أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كفاح جمعة كنجي - كابوس آخر من العراق / شقيقي المخطوف والحيوانات غير الأليفة














المزيد.....

كابوس آخر من العراق / شقيقي المخطوف والحيوانات غير الأليفة


كفاح جمعة كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 5603 - 2017 / 8 / 6 - 19:34
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


كابوس آخر من العراق.
شقيقي المخطوف والحيوانات غير الأليفة
حين عدت للبيت .. وجدت ابي على غير عادته قلقاً مضطرباً ..يسعى لتسخين كفيه على مدفأة علاء الدين كما يفعل اغلبنا حينها يداهمه البرد القارس.. في ذلك اليوم من القرن الماضي ..ويأمرني بلا مقدمة بمتابعة البحث عن شقيقي المخطوف !!!.
ـ ابي ارجوك اولاً.. فهمني الموضوع.. شنو القصة !!.. لِما وكيف ومتى ؟؟
ـ شقيقك خطفته عصابة في منطقة حدودية مع ايران !!.. وانت افضل من نرسله للبحث عنه في تلك المنطقة لأنك امضيت فيها سنين عديدة.. وتجيد لهجة سكانها وتعرف طبيعتهم عن قرب اكثر من غيرك.. بسرعة وبدون تأخير تحرك للبحث عنه .
ـ نعم يا ابي سيكون ذلك فقط ارجوك اهدأ.
شددت الرحال فوراً وتحركت حالاً .. وصلت الحدود..هالني منظر الجبال والوديان المكللة بالثلوج وعندما خيم الليل بقيت ساهراً افكر بهدوء عسى ان اجده في مكان من هذه المدينة الحدودية التي يعمها السكون في الهزيع الأخير من هذا الليل الطويل والمتعب..
وصلت قلب المدينة ..في مركزها توقفت امام طريقين للمارة يخترقانها في ذهاب وإياب من صفحتي الشارع العريض.. الغريب ان الشارع الذي يخترق قلب المدينة يخلو من الحركة.. لا عجلات ولا مارة كأن الناس قد هجرت المدينة وغادرت عن بكرة ابيها .. ليس في هذا الخلاء الا بعض من العجلات المركونة التي يتساقط عليها ضوء القمر من السماء ليحدد للناظر الوحيد في هذه المنطقة شيئاً من معالمها بوضوح رغم حلكة الليل.. بسبب انعكاس الضوء على الثلوج البيضاء ليتحول ليل المدينة الى نهار داعماً وجود بعض الأضوية المشعة من الأعمدة المتناثرة هنا وهناك .
في الاتجاه الذي مشيت فيه لاح لي رجل ضخم القامة .. خفيف الحركة .. وكلما اقتربت منه وبانت لي معالم وجهه تراى لي أني اعرفه .. وحين باتت المسافة بيننا قريبة جداً للنظر.. وجدت لبوة اسد تسير امامه كما ترافق الكلاب اصحابها .!!
ياالاهي!!.. هذا الرجل يمتلك لبوة بدلا من الكلب.. متى كانت اللبوات اليفة تمشي مع صاحبها في الطرق والأزقة؟!!
الاغرب انها غير مقيدة بسلسلة أو حبل في رقبتها .. بل حرة طليقة .. ويد صاحبها هي الاخرى طليقة لا تمسك بها او تجرها..!!
قلت احدث نفسي .. حتى بعض الكلاب غير الشرسة.. يقيدها اصحابها خوفاً وحرصاً من مهاجمتها الناس.
لكن كيف تكون لبوة الأسد حرة بهذه الشكل؟؟
شغلتْ رأسي تساؤلات عديدة .. قبل ان اجيب بنفسي عليها.. قررت التنحي والابتعاد للجهة الأخرى تاركا الممر للبوة وصاحبها .. الذي لا ينفع معه التنبيه والنصيحة بضرورة ربط الحيوانات الأليفة.. في مثل هكذا موقف طارئ فاجأني و لم اكن مستعداً له .. وكي لا تلحق الاذى بالناس في اي لحظة متوقعة.. فكيف بحيوان وحشي غير اليف.. تلك بديهية يعرفها الجميع من كبيرهم الى صغيرهم ؟؟..
دب الخوف فيّ ، فسارعت الحركة للانتقال للجهة الاخرى من الشارع.. صرت في الطرف المقابل للبوة وصاحبها.. الذي لم يكترث لوجودي اصلاً او لم يلاحظني كما بدا لي.. فهو مشغول يقهقه كأنه يسمع طرفة أو نادرة من النوادر في هذه اللحظات .
مضيت في الجهة الأخرى .. كأني احدث نفسي.. واقول: لقد نجوت منهما.. من اللبوة ..ومن لا مبالاة صاحبها ..وحين اجتزتهما خفت دقات قلبي ، لكن واجهتني مفاجئة اخرى !!
اذ سلكت الجهة الاخرى للشارع ..مبتعداً عن اللبوة بما يشبه بصعود جبلي.. كانت تتراء لي منازل وبيوت فخمة متفرقة.. مشيدة حديثاً ومضاءة كاملة وبألوان مختلفة ،أغلبها في سفح يشبه سفح جبلي كدت اعرفه ولكن لم اتذكر أين لي سبق رويته.!
في تلك الاثناء لاح لي شخص آخر.. يسبقه ضبع ..وكما في حالة اللبوة دون قيد أورباط .. ضبع حر طليق يتقافز كعادته بالاعتماد على ساقيه الخلفيتين.. يبدو فرحاً برفقة صاحبه.. وتذكرت ان هذا الحيوان يلتهم فريسته دون قتلها اولاً.. كما تفعل باقي الحيوانات.. ووجدت نفسي في حيرة وخوف اكثر من خوفي وحيرتي مع اللبوة .
وصلت قرب المنازل ، ولحد هذه اللحظة لم اجد شخصاً واحداً يجوب الشوارع والطرقات سوى اصحاب الحيوانين مع اصحابهما.. سأسأل من !! ..بمن استنجد ..ان هاجمني الضبع الطليق؟؟
وجدت نفسي محشوراً في باحة بيت ليس له ابواب ..فدخلت اليه استقبلتني سيدة في الستينات من العمر:
فه رمو كاكا ،جي ده وي؟
تفضل اخي ماذاتريد؟
خاله ت برايه م بزربوا لي ئه برسم وئه كه ريم؟؟
خالتي ابحث عن شقيقي المخطوف والمفقود.واعطيتها اوصاف( شقيقي اميل)* المخطوف.
لا اعلم،، ففي جوابها كشفت لي سِراً لي دون مقدمات !!.. دون شروط او طلبات.. كأنها تعاطفت مع مشكلتي وقضيتي حين قالت:
ان لم يساعدك زوجي في العثور على شقيقك ..فلن يستطع احد ان يساعدك في الوصول اليه.
تيقنت ان السيدة صادقة، واشارت باصبعها الى شخص مدد جسده امام المدفأة الجبلية المملوءة بالحطب .. التي يستعر جمرها الجمبدي بلهب ازرق مصحوباً بهشيم حاد رررغررغر.
خاطبته بلهجة آمرة : انهض يارجل.. وساعد ضيفنا واوصله لشقيقه المخطوف.. فانت تعرف من خطفه واماكنهم .
كان يدير ظهره للمدفاءة ولم يكترث لنداء زوجته وإستمرينا نترجاه دون ان يتزحزع من مكانه قيد انمله.
استيقظت كان الفجر قد بزغ .. ادركت اننا في شهر آب وذكرى جريمة الأنفال التي تكررت لتصبح مع مرور الزمن انفالين..
ـ الاول في جبل كارة / دهوك 1988
ـ الثاني في شنكال و بحزاني وبقية مدن سهل نينوى 2014.
كفاح جمعة كنجي
اب 2017
--------------
* شقيقي اميل هو احد اشقائي من الشهداء الثلاثة بصحبة والدتي وعائلة عمي .. جلهم الـ 13 فرداً وقعوا ضحايا وشهداء في انفال 1988 و منذ ذلك الحين لم نعثر لحد اللحظة على اثر لهم .



Gefällt mir
Weitere Reaktionen anzeigen
Kommentieren



#كفاح_جمعة_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عدالة كوجك حسين
- حين غنينا ورقصنا مع عمال من البرازيل في قلب ألموصل
- لدغة افعى ل ابو ناتاشا و-عيادتي- في حمبس*
- ذكريات انصارية
- تِلعَنْ .... اذا افتهمت شيء من كلماتك!
- كابوس في الموصل
- هل سَتُقيدْ جريمة سنجار ِضّد مجهول؟؟!!
- صباح الخير أيّها الرفاق!!
- نصيحتي للعبادي .. لا تضع الشوك في قَبركَ!!!
- اللصوص وسرية توجهاتهم !
- حين يتحول اسم الله لِرعب يدخل النفوس!!
- الأهمية العسكرية لسلسلة جبل بعشيقة و بحزاني
- اسِتشهاد العقيد –هندسة الغام خالد حجي خدر ، دَرس بَليغ ينبغي ...
- مِن يوميات جَبل بحزاني.
- شجرة التوث ومنزل جدي في عين سفني
- كيف نجت عائلة كبيرة من مخالب داعش في سنجار؟؟
- كوجو صرخة الم – الايزيديين في عالم أصمْ !!
- جولة بحث عن اصدقائي المسيحيين في الموصل.
- زينب بين الجنود !!
- هموم عراقية


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كفاح جمعة كنجي - كابوس آخر من العراق / شقيقي المخطوف والحيوانات غير الأليفة