أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - من أكادير إلى مير اللفت: المغامرة الأولى















المزيد.....

من أكادير إلى مير اللفت: المغامرة الأولى


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 5604 - 2017 / 8 / 8 - 22:38
المحور: الادب والفن
    



تتركز أكادير جنوب غرب المغرب، على بعد 508 كلم عن العاصمة الرباط، وتتموقع على ارتفاع 56 متر عن سطح البحر، يبلغ سكانها حوالي 200 ألف نسمة، وقد تأسست المدينة على يد البرتغاليين سنة 1500 م، وكان يسمونها بسانتا كروز، وتم تحريرها سنة 1526 م من قبل المغاربة.
تعني santa cruz الصليب المقدس، لا يخفى أن الكنيسة الكاثوليكية في روما هي التي أعطت الحق للبرتغاليين في احتلال الشواطىء الاطلنتية، مقابل احتلال الشواطىء المتوسطية من قبل اسبانيا بغرض التبشير ونشر المسيحية في شمال افريقيا وإحياء الارث الروماني المسيحي الذي تم طمسه بعد دخول الإسلام، لكن هناك مؤشرات أكثر من ذلك تؤكد قدم المدينة، منها زيارة المؤرخ اليوناني بولبيوس (توفي في سنة 120 ق م ) إلى المدينة، بينما أقدم خريطة تتعلق بأكادير وجدت سنة 1325م، في حين تأسست قصبة أكادير اوفلا (أكادير الأعلى ) سنة 1547 من قبل السلطان السعدي محمد الشيخ، وتعلو المدينة ب حوالي 526 متر، هذه القصبة كان يسميها البرتغاليون ب bica أي الفوهة لأن السعديين أسسوا القصبة لقصف حصن سانتا كروز (اكادير )، الملفت أن الإرث التاريخي للمدينة تلاشى لأن أكادير تعرضت لزلزالين مفجعين سجلهما التاريخ، الأول كان سنة 1731 والثاني كان سنة 1960، أدى كل منهما إلى تسوية المدينة بالأرض ثم إعادة بنائها من جديد، إن كلمة أكادير هي كلمة أمازيغية واسعة المعاني، تعني الحصن المنيع وتعني أيضا مخزن الحبوب أو مخزن الممتلكات وتسمى كذلك بلافونتي، اذ يصل عدد أسمائها إلى 20 اسما، تتموقع أكادير على خط العرض 27 شمالا على سهل سوس وتحيط بها الأودية والتلال، مناخها متوسطي وشبه صحراوي ، سجلت أعلى درجة الحرارة في هذه المدينة 51 درجة سنة 2012 و2،6 كاقل درجة، تعرف أكادير بالصيد وبالفلاحة وكذلك بالسياحة، تتوفر على مطار يسمى بالمسيرة ومن أماكنها المعروفة حديقة اولهاو وساحة الأمل ونادي الطيور واكادير اوفلا والشاطىء ، اما الأحياء المعروفة نجد الباتوار، بن سرغاو، الداخلة . من الحواضر القريبة من اكادير نجد انزكان التي تعد ثاني مركز تجاري بعد الدار البيضاء، تتكون كلمة انزكان من انزيك والتي تعني الجبل وان تعني ذاك، وبالتالي تعني انزكان ذاك الجبل في إشارة إلى أحد الجبال المجاورة حيث يوجد في شمال المدينة غار للذئب يسمونه انزيك اوشن، تعتبر انزكان تلا صخريا بفعل عوامل التعرية، فمجرى واد سوس ساهم في خلق عدة غيران، ويوجد غاران كبيران واحد قريب من حي الجرف والثاني قريب من ضريح الحاج مبارك، ومن معالم إنزكان المسجد الكبير .يعتبر وادي سوس حدا فاصلا بين مدينتي إنزكان ومدينة مجاورة لها ويتعلق الأمر بايت ملول، يعد النهر موسميا يبلغ طوله حوالي 190 كلم، بينما صبيبه المائي لا يتعدى 24 متر مكعب في الثانية ويسمى بالامازيغية اسيف ن سوس (نهر سوس )، ينبع من كتلة توبقال مارا بتاخوشت واولوز ويسمى هناك بوادي تفنوت حتى يصل إلى مدينة تارودانت، يلعب النهر دورا كبيرا في إنعاش الفلاحة المحلية وخاصة أن المنطقة معروفة منذ القديم بإنتاج السكر، ولقد شيدت عدة سدود على النهر منها سد المختار السوسي وعلى مصبه الذي يسمى بالامازيغية تمدي (الوحل ) تم تشييد منتزه سوس الماسة الوطني حيث يضم فصائل من الطيور النادرة كابي المنجل الاصلع. تتموقع ايت ملول بالقرب من إنزكان، بلغ عدد سكانها حوالي 172 ألف نسمة، توجد في سهل فيضي، إذ هي معرضة دائمة للفيضان وتعلو سطح البحر حوالي 23 متر، تحيط بايت ملول غابة الأركان الكثيفة وتسمى بغابة الادمين . توقفنا مدة يومين في أكادير، وبعد ذلك توجهنا جنوبا صوب ماسة وكان اللازم المرور من عدة دواوير وقرى، ومن أهمها قرية سيدي بيبي التابعة لإقليم شتوكة ايت باها، يبلغ عدد سكانها حوالي 24 ألف نسمة وعبر الطريق الوطنية رقم 1 مررنا بقرية درايد وبلفاع وعلى يسارنا تركنا ايت عميرة وعلى يميننا تيفنيت و سيدي الرباط حتى وصلنا إلى ماسة.تتموقع قرية ماسة حوالي 55 كلم جنوب أكادير، يتكلم سكانها الأمازيغية، يمارسون الفلاحة على طول نهر ماسة ويبلغ طوله 120 كلم وينبع من جبال الأطلس الصغير، من بين المزروعات في واحة ماسة اليقطين والنعناع والبطاطس والقطاني، شيد على هذا النهر سد يوسف تاشفين في بداية السبعينات ويصب في المحيط الأطلسي وعلى الضفة اليسرى للنهر نجد ضريح سيدي وساي وعلى الضفة اليمنى نجد ضريح سيدي الرباط . تعلو ضريح سيدي وساي قبة بيضاء مكعبة الشكل، يعتبر المس باشجار الضريح خطيئة كبرى لأي زائر لما يحظى به سيدي وساي من قدسية ويعد الضريح شماعة لتعليق كل المشاكل والهموم النفسية لكل المكروبين والمهمومين، فالتبرك بالامكنة يعد دينا اوليا كما كان يتبرك الإنسان القديم ومازال بالاودية والمغارات والأشجار بغية توخي الخير وتفادي الشر، صاحب الضريح هو وساي واسمه الحقيقي هو عبد الرحمان الرندي، يؤكد الرواة أنه ولد بمكة ورحل إلى الأندلس، سرعان ما استقر في المغرب وبالضبط بماسة خلال القرن 13 م وتوفي فيها، لقد تحدث المختارالسوسي في كتابه المعسول عن هذا الضريح وضريح سيدي يونس ومسجد عقبة بن نافع الذي اكتسحته رمال الشاطىء وغمرته .خلال استقرار عبد الرحمان الرندي مشيدا زاويته على شاطىء الأطلسي كان يحف من حوله مجموعة من الصيادين يستمعون الى ارشاداته وهناك فضلوا المكوث إلى جانب الزاوية ولقبوه بسيدي وساي، فهذه الأخيرة كلمة أمازيغية جاءت من اليوسي وتعني المنقذ والمدافع، فنظرا لكون المنطقة كانت تتعرض لهجوم بحري من قبل البرتغاليين، كان وساي هو الذي أخذ على عاتقه صد البواخر الأجنبية واغراقها .يقام كل سنة موسم على شرف الضريح خلال شهر غشت، إذ يتم بيع الرمان والعنب واليقطين والحناء، إن الموسم مثل الحج تتوافد عليه كل قبائل ماسة، ويتم تفريغ كل الشحن النفسية والجسدية وتنظم التبوريدة (الفروسية ) التي تعني بالامازيغية تغازوت، ويمتد الموسم طيلة شهر، يحمل الزوار نذورا للتبرك (شمع، دجاج،خروف ) وأي متزوج و متزوجة من اللازم عليهما زيارة الضريح والتبرك به متمتمين: " الحور مانك اسيدي وساي فكيي تروا" ومعناها : " امنحني الاولاد او الزوج أو غير ذلك " . كما يتم تقبل الضريح والقبر وغيرها، لا ننسى أيضا أن هناك من ترمي الخبز في البحر وتردد عبارة : "اسيدي وساي لحرمانك الريغ" ومعناه : " يا سيدي وساي ورحمتك حقق لي " . تصل المسافة بين وساي وتيزنيت حوالي 55 كلم، قضينا يوما في وساي وفي الرابعة عصرا غادرناها متجهين إلى تيزنيت وسط مناخ صحراوي قاحل ودرجة حرارة مرتفعة جدا، مع بعض القطرات المطرية، ولاح نبات الشيح في البعيد وخيام متناثرة للرحل. تعرف تيزنيت بالمجوهرات الفضية، تأسست المدينة عام 1882 في محاولة من السلطان العلوي الحسن 1 لاضعاف زاوية تزروالت التي تتحيز في موقع اليغ الذي يحمل عمقا تاريخيا .تتموقع تيزنيت 90 كلم جنوب أكادير، بلغ عدد سكانها حوالي 100 ألف نسمة تلقب بالعين الزرقاء، مساكنها مطلية باللون البني والأبيض، يحيط بالمدينة القديمة سور بني له خمسة أبواب وهي اكلو والخميس وتاركا والمعذر وأولاد جرار . بتنا في تيزنيت، وفي الغد، توجهنا غربا نحو مير اللفت على الطريق الجهوية رقم 104 تاركين على يميننا سيدي بوفضايل حيث التلال العالية والصخور الجرداء والأودية الجافة، لا شيء غير نبات الصبار والشيح وامواج البحر، هناك وصلنا إلى مير اللفت .
ع ع/ مير اللفت / 8 غشت 2017



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصويرة في سطور
- من الصويرة إلى أكادير : الخشوع أمام جلال الطبيعة .
- من الدار البيضاء الى الصويرة : سؤال الآخر يؤرقني
- من عين اللوح إلى الرباط: بحث في العوالم المنسية
- من عيون أم الربيع إلى عين اللوح : الطبيعة العذراء والتهميش ا ...
- من الدار البيضاء الى عيون أم الربيع : حين يختلط جمال الطبيعة ...
- المواطن أولا وأخيرا
- تقريظ الجهل
- ذكريات مدينة كان الخروج كان الخروج منها صعبا (6 )
- مازال هناك حنين
- ذكريات مدينة كان من الصعب الخروج منها (5 )
- ظلك
- صراعنا صراع مشاريع
- حوار المغرب والمشرق (1)
- أياد تحلم بالقمر
- بلابل تغني للضياء
- أنشودة الثرى
- تمردي يا غايا 1
- كيف يتواصل الرعاة مع مواشيهم ؟ (ملاحظة انثروبولوجية )
- وتسير القافلة


المزيد.....




- أوركسترا قطر الفلهارمونية تحتفي بالذكرى الـ15 عاما على انطلا ...
- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - من أكادير إلى مير اللفت: المغامرة الأولى