ديوان لافتات انشداه - دفتر رقم - 57

كمال تاجا

الحوار المتمدن-العدد: 5604 - 2017 / 8 / 9 - 18:29
المحور: الادب والفن
    

ديوان لافتات انشداه
ـــــــــــــــــــ
دفتر رقم – 57
ـــــــــــــــــــ

مثل غصن يابس
يهش على ظهر الريح
كهراوة
تمسك بها
فروع شجرة باسقة
لتخفيها
بين رفرفة
أوراقها
خوفاً
من حطاب
يبعث بلهيب دافئ
في كانون خامد
-
والأشجار الباسقة
واجفة من الذعر
الذي يتعقبها
بفأس
لا يكف عن
أن يحطم
ضلوع فروعها اليابسة
-*/
2
لم يحدث قط
أن انتبه لبلوغك
بر السلامة
قناص متربص
وراء فوهة بندقية
دنو أجلك
-
ولا --- ألقى إليك مقاتل
بقذيفة
طوق نجاة
-*/
3
لا ولم يقفز
قط بالهواء
ليخدش حياء
خد
وهو يصرخ
بمواء منقض
على شغاف القلب
ليخمش
جلد إحساسك المنكمش
-*/
4
لا ولم تغمض عينيك
على شموع
لدموع
منطفئة في صحن
أعقاب سجائر
حرائق ألحاظك
-*/
5
خطر محدق
يقوم
بقفزة خاطفة
ليجمع أوراق صفراء
مع أعشاب يابسة
في حفنة غبار
يتمسك بذيل
زوبعة
وفي وضح نهار
الاكفهرار
-*/
6
يتساقط ريش طائر
خفيف الوقع
تحت هبات ريح
كانت تحمل
جناحيه
ليطير في عنان السماء
-*/
7
وقف ضوء متشرد
يلمع كالوميض
على حافة نصل
وهو يقوم بذبح
قطعان ظلال
لا ترتجف
طبت على وجهها
بين الزوايا
تفترش الأرض
-*/
8
في الشتاء
يختبئ الأولاد
تحت مزاريب هشة
لوابل غيث
ليغتسلوا بعافية
انهمار
قطرات المطر
-*/
9
ينقرعصفور دوري
على زجاج نوافذنا
برؤوس أصابع
زقزقته الشجية
لنفتح دفتيّ
شغاف قلوبنا
وواسع حيلتنا
لنترنم بالشدو
-*/
10
عازف عود
يدمدم
بشيء من النغم
وهو يشد أوتار طربه
الذي يلوح
كألحان
ومن وراء
عزف منفرد
على قيثارة منفلتة
لغناء عذب
-*/
11
لا عزاء لنا
عندما تتلون
تقاطيع ضوء
قمر باهت
كتقطيب
في جبين مساء
بقطع الغيوم
الملبدة
لشراع تكشيرة
-*/
12
عن حائط مصقول
يطل على المارة
مكب نفايات لأشباه
نافذة من الجدران
تكاد تلقي بالتحية
-
مع شبح عابر
فر من خلال
تهشم
مرآة انطباعاتك
-*/
13
نحن نصد
الشراع
عن جذب الرياح
ونكسر الدفة
لنعانق إعصار
يحطم أدمغة
مراكبنا
كل لحظة انفعال
-*/
14
شفاه مزمومة
لا تقوى على فغر
وابتسامة عاجزة
عن امتطاء صهوة
ثغر
ولثمة
تذوب كمذاق
نبيذ لذيذ
على شفا
كأس خمر
-*/
15
مثل ضوء حفيف
مختبئ
وراء ورقة مرتجفة
من الذعر
في ليل طويل
من الحلكة
سقطت
كلمعة ضوء
من على سحنة
قمر
لا يتجلى
-*/
16
أمّ أنف
منتجع عبق نفيس
لوردة
يقلب شفة
تسريع وطء الهفافة
على شرفة
الضوع
-*/
17
عطر ضليل
تزجيه وردة عارية
ليلبس حلة
نسيم عليل
ينزل من على صهوة
قمة ذوق
لعلو همة التمتع
بالاستنشاق
-*/
18
الكأس جفت
وافتقدت رشفة
مذاق
القطرة الأخيرة
المتلاشية
على شفا
حافة
إراواء غليل
-*/
19
تحولت وحشتي
إلى رجل
طاولة مكسورة
يسندها حائط
أفتح ردفة
نافذة
جفن واهن
على النظرة الطولى
-*/
20
لم نضرب موعد
لنقيم مراسم
التمتع بمذاق
انفرادنا بأنثى
وراء ردفة
باب موارب
لتذوق حلوى اللثم
-*/
21
على طرف جرف صخري
خلفت
زقزقة عصفور
رجع الصدح
على غصن مائل
تنثر للمدى
أشواك شيح
واخزة
من ترنم الطرب
-*/
22
وزعنا ابتساماتنا
كفراشات طافية
فوق الألحاظ
وفغرنا أفواهنا
دهشة
من انصفاق
ردفة باب موارب
خلف انهماكنا
-
ووقفنا على العتبات
كي لا نلج إلى
عميق خلجات
رغباتنا
-
واستغرقنا بالكذب
والضحك
حتى
تشتفي أرواحنا
-*/
23
صادف أن جاء المخاض
للأميرة
سيدة القصر
مع خادمتها
مع ولادة القطة المدللة
وكلبة الحراسة
مع وضع بيضة
صياح ديك
على دجاجة
وتجددت الحياة
وعلى أحسن وجه
وكل جنين
وضع في حجر
أساس أمومة
لائقة
ببداية جديدة
على قبان
علو القيمة
-*/
24
الخدوش التي خلفتها
نشب أشواك
آخر وردة نزعتها
عن غصنها
ما يزال وخز
عبقها
يؤرقني
ليل نهار
-*/
25
عندما أعرك عيوني
لأمعس ألحاظي
كعقب سيجارة
في صحن مقلة
آخذة بالزوغان
من تحليق الدخان
في دوامات الهباب
التي تعمي البصر

كمال تاجا

#كمال_تاجا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات