أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طاهر مسلم البكاء - أمريكا وحقوق البشر والكلاب















المزيد.....

أمريكا وحقوق البشر والكلاب


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 5608 - 2017 / 8 / 13 - 02:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شعب تنتشر فيه قصص الرأفة بالحيوان وصون حقوقه، فسيدة تصرف من مالها الخاص لعلاج قطة وآخر يهتم بكلب...الخ ،وهذا دليل كبير انه لابد وان يهتم بحقوق الأنسان .
ولاعجب فدولتهم تضع نفسها بمقام راعية حقوق الأنسان والديمقراطية ،والمدافعة عنها ،فهي اعطت الحق لنفسها ان تقطع الآف الكيلومترات لتتدخل بقوة وعنف في الشؤون الداخلية للدول الأخرى اذا فسرت تصرفات قادتها انتهاك لحقوق البشر،ولايهم ان يقتل البشر والقطط والكلاب ويدمر كل شئ في هذه البلدان !
و الشعب الأمريكي ذاته أدمن كل يوم النهوض صباحا ً على اخبار شواء المئات ان لم يكن الآلاف من جثث البشر الأبرياء بفعل الأسلحة الحديثة والمتطورة للأمبراطورية الغاشمة ، ودون ان تصدر عنه اي ايماءة أو إعتراض او تذكر لحقوق الكلاب أو البشر ،فهم شعب بعيد ويعيش وراء البحار في أمان وأطمئنان، وليستمر الشواء الى مالانهاية ماداموا في امريكا يعالجون القطط فان الإلاه سيرضى عنهم ،وهم وحكوماتهم يؤمنون بوجوب بقائهم الأمبراطورية الأولى وبأي ثمن .
ونتناول صورا ً زاهية لحقوق البشر قدمتها شركاتهم الأمنية ، فقد شوهدوا في العراق يسيرون بالمدرعات على جثث البشر الأبرياء تاركينها في الشوارع عبرة لكل من يعتبر ،واليوم يؤكد القضاء عندهم اهمية هذه المعاني والصور عندما يعفي مجموعة من الذين قتلوا ابرياء من المدنيين العراقيين في ساحة النسور المشهورة في العراق ، فمادام الأمر يتعلق بالأهتمام الأمريكي بحقوق الأنسان فلابأس ان يعفى عن القتلة ويعودون ثانية للعمل في الدفاع عن حقوق البشر والكلاب والقطط .
أن أنسان اليوم ،برغم كل المسميات التي يجمل بها صورته يظل هو ذلك المتوحش الذي استبدل الكهف بما وفرته له التكنلوجيا من مساكن حديثة مرفهه ،ولانبتعد عن الصواب أذا قلنا انه اشرس وأكثر وحشيه من سلفه أذا ما أخذنا بنظر الأعتبار أن الأنسان القديم معذورا" في ممارساته انذاك كونه لم ينل من التنويربعد ولم تصله الشرائع السماوية ،ولم يتعلم الدين والأدب والحكمة في مدارس ولم تهذبه الفنون .
ولكن ماعذر أنسان اليوم الذي يقطع آلاف الكيلو مترات ، متترسا" بأحدث تكنلوجيا القتل المتطورة، ومرسلا" أحدث أسلحة الفتك والدمار لقتل أخيه الانسان ،متذرعا" بذرائع ظاهرية واهية ،ومنها انتهاك حقوق الأنسان،ولكن هدفه الحقيقي واضح وهو الحصول على ما في يد اخيه من غنائم بعد ان تسقط آلاف الجثث وتسيل الدماء بغزارة وتصل الأحقاد الى ذروتها ،ثم ينتشي متبجحا" بالنصر وأمتلاك ثروات الأخرين وقهرهم !، أنه نفسه ذلك الجاهلي المتوحش الذي كان يلعب برمحه ويرتجز الشعر بعد نجاحه في قتل غريمه !
حقوق الأنسان وعقد التوحش لدى الغرب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في وقت يدعي الغربيون دعم حقوق الأنسان ،وحركات التنوير ، نجدهم يهدمون بلدانا بأكملها على رؤوس أهلها ،ويشعلون حروبا ً لايقبلها الضمير الأنساني ، أنهم لايريدون ان ينسوا أنهم من خاض أقذر حربين عالميتين في العقد القريب ، الحربين العالميتين الأولى والثانية ، والتي بلغت ضحاياها ما يقرب من الخمسين مليون من البشر ، ورغم ادعائهم العصرية والحداثة والتقدم وهذا ما يبرز في مالديهم من تكنلوجيا وعمران إلا أن عقد التوحش وشريعة الغاب لا تزال تحاصرهم في تصرفاتهم وطرق تعاملهم مع الآخرين ، فلا ينشدون المصالح بالسياسة وحسن التعامل والأعتراف بحق الأخرين في الحياة الكريمة ، بل ينشدونها في الدسائس وكم الأفواه والسيطرة كليا ً على الآخرين وعلى ثرواتهم ،وهم اليوم يفضحون مبادئهم أمام العالم وأمام شعوبهم بمناصرتهم فئات ظلامية تنتهج أفكار متخلفة ليس لها وجود في المجتمع الغربي مادام هذا الطريق يخدم أهداف الغرب وحلفائهم الصهاينة ومصالحهم في المنطقة .
وهم يتحدون في شئ واحد دائما ً هو صراعهم وحروبهم معنا التي يقننونها بمسميات شتى ،كالدفاع عن مواطنينا وحقوقهم او من أجل الديمقراطية ،او محاربة الأرهاب على ديارنا وداخل بيوتنا ،ولكن ثقتنا بهم اصبحت هباء وبدأنا نفهم أنهاتصب في اتجاه واحد هو خدمة مصالحهم وسرقة أموالنا ،أنها تشابه نداء أجدادهم ( جئناكم محررين لا فاتحين ) ولكنهم مع الأسف، رغم تكرار التجارب ومرور السنين لايزالون يخدعون البعض منا .
وقد عايش العالم كيف لعب اللوبي الصهيوني دورا ً بارزا ً في اثارة الرأي العام على العراق وتصويره بأنه يمتلك اسلحة قد تصل الى اوربا من مثل الصواريخ البعيدة المدى والمدفع العملاق وغيرها ،والتي ظهرت كذبا ً ونفاقا ّ وبانت حتى للمواطن الأوربي ولكن بعد فوات الأوان اذ تم تدمير العراق والقضاء على بنيته التحتية ، وقد ظهر تفهم المواطن الأوربي جليا ً في مناقشات البرلمان البريطاني بخصوص موضوع ضرب سوريا ، عندما اتهموا قادتهم بالكذب والتزييف في موضوع العراق .
وعلينا أن نتفهم أن الشعب الاميركي يقع تحت تأثير الاعلام المضاد ، من ان كل هذا يجري لأجل مصلحته مقابل نزع أي ضمير حي ،وانه متترس بقوة غاشمة فلا خوف عليه ولاهم يحزنون .
الأمريكيون أوغلوا بالأيذاء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
وبعد ان اكتسح الجيش العراقي الناشئ ومتطوعوا الحشد الشعبي فلول داعش وحرروا المدن ،سارع الأمريكان بالتدخل للحد من انهيار سريع لداعش ،وكانوا يظهرون بمظهر الذي يقود حلف لمواجهة الأرهاب ولكنه يتناغم مع خطوات داعش ويكر في جولات غير مؤذية تشبه مداعبة وغزل الأحباب ،كما منع الأمريكان استمرار تقدم متطوعوا الحشد الشعبي الذين كانوا يتمتعون بمعنويات عالية مقابل انكسار افراد الدواعش ،عقب الأنتصارات الكبيرة والمتلاحقة لهم على الدواعش في جميع الجبهات ،وافلح الأمريكان في امتصاص زخم الهجوم العراقي بحجج طائفية وترديد ماكان يردده المرجفون من دواعش العراق ،وحجموا امكانيات الحشد ،حماية للدواعش وتأخير لهزيمتهم النهائية ،ومن اغرب ماقام به الأمريكان هو تأخير ازاحة الدواعش واخراجهم من الفلوجة ،فيما اصبح الجيش والحشد على مشارف الموصل ،وليس هناك أي تفسير سوى الرغبة الأمريكية في الأستمرار بأستنزاف طاقات العراق البشرية والمادية ،ومنع شعوره بالأنتصار ،وقد نجح الأمريكان الى حد كبير في السيطرة على القرار العراقي ،وبدى ان الأمريكان هم من يضعون وقت الهجوم وتحديد من يشترك فيه ومن لايشترك ،في اغفال كبير لدماء الشهداء العراقيين ،ولكون العراق في حقيقة الأمر لايحتاج مقاتلين اجانب ، وفي هذا السجال تم توريد جنود امريكان للعراق يعدون بالآلاف بحجة مقاومة داعش ، كما دخلت قوات تركية عنوة وبدون موافقة الحكومة العراقية التي ظهرت بمظهر العاجز رغم انها تمتلك كل مقومات القوة ،حيث بلد مثل العراق يمتلك موارد هائلة ،تتقاتل الدول الكبرى للأستحواذ عليها ، كما بدت تظهر مخاوف من دخول قوات أخرى كالخليجية في تسويات تبرز ضعف الحكومة الحالية ومن يدري فقد يكون خطر تقسيم العراق قد أصبح أكبر من اي وقت مضى .
المفروض بمن يقتدر ان يقوم بنشر الفضائل وأهمها الحق والعدل والسلام ، فيكون كالزهر الذي ينشر عطره اينما حل ،ولكن ان يقتدر فيعلن الويل والثبور على الخلق فهذا هو التجبر والطغيان بعينه، فأمريكا التي تدعي الدفاع عن الحرية وحقوق الأنسان ،هي البلد الأول في انتاج اسلحة القتل والدمار واستعباد وقتل الآخرين ،وعلى شعبها ان يعي دوره الحقيقي بعيدا ً عن محترفي القتل والخراب وان يقول كلمته في سياسة دولته ،فلو دامت لغيرهم لماوصلت اليهم ،وهذا هو حال الدنيا .



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معركة الأمعاء الخاوية
- ضم مركز التدريب المهني الى وزارة العمل كان خطأ
- بين القروض والضرائب و موارد العراق (2)
- بقايا الشرف العربي..فتاة قدمت مالم تستطعه الرجال :
- بين القروض والضرائب و موارد العراق (1)
- مجلس الأمن وتخاذل العرب :
- جريدة الشرق الأوسط ليست الحلقة الأولى :
- وعد بلفور ..مأساة قرن
- العاطلون عن العمل والدولة
- الحرب الأهلية
- المخالفون لثورة الحسين
- أوباما وداعش .. من يعوض العراق ؟
- البرلمان .. تنين الفساد الأسطوري
- إدراج الأهوار والمناطق الأثرية في العراق للائحة التراث العال ...
- الأنقلاب التركي الجديد :
- أمريكا .. وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ
- الأرهاب وليد الفساد والفساد وليد المحاصصة
- الصهاينة وعودة المسيح ووعد الآله لأبراهيم !
- حرب رمضان 1973
- التنبؤات بزوال اسرائيل بين الحقيقة والمقبولية :


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طاهر مسلم البكاء - أمريكا وحقوق البشر والكلاب