أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبير خالد يحيي - فلسفة الزمن ببعديه النسبي والمطلق















المزيد.....



فلسفة الزمن ببعديه النسبي والمطلق


عبير خالد يحيي

الحوار المتمدن-العدد: 5604 - 2017 / 8 / 9 - 08:03
المحور: الادب والفن
    


أولاً– مقدمة
مر الشعر العربي عبر العصور الماضية باختلافات متعددة ومتنوعة ، لكن هذه الاختلافات أصبحت في العصر الحديث ظاهرة أدبية ، ألفت حولها العديد من المؤلفات والمراجع ، وعمق هذه الاختلاف الحراك الثقافي والأدبي الذي شهده العالم العربي . لقد كانت الحداثة بمفهومها الشمولي حديث المثقفين والأدباء والشعراء ، فتعددت الرؤى والمناهج ، بل تعددت الحداثة الأدب وامتدت إلى مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ...مع هذا التحديث عرف الشعر نقلة نوعية ،وأصبحت كأنها مطلبا قوميا ، فنحت بذلك الحداثة منحيين ، حداثة زائفة ركنت إلى التعبير من أجل التعبير ، ومنحى الحداثة الرائدة المطورة للقديم والناهضة به .
الحداثة لا يمكن اختزالها في وقت محدد أو لحظة تاريخية ، فهي ممتدة في كل الأزمنة وفي كل المجتمعات . اللغة العربية ليست لغة ساكنة و عاجزة عن توليد أبعاد جديدة ، بل إنها متحركة ومستوعبة لكل الأبعاد في كل الأزمنة التاريخية . اللغة كائن حي تتأثر بالواقع الاجتماعي والاقتصادي ، مما يعني أنها تتفاعل مع الحداثة بطرق وأساليب متنوعة .
وقصيدة (الزمن) للشاعر حسين علي عوفي ، من الشعر الحداثي المعاصر ، لأن الشاعر من دعاة التصحيح والتجديد والابتكار في كل الأجناس الأدبية العربية .

نبذة عن الشاعر
-الشاعر حسين علي حوفي من مواليد 1956 ، بابل / العراق
-الإصدارات ، ثلاث دواوين / قريض
-مقالات نقدية ، مشاركات كثيرة في المهرجانات
- مسؤوليات متعددة ومتنوعة
- ديوان قريض ضخم قيد الطبع يتكون من ألف قصيدة طويلة ( الألفية البابلية )

ثانياً- البؤرة الثابتة في النص:
إن معرفة البشرية لذاتها قادها إلى تساؤلات عديدة عبر مر العصور، لذلك صار الإنسان عمق التفكير الفلسفي والبحث العلمي، من هنا نشأت العلوم الإنسانية ، بالرغم أن مايميز الإنسان هو الفكر المجرد والنسق النفسي والأخلاقي . الشعر بدوره استلهم النزعة الإنسانية من هذه الحقول المعرفية ، مغلبا الجانب الروحي على الجانب المادي .
الشعر هو السعي إلى أعلاء الفكر وقوة العقل وتغليبه على اللاعقل ، الشعر ظاهرة حياتية إنسانية وجدانية ، لا نجد له الدليل العلمي كنسق مرتبط بالظاهرة اللغوية ، بل يدخل في بنية الإنسان العقلية وامتزاجها بالحياة من خلال الزمان والمكان والأحاسيس والعاطفة . الشعر قبل أن يكون أبحرا وعروضا وقوافي ، هو إلهام وغوص في أعماق النفس الإنسانية .
نجد الشاعر حسين علي عوفي في هذه القصيدة بني محاور متماسكة ومتكاملة من القيم الإنسانية المثلى التي ينبغي أن تسود بين الناس وأفراد المجتمعات ، ومرتكز القيم المثلى عند الشاعر في القصيدة القرآن الكريم ، وهذه القيم المثلى الكلية مشتركة بين الإنسانية .
النص من النوع الرصين لأنه يضمن استاتيكية ودينامكية التنصيص مع الفكر الفلسفي المتضمن للدلالات السيميائية البورغماتيكية والرمزية المؤجلة في منطق عقلاني .

ثالثاً- الاحتمالات المتحركة في النص شكلاً ومضموناً
تقول الناقدة الذرائعية الدكتورة عبير خالد يحيي, مرددة قول المنظر الدكتور عبد الرزاق عودة الغالبي : " هنا على الناقد أن يجري وراء حلقات الأفكار المتصلة فيما بينها شكلاً ومضموناً، ويجري حلف الدلالات والمدلولات والمفاهيم سيماتيكياً وبورغماتيكياً، ويعرضه على طاولة النقد أمام المتلقي .
سنتعمق ونلاحق مجريات النص الداخلية والخارجية بتحليل كل الأفكار المتصلة شكلا ومضمونا ، نلاحق كل الرموز والدلالات والمفاهيم بورغماتيكيا ، كل هذه الملاحقات من أجل الغوص في أعماق النص ، واستخراج مخبوءات كنوز العمق وعرضها أمام المتلقي .
عنوان القصيدة (الزمن) معرفة بالألف واللام ، الزمن هذا المصطلح له تعريفات متعددة في العقول المعرفية والعلمية . في المعجم الفلسفي ، الوقت قليله أو كثيره ، وهو المدة الواقعة بين حدثين أوله سابقة وثانيهما لاحقة ، الزمن إذن هو مدة قصيرة أو طويلة متواصلة ، بها الماضي يغدو حاضراً والحاضر ماضياً ، وينقسم الزمن إلى قسمين : الزمن النسبي أي الظاهر جلاء لدى جميع الناس يستعملونه في حياتهم اليومية ، والزمن المطلق وهو الزمن الذي يرتبط بالحركة ولا يخضع للقياس .
قصيدة الزمن تسير وفق الزمنين المذكورين ، النسبي المرتبط بحياة الشاعر داخل الوسط الاجتماعي ، تفاعلاته وانفعالاته ، ككائن حي فاعل ومتفاعل, ينقلنا الشاعر عبر إحساساته التي تتولد بشكل تلقائي في انفتاح أفقي وعمودي نحو الزمن المطلق .
طويل لونه مابين بين وهما طال أزرى فيه قصر
حضور مقاييس رياضية (الطول – القصر – بين بين ) ، من الوصول إلى استنتاج أن كل طول مهما طال قصير، لأن القاعدة الرياضية في المسافات ممتدة إلى اللا نهائي ، والقاعدة طبقها على الغائب ذي اللون ( لونه). بين بين مركب ظرفي مبني على فتح الجزءين ، ودلالته النسبية .
الزمن النسبي الذاتي للإنسان كله أحلام وأماني ، بالرغم ما يشوب هذه الأحلام من بعض الكبوات ، ومع ذلك تتحقق تحقق العطر في الزهر، أو تتحقق الأحلام تحقق إشراقة الوجه الحسن الأبيض ، بصمة الفكر الذي له ذكر في الزمنين النسبي والمطلق .
تأكيد لحقيقة من أن من زرع خيراً وجده ومن زرع شراً مس به نفسه قبل الآخرين ، صورة وحقيقة تنطبق على زارع البغض والكره والنميمة, وحصاد هؤلاء الخدلان
لاداعي للمغالاة لأن الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده ، قاعدة يطبقها بالتحقق علم الطب والصيدلة ، وكذلك قاعدة يطبقها ديننا الحنيف ، ونعمل بها في الحياة . خطاب وتنبيه موجه إلى كاف المخاطب الآخر ، والمثل تنبيه ليس أكثر من الزقوم مرارة. لن يضيع أجر من أحسن عملا في الدنيا والآخرة ، فليس عند العاقل إلا الدعوة إلى المآخاة خلقا وفكرا .

تتاح للإنسان فرص كثيرة في زمنه النسبي ، العاقل لا تضيع منه، أما المتهور فيضيعها ولا ينفع الندم . المال من وسائل الحياة وليس مفتاحاً للسعادة ، بدوره فرصة تنقضي بانقضاء العمر ، لايكتب الخلود لجامعه ، المثل قارون الذي تنكر له الدهر ، فالمخلد في التاريخ مخلد بالفكر الذي ساهم به في خدمة الإنسانية وصالح الأعمال ، وإذا تنكر المال لقارون فكيف لا يتنكر لكل القارونين المستمتين من أجل جمع المال .

فإذا كان المال لا ينفع ، فكذلكالبنون والمثل ورد في القرآن الكريم حين غدر أبناء يعقوب بأبيهم بعد أن رموا أخيهم يوسف في بئر، والحكمة الربانية اقتضت أن يصير يوسف صاحب الأمر والنهي. حكمة ربانية من العبرة تنفع الإنسان في تجاربه الحياتية. درس كبير كي لايميل الإنسان إلى الغدر، لأن الغادر لا يمكن التكهن بنتائجه ، قد تحصل النتائج غير المخطط لها . خطاب الأبيات موجه إلى المخاطب في صيغة المفرد والجمع .

الإنسان في تعامله مع الزمن النسبي مثل تعامل التلميذ مع طلب العلم مقيد بالصبر والطاعة ، فحتى لو خذلته الأيام فلا بد من تحويل الدم إلى حبر، والحبر من الأدوات الأساسية للتعلم. لاينبغي رد يد من مدها من أجل التآخي ، والمسامحة من خصال المؤمن الذي يعتقد اعتقادا جازما بأن الإنسان لا يمتلك صفة الكمال ، وأن التجاوز عن الأخطاء فضيلة ومروءة وشهامة وهي من ميزة الإنسان العربي خاصة بل مطلوبة منه شرعا . لاينبغي إعطاء السفيه الوقح أكثر من قيمته ولو صدر منه الشر لأنه معدنه ، ولن يغير الله أحوال الناس ما لن يغيروا أفعالهم ومعاملاتهم التي تهدم بنية المجتمع ، ولا تدعوا للصلاح قولا وفعلا . خطاب أمر موجه للآخرين في نوعين القريب والبعيد الخير والبعيد الجاهل الشرير .
هناك من يمكن تسميتهم بأعداء النجاح ، ففهم دوما معادون معترضون ، بل محاكمون نوايا الناس ، يهدمون ولا يبنون . طبع الإنسان أنه يسعى بكل جهده إلى النجاح في كل ميادين الحياة . من يعادون النجاح والناجحين يعادون أنفسهم أولا لأنفسهم لأنهم حاقدون يسوؤهم أن ينجح الآخرون ويحققون انتصاراتهم في التفوق في التحصيل العلمي أو في العمل أو في العلاقات بين الناس ، أو في أي ضرب من ضروب النشاط الاجتماعي ، هؤلاء يمكن تفسير عدائهم للناجحين بأنهم غير قادرين على تحقيق أي نجاح ، فلا يجدون وسيلة لتجاوز عجزهم إلا عن طريق الإساءة للناجحين ، ولو بذلوا كل هذا الوقت الضائع الذي يهدرونه في محاولة النجاح لكان ذلك أجدى ، بدل الحقد والحسد . خطاب موجه إلى الآخر في صيغة المفرد والجمع منفتح على الزمنين المطلق والنسبي من عمق التجارب الإنسانية عبر مر التاريخ . وأعداء النجاح تحولوا إلى جلادين وقتلة للمفكرين في الكثير من البلدان .
قصيدة (الزمن ) غنية بالدلالات ذلك ما سنتعمق فيه ذرائعيا بورغماتيكا موزعا على المداخل الأخرى .

أ – المدخل البصري:

النص قصيدة وجدانية من الشعر القريض , ترتدي ثوب القريضالمعروف بمستطيليه المتقابلين, تتكون من اثنين وعشرين بيتاً ، القافية رويها حرف الراء وهو حرف مجهورلأنهيجري مع النفس بين الرخو والشديد ، لا يحبس الصوت عند النطق انحباسا كاملا وهو حرف منفتح ..الروي الراء من أبرز حروف القافية ، ذو نبرة تنهي آخر البيت ، ويلزم الشاعر تكرارها في كل أبيات القصيدة لتكون رابطا صوتيا وموسيقيا ناشئا عن انفعال الشاعر ساعة إبداع شعره ، تحدث رنينا موسيقيا متناغما يشد انتباه المتلقي والسامع . الروي أهم عناصر مقومات الأصوات في القافية ، وبدونه تعم الفوضى والاضطراب في التعبير والتشتت في نظام بناء القصيدة .
هذه المفاصل البصرية سيتضمنها دراستنا الذرائعية في تحليل قصيدة ( الزمن ) للشاعر حسين علي عوفي .
الموسيقى والصور الشعرية:*

الشعر فن إيقاعي ، لكونه يتولد من تكرار الإيقاع وتنوعاته في إيحاءات تتلاءم مع المنظومة الدلالية النص ، إن الإيقاع بهذا المعنى هو الوجه الذي يعطي للشعر ملامحه وسماته البيولوجية الرئيسية بالمقارنة مع الأجناس الأخرى . الإيقاع هو جزء عضوي من مورفولوجية اللغة نفسها ، عبر التناوب بين الأحرف الصائتة والمتحركة ، يعد هذا تابثا بين جميع لغت العالم .
طبيعة اللغة أنساق إيقاعية تتلاءم مع طبيعة اختيار المفردات ، والقصيدة من البحر الوافر ( مفاعلتن / مفاعلتن / فعولن ) ، والإيقاع الموسيقي لهذا لبحر يتطابق مع العديد من الألحان الشهيرة ، ونذكر الأغنية الشهيرة المعروفة في العالم العربي ويتغنى بها أهل الشام ( سكابا يا دموع العين سكابا ) . وكذلك الأغنية الشهيرة التي تغنيها أم كلثوم ( سلوا قلبي ) لأحمد شوقي .
الموسيقا زادتها القافية ورويها ( الراء ) نغما أصيلا كان مصدرا للخفة الإيقاعية . والقافية ورويها احتلت مكانة كبيرة في الشعر العربي لذلك نسبت وسميت العيد من القصائد إلى رويها
وخلال تعمقنا في القصيدة ، وجدنا تكرار أحرف الهمس ( السين والصاد والزاي ) ، ويمكن تناصها هنا بقصيدة البحتري ( إيوان كسرى ) .
حروف الهمس في قصيدة ( الزمن) كأن الشاعر يتكلم وسط الصمت الذي يوجب الهدوء والاحترام ، ابتعاد الشاعر عن الجلجلة وفوضى الكلام . الكلمات التي تضمنت أحرف الهمس في القصيدة اثنين وثلاثين ( قصر – أزرى – الزمان – مسافته – جسدها –السدى – الزراع – الزقوم – الصدا – الصدقات – فرصة – ساءلتها – نفس – ليس – مستميت – يوسف – تسامى – أبصرت – ستغني – سخرها – ساح – العسر – صبر – صديقا – سامح – استطعت – سفيه – ساحة – سابق – استطعت (مكررة ) – الإصرار – صاح ) .

ولاحقنا في تعمق كذلك أحرف المد ( الألف والواو والياء ) ، فوجدناها تعدت في القصيدة التسعين مدا . المتعارف عليه أن دلالة المدود متعددة ، أما في القصيدة فمالت بها إلى الحزن حين يصبح موضوعها المعادون للنجاح ، وخاصة إذا كانوا في مراكز القرار الذي يمكن أن يعرقل النجاح ، لكن الشاعر في القصيدة رفع التحدي والإصرار .

أنجدب الشاعر إلى حرف الراء الذي أعطى صورة سمعية نغمية تنبع من التكرار المتجانس داخليا ، فتجانس الحروف والألفاظ والجمل والقافية مع الإيقاع أعطى تلاحم السبك الواحد لمخارج الحروف السهل في النطق .

*الصورة الشعرية

الهيئة التي يراد بها الشيء وشكله وصفته ، أي التركيب اللغوي الذي يستطيع الشاعر من خلاله أن يقوم بتصوير معنى من العقل والعاطفة ، فيجعله حاضرا على أرض الواقع أمام المتلقي معتمدا على التشخيص والمشابهة والتجسيد ...يستعمل كل الأدوات التي تستخدم للتعبير ورسم المعنى الخلاب .

في هذا المبحث قسمنا الصورة الشعرية إلى ثلاثة أنواع :

-الصورة الشعرية المفردة : يكتفي فيها الشاعر بتصوير التشابه الظاهر الحقيقي بالأشياء ولا يستخدم المعنى النفسي .
طويل ، لونه ما بين بين ومهما طال أزرى فيه قصر
متى انفرج الزمان يطل حلم فيبلج يانع ويفوح عطر
مسافته بما أثرت عقول بجسدها مدى الأيام ذكر
الكثير من الأبيات في القصيدة التي إدراجها في الصورة الشعرية المفردة .

-الصورة الشعرية المركبة : يجمع فيها الشاعر ما تراه العين وما تشعر به نفسه وعاطفته .

ورب فرصة تأتي وتمضي ولا يجني نداها العذب عر
وكم ساءلتها أيان شطت بهذا ينقضي يا نفس عمر
فكن للدهر تلميذا مطيعا وسخرها دما لو خان خبر

وأبيات أخري يمكن تسجيلها في الصورة الشعرية المركبة التي تضمنتها القصيدة .

-الصورة الشعرية الكلية : تكتمل في هذه الصورة المعاني التجسيدية والنفسية والتعبيرية للتعبير عن تجربة الشاعر في الحياة . ونسجل للقصيدة أبياتا عديدة في هذا المبحث أي صورة أبيات الحكمة .
ويذهب للسدى زرع جفاء إذا ما جانب الزراع قطر
متى نادتك : هيت فلا تغال وتحت الجلد كالزقوم مر

وليس المال غاية مستميت وذا قارونه للدهر نكر

والأمثلة كثيرة في مبحث الصورة الشعرية الكلية نترك للقارئ اكتشافها وتذوقها .

الصورة الشعرية مكون ألفاظ لغوية يعبر بها الشاعر عن تجاربه في الحياة ، فاللغة عماد الصورة الشعرية تنظمها العاطفة الروح التي تنفتح على اللفظ وتأخذ القالب النفسي الوجداني للشاعر .

* الموضوع التيمة ومقاييس الدقة في الإبداع الشعري
الزمن ظاهرة كونية طالما استعصى فهمها على الإنسان ، فبدت له أحيانا شديدة الوضوح وأحيانا عصية الفهم والتفسير ، فإذا نظر الإنسان إلى الزمن من زاوية طبيعية أو فيزيائية انصرف ذهنه إلى القسمة الرياضية ، إلى السنين والشهور وما شابه ، وهي قسمة واضحة إلى حد كبير ، يضبط الإنسان عليها أوقاته ويرتب عليها شؤون حياته طبقا لها ، ويستقرئ التاريخ تبعا لها لمساراتها ، غير أن الاقتصار على هذا المنظور لا يوافق إلا سطح الظاهرة ولا ينفذ إلى أعماقها . الزمن ظاهرة آنية تمثل الوجود العيني المحسوس ، وهي تقابل ماهية الوجود العقلي المجرد المرتبط بقضايا فلسفية كانت منطلق الجدل العقلي الكلامي والفلسفي ، بل والفكر الصوفي كذلك تعمق في مفهوم الزمن ( قدم الزمن أو حدوثه ) . الفرق بين الزمن النسبي والزمن المطلق هو السرمدية أي الزمن المطلق الإلهي السرمدي .
رسالة الشاعر في القصيدة رسالة حضارية فكرية إنسانية ، تأثر في المتلقي فتجيش أحاسيسه ومشاعره ، ونبين مفهوم الزمن في البيت التالي لأبي العلاء المعري .
ثلاثة أيام هي الدهركله وما هي إلا اليوم والأمس والغد
اليوم الحاضر ، والأمس والغد منفتحتين على الزمن اللا نهائي .
& مقياس نقد المعنى
نقصد بمقياس نقد المعنى الفكرة التي تعبر عنها القصيدة فكرة قوية جذابة تجلب المتلقي فيعيش عاطفة إنتاج القصيدة . الشعر الذي يخلو من فكرة ترفع قيمته يعد شعرا عديم الجدوى والفائدة . والمعني لا تقتصر على تعليمنا معارف أو علوم سبق إليها الشاعر، ولكن الهدف الأسمى خدمة الأدب الرصين .
1 – مقياس الصحة والخطإ
لا بد للشاعر الرصين أن يلتزم بالحقيقة سواء ذاتية أو تاريخية أو لغوية أو علمية ، لأن خطأ الشاعر في حقيقة من الحقائق يضعف الشعر ويفسد العاطفة الانفعالية ، فيجعله غير مقبول ومستساغ بين الناس .
قصيدة ( الزمن ) توفرت فيها الشروط الكاملة الصدقية ، فلم نكتشف خطأ في حقيقة ، فكل الحقائق الذاتية والموضوعية واضحة في التجارب اليومية للمتلقي ، ولا يوجد من مخالطة تنفره أو تبعده عن تذوق القصيدة .
2 – مقياس الجدة والابتكار
لا يطلب من الشاعرأويفرض عليه أن يكون مبتكرا ومجددا ، أن يأتي بمعاني لم يسبقه إليها أحد ، ولكن أن يلمس الناقد قوة المعاني بأسلوب متفرد ومتميز الشاعرية . قصيدة الزمن من نوع القريض ، لكن نلمس فيها روح الابتكار ، حيث يمكن إدراجها من نوع الشعر الحداثي المعاصر ، فاستعمل الشاعر بعض المفردات المتداولة أول مرة في الشعر ( بين بين – أعداء النجاح ) . نسجل للشاعر تطويعه للبحر الوافر فعبر فيه عن كل دواخله بمرونة المجدد المبتكر .
3 - مقياس العمق والسطحية
نقصد بالمعنى العمق الذي نجده يذهب بالمتلقي بعيدا من خلال الدلالات المعنوية المحبوكة بدرجة عالية . عمق المعنى يرتبط بموهبة وصنعته الشاعر وقدرته العقلية و ملكاته الذهنية وثقافته العالية . تكون الأبيات عميقة المعنى إذا اعتمدت الحكمة التي تمثل اختزال الفكر المستخرج من التجارب الإنسانية ، وتقديمه بعبارات مقتضبة تدخل عقل المتلقي فتسكنه ويتفاعل معها في مسار حياته اليومية . القصيدة محملة بالحكم العميقة المعنى والدلالات .
وعلى نقيض العمق سطحية المعنى ، أي المعنى السهل جدا والذي يبدو للمتلقي في متناول كتابة مثله مادام يعرفه كل الناس .
& مقياس نقد العاطفة
العاطفة الحالة الوجدانية التي تدفع الإنسان للكتابة وهي حالة مشتركة بين الإنسان ، بها يفرغ دواخل نفسه ، سواء لحظة الحزن أو الغضب أوالكره أو الرضى ...
القصيدة تسكنها عاطفة قوية مصدرها الانفعال النفسي الذي مصدره أعداء النجاح .
1 – مقياس الصدق والكذب
المقصود به الدوافع التي دفعت عاطفة الشاعر إلى القول ، فإن كانت الدوافع حقيقية غير زائفة كانت العاطفة صادقة . ودوافع الشاعر لكتابة القصيدة قوية نابعة من تجاربه الحياتية المحملة بالمواقف التي عاشها الشاعر وخاصة أثناء الكتابة ، وخاصة دوافع أعداء النجاح والغدر والنميمة والبغض والكره ..

2 – مقياس القوة والضعف

يرتبط هذا المقياس بتأثير القصيدة في المتلقي ، حين تهز نفسه ووجدانه ، وترتبط كذلك بقوة عاطفة الشاعر. التأثير في المتلقي يعود إلى أمزجة الناس وطبائعم وحياتهم النفسية أثناء القراءة أو السماع .
وقوة عاطفة الشاعر ليس معناها أن تكون بطولية وإنما أن تكون الألفاظ ذات صدى وتأثير في المتلقي .

ب - المدخل اللساني:
الدليل اللغوي هو اجتماع دليل ومدلول ، حيث من الصعب تصور أحدهما دون الآخر ، المدلول يشمل عناصر دلالية تسمى بالسمات الدلالية ، تعرف عند اللسانيين كخصائص ثنائية ( فاعلية وغير فاعلية) . الدليل اللغوي ربط شيء باسم وصورة سمعية .
القصيدة ذات عمق إنساني وعاطفة جياشة بالدلالات ، حيث تتحد القصيدة متماشية وجميع اللغات في العالم في وحدة الصوت ، من حيث الأصوات المتحركة والأصوات الساكنة ، اللغة تمتاز بالثبات والسكون في الكلمة الواحدة ، وأصغر وحدة صوتية تشكل عنصرا مهما في الكلمة .
قصيدة (الزمن ) لها رصيد لغوي ينتقي التراكيب انتقاء دقيقا بما ينسجم مع موضوع القصيدة ، وللشاعر حرفية في التنصيص وإحساس أقرب إلى الصنعة الشعرية بإحكام قوة الألفاظ مع سلك نهج السلس والواضح .

الأسلوب الإنشائي :
استعملت ( متى ) في القصيدة أربع مرات و (هل ) مرة واحدة ، ومتى وهل وردتا استفهاما استنكاريا لأنه ليس كل استفهام طلب وليس كل طلب استفهام . استفهام بلاغي على أساس أن الشاعر عنده علم بالمستفهم حوله ، وهذا الأسلوب استنطاق وتقرير واضح ، أسلوب إنشائي ثري الدلالات .
الإنشاء الطلبي الكلام يكون صادرا للتعويل على رد مباشر من لدن السامع وانتظار رد الفعل الإيجابي ، ويتبن الإنشاء الطلبي في القصيدة من خلال أفعال الأمر الستة في القصيدة .
أسلوب الاستفهام : واحد في القصيدة ( البيت العاشر ) ، الاستفهام في اللغة العربية تخرج أدواته عن معانيها الحقيقية لتؤدي معنى آخر حسب السياق ، ونجد الاستفهام ب( كم) كثيرة في الشعر العربي .
يقول أو العتاهية
وكم طال من أمل فلم يدركه أمله ؟
ويقول أبو فراس الحمداني
وكم من زائر بالكره مني كرهت فراقه بعد المزار ؟
القصيدة كذلك غنية بالأسلوب الخبري . إن فروع البلاغة لا تقف عند الكلمة أو عند ضابط صياغتها خبرا أو إنشاء ، ولكن تعني تذوق هذه اللغة من خلال تلك المفاهيم وإدراك سعتها خاصة حين يتعلق الأمر بالتقديم والتأخير.
ورد التشبيه في القصيدة مصحوبا بالكاف ( كالزقوم ) .
سنتعقب ونلاحق عمقا الدلالات البيانية والبديعة واللسانية الأخرى ذرائعيا بورغماتيكيا موزعا على المداخل الأخرى .

ج -المدخل الاستنباطي ( التقمّصي ) :

التقمص الوجداني الذي يرتبط بدواخل النفس والعاطفة ، فيصبح الاستنباط سلوكا يعطي تفسيرا للذات من خلال الاتصال بالآخرين . تقمص وجداني يفرض علينا أن نعيش اللحظة التي عاشها الشاعر لحظة إنتاج القصيدة ، لنصل إلى قوة الارتباط بالنص . الحالة التي الالتحام بالقصيدة كثرة الحكم والمواعظ والعبر والنصائح والتي لا يخلو منها بيت .
تأكيد لحقيقة من أن من زرع خيراً وجده ومن زرع شراً مس به نفسه قبل الآخرين ، صورة وحقيقة تنطبق على زارع البغض والكره والنميمة, وحصاد هؤلاء الخدلان .
ويذهب للسدى زرع جفاء إذا ما جانب الزراع قطر

لاداعي للمغالاة لأن الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده ، لن يضيع أجر من أحسن عملا في الدنيا والآخرة ، فليس عند العاقل إلا الدعوة إلى المآخاة خلقا وفكرا .

متى نادتك نادتك : هيت فلا تغال وتحت الجلد كالزقوم مر
ما انقطع الصداء غداة تمضي متى آخى الورى خلق وفكر
كل المسؤوليات والنفقات المادية والمعنوية تعتبر صدقات ومن صالح الأعمال ، والأبوة لها علاقة بالتربية الممتدة إلى المعلم والمؤطروالمرشد ...العقب أو النسل من الصلب أو غيره مصدر فخر في الزمنين المطلق والنسبي .
كذلك لن يضيع أب تفانى له عقب بما أثرى يبر
وفضل المرء لو أجراه جودا من الصدقات الأيام فخر
تتاح للإنسان فرص كثيرة في زمنه النسبي ، العاقل لا تضيع منه، أما المتهور فيضيعها ولا ينفع الندم . المال من وسائل الحياة وليس مفتاحاً للسعادة ، بدوره فرصة تنقضي بانقضاء العمر ، لايكتب الخلود لجامعه ، المثل قارون الذي تنكر له الدهر
وربة فرصة تأتي وتمضي ولا يجني نداها العذب عر
وكم ساءلتها أيان شطت بهذا ينقضي يا نفس عمر؟
وليس المال غاية مستميت وذا قارونه للدهر نكر
، فإذا كان المال لا ينفع ، فكذلك البنون والمثل ورد في القرآن الكريم حين غدر أبناء يعقوب بأبيهم بعد أن رموا أخيهم يوسف في بئر، والحكمة الربانية اقتضت أن يصير يوسف صاحب الأمر والنهي . حكمة ربانية من العبرة تنفع الإنسان في تجاربه الحياتية . درس كبير كي لايميل الإنسان إلى الغدر
وهل نفع البنون أبا كريما بهم يعقوب قد أذاه غدر
ولولا الله يوسف ما تسامى مع الأفلاك لما ضاق بئر
تجارب لو بصرت لها ستغني وما يعفيك لو جانبت عذر
. خطاب الأبيات موجه إلى المخاطب في صيغة المفرد والجمع , حكم ومواعظ في كل جوانب الحياة ضمن حيز الزمان الذي حوّط به الشاعر مخاطبه الإنسان بشكل عام :
فكن للدهر تلميذا مطيعا وسخرها دما لو خان حبر
وحاذر من شبا الأيام ضربا فكم عانى بساح العصر صبر
ولا تهمل صديقا إذ يؤاخي وسامح ما استطعت فذاك خير
ولا تحفل حياتك في سفيه ولا وقح متى أدماك حجر
كذلك جاهلا لا تدن منه فلن يغنيك للجهال أمر

د- المدخل العقلاني:

التناص أنواع ثلاثة , والقصيدة تناصها من نوع ( تناص النفي ) أي أن الأول يموت في النص الثاني . ومن خلال غوصنا وجدنا الشاعر يتناص مع كعب بن زهير في لاميته الشهيرة .
يقول كعب بن زهير
كل ابن آدم وإن طالت سلامته يوما عل آلة حدباء محمول
يقول حسين علي عوفي
متى نادتك : هيت فلا تغال وتحت الجلد كالزقوم مر

وكم ساءلتها أيان شطت بهذا ينقضي يا نفس عمر؟
هيت اسم فعل أمر بمعنى هلم وتعالى وأسرع وأقبل ، هيت يقصد بها الواحد والجمع المذكر والمؤنث ، وردت في سورة يوسف الآية 23 .
عن أمينة بنت وهب أنها قالت في الحبيب عليه الصلاة والسلام عندما رحل عنها إلى مرضعته السيدة حليمة .
كيف السبيل وقد شطت بنا الدار أم كيف أصبر والأحباب قد صاروا
ومنزل لأنس أضحى بعد ساكنه مستوحشا حين غابت عنه الأقمار

أعداء النجاح موجودون في كل زمان ومكان ، وهم أعداء لأنفسهم ، يقول خليل القريع
لله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله
يقول الشاعر حسين علي عوفي

يعادون النجاح وكل فذ له في الساحة الأمجاد مهر

يقول أنس الرافعي
ومن يتعظ فصروف الدهر موعظة وما مواعظ دهر كله عبر

يقول حسين علي عوفي
تجارب لو أبصرت لها ستغني وما يعفيك لو جانبت عذر
يقول أحمد شوقي
يحن إذا شطت ، ويصبو إذا دنت فيا ويح قلبي كم يحن وكم يصبو
يقول شاعرنا
وكم ساءلتها أيان شطت بهذا ينقضي يا نفس عمر

تناص في الوعظ مع قصيدة صلاح عبد القدوس وهي أشهر قصيدة في الحكمة ، لذلك نسبها البعض إلى علي رضي الله عنه . يقول الشاعر صلاح عبد القدوس
صرمت حبالك بعد وصلك زينب والدهر فيه تصرم وتقلب
فدع الصبا فلقد عداك زمانه وازهد فعمرك منه ولى الأطيب
ذهب الشباب فما له من عودة وأتى المشيب فأين منه المهب

الوجدانية مع القصيدتين واحدة ، وقصيدة (الزمن ) محملة بالحكم المستخرجة من تجربة الحياة والاطلاع الثقافي الواسع على التراث الشعري العربي ، وكذلك حضور عبر النص القرآني عبر كلمات كثيرة ( جفاء – متى – قارون – يعقوب – يوسف – البنون - )

ه– المدخل السلوكي

حين تعمقنا في القصيدة أنها متعمقة في فلسفة الخير والشر( أعداء النجاح ) . حضر كذلك مفهوم الزمن والذي طالت مباحثه في الفكر الإسلامي بزمنيه النسبي والمطلق .
إن فلسفة الخير والشر في القصيدة تتشكل في قانون التصادم الذي يتكرر بتبات في كل أجزاء الكون ، فعلى الأرض نجد كل شيء يتصادم لكن بمسميات وكيفيات مختلفة . في عالم الحيوان كمثال لا يستطيع الذكر السيطرة على القطيع إلا بالتصادم مع ذكور أخرى ، وفي عالم النباتات الساكن بغلي بالتصادمات عبر مد الجذور . بالتدافعات خلق نظام الكون كله . في عالم الإنسان التصادم هو ما يخلق الحياة .
الصراعات دوما متأججة بين الخير والشر بين الرغبة والامتناع ، بين الشك واليقين ، بين الكفر والأيمان ، لكن صراعات الإنسان هي عقلية من أجل تغلب الخير على الشر، والقصيدة كثرت أمثلتها في هذا الباب .

وهل نفع البنون أبا كريما بهم يعقوب قد أداه مكر

وحاذر من شبا الأيام ضربا فكم عافى بساح العسر صبر

ولا تحفل حياتك في سفيه ولا وقح متى أدماك حجر

كذلك جاهلا لا تدن منه فلن يغنيك للجهال أمر

يعادون النجاح وكل فذ له في ساحة الأمجاد عمر

أما فلسفة الزمن في النص فإنها منظمة غاية الانتظام ، انطلاقا من العنوان إلى البيت الثاني والأربعين . يعد الزمن من أهم القضايا التي شغلت الفكر الإنساني قديما وحديثا ، حيث بدت معالمه في الكثير من العلوم العلمية مثل الرياضيات والفيزياء وعلوم الفلك والعلوم النظرية مثل الفلسفة . الزمن وثيق الصلة بالخبرة الإنسانية .
القصيدة يمكن تقسيمها إلى زمن فلسفي أي منفتحة على أفكار الفكر الإسلامي .
الزمن في القصيدة مرتبط بالحالة الوجدانية التي أنتجت القصيدة ، والزمن الأدبي منفتح على أنواع الثقافات السابقة والمعاصرة .

رابعاً– الخلقية الأخلاقية

الأخلاق تتدخل فيها عوامل كثيرة ، بدءا بالأسرة والبيئة الاجتماعية والمنظومة التربوية الأخلاقية . الشاعر كان في غاية الالتزام به المنظومة حيث لم يستعمل مفردات تنير الفتن والنعرات ، وكذلك لم يستعمل الألفاظ التي تخدش الحياء أو تمس بالمثل العليا . لقد أكثر الشاعر من مفردات الدالة العلمية بدرجة كبيرة التزاما منه بأن الدين هو المؤطر للأخلاق ، ونقدم أمثلة داعمة .

متى نادتك : هيت فلا تغال وتحت الجلد كالزقوم مر ( البيت 5)
وليس المال غاية مستميت وذا قارونه للدهر نكر (البيت 12)
وهل نفع البنون أبا كريما وبهم يعقوب قد أداه غدر ( البت 13)
ولولا الله يوسف ما تسامى مع الأفلاك لما ضاق بئر (البيت 14 )

خامساً- المدخل الرقمي الساند:

في جميع المداخل تعمقنا في استخراج الدلالا ت التي يستند عليها الذرائعي في التحليل ، فوجدنا كما يلي "
دالات الخير ......+31
دالات الشر ......+ 19
دالات الزمن النسبي......+11
دالات الزمن المطلق ....+9
دالات الحكمة .......+8
دالات الموعظة .....+5
دالات الصبر ......+3
دالات النصيحة.....+8
دالات رياضية ....+2
دالات دينية ........+9
سادساً- الميل البراغماتي:

وعند جمع هذه الدلالات وجدنها تتجاوز المائة ، وعند قسمتها الرياضية تبين لنا أن درجة الشاعرية تفوق 10 درجة ودرجة الميل البورغماتي بدورها تفوق 10 درجة ، هنيئا لشاعرنا الكبير نطلب الله أن نكون قد أخلصنا للمنجية الذرائعة .
قصيدة الزمن تكاملت على مستوى الشكل والمضمون ، مسجلة رصيد الشاعر اللغوي والثقافي الواسع ، كما أن الانزياح نحو الخيال كان منطقيا وغير مبالغ فيه ناتج عن الملكة الفنية وخيال خصب قادر على رسم الصورة الشعرية ، خاصة أنه يأخذ في الشعر درجة كبيرة . درجة عاطفة القصيدة مقبولة ومؤثرة في المتلقي وجدانية تهدف تطهير النفس . أما التجربة الشعرية فجدية العمق وصادقة وواضحة ، تعتمد بنيتها الدلالية الذات والموضوع ، تغوص في بيئة شعرية منفتحة على مختلف الأفكار الفلسفية والتراث الشعري العربي عبر مر العصور .
سابعاً – الخاتمة :
أتوجهبشكري النابع من أعماق طالب يحب معلميه حبا كبيرا ، إلى الدكاترة عبد الرزاق الغالبي ,عبير خالد يحي ، وحسين أبو ليث ، وإلى فريق المتدربين المنكب على تعلم التطبيقات التحليلية الذرائعية .
نطلب الله التوفيق والسداد .
الصوفي عبدا لرحمن/ المغرب
قصيدة .......الزمن .............الشاعر : حسين علي عوفي / العراق

طويل ، لونه ما بين بين ومهما طال أزرى فيه قصر
متى انفرج الزمان يطل حلم فيبلج يانع ويفوح عطر
مسافته بما أثرت عقول بجسدها مدى الأيام ذكر
ويذهب للسدى زرع جفاء إذا ما جانب الزراع قطر
متى نادتك : هيت فلا تغال وتحت الجلد كالزقوم مر
ما انقطع الصداء غداة تمضي متى آخى الورى خلق وفكر
كذلك لن يضيع أب تفانى له عقب بما أترى يبر
وفضل المرء لوأجراه جودا من الصدقات للأيام فخر
وربة فرصة تأتي وتمضي ولا يجني نداها العذب عر
وكم ساءلتها أيان شطت بهذا ينقضي يا نفس عمر ؟
وليس المال غاية مستميت وذا قارونه للدهر نكر
وهل نفع البنون أبا كريما بهم يعقوب قد أداه غدر
ولولا الله يوسف ما تسامى مع الأفلاك لما ضاق بئر
تجارب لو أبصرت لها ستغني وما يعفيك لو جانبت عدر
فكن للدهر تلميذا مطيعا وسخرها دما لو خان حبر
وحاذر من شبا الأيام ضربا فكم عانى بساح العسر صبر
ولا تهمل صديقا إذ يؤاخي وسامح ما استطعت فداك خير
ولا تحفل حياتك في سفيه ولا وقح متى أدماك حجر
كذاك جاهلا لا تدن منه فلن يغنيك للجهال أمر
وسابق ما استطعت بكل عزم فلن بثنيك عما رمت عثر
هو الإصرار تندبه العوالى وما يطوي الذرى يا صاح عمر
دراسة نقدية تحليلية ذرائعية...........قصيدة ( الزمن) / الشاعر حسين على عوفي
من إعداد ............عبد الرحمن الصوفي / المغرب



#عبير_خالد_يحيي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت شنقا
- الاقتران الإنساني بين الوطن والشاعر وبين العمق الأدبي والعمق ...
- السياب يبعث من جديد
- إشهار كتاب (الذرائعية في التطبيق)
- الصفعة
- قصيدة لم تكتمل
- شرعنة جنس أدبي جديد ( الموقف المقالي) ابتكار المنظر الأدبي ا ...
- إشهار المجموعة الشعرية ( ترانيم سومرية ) للمنظر العراقي عبد ...
- عندما يسكن الوطن في وجدان شاعر
- مقدمة مجموعة ( أجنحة المعاني) مجموعة موقف مقالي للأديب العرق ...
- فلسفة العشق والحياة في نصوص الشاعر الفيلسوف عبد الحبار الفيا ...
- مزدوجة المحسوسات العينية والمعنوية في قصيدة ( ساعير عينيك ان ...
- تلتقيني؟
- غزاة محلقون
- دراسة تحليلية ذرائعية لديوان الشاعر المصري الدوكتر سمير القا ...
- إشكالية السلوك الإنساني في نص الشاعرة العراقية سجال الركابي ...
- قرابين
- دراسة نقدية تحليلية براغماتية لقصيدة ( لوحة نجاة)للشاعر العر ...
- مقدمة ديوان ( لم أنا ) للشاعرة العراقية مقدمة ديوان
- مقدمة ديوان ( لم أنا) للشاعرة العراقية / ملاك قحطاني


المزيد.....




- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبير خالد يحيي - فلسفة الزمن ببعديه النسبي والمطلق