أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - دور الأزهر فى تخريب عقول التلامبذ














المزيد.....

دور الأزهر فى تخريب عقول التلامبذ


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5610 - 2017 / 8 / 15 - 13:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



من المستفيد من تخلف شبابنا (جيل المستقبل)؟
لماذا لا يتعلم المسئولون من أنظمة التعليم الأوروبى؟
أعتقد أنّ القاعدة المُـتفق عليها بين العقلاء من البشر، أنّ مهمة التعليم (فى أى بلد) رفع مستوى وعى التلاميذ، الوعى المؤسس على تعظيم قدرة العقل بهدف التمييز بين الخير والشر، بين الحق والباطل، بين الشائع والمتعارف عليه (اجتماعيـًـا وإنسانيـًـا) إلخ.
كما أعتقد أنّ تلك القاعدة هى السائدة والمنتشرة فى (كل) الأنظمة السياسية التى تعى أنّ عقول تلاميذ مرحلة التعليم قبل الجامعى، قابلة للتشكل وللتأثر بكل ما يدرسون، وأنّ ما يتلقونه هو ما يترسّـب فى عقولهم ووجدانهم، ويعملون على تطبيقه فى حياتهم، كما تــُـدرك تلك الأنظمة أنّ هؤلاء التلاميذ هم الذين سيكون من بينهم من يتولى حكم الوطن، أو يكون من بين قياداته فى مناصب الدولة العليا.
وأتذكر كيف كان الشعب الكندى يـُـحب ويحترم رئيس الوزراء الأسبق (كريتيان) الذى مكث فى منصبه لمدة عشر سنوات، والسبب أنه ترك لمواطنيه الكثير من القيم الإنسانية النبيلة وقيم حب الوطن، فجعل الشعب يفخر بإنتمائه لكندا ((ولذلك فإنّ الكنديين يـُـردّدون : أنا أتحدث الإنجليزية والفرنسية وليس الإنجليزية الأمريكية، أفخر بأننى قادرعلى حياكة علم بلادى، أومن بالتعددية.. لا بالإستيعاب (أى الانصهار فى أى آخر) (مراسل الأهرام- جمال زايده- رسالة أوتاوا- أهرام25/11/2003) وفى أرشيفى الخاص الكثير من الأمثلة التى تدل على أهمية مرحلة التعليم قبل الجامعى، حتى ولو بالاستشهاد بحضارات الشعوب المختلفة، ومن أمثلة ذلك تدريس الحضارة المصرية بأسلوب علمى وجاد، بل ووصل الأمر لدرجة أنّ ((أول كتاب يتسلمه التلميذ بالمدارس الابتدائية فى أوروبا، يجد فى صفحته الأولى صورة لهرم زوسر المدرج وتحته عبارة: أول حضارة عرفتْ استخدام الأحجار ذات الزوايا القائمة، وأول صرح حضارى فى تاريخ الإنسانية)) (د. صبحى شفيق- صحيفة القاهرة22/11/2005)
هذا هو مستوى التعليم فى الأنظمة الوطنية التى تعمل على ترسيخ قيم الحق والجمال والانفتاح على ثقافات وتجارب الشعوب المختلفة، من خلال رفع وعى عقول التلاميذ، بينما التعليم فى مصر- مثله مثل نشاطات عديدة فى مؤسسات الدولة- فإنّ السائد هو العكس، وإنْ كانت الصورة تبدو قاتمة فى التعليم الأزهرى، فإنّ التعليم العام لا يختلف عنه إلاّ فى الدرجة.
وقد لفت نظرى أنّ من انتقد التعليم الأزهرى أحد المحامين بالنقض، ووصف نفسه بأنه (كاتب إسلامى) هو المستشار السابق: أحمد عبده ماهر، الذى أقام دعوى قضائية اختصم فيها شيخ الأزهر، بسبب ما وجده فى كتاب مُـقرّرعلى تلاميذ السنة الثانية ثانوى أزهرى بعنوان (الاختيار لتعليل المُـختار) وهوعن الفقه الحنفى. وكتب: أنه ناشد شيخ الأزهر كثيرًا ((حتى لا يتم تدريس هذا الكتاب ولكن بلا جدوى)) فاضطر إلى اقامة الدعوى القضائية، وأضاف بالنص أنّ ((هذا الكتاب يـُـلـوّث عقول التلاميذ)) حيث يدرسون:
• تــُـقتل الجماعة بواحد ويـُـقتل الواحد بجماعة اكتفاءً (ص417) ومع ملاحظة أنّ الكتاب لم يشرح للتلاميذ معنى كلمة اكتفاءً.
• لا قصاص فى التخنيق والتغريق (ص418) وهكذا يتعلــّـم التلاميذ أنّ من حق أى إنسان أنْ يخنق إنسانـًـا غيره، أو يتولى (غرقه) وهو آمن من أنه لا عقوبة عليه، كأنما فعل شيئـًـا (طبيعيـًـا) مثل من احتكّ بغيره فى زحمة الأتوبيس، واعتذر للمتضرر الذى قبل الاعتذار.
• لا قصاص فى اللسان ولا فى الذكر إلاّ بقطع الحشفة (419) والسبب - كما جاء فى الكتاب - أنّ اللسان والذكر ينقبضان ويتمـدّدان. فما المُـتوّقع أنْ يكون قد ترسّخ فى عقل التلاميذ عندما يقرأون هذا الكلام؟ هل سيترسّخ شىء غير(الحق) فى قطع لسان أى إنسان أو قطع عضوه الذكرى؟ دون أنْ يناله عقاب. أو ليس هذا ما يفعله أعضاء الجماعات الإسلامية الذين يستبيحون - ليس قتل الأبرياء (فقط) وإنما التمثيل بجثثهم قبل القتل؟
• دية المرأة (المسلمة) نصف دية الرجل (ص428) أى ترسيخ الأثر الإسلامى الذى فرّق بين الرجل والمرأة، واعتبرها أقل منه فى (كل) شىء، حتى فى قيمة المبلغ الذى يستحقه ورثتها فى حالة قتلها (وفق الفقه الإسلامى) الذى لا يعترف بقوانين العصر الحديث، ثـمّ يأتى التعليم ليؤكد (على آلية الدية) بدلا من رفضها والبدء فى تطبيق التشريعات العصرية، وتبدو الكارثة - من خلال المفارقة - أنّ المرأة المقصودة (مسلمة موحـّـدة) مثل الرجل. ومع ملاحظة أنّ التفرقة بين المرأة والرجل تكرّرتْ فى كتاب آخر من كتب المعاهد الأزهرية، لدرجة أنه على التلاميذ حفظ حديث ((لن يفلح قومٌ ولوا أمرهم امرأة)) (الإقناع فى حل ألفاظ أبى شجاع - الصف الأول الثانوى أزهرى - العام الدراسى2014/2015- ص255) وضرب لهم الكتاب أمثلة أخرى عن تلك التفرقة : ص264، 365.
• كل ميت به أثر أنه تـمّ قتله : يـُـجمع خمسون رجلا يحلفون بالله ما قتلناه (ص452) والنتيجة أنه يترسّخ فى عقول التلاميذ استبعاد الآليات الحديثة التى وردتْ فى قانون الإجراءات الجنائية، مثل شهادة الشهود، جمع الأدلة، أخذ البصمات، تقرير الطب الشرعى..إلخ.
فإذا كان هذا هو ما يترسخ فى عقول أبنائنا، فما المنتظر منهم مستقبلا؟ وما تأثير هذا التعليم عندما يذهبون إلى قراهم وينشرون (هذا الهراء) علمًـا بأنّ عدد تلاميذ المعاهد الأزهرية (ابتدائى واعدادى وثانوى) خلال عام دراسى واحد (1994/95) وصل إلى مليون وستين ألف تلميذ، حسب إحصاء الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء (علاء قاعود – نحو إصلاح علوم الدين – مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان - عام2000ص68، 73) وهذا الرقم يمكن ضربه ×10هم أصدقاء وأقارب التلميذ الواحد. فكم وصل عددهم ونحن فى عام2017؟
فلماذا يـُـصر شيخ الأزهرعلى تدريس أمثال هذه الكتب المؤدية إلى تخريب عقول شبابنا؟ ومن المستفيد من ذلك التخريب؟
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقلانية وتحليل العهد القديم
- إلى من تٌوجه مقولة الخلل فى فهم الإسلام؟
- حرب النصوص الدينية
- قراءة فى مذكرات بنيامين نتنياهو
- لماذا يصمت النظام على جريمة مكتبات المساجد
- قراءة فى مذكرات جولدا مائير
- لماذا انتقل البعض من الماركسية إلى الإسلام ؟
- زويل ومصير العلماء المصريين
- العلاقة بين الجاهلية والإسلام
- الخطر الحمساوى والغيبوبة المصرية
- صعود السماء بين القرآن والأساطير
- أليس التعليم المدنى أرقى من التعليم الدينى ؟
- لماذا لم يغفر (الله) لأم نبيه ؟
- تناقضات شيخ الأزهر حول بنى إسرائيل
- أليست اليهودية والمسيحية والإسلام من مصدرواحد؟
- نصائح كبار (السلفيين) لأتباعهم
- إلى متى ستستمرظاهرة عبادة الفرد؟
- لماذا أخفى المفتى الوجه الآخر للجهاد ؟
- هل عرف الإسلاميون مفهوم المواطنة؟
- الخوارج التراتثيون والمعاصرون والحاكمية لله


المزيد.....




- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - دور الأزهر فى تخريب عقول التلامبذ