أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - فتحي حسين - دكاكين الجامعات الخاصة ..مين يشتري ؟














المزيد.....

دكاكين الجامعات الخاصة ..مين يشتري ؟


فتحي حسين

الحوار المتمدن-العدد: 5611 - 2017 / 8 / 16 - 15:05
المحور: الصحافة والاعلام
    




بلا شك أن الواقع العملي للجامعات الخاصة يقول إن معظمها أصبح مجرد «دكاكين» لبيع الشهادات الجامعية، وأن من يتخرج فيها هم جيل من الشباب غير مؤهل لسوق العمل، ولا يمتلك أدواته العملية، وقد أكدت ذلك ملاحظات تقرير المجلس القومى للتعليم عام ٢٠١٤، الخاص بالجامعات الخاصة، التى أشارت إلى انخفاض مستوى خريجى بعض الكليات فيها، مثل كليات الطب بهذه الجامعات، عن مستوى خريجى نظرائهم بالجامعات الحكومية، الذين ما زالوا أفضل تدريبًا وعلمًا. بالإضافة إلى معاناة بعض الكليات العملية من قلة أعداد الكوادر العلمية والفنية ذات المستوى العالى، رغم توافر الإمكانات والتجهيزات الفنية أحيانًا، وانخفاض مجموع درجات الثانوية العامة عن التحاق الطلاب بالجامعات الخاصة، كما يوجد فى كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة والهندسة والنظم والإعلام.. قصور نظم الامتحانات والمذكرات الدراسية والكتب فى بعض الجامعات الخاصة عن أداء رسالتها. وما زالت بعض الجامعات الخاصة فى حاجة إلى مزيد من الخبرة التعليمية، خاصة فى الكليات العملية. المناهج التعليمية واللوائح فى بعض الكليات غير متطورة بالصورة المناسبة، بل تنتقل مباشرة عن نظائرها بالجامعات الحكومية، وبعض الجامعات الخاصة تهتم، فى المقام الأول، بتحقيق الربح السريع وجذب مزيد من الطلاب المصريين والعرب دون شروط معلنة للقبول، والتحايل أحيانًا على ذلك بشكل أو بآخر، دون النظر إلى مستوى العملية التعليمية.. وقد سجّل تقرير المجلس القومى للتعليم ٢٠١٤ عددًا من السلبيات التى تؤخذ على تلك الجامعات والمعاهد العليا الخاصة، أبرزها خضوع معظم الجامعات الخاصة لمبدأ «الشركات العائلية»، بمعنى أن يديرها بعض أفراد عائلة واحدة، مما جعل البعض يطالب بضرورة فصل مجلس الأمناء، وملاك الجامعات الخاصة عن العملية التعليمية. قصور الأسس والمعايير التى يتم تصنيف الجامعات الخاصة على أساسها. وهكذا نجد أن مربط الفرس فى قضية استقلال الجامعة التى ظلت تؤرق المجتمع الجامعى فى مصر، عبر عدة عقود، أن الدولة ما دامت هى التى تتفق عليها، يصبح ذلك مدخلًا لتدخل منه صور الهيمنة المختلفة، رغم وجود مؤسسات أخرى تتفق عليها الدولة، وتتمتع باستقلال نسبى إذا قيست بالجامعة. فمن الناحية الاجتماعية فإن سيطرة الدولة إذا كانت تستند إلى ملكية رأس المال، فإن الأمر فى حقيقته لا يتغير فى الجامعات الخاصة، فأصحاب رأس المال سيحلون محل الدولة فى الهيمنة والسيطرة، بل إن الحال فى الجامعات الحكومية قد يكون أفضل، لأن الدولة هنا دولة الجميع، والمال مال الشعب كله، لكن فى حال الجامعات الخاصة، فالمال مال هذا الفرد، وذاك وأحيانًا هذه الأسرة أو تلك. على كل حال فإذا كانت الجامعات الخاصة يتم تمويلها من الطلاب، فى ظل تكاليف متزايدة وضخمة لخدمة التعليم الجامعى، فهذا يعنى استدعاء شرائح بعينها من الشرائح الاجتماعية العليا اقتصاديًا، تعتمد الجامعة الخاصة على إقبالهم عليها، مما يفتح الباب إلى محاولة استرضائهم على حساب بعض القواعد والأصول الجامعية، وإذا حدث خلاف بينه وبين عضو هيئة تدريس فإن الجامعة تنحاز للطالب، خوفًا من انسحابه من الجامعة، الذى يعنى انسحاب مبلغ كبير من الدخل! مثلما تفعل إحدى الجامعات الخاصة التى اشتهرت بفضيحة قبول ٣٨٥ طالبًا وطالبة من الحاصلين على شهادة الثانوية العامة، بمجاميع تقل عند معظمهم عن ٥٥٪، بالمخالفة لقانون هذه الجامعات، بل إن بعضهم كان حاصلًا على الثانوية العامة منذ أكثر من عشر سنوات مضت، وبعضهم من الحاصلين على شهادات أجنبية معادلة غير مكتملة مثل الآى جى الإنجليزية، أو الدبلومة الأمريكية، بل كثير منهم فى حكم الطلاب الراسبين، لأنهم لم يستوفوا متطلبات دخول الجامعات بعدد المواد المحدد دراسته فى هذه الشهادات، وفريق آخر من الطلاب مخالف لقرارات المجلس الأعلى للجامعات، لأن مدة الدراسة للشهادة الأجنبية المعادلة التى التحق بها بهذه الجامعة كانت أقل من المقرر فى القانون، وهى نفس الجامعة التي باعت الوهم للطلاب بأنهم سيحصلون على شهادة من جامعة إنجليزية عريقة اشتهرت بإصدار الشهادات المضروبة من خلال مكاتب سمسرة تحمل اسم هذه الجامعة، وتختم الأوراق اللازمة بأختام مزورة باسم هذه الجامعة ما دام هناك من يدفع لهاـ وبالتالى أصبحت هذه الشهادات التى تم قبولها بها بهذه الطريقة هى شهادات غير صحيحة ولا تتيح للطالب الالتحاق بأى جامعة حكومية أو خاصة! والغريب أن هذه الجامعة يعمل بها أحد العمداء الذي تولى من قبل اتحاد الإذاعة لمدة شهرين فقط، وتم طرده من قبل موظفى ماسبيرو آنذاك بسبب فشله فى الإدارة، وولائه لأولياء الأمر والنظام المباركى من قبل، ثم عادة إلى مكانه كعميد بنفس الجامعة الخاصة بالمقطم ! ومصروفات هذه الجامعة تحصّل بالدولار والجنيه الإسترلينى، وتصل إلى ١٠٠ ألف جنيه سنويًا للطالب الواحد!
وهناك نموذج من العمداء الذى بلغ من العمر أرذله يسعى لإرضاء إدارة معهد خاص بالباطل، ومعروف عنه أنه سليط اللسان وفاحش وبذيء على الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بالمعهد، ويساير فساد إدارة المعهد حتى يضمن استمراره والتجديد له كعميد، يحصل على ٥ أضعاف راتبه الحكومى! لكن، على كل الأحوال، تظل الحقيقة المؤكدة أن كل صاحب رأسمال، استثمره فى التعليم، فهو يستهدف الربح! بل إن الحديث يمكن أن يتسع للبرهنة على أن الاستثمار فى التعليم الخاص الآن أصبح أضمن من كثير من المشروعات التجارية والصناعية وغيرها، مما تشكل مجالات للاستثمار! وهكذا يكون السيد هنا: رأس المال بديلًا عن الدولة! وعندما ينتهى الأمر إلى هذه الحال، يهتز ميزان محكمة العدل التربوى ليحل مكانه ميزان آخر ليس له معايير سوى المكسب الشخصى والانحدار الأخلاقي!



#فتحي_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الي متي السكوت علي التجارة في التعليم الجامعي ؟
- مكانة استاذ الجامعة وماسأة النخبة !
- أزمة صناعة الصحافة
- مخاطر الجامعات الخاصة
- مخاطر التعليم الجامعي الخاص
- سياية الالهاء الحكومي بكرة القدم !
- سيارات علي عبد العال وموازنة مجلس النواب !
- هل ستكون قضية جزيرتي تيران وصنافير قشة النظام الاخيرة ؟
- ولا يوم من أيامك يا أبو علاء !!
- ألحزب السياسي وأكذوبة العاصمة الاقتصادية لمصر
- حفل اسطوري لافتتاح قناة السويس الجديدة ..
- كارثة تعيين سامي عبد العزيز رئيسا للاعلام بالاعلي للجامعات ! ...
- القوة الناعمة والاعلام الاسود في ألمانيا!
- الاعلام الاسود قبل وبعد ثورتي 2 يناير و30 يونيو
- جمال وعلاء مبارك في عزاء والدة مصطفي بكري !
- الي متي يستمر العنف الجنسي ضد المرأة العربية ؟
- كارثة ..ضياء رشوان مرشح نقيبا للصحفيين للمرة الثانية !
- تواضع الفنان وكبرياء الممثل!
- عبث أسمه -مظاهرات إسلامية- يوم 28 نوفمبر !!
- صمت القلم ..ساطع النعماني وشهادات قناة السويس


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - فتحي حسين - دكاكين الجامعات الخاصة ..مين يشتري ؟