أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ارام كيوان - هل هناك مستقبل لاسرائيل















المزيد.....

هل هناك مستقبل لاسرائيل


ارام كيوان

الحوار المتمدن-العدد: 5610 - 2017 / 8 / 15 - 20:56
المحور: القضية الفلسطينية
    


يزعجني للغاية كيف يطرح البعض قضية فلسطينيي الداخل بشكل مثير للإشمئزاز، حيث يطرحون القضية كالاتي "بقاء اسرائيل مع تجريدها من الصهيونية وتحويلها لدولة جميع مواطنيها" ، وهكذا طرح أشبه بأحلام اليقظة فلا إسرائيل بدون صهيونية ولا يمكن أن تكون اسرائيل هي اسرائيل بدون صهيونية، إن الصهيونية ولدت في الأساس نتيجة الاضطهاد الذي لاقاه اليهود في اوروبا وسرعان ما تلقفتها الإمبريالية بعد أن طلبت الصهيونية من اليهود أن يخونوا أوطانهم ويهاجروها فكانت الصهيونية رأس الحربة للمشروع الامبريالي الاستعماري الطبقي الذي لا يخدم الا مجموعة من الأغنياء والدوائر الاحتكارية وهذا المشروع تجلى في اسرائيل التي فقدت وظيفتها ككلب حراسة بعد أن انهارت الامبريالية في سبعينات القرن الماضي.

في الفترة الممتدة منذ عام 1948-1975 أدت اسرائيل وظيفتها ككلب حراسة للإمبريالية في المنطقة على أكمل وجه وضربت حركات التحرر الوطني في المنطقة ومنعت شعوبها من ان تتطور اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، كانت أول حروب اسرائيل عام 1956 ضد مصر بعد تأميم قناة السويس من قبل جمال عبد الناصر ومن ثم حرب 1967 التي تبعها حرب الاستنزاف التي ما زالت نتائجها ممتدة الى اليوم.
في مطالع خمسينيات القرن الماضي أعتبرت معسكرات اللاجئين الفلسطينيين فيالق من الجيش الأحمر أما اليوم وبعد أن تشتت الجيش الأحمر ولم يعد له أي وجود فلم تعد المخيمات فيالق حمراء بل تحولت إلى النقيض تماماً فأصبحت مراتع لصناعة الإرهاب وللأسلمة والتأسلم، وبحلول عام 1967 "عام النكسة" توسعت اسرائيل في ارض فلسطين واحتلت ما تبقى وقامت بانشاء مستوطناتها في الضفة الغربية لتنهب ما تبقى من ثروات الفلسطينيين, من عام 1967 حتى 1977 استوطن في ألأراضي المحتله عام 1967(5000 مستوطن) بدون احتساب القدس وفي عام 2015 وصل العدد الى 400 ألف بدون القدس و600 ألف مع القدس، كذلك هناك 93 شركة اسرائيلية تستثمر هناك وتنتج كافة أنواع السلع.(1)

في منتصف السبعينات انقلب العالم رأسا على عقب وتم الانتقال الى نمط جديد للدولة يسمى ب"دول الرفاه" ومجتمعات الطبقة الوسطى (البرجوازية الوضيعة) مما أفقد قضية فلسطين عالميتها وحولها الى قضية محلية وفي ظل النظام الجديد وعودة علاقات الانتاج ما قبل الرأسمالية "أي الانتاج الفردي" مال المجتمع نحو الانقسام لأتفه الأسباب (العرقية, الدينية...) كان حزب الليكود في اسرائيل هو المستفيد من هذا الانقلاب الاجتماعي كما يؤكد الكاتب "اليساري" الاسرائيلي في مقاله بعنوان (المنطق الطبقي للانقلاب الطويل 1973-1977) الذي يتحدث فيه عن سقوط حزب العمل واعتلاء حزب الليكود لسدة الحكم فيقول: يتفق في البحث أن التغيير في أنماط التصويت الذي أحدث الانقلاب الطويل كان طبقيا في طابعه، فالشريحة الدنيا من الطبقة المتوسطة الشرقية حولت دعمها من العمل الى الليكود أما الشريحة العليا من الطبقة المتوسطة (الغربية) فحولت دعمها الى الحركة الديمقراطية للتغيير.

ومنذ ذلك الوقت الى اليوم انتهجت حكومات الليكود سياسة الخصخصة في كل شيء الى أن انتهى الامر بأن تحوز 18 عائلة على 77% من ميزانية الدولة داخل اسرائيل.(2)
وكحل للمسألة يُطرح عدة حلول متعلقة بشكل اسرائيل كدولة والطرح الأبرز وهو الذي تتبناه الأحزاب العربية في الداخل هو تحويل اسرائيل الى "دولة جميع مواطنيها" متناسين أن اسرائيل هي الطور الأعلى الذي تجلى فيه المشروع الصهيوني

تؤكد العلوم الماركسية أن للدولة وظيفة واحدة لا غير وهي حراسة نمط الإنتاج القائم في مجتمعها، وأي نمط انتاج قام في اسرائيل منذ اليوم الأول لقيامها؟ الم تقم اسرائيل بإبقاء قليل من الفلسطينيين في الداخل ليكونوا خدما للأكثرية اليهودية؟ الم تُرسل اسرائيل المستوطنين الى الضفة لتحول الضفة الى محمية اسرائيلية؟ فكيف يمكن الحديث عن بقاء اسرائيل وفي نفس الوقت بدون صهيونية؟
إن الحديث عن تحويل اسرائيل الى دولة جميع مواطنيها هو حديث عن تحويل اسرائيل الى دولة اخرى (بالأصح ازالة اسرائيل) لن يتم بصراع يأخذ طابعا قوميا رجعيا، بل هو صراع على من يمتلك وسائل الإنتاج في المجتمع (أي صراع اقتصادي)

عندما تجلى المشروع الصهيوني في اسرائيل، أصر الصهاينة على اضطهاد الفلسطينيين لطمس النضال الطبقي والانشغال بقضايا وطنية تلهي الشعوب عن حفنة المُستغلين ورؤوس الأموال الذين در عليهم المشروع الصهيوني (اسرائيل) المليارات من الدولارات والثروات الفاحشة وهنا أحب أن اقتبس فقرة من الباحث الفلسطيني رازي نابلسي تلخص كل ما أريد أن اشرحه أو أقوله : " فالفلسطينيون في الداخل يعيشون تحت وطأة السياسات الاسرائيلية التمييزية على الأصعدة كافة, منها التخطيط الذي يستهدف الحيز والأمن في دولة تعيش حالة صراع مع شعبهم في الضفة الغربية وغزة والبطالة وانتشار السلاح والعنف والمخدرات اضافة الى هدم البيوت وفي قطاع غزة على الرغم من الحصار وانسحاب اسرائيل منه فانه لا يزال عمليا يعيش تحت وطأة منظومة السيطرة الاسرائيلية ذاتها التي تقوم بفعل الحصار والتحكم بما يدخل وما يخرج منه واليه...اضافة طبعا الى معاناة الفلسطينيين في الضفة الغربية جراء الاستيطان وعنف المستوطنين والالة العسكرية الاحتلالية الاسرائيلية.(3)
وجراء كل هذه السياسات لم يعد هنالك أي سياسية في اسرائيل كون السياسة تتلخص في الصراع الطبقي فالعصابات الصهيونية لا تنجح الا بالوصول الى السلطة مع ابقاء تمركز الثروة في الوسط اليهودي وعند بعض شذاذ الافاق من الروس والأحباش

وفي النهاية فإن الوضع الحالي "اسرائيل" عبارة عن راحة بال لبعض رؤوس الأموال، والانتقال الى "دولة جميع مواطنيها" لا يؤخذ باجرائات قانونية وسفسطات برلمانية بل بالسيطره على وسائل الانتاج في المجتمع.

(1)
http://he.settlementproductshebrew.wikia.com/wiki/%D7%A8%D7%A9%D7%99%D7%9E%D7%AA_%D7%94%D7%9E%D7%A4%D7%A2%D7%9C%D7%99%D7%9D_%D7%91%D7%94%D7%AA%D7%A0%D7%97%D7%9C%D7%95%D7%99%D7%95%D7%AA_%D7%95%D7%9E%D7%95%D7%A6%D7%A8%D7%99%D7%94%D7%9D



(2)
http://www.ynet.co.il/articles/0,7340,L-3215359,00.html

(رازي نابلسي, الصهيونية والاستيطان ص 82-83)(3)



#ارام_كيوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة ماركسية في انهيار الاتحاد السوفيتي
- فؤاد النمري والعولمة
- قيمة الحياة ومعناها
- العلمانية والدولة الدينية
- حقيقة قضية المرأة
- في ذكرى وفاة الرفيق ستالين
- قراءة في مقالات الرفيق عبد المطلب العلمي 2
- قراءة في مقالات الرفيق عبد المطلب العلمي
- عن الارهاب
- عن الديمقراطية


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ارام كيوان - هل هناك مستقبل لاسرائيل