أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال عبدالله - شهرزاد...الحركة الأولى....















المزيد.....

شهرزاد...الحركة الأولى....


كمال عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 5604 - 2017 / 8 / 9 - 17:58
المحور: الادب والفن
    


أعشق الأشياء الغامضة التي يتعذّر علينا معرفة أسبابها الحقيقية...هكذا كنت دائما...عندما كنت أمرّ بأحد الشوارع، كنت أنتظر دائما حدوث شيء ما، فمن غير المعقول أن أجد نفسي بمكان لا يحدث به شيء...وعندما كنت أتردّد في اختيار المقهى التي سوف أذهب إليها لاحتساء قهوتي المسائية، كنت أيضا أتوقّع حدوث شيء ما...لا أعتقد بأنّ الأشياء التي تحصل – تحصل – لأنّها فقط على جدول أعمال هذا الشيء الذي لا أعرفه و الذي يخطّط لحصول الأشياء...انتقلت إلى المدينة الكبيرة لأنّني مللت رتابة الحياة بالقرية التي ارتبطت بها لأكثر من خمسين عاما...أنا لا أهتمّ بشيء...لم أتزوّج لأنّني لم أكن أرى أيّ ضرورة لوجود امرأة في حياتي..ولم أواصل تعليمي الجامعي لأنّني لم أكن أرى أي ضرورة لذلك أيضا...ولم أجد للحياة أيّ شيء مُغْرٍ سوى ما كنت أفكّر به دائما من غموض الأشياء التي تحصل معي...أو حولي...
***
كنت في ذلك اليوم الصّيفيّ القائظ ،أتجوّل على الشّاطئ الرّملي لأحد النّزل...وفي التفاتة منّي رأيت محفظة نقود ملقاة على الرّمل...كانت محفظة عادية جدّا و لا أعتقد بأنّ ثمنها يتجاوز الدّولارين على أقصى حد...انحنيت لألتقط المحفظة محاولا عدم لفت انتباه المصطافين الذي كانوا ينتشرون على الشاطئ في مثل هذا الوقت من رحيل الشمس...وضعتها داخل جيب البنطلون الدْجين الذي كنت أرتدي ثم اتّجهت إلى مقهى النّزل...لقد كنت متشوّقا لمعرفة ما تحتويه المحفظة...في العادة...أو هكذا تعلمنا...يحمل كلّ من يجد شيئا ملقى على الطّريق إلى الشرطة...و يترك للشرطة عناية البحث عن صاحبه أو الاستيلاء على ما محتويات هذا الشيء...و لم أفكّر بالشّرطة...ولن أحمل المحفظة إلى الشرطة إلاّ بعد أن أعرف ما الذي تحتويه...لست ممّن سوف يهتم للمال...و للحقيقة فأنا لست محتاجا له...هذا لا يعني بأنّني غنيّ...هذا يعني فقط بأنّه لا مسؤوليات لي...فباستثناء الفواتير العادية ، فأنا لا أنفق شيئا ذا بال...جلست إلى إحدى الطّاولات المنعزلة شيئا ما، ثم أخرجت المحفظة و فتحتها...بعض الأوراق النقدية الرخيصة القيمة....بطاقة هويّة لامرأة في ما بين الأربعين و الخمسين من العمر...بطاقة ائتمان بنكية من النّوع الذي تسلّمه البنوك للموظفين...ثمّ صورة نصفية لشاب يبدو في الخامسة والعشرين من العمر ... ثمّ لا شيء...تبدو المرأة جميلة وهي على ما هي عليه من العمر...و لم يكن الشاب الذي على الصّورة النّصفية يشبهها...كانت تفاصيل وجهه غليظة بعض الشيء في ما كانت تميل إلى الرّقّة...جاءني النّادل بقهوتي السّوداء المرّة فأخذت في احتسائها في ما كنت أراقب المصطافين على الشاطئ...تعجبني هذه الأجساد المتناثرة هنا وهناك...على الجانب الأيسر من المكان الذي أجلس به، كان هنالك رجل و امرأة...بدت المرأة سعيدة جدا معه...كانا يتحادثان بشيء من الهمس...وكان الرّجل، في كلّ مرّة، يدفع بيده فتمسّ صدرها...لم يكن يبدو عليها أنّها كانت تمانع...أو حتّى تتمنّع...بدا لي وكأنّها سعيدة بما كان يفعله...وفي التفاتة منها وقعت عيناها عليْ...لم ترتبك...أدارت لي ظهرها و عادت إلى ما كانت فيه من الغزل مع الرّجل الذي كان يرافقها....
***
اسمها...شهرزاد...هكذا تقول بطاقة هويّتها...أفرغت زجاجة البيرة في أحشائي ثم ذهبت إلى ثلاجة المطبخ كي أحضر واحدة أخرى...يبدو العنوان المسجّل على بطاقة الهويّة غير بعيد عن المنطقة التي أسكن بها...أحيانا لا نريد جوابا عن الأسئلة التي نطرحُ...نحن فقط نطرحُ السّؤال ثم نترك لخيالنا فرصة البحث عن جواب...أو عن أجوبة...هذا ما كنت أفعلهُ على الأقل...سوف أجد ما سوف أؤثّث به كامل شهر العطلة الصيفية...يميل شعرها إلى الكستنائي...أو قد يكون أحمر اللون أيضا...فالصورة التي على بطاقة الهويّة على الأبيض و الأسود...وضعت زجاجة البيرة على طاولة النّوم البرونزية ثم فتحت دولاب ملابسي فارتديت شورت أزرقا داكنا و تي- شيرت بنيّا....وضعت بطاقة هويّة شهرزاد على طاولت النّوم ثم واصلت احتساء البيرة الباردة...فكّرت بأن يكون الشاب ابنها...وعلى الرّغم من انعدام التشابه بينهما تقريبا فقد رجّحت هذه الفكرة حتى يأتي ما يفنّدها...وضعت الأوراق المالية في مظروف صغير ثم أخذت أفكّر في طريقة أوصله بها إليها...تفيد بطاقة هويّتها بأنّها عاملة بشركة عقّارية...
***
اقتربت السّاعة من العاشرة صباحا و لم تخرج شهرزاد من منزلها...لقد وصلت المقهى المواجه للمنزل الذي تشير إليه بطاقة الهوية على الساعة الثامنة...
***
- أين أضعتها...؟
- لست أدري أين سقطت منّي علياء....قد يكون ذلك على الشاطئ...
- هل أعلمت الشّرطة...؟
- لم أفعل...
- لماذا...؟
- لم أفعل فقط...وعلى أي حال فلو وجدتها الشرطة لاتّصلت بي....
- ما الذي كان بها ...؟
- لا شيء مهمّا...بطاقة هويّتي وبعض الأوراق المالية الصّغيرة القيمة...
- فقط...؟
- فقط...
- ما الذي يوتّرك إذا...؟
- لا شيء....لست متوتّرة...سأعود مرّة أخرى إلى الشاطئ...
- الآن...؟
- نعم....الآن....
***
دخلت مقهى النّزل ثمّ اتجهت إلى المقعد الذي كنت أجلس إليه...جاءني النّادل بقهوتي السّوداء و عدت أراقب الشاطئ الذي امتلأ بالمصطافين...وللحظة ما تصوّرت بأنّني شاهدت شهرزاد...كانت ترتدي لباسا صيفيا خفيفا وكانت تبدو وكأنّها تبحث عن شيء ما...لا شك بأنّها تبحث عن المحفظة التي أضاعتها...دفعت ثمن القهوة مع "بوربوار" سخيّ ثم خرجت مسرعا محاولا أن لا أجعلها تضيع منّي بين كل هذه الأجساد المتناثرة...اقتربت منها في شيء من اللامبالاة...لم افكّر بتجاوزها...جعلتها تكون دائما أمامي...تركت المقهى المواجه لمنزلها بعد أن تأكّدت من أنّها ليست هنالك ...شيء ما سيدفع بها نحوي...لن تستمرّ الأمور على هذا النّحو العشوائي...كانت تحاول إخفاء ما كانت عليه من الارتباك و التّوتّر حتى تبدو عادية...ولكنّها لم تكن كذلك...لم تكن عادية...كانت خائفة من شيء ما...هكذا كانت تقول مشيتها المضطربة و حركاتها المنفعلة...
*****
أنهيت زجاجة البيرة وقرّرت النّوم...استلقيت على ظهري ثم أمكست بصورة الشاب محاولا البحث في ما كان يفكّربه و هو يسلمها صورته...أو في ما كانت تفكّر به و هي تأخذها منه...لن يكون ابنها...شيء قويّ يقول لي بأن الشاب ليس ابنها...كانت الفوارق بينهما شديدة...لم يكن شكله يوحي بأنّه ابنها...يبدو وسيما و لكنه لم يكن يشبهها...أحسست بأن مخالب النوم قد بدأت تخترقني فأسلمت نفسي لفعل البيرة و لفعل ما كنت عليه من التعب....
***
وصلت شهرزاد إلى الجانب الشمالي من الشاطئ وكنت أسير وراءها في صمت و هدوء...كنت منفعلا أيضا...كنت أفكّر بالاقتراب منها و بتحيّتها...بدت الفكرة سخيفة جدا...ما الذي سوف يدعوني إلى تحيتها...سوف أترك الأشياء تجري على النحو الاعتباطي الذي قدّر لها...أعلم بأنّه هنالك شيء ما سوف يدفع بها إليْ...لن أقترب منها أكثر مما فعلت الآن...بدت أحلى مما هي عليه وهي على الصورة...اقتربت الساعة من منتصف النهار و أحسست بأنها سوف تغادر الشاطئ...اقتربت منها أكثر محاولا التمعّن بدقة أكثر في ملامحها...لقد كانت جميلة فعلا...كان الخوف باد على عينيها السّوداوين...لم أقترب أكثر...بقيت على مسافة معقولة منها...
***
- ألو....أهلا علياء.....
-...............................................؟
- كلاّ...لم أجد شيئا....
-...............................................
- نعم سأعود إلى البيت الآن....
-...............................................
- هو ذاك....أراك غدا...
***
صعدت الأدراج الموصلة إلى الشارع ثم بقيت تنتظر سيارة أجرة...أسرعت إلى سيارتي التي لم تكن بعيدة و قرّرت تتبّعها...لم تأخذ لسيارة اتجاه بيتها الذي صرت أعرفه...لقد ذهبت بالاتجاه المعاكس لمنزلها...لم أعد أفكّر كثيرا بشهرزاد...لقد صارت صورة الشاب التي كانت تحملها في محفظة نقودها مهمة أكثر...استمرت سيارة التاكسي بالسير لمدة قصيرة نسبيا ثم نزلت شهرزاد و اتجهت إلى عمارة صغيرة من أربعة أدوار...أوقفت سيارتي و أشعلت سيجارة ثم اتجهت ببصري إلى العمارة التي دخلتها...قد يبدو ما أفعله غريبا شيئا ما...وسيقول قائل :ما الذي يدفعك إلى فعل هذا...؟...لا أعتقد بأنّ الفضول هو الذي يدفعني فلست فضوليا...ولا أعتقد بأن الفراغ الذي يملأ حياتي هو الذي يدفعني فأنا لا أهتم لحياتي و لا تعنيني في شيء...هناك شيء آخر يدفعني إلى فعل هذا...هل تكون الصّدفة هي التي جعلتني أجد محفظة نقودها...؟...سيكون الجواب نعم لو سألنا أي شخص على هذه الأرض...و لكنّني معتقد بأن ما حصل ليس صدفة...هو حلقة داخل سلسلة من الحلقات التي تبدو عشوائية العلاقة في ما بينها...وخلف تلك العشوائية يكمن السرّ...وهذا ما يدفعني إلى اقتفاء آثر شهرزاد من دون أن أتدخل في مجريات الأمور...غادرت شهرزاد العمارة مسرعة...لقد وضعت نظاراتها الشمسية على عينيها كما وضعت فولارها الزّهري على رأسها...فكّرت بأن الذي قد جاءت لزيارته أو التي قد جاءت لزيارتها قد ضربها أو ضربتها...كانت تخفي وجهها بطريقة كاملة...نزلت من السيارة واتجهت بطريقها في لامبالاة...كنت أريد التثبّت من وجهها...و عندما اقتربت منها التفتت نحوي في حركة انفعالية...
- هل أنت الذي رأيته منذ قليل على الشاطئ....؟
- لست أدري...قد يكون ذلك...
- هل تتبعني...؟
- لا...و لماذا سيكون عليّا أن أتبعك...؟
- لقد رأيتك على الشاطئ...
- وأين الإشكال في هذا....؟
- لا شيء...أعتذر...
- لا تهتمي لهذا...أساعدك بشيء ما...؟
- لا شكرا...
انّها اللحظة المفصلية في كل ما يحصل...هذا ما كان يجب أن يحدث...لقد تقاطعت طريقانا...أحاول إعادة ترتيب الأحداث داخل رأسي...أجد حافظة نقود...أوراق نقدية رخيصة القيمة...بطاقة هوية لسيدة تدعى شهرزاد...ثم صورة شاب...أقدّر بيني و بين نفسي بأنّ المرأة لا تبحث عن بطاقة الهوية...سوف أدفع بالأمور إلى مستوى أشدّ تعقيدا...عندما تأملت وجهها، لم يكن عليه أي آثار للضرب...ربما كانت تخفيه حتى لا يتعرّف إليها أحد....
- سيدتي...!
- تفضّل......!
- لم أكن أراقبك على الشاطئ...ولكنّني كنت أريد أن أكلّمك...
لست أدري ما الذي دفعني حقيقة إلى تتّبعها...لقد أحسست فقط برغبة داخلية عميقة تدفعني إلى فعل ذلك...كنتُ كمن يقع تحت تأثير قوّة تتحرّك داخله و تحرّكه...أنا لا أومن بهذه الأشياء التي يسمّوها خوارقا..و لكنّني أومن بتقاطع المصائر...كيف يحدث هذا...؟...لا أدري...عندما قرّرت تتبّعها، شعرت بشيء ما يدفعني نحو فعل هذا...شيء داخلي يأمرني بفعل ذلك...هل يكون الفضول وراء ما أفعله...؟...هل يكون الفراغ الذي يملأ حياتي هو الذي يدفعني...؟...لست أدري...عقلانيّتي ترفض أن يكون هنالك شيء داخلي عميق يدفعني إلى فعل هذا...وتقول الحقيقة التي أعيشُ بأنّ هذا الشيء الدّاخليّ يسكنني حقا وهو الذي يدفع بي نحوها...
***
- قلتَ بأنّك كنت تريد أن تكلّمني...هل من سبب يدعوك لفعل هذا...؟
- ليس هنالك من سبب محدّد و لكنّكِ أضعت شيئا ما على الشاطئ...وما أضعتِه عندي....
- وما هذا الذي أضعتُ ...؟
- حافظة نقودك...
- هل فتحتها.......؟
- نعم...
- ولماذا لم تحملها إلى الشرطة...؟
- لقد كان بها بعض الأوراق الماليّة و صورة رجل شاب والحقيقة أني خشيت أن أسلمك إيّاها بنفسي...
- هل تستطيع تسليمي إياها الآن...؟
- انها بالمنزل...
- تعطني رقم هاتفك و أكلمك لنحدّد موعدا...؟؟؟
- فليكن...
- أعتقد بأنك قد صرت تعرف اسمي...؟
- نعم ...هو شهرزاد...
- وما هو اسمك...؟
- اسمي عادل...
- حسنا سيّد عادل سأهاتفك اللّيلة أو غدا....
***
عدت إلى سيارتي و اتجهت مباشرة إلى منزلي...قلت في بداية روايتي لقصّتي بأنّني لا أهتم بالنّساء و هذا صحيح...وما شدّني لشهرزاد لم يكن لكونها امرأة..بل لأنها كانت تحمل سرّا...هذا ما يثيرني...أو هذا ما يثير هذه الأشياء التي تتحرّك داخلي...أعشق الأسئلة...و لن أقول نفس الشيء عن الأجوبة...قد ترضي الأجوبة غرور الفضوليّين و لكنها لا تفعل معي شيئا...شهرزاد لا تثيرني كامرأة بقدر ما تثيرني كفكرة صارت جزء من الأشياء المحيطة بي...قد يقول قائل أيضا بأنّ ما حصل معها عادي...تستطيع أي امرأة أن تفقد حافظة نقودها...نعم..سيكون هذا شيئا عاديا لو وجد غيري هذه الحافظة الجلدية البسيطة...أما وقد وجدتها أنا فالأمر مختلف تماما...لم تعد شهرزاد مجرّد امرأة أضاعت حافظة أوراقها...لو كانت فقط هكذا لما كنت وجدت هذه الحافظة الجلدية القديمة...

***

ألقت بجسدها فوق الأريكة التي كانت بصالون بيتها البسيط و مضت تحدّق في الفانوس المعلّق بسقف الغرفة...مضت أربعة أيام لم تذق فيها طعم النّوم...لقد فكّرت باحتمالات سيئة جدا...لقد انتهى كل شيء الآن...بعد قليل سوف تكلّم عادل وسوف تتفق معه على موعد...يبدو رجلا متزنا...ولم يبد عليه ما يجعلها ترتاب في أمره...سوف تكون حازمة عندما تلتقي به...سوف لن تسمح له بالخوض في تفاصيل حياتها...لقد بدا لها هامشيا جدّا...وقد أحسّت أيضا بأنّه وسيم شيئا ما....استعرضت ما دار بينهما من الحديث محاولة التعرّف عليه أكثر من خلال الانطباعات التي تركها فيها....
***
- ألو....سيد عادل....أنا شهرزاد....
- آه...أهلا شهرزاد...كيف حالك....؟
- أنا بخير...أردت أن نتفق على موعد غدا....
- اختاري المكان و الزمان...أنا في إجازة ولن يزعجني هذا في شيء...
- نلتقي بمقهى النزل على الشاطئ...؟
- اتفقنا...
- هل لي بسؤال شخصي...؟
- تفضل...
- هل أنت متزوجة...؟
- نعم...منذ عشر سنوات...
- شكرا ...نلتقي غدا...
***
لن يكون ابنها...فعمره يتجاوز الخمسة و العشرين عاما...فتح زجاجة البيرة ثم اتجه نحو الشباك المطلّ على الشارع....لقد كانت جميلة...و يبدو أنّها مغرية أيضا...
- ألو....سيد عادل...
- نعم ...ما الأمر....؟
- لماذا سألتني في ما إذا كنت متزوجة أم لا...؟
- لقد اعتقدت في بداية الأمر بأن صورة الشاب التي كانت مع بطاقة هويتك داخل المحفظة هي صورة لابنك...ولكن يبدو أنّه ليس كذلك....
- هو ليس بابني نعم....أراك غدا...
- وهو كذلك...نلتقي غدا....
*****
استمر إلى جانب النافذة يتأمل السّيارات و هي تقطع الشّوارع التي يطل عليها بيته...هل كانت مرتبكة شيئا ما...؟...هل أربكها سؤاله...؟...يبدو أن الأمر كذلك...سوف تواصل في إخفاء الحقيقة و سوف يواصل في البحث عن هذه الحقيقة التي تخفيها...لقد أصبح يشعر بأنّ شيئا ما سوف يشدّها إليه...لقد أصبح يشترك معها في شيء معيّن...هل تقاطعت طريقاهما وهو يقتحم عالم أسرارها الخفيّ..قد تشعر بقلق كبير وهي تستسلم لهذه الحالة الجديدة التي تعيشُ.. لقد بدا عليها الاضطراب عندما التحمت به في الشارع لتسأله في ما إذا كان يتبعها منذ أن كانت على الشاطئ...اقتربت الساعة من الثانية صباحا عندما ألقى بجسده فوق سريره الكبير...وحاول قبل أن يستسلم للنّوم بالمقارنة بينها و بين من عرف من النساء...لم تكن علاقته مع أي امرأة تتجاوز أسبوعا على أقصى تقدير...كان يؤمن بأن هنالك شيئا ما...شيء سرّيّ يحصل فجأة فيحوّل العلاقة التي كانت تافهة إلى شيء عميق ولكن هذا لم يحصل مع أي امرأة تعرف إليها...كل علاقاته انتهت بعد ممارسة الجنس مع هذه أو تلك...
***
- ماذا أقدّم لك سيدتي....
- أي شيء مثلّج...
- عندنا كريمة مثلجة بعطر الفرمبواز...الفانيليا...الشوكولا...
- أي شيء من هذا...انتظر...فلتكن على عطر الفرمبواز...


كمال عبد الله....تونس....



#كمال_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قارئة الكف العمياء
- فليغضب من يغضب


المزيد.....




- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال عبدالله - شهرزاد...الحركة الأولى....