أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تيسير الفارس العفيشات - الوحي وظاهرة التداعي - ج 2















المزيد.....



الوحي وظاهرة التداعي - ج 2


تيسير الفارس العفيشات

الحوار المتمدن-العدد: 5604 - 2017 / 8 / 9 - 17:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سورة العلق توحي لنا بالموضوعات الكبرى للوحي ولكيفية التركيبة اللغوية والتمفصل اللغوي لخطابة، فالله يبتدأ وكأنه الذات الفاعلة الأساسية، فهو الذي ينظم نحويا وبلاغيا ومعنويا الخطاب كله، ولكن الحقيقة أنه يوجد لاعبان أو فاعلان أثنان ، الأول هو النبي الذي وجه إليه الأمر، والثاني هو الإنسان الذي يمثل الهدف الغائي والمخاطب الأخير الذي وجهت إليه المبادرات أو الأوامر والوصايا المعبر عنها في القرآن بواسطة العديد من الأفعال، إن البنية النحوية والقواعدية للسورة تدل على العلاقات الكائنة بين الضمائر الشخصية، أي بين نحن خاصتك أنتم المؤمنين و هم أي الناس أو هو أي الانسان، شبكة الضمائر هذه والعلاقات الكائنة بينها هي التي تؤسس الفضاء الأساسي والمنتظم للتواصل والمعنى في كل الخطاب القرآني من أوله الى آخره.
القصص والأحكام أو المعايير والموضوعات والمجادلات والتعاليم والأحداث المعبّر عنها خلال عشرين سنة بصفتها كلام الله مركبة نحويا من خلال مراتبية هرمية تدور حول شخصين، الأول هو الله الذي يمثل الأصل الوجودي والمرجع النهائي لجميع المخلوقات بل والمعاني والأحداث التي تقع على الأرض، والثاني هو النبي محمد الذي يمثل الوسيط بين الله والإنسان، أما الإنسان فهو المخلوق الذي إصطفاه الله . وهو مدعو لأن يخضع ويسلم حياته الى الله، ونلاحظ عندما نتمعن في الخطاب القرآني أنه يوجد توتر بين الله المعبر عنه بالضمير نحن، وبين الناس المعبر عنهم يالضمير هم أو هو، والمقصود بالوحي أن يقود الإنسان ويهديه الى الصراط المستقيم والنهج القويم، الذي يقوده في النهاية الى النجاة الأبدية في الدار الآخرة، أما أولئك الذين يعصون الله فقد وجه إليهم الخطاب عن طريق ضمير الغائب لكي يفهموا بشكل أفضل مصيرهم ومكانتهم، إن هذا الوضع لا يعبر عن تعارض بين قطبين وإنما عن جدلية مستمرة من التوتر الصراعي الذي ينبثق من خلاله الوعي بالذنب والخطيئة. وعندئذ يحوّل الإنسان الى وعي، وذات مفكرة مسؤولة أخلاقيا وشرعيا.
ينبغي أن نضيف الى التحليل النحوي ثلاثة جوانب كبرى من الخطاب القرآني وهي :
التركيبة المجازية.
بنيته السيميائية أو الدلالية.
تداخله النصي. أي علاقة النص القرآني بالنصوص الأخرى وتداخله معها.
وهنا أيضا نلاحظ أن مثال القرآن كان قد أهمل كثيرا من قبل المفكرين المسلمين. وأما من قبل التبحر الأكاديمي، فلا توجد إلا محاولات قليلة جدا لتطبيق الألسنيات الحديثة ونتائجها الثورية على القرآن من دون تقديم تنازل للمعجم اللاهوتي القديم، أما التفسير الإسلامي فلا يزال محصور بالتحديد التقليدي للمجاز بصفته مجرد وسيلة بلاغية هدفها جمال الأسلوب. وهذا التفسير يأخذ كلمات القرآن على حرفيتها وبحسب المعنى القاموسي. ولا يأخذ بعين الأعتبار الدلالات الحافّة أو المحيطة أي ضلال المعاني عندما يفسر القرآن. وهي التي تمثل الشيفرة الرمزية الكبرى لفكفكة النص أو فهمه.. ولذلك فكلمات تبدو منها التجسيمية تأخذ على حرفيتها من مثل ( ثم استوى على العرش، أو علم بالقلم، أو سميع عليم .. الخ ، وكانت قد ولدت مجادلات بين المدارس الأسلامية التقليدية وهي جدلات تبعدنا كثيرا عن التحليل الألسني الدقيق والصارم للخطاب القرآني، أما الدراسات التاريخية التي طبقها المستشرقون قد أهملت هي الأخرى نظرية المجاز.. بدء من نولدكة ومرورا ببلاشير الى آخر القائمة.
من السهل أن نبين كيف أن المفسرين القدامى رفضوا كليا القيمة المجازية الواضحة لتعابير من مثل علّم بالقلم، و ألم يعلم بأن الله يرى، و لنسفعا بالناصية ناصية كاذبة خاطئة، والزبانية.. وهي كلها تعابير واردة في السورة السابقة التي تهمنا هنا أي سورة العلق، ولكن هناك تعبيرات كثيرة غيرها في أماكن أخرى في القرآن، فكيف يمكن أن نقرر ما هي الجمل أو الكلمات المجازية في هذه الآيات، وما هي تلك التي ينبغي أن نأخذها على حرفيتها ؟ كان التيار الباطني في الاسلام قد ولّد أدبيات ضخمة عن كلمات مثل القلم، والله يرى، وزبانية الجحيم، هذا يرينا فقط كيف أن الخطاب القرآني كان قد استُخدم ولا يزال يُستخدم كوسيلة أو كتعلة للتجربة الصوفيه في علاقتها مع الله. ويمكن القول بهذا الصدد أن الأعمال الكبيرة لابن عربي تمثل مدونة مستقلة بذاتها، وهي تبين لنا مدى إمكانية التوسع الأحتمالية للخطاب القرآني كما كان قد تلقاه خيال ابن عربي، لكن هذا البعد نفسه يحتاج الى تحليل بصفته مجموعة من النصوص، وذلك ضمن منظور تداخلية النص الواسع للخطاب القرآني قبل ظهوره وبعد ظهوره في التاريخ الثقافي، فالفلاسفة هم كذلك فسروا مجازيا الخطاب القرآني ولكنهم فشلوا في تقديم نظرية ملائمة للمجاز والكناية، وهذا الموضوع العام يشكل فصلا طويلا من الشي الذي لم يبحث فيه أبدا الذي تحول الى ما يستحيل التفكير فيه ، وظلت الأولوية تعطى دائما الى لعلم اللاهوت المعروف جيدا والفقير جدا، إن مشروع العمر بالنسبة لي ظل ولا يزال قائما وهو إنجاز دراسة عميقة في التركيبة المجازية للقرآن الذي أتمنى أن أنجزه بشكل تام عبر السنوات القادمة.
يمكننا أن نسوق الملاحظات ذاتها عن التحليل السيميائي للخطاب القرآني ولا زلت مصرا على أن هذا التحليل الدلالي هو المهم، وينبغي أن يحظى بالأولوية، أي عندما يتعلق الأمر بالنص ذو الأهمية الكبرى، فالتحليل السيميائي يقدم لنا فرصة ذهبية لكي نمارس تدريبا منهجيا مهما يهدف الى فهم كل المستويات اللغوية التي تشكل المعنى أو يتولد المعنى من خلالها، وهذه الخطوة المنهجية تمتلك ايضا رهانات قطائعية،فهي تتيح لنا ان نترك مسافة نقدية فكرية بيننا وبين المسألة الأساسية التي تخص الله والمكانة المعرفية للخطاب القرآني . وينطبق الأمر بالطبع على كل نص آخر من النصوص المقدسة التي رفعت الى مرتبتة الوظيفة التأسيسية من قبل البشر لأجل حكم البشر.
إذا ما أنجزنا التحليل السيميائي فإن ذلك لن يؤدي بالضرورة الى إنكار دور الذات الحرة في توليد المعنى، وإنما سوف نكتشف بوضوح كيف أن الخطاب ككل مشكل أو مركب لغويا طبقا لتقنية الإقناع، والتأسيس أو التعليم أي أن كل وحدة نصية من وحدات الخطاب القرآني مبنية على اساس سلسلة من الأحداث المركبة على هيئة بنية دراماتيكية أو مسرحية مثيرة وهي :
الله يطلق حكما أو يبلغ رسالة...
بعض الذين توجه إليهم بالخطاب يرفضون الاستماع الى رسالته، والبعض يستمعون
يوم الحساب سيأتي لا محالة، وعند ذاك سيكافئ المؤمنون ويعاقب العصاة.
إن هذه البنية السيميائية النموذجية اي التي تشكل نموذجا معياريا أعلى قد جُسدت في المخطط، ولكي نفهم تماما المقاصد والمضامين النظرية لهذا المخطط ينبغي أن نلح على أهمية الدروس المنهجية والقطائعية التي نتعلمها من إكتشاف البنية الدلالية التي توجه كل أنواع الخطاب الموجودة في القرآن،
النمط النبوي والنمط الإقناعي .
و النمط الحكمي والسردي والترتيلي .....الخ
من الناحية التاريخية نلاحظ أن الخطاب اللاهوتي وكذلك الأحكام الموصوفة بأنها قانون إلهي أو شريعة، مشتقان كلاهما من الخطاب القرآني وليسا جزء منه، هما مرتبطان بالسياقات التاريخية والثقافية التي عمل بها الفقهاء والمفسرون ثم أسقطوا تحليلاتهم بشكل ارتجاعي على النصوص القرآنية المتوسل اليها بشكل سريع وعجيب ، وهذا ما يضعنا أمام منهجية لكي نفهمها علينا أن ندخل في قلب هذه التفسيرات ونعايشها، كان بعض المؤرخون قد كشفوا كيف أن الكثير من طبقات التفسيرات الأيديولوجية قد راحت تتبلور وفق نمط من التصورات الذهنية في كل جيل، وراحت تتراكم فوق بعضها البعض متضمنة في سلاسل من السندات المضمونة وكيف أن كل طبقة مسقطة استرجاعيا على النماذج الرمزية العليا للشخصيات الكبرى كمحمد وصحابته والأولياء الصالحين، ثم كشفوا كيف أن الكثير من آيات القرآن قد أقحمت هي نفسها في الأدبيات القصصية من أجل تشكيل أصول إلهية للتراث الإسلامي، ثم للقانون والشريعة فيما بعد.
يمكن أن نطلق على كل ذلك تلاعبات سيميائية لأنها تشكل أو تصوغ أطر سردية دراماتيكية مرتكزة كلها على النزع من السياق، ثم إعادة تركيب السياق من جديد، أقصد أن آيات القرآن تنزع من سياقهااي من لحظة القرآن وزمن القرآن، لتقحم في سياق آخر وزمن آخر، وهذا ما فعله الفقهاء والمفسرون حتى يومنا هذا، لهذا السبب فإن ما يدعى بأسباب النزول نستخدمه كبرهان تاريخي على السياقات التي أوحيت بها الآيات، تبدو لنا مضلله أو خادعة لماذا ؟ لأنها تنتمي الى السياقات الجديدة من أجل تلبية حاجات الذاكرة الجماعية لكل فرقة إسلامية، فكل فرقة من هذه الفرق التي تعتقد أنها الفرقة الناجية، تعمل بما يؤكد مشروعيتها وسيادتها وهذا هو الشرط المنهجي لكي نكتشف أن الله والوحي والنبي والقرآن والسنة والشريعة راحت تحضر كفاعل متماسك حي، إنها سيادات عليا.. سوف نوضح لاحقا ما هو المقصود بالسيادة العليا هذا المصطلح الشائك والمعقد.
ننتقل الآن الى النقطة الثالثة وهي تداخل النص القرآني مع النصوص التي سبقته، نريد أن نقوم هنا بقراءة أفقية للخطاب القرآني، وذلك ضمن منظورالمدة الطويلة التي ستشمل ليس فقط التوراة والإنجيل وإنما الذاكرة الثقافية للشرق القديم، يمكن القول هنا أن سورة الكهف تشكل مثلا ساطعا لما نحن بصدده، فهناك ثلاث قصص هي: أهل الكهف، وأسطورة جلجامش، والأسكندر الكبير، وجميعها تحيلنا الى المخيال الثقافي المشترك لمنطقة الشرق الأوسط القديم. وهي ممزوجة ومتداخلة في سورة واحدة هي هذه السورة، لكي تجسد نقل الشيء ذاته وهو :
الرسالة الإلهية الخالدة، كل واحدة من هذه القصص مركبة تماما على قاعدة البنية السيميائية الدلالية، وفي كل واحدة منها نلاحظ إنبثاق البطل الذي سيتلقى الرسالة ويستخدم المعرفة المتضمنة فيها لكي يغير مجرى الوجود البشري ومعناه النهائي باعتباره مرتبطا بالله، هنا نواجه الكثير من القضايا النظرية المتعلقة بالمسلمات القطائعية لنظرية تاريخ الأشكال المتعلقة بالنقد الأدبي، والنظرية الدلالية الخاصة بالمنشأ البنيوي للمعنى، ثم الفضاء الذي دشنه علم الانثروبيولجي للأسطورة، وهو تحديد استشهدنا به في مستهل هذه الدراسة، إن كل هذه المسائل النظرية مع مجريات التحليل أو الفصل بين أركان المعرفة يحتاج الى أن يناقش بعناية ضمن منظور عقلي صارم.
هناك القرأة الإيمانية العمودية طبقا لمجاز التنزيل، أي نزول كلام الله من السماء الى الأرض، وهناك القراءة الأفقية الزمانية المكانية الوضعية المفروضة من قبل النقد التاريخي الحديث، إننا نقف أمام الرؤيتين لكن كيف نوفق بينهما ؟ كان التفسير الاسلامي قد احتوى على العديد من الإشارات الى القصص والروايات، واسماء الانبياء، والابطال المستعارين من مصادر أخرى، هذا العمل الشائع لم يؤثر لدى المفسرين لم يؤثر على المكانة الإلهية للوحي، نقول ذلك على الرغم من المجابهة التي حصلت في الوعي الإسلامي المبكر حول الإسرائيليات.
في الواقع إن مفهوم التاريخية كان قد شكك في هذا التفسير التقليدي الذي خلط بين القصص الأسطورية والحقائق التاريخة المعزولة عن سياقها، ونلاحظ اليوم أن البعض يحاول من التأثير القانوني للآيات التشريعية عن طريق القول بأنها أوحيت بروح زمانهاوتلبية لحاجات ومتطلبات المجتمع العربي في زمن النبي، وبحسب رأي هؤلاء المصلحين اوالمجددين في التفسير العملي والمنفعي للآيات التشريعية لا ينبغي أن يؤدي الى أية مراجعة للاهوت الوحي التقليدي، إن كل تناقضات الفكر الاسلامي وترقيعاته ونواقصه العلمية، متمركزة في هذا التضاد العجيب من تلك الحقول التي لم تحرث ابدا. أقصد هذا التضاد بين القراءة الأفقية والقراءة العمودية للقرآن بصفته نصا موحى به، وأما الدراسات التي تتم في إطار الفكر الغربي فهي تتجاهل الأبعاد اللاهوتية والنفسية للوحي وتستبعدها من دائرة فضولها المعرفي .
هناك في الواقع سلسلة من المثلثات المعرفية التي لم تحلل ولم تفكك ابدا بل لم ينتبه لها في الدراسات الإسلامية ولا في الدراسات الوضعية الاستشراقية المغرقة في منهجيتها، إن هذه المثلثات تشكل فتحا كبيرا في اللحظة التي نحاول فقط الربط بين أضلاعها وفكفكة منهجها التركيبي الذي يجبر العقل على أن يسير في اتجاه معرفي واحد، سأشير هنا فقط إشارات بسيطة اليها آملا أن أعود إليها في غير هذا الموضع .
الوحي، التاريخ، الحقيقة...
مما هو معروف أن التاريخ يصوغ حياة البشر الغير واعين بصورة من الصور الى طبيعة حركتهم وإنعكاساتها في الواقع، ويظل الوحي وتعاليم النبي والكتب الفقهية والتفسير والتاريخ والأدبيات المؤسسة، كل هذه التركيبات المكتوبة التي أنتجتها الذاكرة الجماعية التي نطلق عليها التراث الذي هو الوعاء الذي يحتزن كل الحقائق التاتجة عن التجارب الوجودية المشتركة لدى المسلمين، مما يسمح بتأسيسه كمرجعية لا تمس ولا تناقش لآنهم يعتقدون أن كل الحقائق هي مستوعبة داخل هذا التراث. ويظل الوحي هنا بمعنى المطلق والحقيقة أيضا بالمعنى المطلق، ثم أن التفاعل الجدلي لا يمكن أن يلحظ من قبل المسلمين ما دام الإطار الجوهري والمثالي لم يمس .. هذا المثلث المعرفي هو الذي تصدر عنه الحقيقة ثم تتأبد تماما وتظل كل الأقتراحات الأخرى لهاتيك المثلثات قائمة كمعنى متكامل يؤطر هذا النسق العام لجدلية الوحي الحقيقة التاريخ وليس العكس وهي على التوالي :
المثلث المعرفي المتمثل في اللغة، التاريخ، الفكر.
المثلث اللاهوتي المتمثل في الإيمان، العقل، الحقيقة.
المثلث االتجريبي المتمثل في العقل، المجتمع، السلطة.
المثلث التأويلي المتمثل في الدائرة التأويلية التالية أنه لكي تفهم يجب أن تؤمن ولكي تؤمن يجب أن تفهم.
المثلث الحفري المتمثل في العنف، والتقديس، والحقيقة .
المثلث الفلسفي المتمثل في العقلاني، واللاعقلاني، والخيال أو المخيال.
من بين كل هذه المواقع الفكرية المذكورة آنفا، نجح الفكر الإسلامي منذ القرن التاسع عشر في المحافظة على الوهم، وهو أنه يستطيع المساهمة في النقاش الدائر حولها من خلال تطبيقها على الدراسات الإسلامية، نحن نعلم مدى التوسع والانتشار الاجتماعي الذي حققه الإطار الأيديولوجي الأسطوري من الفكر منذ سبيعنات القرن الماضي وقد رافقه فئات اجتماعية جديدة تحت ضغط عوامل كثيرة. وإنه لمن الصعب الآن أن نحول هذا المخيال الذي تأسس بفعل تلك العوامل السياسية والاقتصادية الى معرفة جديدة ناهيك عن كم العقبات التي تمارسها وسائل الأعلام والتعبئة والتجيش الديني المرافق لها.

التركيبة المجازية للوحي في سورة التوبة ..
أريد في الواقع قبل أن انهي الحديث في هذا الموضوع الشائك نوعا ما، أن اناقش موضوع في غاية الأهمية، وهو التركيبة المجازية للخطاب القرآني في سورة التوبة ، حيث أن هذه السورة توفر لنا أفضل بحث لكي نعيد تقييم مفهوم الوحي عن طريق أخذ بعده التاريخي بعين الاعتبار وليس فقط كشيء متعال أزلي أبدي يقف عاليا فوق التاريخ البشري، على الرغم من أنه أرسل لهدايته وقيادته على هذه الارض، فمن خلال أسلوبها ولهجتها الجدالية الحادة، وموضوعاتها الاجتماعية والتشريعية والسياسية وكذلك طولها.
تكشف لنا هذه السورة كيف أن الطائفة الجديدة الوليدة قد انخرطت بعد فتح مكة في عملية بناء المؤسسات، ونقض الاتفاقيات المبرمة سابقا مع المشركين الذين يرفضون شرع الله ورسوله، أما البدو الأعراب الذين يرفضون المشاركة في هذه الحرب أو الجهاد فقد أدينوا بقسوة، وأهل الكتاب أخضعوا وأجبروا على دفع الجزية، وهكذا تم تصنيف الفئات الاجتماعية سياسيا ولاهوتيا، ويبدو الخط الفاصل بينها دينيا من حيث المبدأ، لكنه في الواقع سياسي، وحدهم أولئك الذين عادوا الى الله يتم الاعتراف بهم كأعضاء في الجماعة المؤمنة وهم الذين سيسمح لهم بالتمتع بالمكانة الاجتماعية والحقوق السياسية داخل الجماعة المؤمنة المنتصرة.
هذه السورة تشكل في آن معا كل الأشياء التالية : التاريخ الواقعي المولد عن طريق الجماعة المؤمنة وحدها، كما وتشكل هذه التاريخية ديناميكية المتغيرات الحاصلة في المجتمع العربي أثناء الفترة نفسها، كذلك تشكل الوعي الاسطوري التاريخي القادر على مفصلة التاريخ الأرضي المحسوس أو ربطه بالتاريخ المثالي والمقدس للنجاة في الدار الآخرة. وهذا التاريخ يظل هو المحرك الأساسي للتاريخ الأرضي المدعو اسلاميا حتى يومنا هذا، ولكن اذا كان الخطاب القرآني يستطيع على هذا النحو خلع صبغة التعالي والتقديس على التاريخ الأرضي الأكثر دنيوية فأنه لا ينبغي أن ينسينا الظرفية العادية للأحداث التي اتخذت كحجة، بمعنى آخر أن نفكر جيدا بالتفاوت الكائن بين الظرفية الأولية التي حصل فيها هذا الخطاب وبين الديناميكية التي لا تستنفد الوعي الديني لأسطوري.
وجهة النظر هذه تبدو حاسمة بالنسبة لكل تفسير نقوم به للنصوص الدينية التأسيسية ثم بشكل أخص لسورة التوبة،
لماذا هذه السورة على وجه الخصوص ؟
لأن الدنيوي والمعياري والسياسي والظرفي العابر يقلص التدخل الإلهي الى مجرد تنبيهات فقط، ولكن مع ذلك يظل صحيحا القول أن التاريخية المتجسدة في السورة تشكل بالضبط العلاقة القائمة بين الحقيقة والزمن الذي تحركت به، مما يجعلنا نفهم كيف أن الزمن الإلهي يقدم المرجعية الإجبارية للزمن الأرضي بصفته مدة معاشة. وليس مفهوما فلسفيا أو حتى لاهوتيا، إن الزمن القرآني زمن مليء، بمعنى أن كل لحظة من الفترة المعاشة مملؤة بحضور الله، الذي يمارس فعله في القرآن، ثم تجسد تلك اللحظة في قلب المؤمن الذي يمارس شعائره الدينية والطقوسية يوميا، أو يمارس التأمل، أو التلاوة للقرآن، أو السلوك الشرعي الذي يتطابق مع الأحكام الشرعية المنصوص عليها، هكذا نفهم سبب سؤ التفاهم والتأويلات الخيالية أو الوهمية التي تكثر من القراءة التأريخية الوضعية، فهي لا تهتم إلا بالمسار الزمني للوقائع. أقصد تلك الأحداث التي جرت والتي يكتبها المؤرخ، هذا المؤرخ الذي يعيش في زمن آخر، القراءة الوضعية إذ تفعل ذلك لا تستطيع أن تذهب الى العمق في القراءة التاريخية المعاشة بالفعل، اي من قبل الزمن المليء بالتجربة الدينية مقابل الزمن المتشظي، أي الزمن الدنيوي، صحيح أن الزمنين يتداخلان ويوّلدان الذرى الثلاث للديني والسياسي والاجتماعي، وبدلا من أن نعيد التفكير في الحدود الفاصلة بين تلك الذرى بعد قرون طويلة من الخلط بينها، فإن الإسلام أفسح المجال لتأميم الدين من قبل الدولة، وهذا ما أدى الى تضخم الذروة السياسية التي احتكرت العامل الديني من أجل سد النقص الفاضح في مشروعية الأنظمة السياسية.
واليوم نلاحظ أن الزمن القرآني ينقسم الى العديد من الأزمنة الاجتماعية والسياسية التي تشترك في خصيصة واحدة، هي أنها جميعا تحذف تاريخ الحقيقة المعاشة في تجربة الأنسان مع الله ومع منظومة المقدس بكاملها، كما تحذف في الوقت نفسه تاريخية التفسير الفوضوي الذي يلجأ إليه بشكل عشوائي الحركيون المسلمون من أجل التأسيس لنظام سياسي، التعسف الذي يمارسه هؤلاء في تلاعبهم بتفسير القرآن يكمن في لامبالاتهم الكاملة في بالبحث اللاهوتي الممارس على هيئة فهم الإيمان على محك تجربة الزمن. وهذا ما يفعله جمهور المسلمين عندما يؤكدون على أن أعمال العنف التي يرتكبها المتطرفون المسلمين كالقاعدة والجماعات الجهادية وغيرهم، لا يمكن أن تؤثر في مجمل الفكر الذي ينتمون له، ولا في الرسالة القرآنية التي يزعمون أنهم يستخدمونها أو ينتمون إليها، على العكس ينبغي أن نأخذ على محمل الجد هذه التفسيرات وتلك الممارسات، كما ينبغي أن ندمجها داخل الأستخدامات الدينية والسياسية والاجتماعية من أجل تعميق هذا التحليل التفكيكي، وأقصد به فكفكة العلاقة بين العنف والحقيقة، وعندئذ تصبح المسألة السياسية هي : كيف يشكل الخطاب الديني المعنى بالنسبة لمختلف أنواع الناس بصفته الذروة العليا للمشروعية؟
هناك سؤال ثاني يتولد هنا، هو كيف يمكن أن نجبرهم على أن يقبلوا في علاقتهم بالمعنى ذلك التميز العميق والواضح بين المعنى واللامعنى. اذا ماعلمنا أن الأخير قد تم ترسيخه من القبل الخطاب الديني ومن قبل اللاهوت الديني كذلك ، اي تم ترسيخه بصفة جوهرية اي كونه معصوما مقدسا يتعالى على المشروطية التاريخية للغة والذاكرة الثقافية.؟ الفكر الحديث يتمايز على الفكر المبني على ما يدعى بالمعنى الشائع أو المعنى الصحيح، من خلال الشيء التالي: هو أنه يؤشكل كل عملية إنتاج المعنى وذلك عن طريق التساؤل عن الآليات والمواقف العقلية والإكراهات المختلفة التي تجعل أي شكل من أشكال المعنى أو مضامينه عابرا أو ظرفيا أو صدفويا أو متحركا أو قابلا للبرهنة على صحته أو خطأه، أما التفسير ما قبل الحديث فيجهل التجذير الفلسفي للتساؤل حول المعني وآثار المعنى.
كان علم العلامات والدلالات قد اعتمد النزعة الشكية أي الشك المنهجي، وهو الذي يمكننا من أن نعتبر أن آثار المعنى هو المعنى الجوهري لمجرد أنه متجذر في الوجود المعنوي داخل الوحي، أو مؤسس عقلانيا داخل النظام الماورائي. لكن في الحقيقة آثار المعنى هو سياق متغير طبقا للتفاعلات المعقدة الكائنة بين الفاعل الناطق للخطاب المنتج للنص، وبين القارئ الذي يوجه له هذا الخطاب أو النص. فنحن لا نزال نتخبط في هذه المناقشات التجريدة الدائرة حول موت المؤلف وتلاشي مقاصده في المعنى بصفته ذاتا قادرة على الابداع، كما لا نزال نتخبط في الفوضى المعنوية المعممة عن طريق تدفق الذاتيات الفوضوية للقارئ الموجه له هذا النص، وكذلك التخبط الشديد في المناقشات الدائرة حول سيادة إرادات القوة والهيمنة الذي كرسها الخطاب الفلسفي عند أرسطو.
إذا ما أردنا أن نأخذ بعين الأعتبار كل المعطيات السابقة فإن قراءة سورة التوبة كنص مؤسس لجدلية منظومة العلاقات بين المؤمن والكافر، تؤسس كنص، فيه الكثير من الجوانب المهمة التي لم يتم التطرق لها، من بينها الأطار المعرفي الذي يبلور الأحكام الخلقية، والقانونية والفقهية والروحية والسياسية، لكن الصراع هنا تتم بلورته من خلال المؤمن الذي الذي ينتظر منه أن يقدم المعنى الحقيقي لماذا ؟ لأن هذا المعنى هو الذي يضيء له كل وجوده الشخصي داخل طائفته وفي مواجهة العالم. كما ويوجه تصرفاته داخل الطائفة وفي مواجهة العالم، الأمر يتعلق هنا بأولوية وجود المؤمن ومشروعية وجوده، لا يمكن أن ننتظر نتائج البحث العلمي البطيء بطبيعته وغير المضمون، بل ولا حتى التفكيكية او التدميرية .
لكي لا يبقى كلامنا تجريديا أو نظريا نحاول قراءة آية السيف وهي الآية رقم خمسة من سورة التوبة التي تقول :

( فإذا أنسلخ الأشهر الحرم فأقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم وأقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم )
إن سورة التوبة كما قلنا سابقا توفر لنا مناسبة جد مهمة لكي نعيد تقييم الوحي على نحو مختلف، أي عن طريق تلمس البعد التاريخي وليس فقط كشيء متعالي على التاريخ أو فوفق التاريخ البشري .. فمن خلال اسلوبها ولهجتها الجدالية الحادة وموضوعاتها التشريعة والسياسية .. تبين لنا كيف أن الطائفة الجديدة الوليدة قد انخرطت بعد فتح مكة في عملية بناء المؤسسات .. ونقض العهود والمواثيق الموقعة سابقا مع الفئات المعارضة ، هذه الفئات التي فقدت مشروعيتها الاجتماعية والسياسية والفكرية تماما ثم راحت الفئة الجديدة تفرض عليها شروطها الجديدة تحت التهديد بإشعال الحرب ضد كل هؤلاء المشركين الذي يرفضون شرع الله ورسوله . .. ثم ان البدو ـ الأعراب الذين يرفضون المشاركة في الحرب العادلة فقد أدينو بقسوة .. و أهل الكتاب أجبروا على دفع الجزية .. وهكذا تم تصنيف أو فرز الفئات الاجتماعية سياسيا ولاهوتيا، ويبدو الخط الفاصل هنا، هو من حيث المبدأ لاهوتي، ولكنه في الواقع سياسي، وحدهم أولئك الذين عادوا الى الله أو تابوا يتم الأعتراف بهم كأعضاء في الجماعة المؤمنة، ساشرح ذلك بشيء من الإيجاز.. أكثر ملامح هذه التاريخية الموضحة تماما على مدار السورة تشكل كل الأشياء التالية في آن معا:
التاريخ الناتج عن طريق الجماعة المؤمنة بل ومن أجلها، ثم كيف تشكلت هذه التاريخية وراحت تضغط على المتغيرات الحاصلة في المجتمع العربي أثناء الفترة نفسها .. كذلك تشكل الوعي التاريخي الذي مر عبر ثلاثة مراحل متداخلة، جعلت هذا التاريخ المثالي يتأبد بعد ربطه بمفهوم النجاة في الدار الآخرة، وهذا التاريخ المثالي المقدس هو الذي ظل المحرك الأساسي للتاريخ الأرضي الأكثر دنيوية، مما يتعالى على الحدث الظرفي و ينسينا إياه ..
ما الذي يعنيه ذلك ؟ أنه يعني أن الأحداث التي حصلت والتي تحدثت عنه سورة التوبة بشكل تلميحي هي أحداث تاريخية أرضية حصلت بالفعل، ولكن بعد أن خلع عليها الخطاب القرآني التعالي ورفعها من المستوى الأرضي الى المستوى الفوقي عن طريق ربطها بإرادة الله، وهنا تصبح هذه الأحداث مقدسة، كما تفقد طابعها التاريخي وخاصة عند تأبيدها بفعل الزمن، ما الذي يستطيع أن يفعله المؤرخ لزحزحة هذا الحدث نحو تجليه الأول ورفع هذا التعالي ؟ هذا موضوع ليس محل معالجته هنا .. إنما أردت أن أضرب مثلا بسيطا يظهر مدى كم الصعوبات التي يمكن أن يواجهها البحث الجاد عن المعنى، بل وعن الشيء أو الأشياء التي يحيل اليها المعنى، ونحن لسنا بصدد تفسير سورة التوبة فذلك أمر صعب للغاية عندما نحاول تفكيك السرد البنائي للحدث ولتاريخ الحدث ، سنتاول هذه الآية من السورة وسنلاحظ كم المشكلات التي تنتج وخطورة الأشياء التي يمكن أن تظهر على السطح بمجرد ملامستها عن قرب أو مسها مسا خفيفا ..



#تيسير_الفارس_العفيشات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوحي في المخيال الاسلامي - ج1
- التركيبات المعرفية في القرآن - مقدمة
- الحالة الراهنة للفكر الاسلامي - بين فقه اللغة والتاريخية
- التاريخية هل هي إنتصار لوعي ممكن
- حفريات في الأسس - تاريخية القرآن. 2
- حفريات في الأسس - تاريخية القرآن - 1
- نظام العلامات في القرآن -ج3
- نظام العلامات في القرآن - ج2
- نظام العلامات في القرآن - ج1
- أحمد الحمود شاعر الاختلاف والمغايرة
- تفكيك النص القرآني - مدخل عام -ج3
- كيف تشكل المعنى في الخطاب القرآني
- تفكيك النص القرآني وتحليل البنية الخطابية المقدمة - ج2
- تفكيك النص القرآني - تحليل البنى اللغوية والدلالية - المقدمة ...
- نيوزلندا-- زيارتي إلى جبل ألكوك
- قراءة مواربة في تجربة الشاعر السوري سامي احمد ....
- نيتشه - ومفهوم العدمية
- الشاعر أحمد أبو ردن ....
- نيوزلندا ... زيارتي إلى أوكييا أقدم كنيسة في نيوزلندا
- مع قصيدة سميح وجه في المرآه


المزيد.....




- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تيسير الفارس العفيشات - الوحي وظاهرة التداعي - ج 2