بالدماء والتحشيد الطائفي، فكانوا، جميعاً، شركاء في صنع وضع يشوبه الفساد والانحطاط السياسي ولم يقدم من وصفة لإدارة الدولة وثرواتها سوى الفشل الذين صنعوه بأيديهم...



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار العراقي: دعوات التحاور والعمل المشترك، وبلاغ الحوار ا ...
- حرية الرأي والتعبير في ظل نظام المحاصصة الطائفية
- الأول من آيار: نشيد الأمل، ونشيد الموت!
- عن العراق، ونظام المحاصصة الطائفيّة الذي يجب اسقاطه
- الصّحوة الإسلاميّة: السّلطة والطائفيّة
- صرخة رفض
- ديمقراطيّة عالم اليوم!
- تنّورة قصيرة
- أسئلة ما بعد الموصل
- عن الحبّ وأشياء أخرى
- المسكوت عنه: تجنيد المرتزقة في العراق!
- العلمانيّة والإصلاح ومقتدى الصدر
- مثلك تماماً، لست ممتعصاً من دفقِ سردك
- خداع السلطات الحاكمة!
- عن سعادة الإمارات وتسامحها!
- قانون اللجوء الجديد: يوم أسود في الدنمارك!
- باعة الوهم!
- الطائفيّة وأتباعها!
- الاعترافات المتأخرة للحكومات الأوربية!
- ليلة الجحيم الباريسيّ: العالم في مواجهة أزماته!


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - شاكر الناصري - صناع الفشل...!