أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a_K):















المزيد.....



التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a_K):


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5606 - 2017 / 8 / 11 - 02:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في إطار - المُنَاظَرَةُ,, الَّتِيْ قَصَمَتْ ظَهْرَ البَعِيْر (1-4):

قسم المحروقات - بالليزر:

(13): سحق الفرية الثالثة عشر بعنوان: ((... شوف إذاى...)), التي يريد أن يثبت بها عدم وجود الله (كما يأفك):

واضح أن من أبين إشكاليات سامي لبيب, ومعاناته النفسية إكتشافه مؤخراً بأنه يناطح الصخر ويسبح عكس التيار, لذا أصبح يبحث عن أي شئ له علاقة بالقرآن أو السنة المطهرة فيخوض فيه كيفما اتفق, يغير علم ولا هدى ولا كتاب منير. المهم عنده محاولة تشويه صورته والإساءة إليه كلما بان له رسوخه وعلوه وتنزهه, ثم يعاود الكرة بإحباطات متراكبة وإخفاقات بآمال خائبة,, لذا أصبح واضحاً للغاشي والماشي انه قد تجرد تماماً من المصداقية والأمانة العلمية, بل وقد تاه في غابة الإفك والبهتان لاهثاً وراء سراب بقيعة, ومنقباً عن غايته الغائرة ومقاصده الجائرة التي أدرك أنه لن يبلغها حتى بعد أن يلج الجمل في سم الخياط.

فالأمر أصبح لا ولن يكلفه أكثر من أن ينسخ أي حديث للنبي الكريم أو آية قرآنية أو حتى نص من المراجع الإسلامية أو المحسوبة على الإسلام وهو برئ منها, فيختار لها أي عنوان يخطر بباله, فإن لم يجد فهذا لن يمثل له إشكالية إذ تكفيه أي عبارة لا معنى لها ولا هدف لأن الأمر كله – أولاً وأخيراً - فبركة وبهتان و (لغو) وإفك وهو يدرك ذلك, ولكنه الإرتزاق والإحتراق,, فمثلاً من عناوينه الشاذة الهزلية: ((... شوف إذاى...)),, أو ((... يا نهار أسود ...)),, أو ((... خلى بالك الأرض تطوى بالليل ...)).

وقد إستخدمها كعناوين لإشكالياته المعرفية والفكرية التي عرضها على القراء دون أدنى حياء,, فهي من وجهة نظره تعتبر أكثر من كافية بالنسبة لهدفه الغائر وفكره الحائر وقصده الجائر, ثم بعد ذلك ينشرها على أنها أحدى الحجج (المائة) التي يقول إنها تشهد بعدم وجود اله (يا له من إنجاز لم يسبقه إليه أحد من السفهاء الهالكين,!!!!!),, وهي في أغلبها لا تتعدى تعليقات غير هادفة جمعها هذا الحالم, وأطلق عليها (حجج) لا أدري لماذا, ومن أوحى له بذلك؟؟؟ ..... ربما لأنه قد إطمئن لخلو الساحة من المحاسبة والمراجعة والمحاججة .... وهكذا دائماً حال بغاث الطير تتساقط على الرمم بتكاسل وفتور, ثم تتطاول على النسور بكل صلف وغرور.

فلننظر إلى خيبته مع إشكاليته هذه المرة التي قال فيها مستهجناً لحديث النبي عن فضل وقدر نساء أهل الجنة الذي قال فيه: ((... ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاء ما بينهما، ولملأته ريحا، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها) الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: صحيح- المحدث: البخاري- المصدر: الجامع الصحيح ...)) .

فكان تعليقه على هذا الحديث - (مستحضراً ما عرفه عن النساء في الحواري والأزقة) - بقوله: ((... يعني امرأة من أهل الجنة لو إطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بين السماء والأرض على اعتبار أن الجنة في السماء, فكم هي المسافة التي تخيلها محمد ما بين السماء والأرض؟! , ولملأت ما بين السماء والأرض ريحا, وكأن هذه الإضاءة وقوة رائحة الحورية جاءت من على ناصية الحارة , ليغيب عن هذا الخيال المفرط أن هذه الإضاءة والرائحة لن تجعل المؤمن ينكح فسيصاب بالعمى والإختناق قبلها , ولكن مايعنينا هو هذا التصور الساذج لتقدير المسافة بين الأرض والسماء ...) .

أولاً,, قبل ان ننظر إلى هذا الخبل والجهل,,, فلنبدأ بمنطوق الحديث,,, وهذا هو الأهم: حدثنا علي بن حجر حدثنا إسماعيل بن جعفر عن حميد عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: («غَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُمْ، أَوْ مَوْضِعُ قَدَمٍ مِنَ الجَنَّةِ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إِلَى الأَرْضِ لَأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا، وَلَمَلَأَتْ مَا بَيْنَهُمَا رِيحًا، وَلَنَصِيفُهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا «).

ثانياً,, ليس غريباً ألَّا يفهم هذا الكاتب وزمرته الخائبون الجاهلون معنى هذا الحديث, بهذا القدر من روعة البيان في المقارنة, لأنه لا ولن يستطيع أن يتصور أن هذا الحديث كان يتحدث عن "إمرأة أهل الجنة" في الآخرة وليست في الدنيا كما يتوهم ويأفك, وهي بيئة مختلفة تماماً عن بيئة (أهل الأرض والسماء الدنيا) لأنها بيئة أخرى مختلفة عنها أرضاً وسماءاً,, إذ الأرض في الآخرة غير الأرض, والسماء غير السماء في الدنيا. قال تعالى في سورة إبراهيم: (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ 48).

أراد النبي الكريم أن يبين للناس تفاهة وحقارة الدنيا وما فيها من نعيم ومباهج ومفاتن يتهافتون عليها ويشترونها بالغالي والثمين دون علم وإدراك منهم,, وذلك قياساً بما في الآخرة من نعيم لا يوصف ولا يقارن ولا يمكن أن يخطر على قلوبهم,, فأجرى هذه المقارنة الغريبة العجيبة الرائعة المعجزة التي تخلب الألباب وتحير الحكيم وتفحم الكذاب, فكانت في غاية الروعة أن يقارن بين بيئتين مختلفتين تماماً يستحيل أن يتجرأ أحد من الخلق على إجراء مثلها وبهذه البساطة والدقة,, مهما أوتي من علم وفطنة ولكنه صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى إن هو إلَّا وحي يوحى,, علمه شديد القوى,, قدم لنا هذه اللوحة الفنية الرائعة ولكن أكثر الناس لا يفقهون ولا يعقلون.

فماذا قال النبي الخاتم الأمين,,, وكيف كان قوله, وقناعة الناس به وقبول مقارنته بفهم عميق لا ولن يستطيع المختومون بلوغ شئ منه, لذا فقد سخر الله منهم وأدخلهم في لجاجاتهم وغيهم يعمهون. ولكن قبل أن نتدبر هذا الإبداع النبوي الأصيل, فلنناقش ونتدبر البيئتين المختلفتين – (موضوع المقارنة) - كما صورهما القرآن الكريم عبر بعض الآيات الكريمات, وكيف أن حديث النبي الكريم قد تضمن كل ما جاء بكتاب ربه الكريم,, وقد إخترنا منها الآيات التالية:

(أ): تفاهة الدنيا وحقارتها عند الله تعالى مقارنة بنعيم الآخرة في الجنة, صورها في ما يلي:
1. في سورة الأنعام, قال: (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا - « إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ» - وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ 32).

2. وفي سورة محمد, قال: (إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا - « لَعِبٌ وَلَهْوٌ » - وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ 36).

3. وفي سورة العنكبوت, قال: (وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا - « إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ » - وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ 64).

4. وفي سورة الحديد, قال تعالى: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا - « لَعِبٌ وَلَهْوٌ » « وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ » « وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ » - ...), وكل هذا لا يعني شيئاً قياساً بنعيم الآخرة لأنه من عدم إلى زوال, ومن نعيم إلى هشيم,, ثم ضرب مثلاً عملياً يبين به قلة متاع الدنيا وقرب زواله مهما بلغ من زينة ورونق وروعة,,, فقال في بيان ذلك: (... كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ - « ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا » « ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا » ...), ومع ذلك ترى كثير من المخدوعين يلهثون وراءها ويظلمون فيها,, ورغم ذلك فإما تركتهم بقضاء أجلها, أو تركوها بقضاء آجالهم التي أجلها الله لهم, فكلاهما إلى زوال, وتبقى الأعمال السيئة في أعناقهم, والأعمال الصالحة محفوظة لهم في ذمة الله ربهم,, وسيحاسبون عليها, إن كان خيراً فخير, وإن كان شراً فلا يلومون إلَّا انفسهم,, قال لهم في ذلك: (... وَفِي الْآخِرَةِ - « عَذَابٌ شَدِيدٌ » « وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ » - وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ 20).

(ب): مغبون من إشترى زوال الدنيا وحطامها بدوام الآخرة ونعيمها: فالله تعالى يصفها ويعريها على حقيقتها أمام المفتونين فيها بكل وضوح في كتابه الكريم, وفيما يلي نماذج من ذلك.

1. ففي سورة يونس, الله تعالى - واصفاً الحياة الدنيا وصفاً دقيقاً يكفي ليذهد فيها الصالحون المتقون – قال فيه: (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا - « كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ » مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ ...) - فكان بهجة للناظرين خضرةً ورونقاً وبهاءاً, ولذة للآكلين - فالموهوم والغافل يظن أنها باقية على حالها هكذا, ودائمة بهجتها, ولا يدري انها آيلة إلى زوال وشيك بعد تدهورها حتى بلوغها النقيض البغيض, ولكن الله تعالى بين سخافة هذه الفكرة وزيف هذا المعتقد,, فقال: (... حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا «« أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا »» - فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ...).

فمن آياته البينات أن الأرض بعد أن كانت ميتةً جافةً أحياها الله بنزول الماء عليها من السماء, فيتغير حالها من موت وجفاف إلى حياة وبهجة ونضارة, ثم ما لبثت أن أتتها آيات الله فأمرها فإذا بها تصير حصيد كأن لم تغن بالأمس, وهشيماً تذروه الرياح. ولكن كثير من الضالين الغافلين من الناس لا يعيرون هذه الآيات البينات إنتباها أو إلتفاتا,, قال تعالى (... كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ 24). ثم قال لرسوله الكريم: (قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ 69), (« مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا » - ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ - ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ 70).

2. وفي سورة الكهف, قال تعالى: (وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا - « كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ » « فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ » - وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا 45).

3. وفي سورة إبراهيم, قال: (الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا « أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ » 3), لا يعرفون مغبة هذا حتى يرون هذا العذاب عين اليقين, عندها لن ينقذها الندم ولن ينفعها الإيمان.

4. وفي سورة هود, قال مخيراً بعد توضيح وتبيان: (مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا- «« نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا »» - وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ 15). وقد رأينا تفعيل هذه الآية في الحياة الحقيقية, إذ ان الكافرين والمشركين الذين يقومون بأعمال صالحة متقنة تفيدهم وتفيد الآخرين أو تصلح من شأن البيئة – حتى إن كانوا كفاراً ومشركين بالله وملحدين... - فإن الله سيعطيهم أجرهم على ذلك العمل في الدنيا لأنه لن يدَّخر لهم منه شئٌ للآخرة التي لا يؤمنون بها, فهو إختيارهم لأنفسهم, والله لا يبخس الناس أشياءهم, رغم أنهم لم يعترفوا له بحق ولا بالآخرة من إعتبار وصدق ولم يعملوا لها.

(ج): تدمير الكون في آخر الزمان: موهوم من ظن ان الجنة يوم القيامة في السماء, فها هو ذا الله تعالى يخبرنا بما سيحدث للسماوات والأرض التي نحن عليها الآن قبل البعث للحساب:
ففي سورة التكوير فصَّل الله تعالى ما سيحدث لهذا الكون قبل البعث وبعده,, قال: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ 1), عندما تنكمش وتصبح كرة محترقة لا ضوء فيها, (وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ 2), فذهب ضوءها وبريقها, (وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ 3), بعد أن إنخلعت من جذورها, (وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ 4), حيث ينشغل كلٌّ بشأن نفسه ولا يلتفت إلى شئ سواها, (وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ 5), من الهلع والإستنفار من شدة وسرعة الأهوال, (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ 6), بعد أن كانت مياهاً فتحولت إلى نيران مشتعلة.... هذه أحداث كبيرة أساسية لتدمير وزوال البيئة الدنيا قب البعث.

ثم يبدأ البعث بقيام الناس من قبورهم ينظرون, قال تعالى: (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ 7), بعد موتها وإقبارها,, فأول ذنب يفصل الله تعالى فيه هو حق الطفلة البريئة التي وئدها أبوها خوفاً من أن تكبر وتجلب له العار, علما بأنه هو مصدر ذلك العار للعبث في أعراض الآخرين فيهرب من أن يفعل بعرضه ما فعله بعرض غيره, قال تعالى: (وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ 8), (بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ 9)؟؟؟
ثم بعد ذلك يبدأ نشر صحف أعمال العباد للحساب, قال تعالى: (وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ 10), (وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ 11), فنتيجة الحساب - من البديهي - إما أن تدخل صاحبها النار, التي تكون قد سعرت سلفاً, قال: (وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ 12), أو تدخله الجنة التي تكون قد أزلفت للمتقين, قال: (وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ 13), عند إذن تكون كل نفس قد علمت ما أحضرته من عمل صالح أم طالح, قال تعالى: (عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ 14).

(د): ولكن أين سيكون البعث والحساب؟؟؟ ..... هل هو في السماء أم في الأرض؟؟؟ .... وهل السماء حينئذ هي هذه السماء والأرض هي هذه الأرض التي نحن عليها الآن في حياتنا الدنيا؟؟
الله تعالى في القرآن يقول لنا: لا ... ليست السماء هي السماء ولا الأرض هي الأرض:
1. ففي سورة الزمر, قال: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ - « وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ » يَوْمَ الْقِيَامَةِ « وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ » - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ 67), هذا هو مصير السماوات والأرض, فماذا بعد؟؟؟

2. بين تعالى ان هناك نفختان إثنتان في الصور, يقوم بهما ملك أوكلت إليه هذه المهمة, أما النفخة الأولى فهي لإنهاء حياة كل حي في السماوات والأرض, ما عدا من إستثناهم الله تعالى,, قال: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ- « فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ » - إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ...), أما النفخة الثانية فهي للبعث والنشور, حيث يعيد الله الأموات بعدها إلى الحياة مرة أخرى للحساب, قال تعالى: (... ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ 68).... ولكن, أين سيكون البعث والحساب؟؟؟

3. فالله تعالى,,, مبيناً ذلك, قال: (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا...), ولكن ليست الأرض السابقة التي كان فيها العباد في حياتهم الدنيا بل الله سيبدلها بأرض غيرها والسماوات. ثم يبدأ الحساب, قال تعالى: (... « وَوُضِعَ الْكِتَابُ » « وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ » - وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ - وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ 69). ولكن,, كيف ستكون يومئذ آلية هذا الحساب؟؟؟

4. واضح أن الحساب سيكون إما بالرحمة, أو بالميزان, والوزن يومئذ القسط, يقول تعالى "لا ظلم اليوم" وهذه الآلية يقول الله تعالى عنها: («« وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ »» وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ 70).
فإذا كان هذا هو الحساب وقد حكم الله بين العباد,, فكيف سيكون التنفيذ؟؟؟

5. واضح أن البدء سيكون بالكافرين الذين سيدخلهم الله جهنم زمراً وجماعات, حيث بين سبحانه الكيفية التي سيتم بها ذلك قال: (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ - «« زُمَرًا »» حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا « وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا ؟؟؟» - قَالُوا بَلَى ...), ولن ينفعهم إعترافهم هذا شيئاً أو يخفف عنهم, لقوله تعالى: (... وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ 71), وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون. عندئذ تتلى عليهم حيثيات الحكم, قال تعالى: (قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ «« خَالِدِينَ فِيهَا »» فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ 72). فتطوى صفحتهم وينساهم الله كما نسوا لقاء يومهم هذا.

ثم يأتي دور المؤمنين الذين إتقوا ربهم, فيوفدهم الله إلى الجنة جماعات وطوائف, وقد بشروا من قبل بالخلود, قال تعالى في ذلك: (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ «« زُمَرًا »» حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا - «« سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ »» 73), وهم في الأصل أهل شكر وحمد لله تعالى,, وقد جبلوا عليه وعشقوه في حياتهم الدنيا, فلن ينسوا حمد ربهم على فضله عليهم وقد صدقهم وعده وعاملهم بالرحمة التي أسبغها عليهم أن هداهم للإيمان, فقال الله عن حمدهم له: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ «« وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ »» نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ 74).

6. وأخيراً الملائكة, قال تعالى عنهم: (وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ 75).

(هـ): يوم تبدل الأرض غير الأرض,,, فأنظر إلى قول الله تعالى لرسوله الكريم عن الكافرين الماكرين في سورة إبراهيم: (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ - «« وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ »» 46), وطمأنه بأنه لن يتركهم بدون عقاب, قال: (فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ « إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ » 47), سينتقم لكل المظلومين منهم ويقتص لهم جزاءاً وفاقاً.

ثم قال له إن يوم إنتقامه منهم سيكون في ذلك اليوم الموعود: («« يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ »» - وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ 48), سيكون يوماً عسيراً عليهم مرعباً لهم: (وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ 49), ليس ذلك بحسب,, بل ستكون: (سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ 50). وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون, فذلك الحساب الحق: (لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ 51).
الآن كلٌّ قد علم طريقه وعاقبته, فقد أعذر من أنذر, لذا موضحاً ومؤكداً ومنذراً ,قال: (هَذَا بَلَاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ 52).

الآن,, وقد بان كل شئ من القرآن الكريم بتفصيل مفصَّل,, علمنا منه أن هناك بيئتان مختلفتان إحداهما زائلة بقضاء أجلها, والأخرى بديلة باقية أعدت ليوم الحساب,, فماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في مقارنته الحكيمة التي أجراها ما بين (ذرة من الجنة) إن بلغت أهل الأرض في الدنيا, وبين الأرض وما عليها. فقال إنها تسوى كل الأرض بنعيمها وخيراتها وكنوزها. فلننظر إلى روعة هذا الحديث الكريم, وهندسة بيانه وتبيانه المبدع.

أولاً: قارن النبي بين عمل بسيط في الدنيا - يقصد به وجه الله - بمستوى (...غَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ رَوْحَةٌ ...), لو إطلع المؤمن على الأجر والجزاء عليها لوجده (... خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا،...),

ثانياً: قارن بين حجم ومقدار الجزاء في الجنة - مهما كان بسيطاً – فقال لهم, حتى لو كان بمقدار (... قَابُ قَوْسِ أَحَدِكُمْ, أَوْ مَوْضِعُ قَدَمٍ مِنَ الجَنَّةِ،), فإنه سيفوق كثيرا الدنيا وما فيها, فعبر عن ذلك بقوله لهم: (... خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ...).

ثالثاً: ثم قارن لهم جمال وبهاء ونور أي شئ يرى أو يشم من المرأة من نساء الجنة, مع كل الدنيا ومافيها,, فقال إنه « لو إتفق أن أطَّلَعت فقط إمرأة من نساء أهل الجنة على أهل أرض الدنيا الفانية » بقوله: (... وَلَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إِلَى الأَرْضِ ...) التي هم عليها في الدنيا, لأضاءت ما بين الجنة وأرض الدنيا, لقوله: (... لَأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا ...), ليس ذلك فحسب, بل (... وَلَمَلَأَتْ مَا بَيْنَهُمَا رِيحًا ...), لصفاء ونقاء طيبها الطبيعي النابع من ذاتها, وقد وصف جمال خمارها وفضله, قال: (... وَلَنَصِيفُهَا ...), أو أي من هذه المكارم (... خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ...).

يقول الله تعالى للمؤمنين في سورة التوبة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ «« فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ »» 38).
وقال في سورة الرعد: (اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ - وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا - «« وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ »» 26).

الآن,,, بعد كل هذا البيان والإبيان,, فلنفند ما جاء بإشكالية الكاتب المزمنه هذه, لنرى بعدها عن الواقع, وشذوذها عن المنطق والعقل والموضوعية فيما يلي:
1. أول سقطة مخزية وقع فيها قوله: (... يعني امرأة من أهل الجنة لو إطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بين السماء والأرض ...), علماً بأن الحديث لم يذكر أو يلمح بذكر السماء مطلقاً,, فمن أين جاء بهذه الخزعبلات الغريبة؟؟؟

فلو أنه كان قد فهم آية واحدة فقط من عشرات الآيات التي ذكرناها لأدرك – حتى مع الختم والإبعاد – أن الله لم يقل إطلاقاً بأن الجنة في السماء. فيكفيه سفهاً وخيبة أن يقول (... على اعتبار أن الجنة في السماء ...), فهذا يكفي تأكيداً انه لا يفهم ما يقرأ ولا حتى يدقق فيه, فآنى له المصداقية بعدُ وأنى له الوضوعية والمنطق قبلُ؟؟؟.

2. أما تكرار وترديد عبارته الغبية التي يتساءل فيها عن معرفة النبي الخاتم بالمسافة بين السماء والأرض بقوله: (... فكم هي المسافة التي تخيلها محمد ما بين السماء والأرض ...), لأكبر دليل على التخبط والتناقض,, لعله قد نسي أو تناسى – حسب مقتضيات حالة التقمص ومتطلبات التزوير والخداع والتحريف ما قاله في السابق من نفي قد أثبته هنا ومن إثبات قد نفاه. وهذا يثبت مدى تناقضه مع نفسه وتحايله على الحق وكذبه على القراء الكرام.

ألم ينف من قبل وجود سماء مطلقاً وأطلق على ما أشار إليه علماء الفلك (أطراف الكون), بل وقال بأنه "فضاء لا نهائي", وسديم,,, فكيف يثبت الثماء هنا؟؟؟ ..... وقد نسي انه إنتقد كتابه المقدس من جهة, والقرآن الكريم من جهة ثانية في إحدى إشكالياته السابقة القول بأركان الأرض الأربع, وقول الله تعالى (... نأتي الأرض ننقصها من أطرافها...), فلماذا إذاً يستعمل العبارة التي إستهجنها مع أنها كانت الحق وإستخدامه هنا لهو عين الباطل؟؟؟
إعلم يا هذا انه لا يوجد في الكون كله – إلى أن تقوم الساعة – من له علم بالمسافات ما بين مكونات الكون مثل النبي الكريم محمد, فقد عرج السماوات بصحبة جبريل عليه السلام, ولا شك في أنه قد أعلمه بما لا ولن يعلم به أحد من البشر أو الجن, فلماذا لا تشغل بالك بالكتابة عن أشياء أخرى تفيدك بدلاً من الإبتذال والتمحك والتكلف هذا.

3. أما قولك أو إدعاؤك بأن المرأة من أهل الجنة: (... ولملأت ما بين السماء والأرض ريحا ...),, فهذا إفك مبين, وإدعاء كاذب وبهتان على ألنبي بما لم يقله,, إرجع للحديث مرات ومرات عديدة ستجد النص يقول ((... لَأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا ...)) والقصد ما بين الجنة وأرض الدنيا الفانية, ومن ثم, فلن تجد ذكر للسماء التي تريد أن تقحمها في الحديث بملكة التزوير والتحريف لا نصاً ولا معنى ولا تلميح, أو لعله بغفلة وخلط وتهيئات الجهل وغياب الأمانية العلمية, أو شئ من هذه النواقص.

علماً بأنه ليس غريباً أن تضئ ما بين السماء والأرض, فقد أضاءت الشمس وهي من مخلوقات الدنيا الفانية وإمرأة أهل الجنة من مخلوقات الآخرة ونعيمها التي فيها ما لا عين رأت, ولا أذن سمعت, ولا خطر على قلب بشر,, ولكن الشمس رآها البشر وهذا يعني أنها أقل نوراً من إمرأة اهل الجنة.

4. ثم ما علاقة ريح إمرأة أهل الجنة في قول النبي: (... وَلَمَلَأَتْ مَا بَيْنَهُمَا رِيحًا ...), بناصية الحارة, وشارع محمد علي, ووكالة البلح, وشارع الهرم... التي نراك مهووساً بها,, لا يا هذا,, فإمرأة الجنة ليست متعطرة بمركبات الكلور أو الكحول الذي عليه شئ من عطر رخيص, أو الأستون أو مزيل العرق, الذي إعتدت إستنشاقه من ناصية الحارة وغيرها,,, فريح إمرأة نساء الجنة هو جزء أصيل من بدنها وليس عطراً خارجياً تتعطر به ليتغلب على روائح البكتريا المنتنة التي تعودت إستشناقها. عليك أن تتعود وتتدرب على فهم النص القرآني والسنة النبوية وتقف عند المفردات جيداً حتى لا يعاد لفت نظرك مع كل فقرة تكتبها. الحديث لم يقل (عطرها), وإنما قال (ريحها)... إفهم ثم إلزم.

5. أما فيما يتعلق بشفقتك على عيون المؤمن من نورها, وإختناقهم بريحها,, فلا تحمل همهم, بوهمك ولتعلم أنهم أيضاً لهم نور كنورها, وريح ذاتي مثلها, فمقابلة النور بالنور لا يصيب بالعمى ومقابلة الريح بالريح الطبيعي الذاتي – في بيئة كلها طيب ونور لا يخلف ذلك الضرر الذي توهمته,, فلا تنسى أن بائع المسك والعود والعنبر مهما كثر عنده مخزونه وحمله لا يسبب له ضيق ولا إختناق, بل على العكس من ذلك ولكن كيف لك أن تتصور ما لم تسعى إليه في حياتك الدنيا وقد حرمه الله عليك ما دمت على كفرك وعدوانك؟؟؟

فلا يعقل أن يكون نور أهل الجنة كنور الله تعالى الذي قال عنهم في سورة القيامة: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ 22), (إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ 23), وقال عنهم في سورة : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ 38), (ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ 39),, وفي سورة الغاشية, قال: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ 8), (لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ 9).

والآن,, إسمع إلى قول الله تعالى في سورة الحديد: (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ «« يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم »» - بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا - ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 12). وقال في سورة التحريم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا - « تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا » - عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ « وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ » يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ - «« نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ »» - يَقُولُونَ « رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا » وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 8).

6. الغريب والعجيب في الأمر كله ان هذا الكاتب العجيب قد تحدث عن التصور الساذج الذي حاول به طمث الحق والحقيقة والمنطق الذي لم يستوعبه في متن هذا الحديث الشريف,, ولعله الآن قد أدرك أين يكون التصور الساذج ومن هم الساذجون إبتداءاً وإنتهاءاً وأداءاً وإبتلاءاً!!!؟؟؟

لا يزال للموضوع من بقية باقية,

تحية كريمة للأكرمين,

بشاراه أحمد عرمان.



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التّحَدِّيْ!! وقفة تأمل إضطرارية لازمة لمناقشة حالة:
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- المُنَاظَرَةُ - الَّتِيْ قَصَمَتْ ظَهْرَ البَعِيْر (D):
- المُنَاظَرَةُ - الَّتِيْ قَصَمَتْ ظَهْرَ البَعِيْر (C):
- المُنَاظَرَةُ - الَّتِيْ قَصَمَتْ ظَهْرَ البَعِيْر (B):
- المُنَاظَرَةُ - الَّتِيْ قَصَمَتْ ظَهْرَ البَعِيْر (A-1):
- بَصَائِرَ لِلنَاسِ - والحَقُّ أحَقًّ أنْ يُتَّبَعَ (10):
- بَصَائِرَ لِلنَاسِ - والحَقُّ أحَقًّ أنْ يُتَّبَعَ (9):
- بَصَائِرَ لِلنَاسِ - والحَقُّ أحَقًّ أنْ يُتَّبَعَ (8):
- بَصَائِرَ لِلنَاسِ - والحَقُّ أحَقًّ أنْ يُتَّبَعَ (7):
- بَصَائِرَ لِلنَاسِ - والحَقُّ أحَقًّ أنْ يُتَّبَعَ (6):


المزيد.....




- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a_K):