أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - مرحلة تهشيم العظم بين الاخوة الاعداء














المزيد.....

مرحلة تهشيم العظم بين الاخوة الاعداء


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5603 - 2017 / 8 / 6 - 23:31
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم تجف بعد دماء الابرياء في الموصل بعد اختلاطها مع دماء عناصر عصابات داعش، ولم يسدل الستار بعد على الحرب على داعش، ولم تكمل مراسيم الزهو بالنصر، حتى بدأ الصفيح الساخن الذي ترقد عليه العملية السياسية، يزداد سخونة. صحيفة "الاخبار اللبنانية" المقربة من حزب الله، الاداة الفعالة للنفوذ الايراني في العراق وسورية ولبنان تشن حملة لاذعة ضد زيارة الصدر الى السعودية.
مقتدى الصدر الذي عاد توا من السعودية العدو الاستراتيجي واللدود لنفوذ الجمهورية الاسلامية لإيران في المنطقة، بدء يستعرض عضلاته ويطالب بلجم جماح "الحشد الشعبي" ووضع نهاية له عن طريق حله او احتوائه من قبل الدولة، عبر كلمة له، متزامنا مع تظاهرة لتياره وسط بغداد يوم الجمعة الفائت، مما سارع رئيس الوزراء حيدر العبادي بالرد، بأنه لن يحل "الحشد الشعبي"، وانه جزء من المؤسسة العسكرية.
ان المطالبة المستمرة لمقتدى الصدر بحل مليشيات الحشد الشعبي، يعكس حالة الرعب لمستقبل تياره ونفوذه ومكانته في المعادلة السياسية من الحشد الشعبي. اذ يدرك تماما بأن الحشد الشعبي يمتلك اليوم اساسا قانونيا في استمراره، بينما لا تمتلك مليشياته "سرايا السلام" التي تهدد بين الحين والاخر مثل بقية المليشيات السلم الاهلي اي سند قانوني.
ان الصراع على مستقبل الحشد الشعبي هو صراع على كيفية والية حسم السلطة السياسية في العراق. فالعبادي الذي سارع بالدفاع عن الحشد الشعبي، فهو بالقدر الذي لا يثق به بسبب موالاة واجندة قادته، بنفس القدر بحاجه اليه لتصفية معارضي ومخالفي سلطة الاسلام السياسي الشيعي بزي مدني يقوده نفس شخص العبادي حتى ولو دون لحية الدعوة الخفيفة. فهو على دراية اي العبادي بان بناء الة الدولة وتبني هوية معينة ما زالت بعيدة المنال، وان مسالة الحفاظ على السلطة ما زال يقررها من يمتلك مليشيات.
تياران سياسيان يتبلوران داخل الطبقة الحاكمة في العراق وبدعم من القوى الاقليمية والاقطاب الدولية الذي بدء يصك اسنانه أحدهما تجاه الاخر. التيار الاول يتمثل بالتيار الصدري والقوميين العروبيين بزعامة علاوي والتحالف المدني الذي هو خليط من الحزب الشيوعي العراقي وعدد من الشخصيات الليبرالية، وجناح العبادي في حزب الدعوة وخارجه، وهذا التيار مدعوم من قبل الادارة الامريكية والسعودية وتركيا. والتيار الاخر يتمثل بالتحالف الشيعي الذي يقوده جناح المالكي في حزب الدعوة ويستند على مليشيا الحشد الشعبي الذي عماده عصائب اهل الحق وقوات بدر ومدعوم من قبل إيران وحلفائها. فيما يقف بقية اجنحة القوميين العروبيين مثل تيار المطلك والكربولي وسليم الجبوري في مؤخرة الصف بانتظار توزيع الحصة التموينية عليها.
وفي خضم هذا التنافس يبرز الصراع على مستقبل بقاء الحشد الشعبي من عدم بقائه. فجميع الدول الاقليمية التي تدعم التيار الاول تطالب بحل الحشد الشعبي، فيما تدافع الجمهورية الاسلامية في إيران بأيدها واسنانها على بقاء الحشد الشعبي التي بدأت تشعر بتناقص نفوذها مقارنة مع مرحلة قبل ظهور سيناريو داعش.
الجانب الكوميدي الوحيد في هذا الصراع هو ما ادلى به علي الاديب القيادي في حزب الدعوة مؤخرا، في تعليقه على العلمانية، بأنها دخيلة على العراق من قبل الغرب. وهو تعليق على تبلور التيار الاول وظهوره البارز في المشهد السياسي. فحين يدرك الاديب اكثر من غيره ان علمانية منافسيه وهو التيار الاول لا تعدو اكثر من رفضها للتحالف الشيعي بالاستمرار في السلطة وليس اكثر، اما شكل الحكومة المقبلة وهوية الدولة التي تسعى لتأسيسها، فلن تكون اكثر وافضل من حكومة ودولة نظام صدام حسين او حسني مبارك او معمر القذافي او بشار الاسد.
ولابد الاشارة الى ان انفلات الاوضاع الامنية مؤخرا في بغداد من عمليات خطف الاطباء والقتل، هو انعكاس للصراع على السلطة السياسية في محاولة للتشويش على احتفالات العبادي في الموصل بمناسبة طرد داعش منها، وتتويج نفسه بطلا للانتصارات وتسويق مستقبله السياسي للبقاء في السلطة.
ان غياب افاق بناء مجتمع حر وآمن، مجتمع يعرف فيه الانسان على اساس الهوية الانسانية، مجتمع يوفر الحد الادنى للخدمات ومعيشة مواطنيه، هو السائد كليا في صراع هذه الاحزاب والقوى، بل ان الصراع بين الاحزاب والقوى البرجوازية التي أشرنا اليها يخيم على المجتمع ويخيم على افاق واستقلالية اية حركة مطلبية او سياسية تحررية.
ان ضعف التنظيم والوعي السياسي هو نقطة ضعف حركة الجماهير الساعية نحو الحرية الامان والرفاه، وهذه أحد الاسباب التي وراء انحراف بوصلة الحركة الاحتجاجية التي رفعت شعارات معادية للإسلام السياسي والطائفية والفساد منذ 25 شباط 2011، ومرورا في 31 تموز 2015 والتي دخلت اليوم في جيب التيار الصدري. ان تبديد الاوهام حول كل مساعي القوى القومية والطائفية المتصارعة على السلطة السياسية، وفضح كل السياسات التي تقف وراء التخندقات الاقليمية، وبلورة حركة مستقلة عن افاق واهداف تلك القوى، تناضل من اجل حكومة علمانية وغير قومية تحقق الامان والحرية والرفاه تقلب المعادلة السياسية.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحالف الشيعي وقانون حرية التعبير
- سيناريو المالكي بشخصية العبادي
- البحث عن شيء اسمه النصر باي ثمن
- ارادة ثورية في ظرف غير ثوري
- الظلم الطائفي، وهوية الدولة ما بعد القضاء على سيناريو داعش
- الارهاب في منطقتنا له دين
- هذه المرة ايضا، غربان الاسلام السياسي السني والتطاحن على الن ...
- منصور حكمت والافق اللينيني
- الانتخابات وما يدور خلف الكواليس
- المسائلة والعدالة، سيف للتطهير السياسي والانتقام الطائفي
- الحركات الاحتجاجية بين الدولة المدنية والدولة العلمانية غير ...
- قمع المعارضة بسمفونية ديمقراطية
- الطائفية والانحطاط الإيديولوجي للبرجوازية
- العلمانية والانتهازية السياسية
- الاول من ايار والطبقة العاملة في العراق
- الكارثة المحدقة بالنازحين
- الحرية والديمقراطية في عراق ما بعد الاحتلال
- اما البربرية او التصدي لها!
- كركوك في مهب الترهات القومية
- الموصل تتحرر من سكانها


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - مرحلة تهشيم العظم بين الاخوة الاعداء