أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مهند صلاحات - الاغتيال الأخير لمنظمة التحرير














المزيد.....

الاغتيال الأخير لمنظمة التحرير


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 1456 - 2006 / 2 / 9 - 10:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


منذ اللحظة الأولى التي أُعلن فيها عن تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1965م، لتصبح المؤسسة الفدائية الأكبر التي استطاعت أن تحمل العبء الفلسطيني وهي تتعرض لمحاولات عديدة لإجهاضها من ناحية، أو اغتيالها من ناحية أخرى، حتى استطاعت المنظمة أن تنال الثقة الشعبية الفلسطينية في الداخل والشتات لكونها الممثل الشرعي والوحيد لشعب الفلسطيني، وبقيت تحمل هذه الصفة حتى تشكيل السلطة الوطنية الفلسطينية، حيث بدأت الخلافات الداخلية تدب في داخل المنظمة من ناحية، ومن ناحية أخرى ظهور تيارات صعدت بشكل متسارع جداً عملت على ضرب خط المنظمة في مسيرتها في نهاية الانتفاضة الفلسطينية السابقة عام 1987م.

لسنا بصدد البحث في عدد محاولات الاغتيال التي تعرضت لها منظمة التحرير الفلسطينية بقدر ما هو محاولة لإعلان حقيقة رغم كونها مؤلمة إلا أنها تبقى الواقع الذي يحكم بدخول منظمة التحرير الفلسطينية لمرحلة الموت السريري بعد عملية اغتيالها الأخيرة التي تمت بأوقات مختلفة ومتقاربة بنفس الوقت.

الثورة البيضاء كما يطلق عليها البعض، أو الانقلاب الأبيض، أو الخيار الشعبي، أو غيره من مسميات التي قد يخترعها البعض لوصف نتيجة الانتخابات الفلسطينية الأخيرة، هي في الحقيقة النهاية الواقعية لمنظمة التحرير الفلسطينية في عملية اغتيال كانت الأخيرة والقاضية للمنظمة بكافة فصائلها، التي دخلت هذه الانتخابات الأخيرة وخرجت منها بنتائج مخجلة جداً، وبنفس الوقت تحمل دلالات ببداية النهاية لهذه الفصائل.

عملية الاغتيال تمت بأيدي شخوص وقف البعض منها أمام الستار وعلى المسرح بشكل علني، والبعض الأخر خلف الستار، هي ذات الشخوص أو جزء منها الذي اشرف بشكل رسمي كمشارك أو متفرج على عملية اغتيال الراحل ياسر عرفات من قبل، فبعد اغتيال الراحل ياسر عرفات والذي يعد بداية عملية الاغتيال الكلية للمنظمة، تلاها مرحلة تنحية المنظمة عن الساحة الخارجية سواء الدولية أو العربية، ومن ثم تدمير تكتيكي لفصائلها أودى في النهاية لهبوط المنظمة وصعود التيارات الأخرى بمباركة بعض من رجالاتِ المنظمة وبتصفيقٍ حارٍ منهم.

منظمة التحرير التي كانت تخوض صراعاً خارجياً ظاهراً مع العدو الصهيوني، كانت تخوض في ذات الوقت صراعات خارجية أخرى مع أطراف أخرى، وفي المقابل كانت تقاوم في داخلها أخطار الصراعات الداخلية ما بين انشقاقات ومحاولات تصفية قادة نجح بعضها وفشل الأخر، فقد كانت تحارب على أكثر من صعيد وتقود أكثر من معركة بذات الوقت، وربما - وهذا ليس مبرراً- يكون أحد أسباب أن هذه المنظمة (المؤسسة) لم تنتج للشعب الفلسطيني في الواقع بنية تحتية أو مجرد نواة لهذه البنية عبر مسيرتها السابقة.

في النهاية نجد أن الحديث عن أي استحقاق قادم لأي فصيل من فصائل المنظمة هو حديث عبثي ومستحيل، فالمنظمة قد انتهت سياسياً وفعلياً وتم اغتيالها كما من قبل اُغتيل رئيسها الراحل ياسر عرفات، وإنما يقتصر الحديث على : ماذا سيكون القادم ؟ ، وإلى أين ستمضي القيادة الفلسطينية الحالية بنا أو معنا ؟

عملية اغتيال المنظمة لم تتم بأيدي خارجية أتت من المريخ، ولم يتم قصفها بالصواريخ العابرة للقارات من واشنطن، إنما تم إسقاطها من داخلها، هنالك من هدم عمود الخيمة الأساس لتهوي المنظمة جميعها فيما بعد، وبنفس الوقت لم يعد لدى القاتل أية أقنعة يرتديها، ولم يعد أمامه مجال للتباكي عليها كما تباكى من قبل على جريمة اغتيال عرفات التي كان شريكا فيها.

حماس ستفاوض إسرائيل حتماً أو بعبارة أخرى، حماس هي المؤهلة القادمة لاستكمال جوقة المفاوضات التي تم التمهيد لها من قبل، وسيتولى التفاوض بالنيابة عن حماس ما تبقى من أعضاء المنظمة كما من قبل تولى التفاوض بالنيابة عن الراحل عرفات أو طرح المبادرات أعضاء منشقين عن تنظيماتهم من باب الديكورات التي تزين العملية تحت مشهد المشاركة الوطنية، وسيقود خالد مشعل منظمة التحرير الجديدة التي كانت في يوم ما الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، لكن بثوب جديد وأجندة جديدة لتكون المؤسسة التفاوضية الجديدة لمزيد من الشرعية لهذه المفاوضات التي ستكون هذه المرة بكافة فصائل المنظمة المرحومة وبقيادة جديدة.

الكل سيفاوض بلا شك، ومن سيبقى خارج السرب سيتلاشى، أو سيكون معرضاً للتلاشي لذلك سيجد مبرراُ لأن يلتحق بالسرب الجديد.

منظمة التحرير الفلسطينية تم اغتيالها من الداخل، والسير في جنازتها سيكون قريباً بعد الانتهاء من صياغة الأجندة الجديدة لها، وتقسيم الأدوار فيها والتي سيكون للفصائل القابعة في سوريا دور أكثر فاعلية من السابق فيها.

والشرق الأوسط الجديد صار في منتصف مشواره.

أما مسألة الحديث عن الاعتراف في إسرائيل فهي أشبه ما تكون بالقصص التي تحاك من خيال القاص للأطفال قبل النوم.



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظِلالُ الغُرُبَة ...
- قُبلة العام الجديد
- رحاب ضاهر في -أسود فاجر- : المكان في هذا العصر ضيق، لا يتسع ...
- التكفير والتخوين في مواجهة الديمقراطية بالعالم العربي
- مسرح الجريمة في لبنان ... العرض مستمر
- أَدوار ... - قصة قصيرة جداً
- جُزء مِنَ وَقتِكَ فَقَطْ - قصة
- حوار أدبي ...مع الأديب الفلسطيني -مهند صلاحات-
- لماذا لا يثقُ العالمُ فينا ؟
- أربعُ برقياتٍ ثائرةَ لنساءِ مدينتي ... لإعلانِ الثورة
- لماذا تموت غريب
- مقهى الغرباء
- ليست مرثية على القبر - شعر
- والنساء أيضاً... برعاية برنامج محاربة الإرهاب
- ليست مرثية على القبر
- مدفع الإفطار
- وردٌ على النافذة
- تأملات في زمن ضياء
- حيثما تكونين سأصلي
- أزمة الماركسية العربية وفخ الصراع الديني


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مهند صلاحات - الاغتيال الأخير لمنظمة التحرير