أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - فاكهة الكتاب في -هذا ما أعنيه- سليم النفار














المزيد.....

فاكهة الكتاب في -هذا ما أعنيه- سليم النفار


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5605 - 2017 / 8 / 10 - 15:31
المحور: الادب والفن
    


فاكهة الكتاب في
"هذا ما أعنيه"
سليم النفار
اللغة الجميلة تمتعنا مهما كان شكلها الأدبي، إن كانت قصة أم شعر أم رواية أم نثر، "سليم النفار" في هذه النصوص النثرية يمتعنا باسلوبه النافذ إلى العقل والقلب معا، فهناك أفكار أخلاقية لا يمكن إغفالها، خاصة تلك التي يقرن فيها العلاقة الاجتماعية بالعلاقة الوطنية: "وأنا الذي يؤمن تماما بأن الخيانة الزوجة كخيانة الوطن" ص ص11، مثل هذه الأفكار الثورة لا تكون إلا عند أصحاب الضمائر الحية، لهذا نجد هذا التحريم وبهذه الصيغة الثورية.
وعندما يريد أن يحدثنا عن حاجته إلى العلاقة الجسدية يوحي لنا بهذه الصيغة: "أربع سنوات مضت... لم تعرق يدانا معا، والأريج لم يستطع فتح نوافذه على شرفة أخرى تحت إبط الليل... كنا شمسين تذوبان في نهب الريح... ما الذي يمنع أحلامنا من الزقزقة في سماء الفضاء، أنا ... أم هي... أم أنا وهي؟" ص11، مشهد رائع تمت صياغته بلغة استثنائية وبايحاءات فنية قدم لنا حاجته إلى الحبيبة، ومثل هذا الجمع بين الفكرة واللغة لا يصدر إلا من متمرس في اللغة وصاحب قدرة على إيصال فكرته بطريقته هو، فالعاطفة هنا هي التي تحرك فيه طاقة الكتابة، لهذا نجد هذا هناك تألق اللغوي والأدبي.
وعندما يصف لنا تلك المرأة التي استرق النظر إليها وهو طفلاً، يقول عنها: "..وباب غرفتها الموارب يسمح باقتناص نظرة أو أكثر، وهي تتلوي كالطينة اتنزع وبر إبطها، أو تلك الأعشاب الجافة التي تنمو على سطح واديها الرقاق بالعذوبة، تلك التي لا تنزل من أنهار الله، إنما تطلع إلى فوانيسه لتزداد سطوعا" ص20، رغم أن المشهد يحمل شيئا من الخشونة، إلا أن الكاتب استطاع أن يزيلها تماما، ويقدمه لنا بلغة رائعة وجميلة، لا تثير أي حساسية أو توحي بالخشونة، وهذا يشير إلى العلاقة الحميمة التي تربطه بتلك المرأة.
الكاتب يتفنن في رسم صورة النساء وصورة الرجال أيضا، فها هو يرسم لنا صورة "أبو العبد" بهذه اللغة: " أسفرت شفتا خالد عن ابتسامة مغلوبة على أمرها، ثم راح يتأمل وجه "أبو العبد" المليء بالتجاعيد... وجه "أبو العبد" يشبه خارطة الوطن العربي. ... لكن قلبه أبيض مثل رغوة الموج" ص23، إذا "سليم النفار" كاتب متألق يستطيع أن يبهرنا بلغته بصرف النظر عن الموضوع الذي يتناوله، وبصرف النظر عن الجنس الذي يكتب عنه، فهو يمتلك لغة وقدرة على التصوير تجعلنا ننساب إليها بكل أريحية.
وهناك تألق في رسم المشاهد الحزينة: "...كان يجهش في البكاء مثل رعد كانون، وهو يرخي يدي على الجسر الخشبي.
بالكاد يرى ابنه .. اقصد أبي.. الذي خلف الجسر" ص25، فاستخدم رعد كانون دون أن يحدد أياً من كانون الأول أو الثاني، يعطي الصورة عمقا وبعد أكثر، فكلا الكانونين يمثلان ذروة البرد، خاصة في مناطقتنا الريفية التي تفتقر للحماية من شدة البرد والمطر.
ومن المشاهد الرائعة هذا المشهد الذي يصف فيه غرفته: "صندوق الصواريخ الصدئة كان نافذة لغرفتي، تلك التي أسرق منها الشاسع المفتوح على حدود الله... أحاول قصيدة، فتسيح المفردات" ص51، جمع رائع بين المكان وأثره على الكتاب وعلى لغته، فهو استطاع تجاوز بؤس المكان لينطلق إلى عالم الله الشاسع ويتقدم من نبع المفردات ليسقينا من ماءها العذب.
الكتاب من منشورات المؤسسة الفلسطينية للإرشاد القومي، رام الله، فلسطين، الطبعة الأولى 2004.




#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغالاة في رواية -رفقا بما تبقى مني- زينة إياد حلبوني
- اللقاء بين الإنجيل والقرآن
- حاجتنا إلى الإنجيل
- مصر والتحرر في كتاب -جمال عبد الناصر- اجار يشيف
- الخراب في كتاب -خريف الغضب- محمد حسنين هيكل
- الحكمة في كتاب -كهل وكهف وقول- نجاح الخياط
- حقيقة الاخوان في كتاب -سر المعبد- ثروت الخرباوي
- شعب لا يعرف كيف يفرح
- الدخول إلى قصة -العائد- إبراهيم نوفل
- تشابه سلوك التيارات الدينية في كتاب -الثورة البائسة- موسى ال ...
- سلاسة السرد وسهولته في مجموعة -الأدرد- مجدلين أبو الرب
- الطبخ السياسي
- سلسة السرد في رواية -ثلاثة فلسطين- نبيل خوري
- الفكر في كتاب -جنون الخلود- انطون سعادة
- انطفاء
- تعدد المداخل في كتاب -ألوهة المسيح وفلسفة الألوهة- محمود شاه ...
- القائد في رواية -قناديل ملك الجليل- إبراهيم نصر الله
- الآخر في مجموعة -القاتل المجهول- هادي زاهر
- نهضة تركيا على حساب سورية
- النبل الفلسطيني


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - فاكهة الكتاب في -هذا ما أعنيه- سليم النفار