أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جليل حسون عاصي - لماذا هذا الإجحاف بحق ثورة تموز















المزيد.....

لماذا هذا الإجحاف بحق ثورة تموز


جليل حسون عاصي

الحوار المتمدن-العدد: 5608 - 2017 / 8 / 13 - 16:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اكتضت مواقع التواصل ألاجتماعي هذا العام بالتعليقات عن ثورة١٤/تموز١٩٥٨ بمناسبة ذكراها التاسعة والخمسون . فمنهم من انكر عليها كونها ثورة وعدها انقلابا عسكريا . وحملها ما اعقبها من انقلابات وانظمة دكتاتورية. وبعضهم من وضع على عاتقها كل ما حصل من عنف وحروب وكوارث مختلفة . وآخرون يقولون كان من الممكن للعراق ان يتطور سلميا ولو ببطئ بدون الانقلاب العسكري في ١٤/تموز . والمؤسف ان الذين يطرحون مثل هذا الافكار ليس اعداء الثوره فقط وانما عدد ليس بالقليل من الذين ساهمو فيها بهذا القدر او ذاك ودافعو عنها لغاية ٨/اشباط المشؤوم عام ١٩٦٣ والايام التي تلته فقد تجمع في ذالك اليوم الاسود عشرات الالاف من المواطنين يطالبون قاسم تزويدهم بالسلاح للدفاع عن الثورة ومنجزاتها . يهتفون باعلى اصواتهم (ياكريم انطينه اسلاح باسم العامل والفلاح). الا ان قاسم فضل ان يموت على ايدي الفاشست دون اعطاء السلاح للجماهير . وهذا النقاش لم يكون وليد الساعه . وانما انطلق منذ ستينيات القرن الماضي وامتد لعدة عقود وسيستمر في المستقبل .
ان ثورة ١٤/تموز ظلمت وظلم رجالها . على اعتبار انها انقلاب عسكري مهد لسلسله انقلابات عسكرية لاحقه . حقا ان الجيش هو الذي حسم الموقف واسقط النظام الملكي شبه الاستعماري شبه الاقطاعي وهذا ليس مستغربا فالجيش دائما هو الذي يحسم المعارك بشكل مباشر او غير مباشر . ولا يعني تدخله في كل الحالات انقلابا عسكريا . ولدينا شواهد مما حصل في الربيع العربي(عدم تدخل الجيش لصالح بن علي في تونس يعني دعم الجماهير المنتفضة بشكل غير مباشر . وكذلك ماحصل في مصر) .
ان ماحصل في يوم ١٤/تموز والذي حسم فيه الجيش العراقي المعركة هو حالة فريدة من نوعها . جرى فيه التحول من انقلاب الى ثورة شعبية بفعل عدة عوامل:-
1-(التنسيق بين منظمة الضباط الاحرار والاحزاب الوطنية القائمة آنذاك والمتمثلة بجبهة الاتحاد الوطني قبل الثورة او ساعة انطلاقها او بعد انتصارها . وقامت بالمهام المكلفة بها لانها على علم بساعة انطلاقها .
٢التأييد الجماهيري المنقطع النظير . فقد نزل الى الشوارع عشرات الألاف من المواطنين في طول البلاد وعرضها وهي تهتف للثورة . وهذا الأمر ادخل الرعب في قلوب الموالين للنظام الملكي . وشل الأيادي التي تفكر بالدفاع عنه 3-الدعم الكبير والسريع من قبل الأتحاد السوفيتي السابق والدول الأشتراكية وحركات التحرر العربية والعالمية ودول عدم الانحياز وشعوب العالم اجمع.
4-المكاسب الكبيرة والكثيرة والهامة التي حققتها منذ الايام الأولى من انتصارها منها على سبيل المثال لا الحصر.الغاء المراسيم السعيدية.قانون تطهير الجهاز الحكومي والقضائي.اطلاق سراح السجناء السياسيين . الخروج من حلف بغداد ، ومن العملة الأسترلينية.تشريع قانون الأصلاح الزراعي.التبادل الدبلوماسي والأقتصادي والتجاري والفني مع الأتحاد السوفيتي والدول الأشتراكية. إصدار قانون الأحوال الشخصية. إلغاء قانون دعاوي العشائر .إصدار قانون رقم 80لسنة 1961 الذي حرر الأراضي غير المسثمرة من شركات النفط الأحتكارية.اطلاق الحريات العامة والنشاطات الحزبية بحدود معينة. السماح بتنظيم نقابات للعمال وجمعيات للفلاحين واتحادات للطلبة والشبيبة ورابطة المرأة والنقابات المهنية الاخرى .وتقديم الخدمات الكثيرة للكادحين خاصة في مجال السكن والعمل. هذا ما تحقق في العام الاول من عمر الثورة والتي لم تحقق جزء منه كل الأنقلابات العسكرية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وهو الذي اكسبها الشرعية التأريخية وحولها من انقلاب الى ثورة.
اما كونها فتحت الشهية للأنقلابات العسكرية لاحقاً فهي لم تكن الأولى في العراق ولا في العالم فقبلها حصل انقلابان عسكريان .انقلاب بكر صدقي 1936 وحركة مايس 1941 وتعرف سوريا بانها بلد الأنقلابات وكذلك السودان واليمن الجنوبية ومصر لدرجة ان الانقلابات العسكرية اصبحت سمة من سمات تلك المرحلة
ان تحميل الثورة كل ما حصل من عنف وحروب وكوارث فهذا تجني عليها فالثورة امتازت كونها حركة خاطفة سيطرت على الوضع بسرعة قياسية.وحرصت على عدم اراقة الدماء.وان ماحصل للعائلة المالكة لم يكن مخططا له لا من قبل منظمة الضباط الأحرار ولا من جبهة الأتحاد الوطني . وان موقف الثورة من العائلة المالكة لا يتعدى اكثر من تسفيرهم خارج العراق على غرار ماحصل في مصر . أما قتلهم فقد جرى بتصرف شخصي من قبل احد احد الضباط الذي تطوع للمشاركة في الثورة لحظة انطلاقها. ومما قاله عند المقابلة معه في حينها (انه عندما شاهد الملك والوصي في شرفة القصر تذكر مصير العقداء الأربعة الذين شاركوا في حركة مايس 1941 والذي جرى اعدامهم بأمر من عبد الأله . خاف ان يكون مصير قادة الثورة في حالة فشلها كمصير العقداء الأربعة . وهكذا اطلق عليهم قذيفة مدفع اردتهم قتلى). وحتى قتل نوري سعيد وسحله جرى صدفة . فقد تعرف عليه البعض وهو يسير في الشارع بزي امرأة وعندما تعرفت عليه الجماهير الغاضبة حاول الهرب انطلقوا وراءه وطرحوه ارضا وكان موته خسارة لان الكثير من الأسرار ماتت معه.ان الذين اغاضتهم ثورة تموز من الاقطاعيين والرجعيين ورجال العهد الملكي وشركات النفط الأحتكارية. والذين تضررت مصالحهم من قانون الأصلاح الزراعي .بما فيهم بعض رجال الدين الذين فرحوا بسقوط قاسم حسب قول (طالب الرفاعي ) إضافة الى القوى الرجعية بالمنطقة والقوى الإمبريالية وبالتعاون مع القوميين والبعثيين لاحقاً هذه القوى هي التي روجت للعنف والحروب والكوارث. فقد قامت ب (37) محاولة انقلابية حسب ما يقول المؤرخ الكبير (عقيل الناصري).كما ان الاعلام وخاصة المصري كرس إذاعة صوت العرب لترويج الإشاعات والأكاذيب عن قتل الشيوعيين للمناضلين القوميين وسحلهم في شوارع بغداد ومدن العراق الاخرى والإعلام يوحي للقوى الشريرة بممارسة القتل والسحل على اعتبار انها ردود فعل لما يتعرضون له. وهذا ما حصل فعلا. فقد ساهمت هذه القوى في إيقاف مسيرة الثورة ثم اجهزت عليها صبيحة (8) شباط المشؤوم عام 1963 وقتلت قادتها ومعهم العشرات من خيرة ابناء شعبنا تحت التعذيب. ودفن آخرين وهم احياء وساقت عشرات الآلاف الى السجون والمعتقلات. وهي التي تتحمل كل ما حل بالعراق منذ ذلك التأريخ ولحد اليوم. وعلى كل منصف ان لا يطمس هذه الحقائق التي اعترف بها الكثر من رجالاتهم. وعلينا اخذ الدروس والعبر من الأساليب الدنيئة والخبيثة التي تمارسها القوى المعادية للتغير حتى لا نقع في احابيلهم.
اما الذين يقولون كان من الممكن للعراق ان يتطور سلمياً ولو ببطئ بدون الانقلاب العسكري في تموز . ان المتتبع للأحداث السياسية التي مرت على العراق في تلك الفترة يجد ان الأحزاب السياسية القائمة آن ذاك ومنذ تأسيس الدولة العراقية اعتمدت إجراء التغير في الحكم سلمياً لغاية انتفاضة تشرين عام 1956 .وتوجهت الى الجماهير للضغط على الحكومات المتعاقبة من أجل تحقيق التغيير عبر نضالات سلمية (اضرابات عمالة وطلابية. تحركات فلاحية ومطلبية مشاركة في الانتخابات البرلمانية تارة ومقاطعتها تارة أخرى . كما حصلت ثلاثة انتفاضات جبارة في اعوام 1948، 1952، 1956). إلا أن كل هذه النضالات لم تحقق ما تصبو اليه الحركة الوطنية. وظلت الأقلية الحاكمة عقبة امام عملية التقدم وما حصل ابان انتفاضة تشرين 1956 اضطرت الحركة الوطنية لإعادة النظر في سياستها وهنا يذكر المناضل (جاسم الحلوائي) في كتابه الموسوم موضوعات سياسية وفكرية معاصرة صفحة 67 (قمعت الحكومة بقسوة شديدة وبالرصاص جميع المبادرات النضالية . فقد استخدمت الحديد والنار لقمع انتفاضتي النجف والحي عام 1956. ويقول في مكان آخر .. وتهجم نوري سعيد في خطابه رداً على الانتفاضة بعنف وصلافة . وختم خطابه مرددا بأستهتار الهوسة المعروفة (دار السيد مامونة) ويستفز المشاعر الوطنية والقومية ويدفع جميع القوى الوطنية الى اليأس من امكانية التغيير سلمياً. وهكذا لجأت الأحزاب السياسية الى الجيش فوجدته جاهزاً للعمل) وعليه فإن المور لا تحل بالنوايا والاماني .كما لا يمكن محاكمة أحداث الماضي بعقلية اليوم وانما حسب معطيات الأحداث في لحظتها وفي ساعتها.
ان ثورة 14 تموز في العراق عام 1958 وشقيقتها الثورة الفرنسية في 14 تموز 1789 رفعتا شعارات (الحرية ، العدالة، المساواة) احتفلت فرنسا المتحضرة العريقة في ممارسة الديمقراطية هذا العام بالذكرى ال (228) احتفالا مهيبا حضره العديد من قادة دول العالم بما فيهم الرئيس الأمريكي ترامب (رغم ان عدد ضحايا الثورة الفرنسية قدر بين 16-40 الف ضحية . ومقتل الملك والملكة . وجاءت بعد سقوط الثورة حكومات رجعية ودكتاتورية استعمرت العديد من دول العالم في آسيا وأفريقيا (عدنان حسين صحيفة المدى الغراء) اما نحن في العراق فقد تجاهلت الحكومة هذه المناسبة المجيدة ولم تشر اليها حتى مجرد إشارة عابرة في الاحتفال الذي اقيم في ساحة الاحتفالات بالمنطقة الخضراء بمناسبة تحرير الموصل . ليس لانها انقلاب عسكري أو لانها جلبت العنف وإنما بسبب الحقد الدفين عليها لانها نمت الوعي الوطني للجماهير وهذا يغيضهم كثيراً ويقض مضاجعهم . واعادت للشعب بعض حقوقه المغتصبة وخاصة الفلاحين الذين حررتهم من عبودية الإقطاع الامر الذي ادى الى خواء جيوب البعض من العطايا التي تجود بها ايادي الاقطاعيين والملاكين . وإعادة للبلد سيادته واستقلاله . وحافضت على المال العام . وتعاملت مع دول العالم على أساس المصالح المشتركة . واعتمدت المواطنة في التعامل بين ابناء الوطن الواحد
ان موقف الحكومة المجحف بحق الثورة لم يفت في عضد الوطنيين فقد تناخى الشيوعيون والديمقراطيون والكثيرون ممن عاصروا الثورة ودافعوا عنها ومن محبي الزعيم قاسم . اقاموا الاحتفالات في طول البلاد وعرضها رافعين شعارات تحيي الثورة والانجازات التي حققتها . يحدوهم الامل في ان انتصار قواتنا المسلحة على الدواعش المجرمين وتحرير الارض من دنسهم يتطلب استكماله بمعالجة ما تعانيه العملية السياسية من مصاعب وعقبات وتحديات ابرزها معالجة أوضاع النازحين ، والمصالحة المجتمعية ، وحصر السلاح بيد الدولة ، والتخلي عن نهج المحاصصة الطائفية والاثنية ، ومفوضية مستقلة فعلاً لا قولاً للإنتخابات وتشريع قانون انتخاب منصف ، وتقديم الخدمات خاصة في مجال الماء والكهرباء وصولاً الى اقامة دولة مدنية ديمقراطية تعتمد مبدأ المواطنة بعيدا عن الهويات الفرعية الاخرى .



#جليل_حسون_عاصي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات على الحلقة الثانية من اللقاء مع الرفيق حميد مجيد موس ...
- ملاحظات على الحلقة الاولى من اللقاء مع الرفيق (ابو داود) على ...
- الطبقة العاملة العراقية واحتفالات الأول من آيار
- بمناسبة الذكرى الثالثة والثمانون لميلاد الحزب الشيوعي العراق ...
- بمناسبة يوم الشهيد الشيوعي


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جليل حسون عاصي - لماذا هذا الإجحاف بحق ثورة تموز