أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- الفلسطينيون وجحا وحماره














المزيد.....

بدون مؤاخذة- الفلسطينيون وجحا وحماره


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5603 - 2017 / 8 / 6 - 17:06
المحور: القضية الفلسطينية
    


جميل السلحوت
بدون مؤاخذة- الفلسطينيون وجحا وحماره
معروف أنّ الشّعوب في مرحلة الهزائم تنتشر فيها الاشاعات، التي يروّجها الطابور الخامس خدمة للأعداء، وتحبّ جلد ذاتها، فكلّ شخص يعتبر نفسه المالك الحقيقيّ للحقيقة، فيستهزئ بالآخرين ويسفّه آراءهم، وتنتشر سيباسة التّكفير والتّخوين، وتبادل الاتّهامات، التي لا ينجو منها سوى الأعداء. وهذا يذكّرنا بما جاء في موروثنا الشّعبيّ عن جحا وحماره،" فعندما امتطى جحا الحمار وترك ابنه يمشي خلفه، مرّ بمن انتقدوه، فترك الحمار ليمتطيه ابنه ومشى هو خلفهما، فوجد من انتقدوه أيضا، فامتطى الحمار وأردف ابنه خلفه، فمرّ بمن اتهموه بعدم الرّفق بالحمار، فقرّر أن يحمل هو وابنه الحمار، فاتّهموهما بالجنون" وهذا ما يحصل في بلادنا –مع الأسف- فلم ينجُ قائد أو حزب أو تنظيم من اتّهامات يندى لها الجبين، ومن أكثر النّاس اتّهاما للآخرين هم القاعدون الذين لم يرجموا الاحتلال بكلمة!
ولنأخذ أحداث المسجد الأقصى الأخيرة كمثال، تلك الأحداث التي افتعلتها حماقات نتنياهو وحكومته، فرغم الوقفة الشّجاعة التي وقفها شعبنا، وفي مقدّمتهم المقدسيون، وفلسطينيّو الدّاخل دفاعا عن معتقداتهم ومقدّساتهم، وما صاحب ذلك من وقفة القيادة الفلسطينيّة الشّجاعة والحكيمة، والنّشاط السّياسي لبعض القادة العرب، ممّا تمخّض عن تراجع حكومة نتنياهو عن قراراتها الغبيّة، التي مسّت بالمعتقدات الدّينيّة لشعبنا، وهذه سابقة يجب استخلاص العبر والدّروس منها، إلا أنّ المسجد الأقصى لا يزال تحت سطوة المحتلين الذين يستبيحون حرماته، ويدنّسونه باقتحاماتهم شبه اليوميّة له، في محاولة منهم لتكريس التّقسيم الزّمانيّ للمسجد العظيم، تمهيدا لتقسيمه المكانيّ، ولا يزال النّشاط الاستيطانيّ على أراضي الدّولة الفلسطينيّة يتسارع بشكل يوميّ، ولا تزال حكومة نتنياهو تشرّع من خلال الكنيست –البرلمان الاسرائيلي- قوانين عنصريّة، ستمنع أيّ حلّ ممكن للصّراع الذي طال أمده. وتقوم بفرض واقع استيطانيّ في الأراض المحتلة في حزيران 1967 تجعل إقامة الدّولة الفلسطينيّة أمرا خياليّا.
ورغم هذا وغيره كثير، نجد من بين ظهرانينا، من يتّهمون القيادات بالخيانة، دون معرفة منهم بموازين القوى الدّاخليّة، والاقليميّة، وحتّى الدّوليّة، وهم غير مستعدّين حتّى بالتّفكير في ذلك. أو في تحكيم العقل والمنطق فيما يجري محلّيّا واقليميّا. فعلى الصّعيد الدّاخليّ تعيش فلسطين حالة انقسام داخليّ مريع، فصل قطاع غزّة عن الضّفّة الغربيّة، ولعلّنا نعيش حالة غير مسبوقة عالميّا، فهل يوجد في العالم نوّاب مجلس تشريعيّ شاركوا في الانقلاب على وطنهم، وساهموا ولا يزالون يغذّون الانقسام في أي رقعة أخرى في العالم؟ وهل مثل هؤلاء يمثّلون حقيقة الوطن والشّعب الذي انتخبهم؟ وهل اتّهام القيادات التّاريخيّة للشّعب الفلسطيني بالخيانة يخدم القضيّة؟ وهل نحن نعيش حالة جنون جماعيّ؟ ولماذا لا نعرف قيمة الانسان إلا بعد وفاته؟
ولا يفهمنّ أحد من هذا أنّه هجوم على المعارضة، لكن يجب التّمييز بين المعارضة الايجابيّة الحريصة على شعبها ووطنها، وبين المعارضة التي تتذيّل لجهات خارجيّة وتنفّذ أجندتها، ورحم الله الرّئيس الشّهيد ياسر عرفات الذي قال:" لو لم تكن معارضة لعملت على إيجادها". والرّئيس عرفات نفسه وبما يمثّله كرمز للشّعب الفلسطينيّ، وجدنا من قال فيه ما لم يقل مالك في الخمر، وبعد استشهاده أدرك معارضوه حكمته ودوره التّاريخيّ فصاروا يترحّمون عليه وعلى أيّامه. ولنتذكّر مقولة طيّب الذّكر الدكتور جورج حبش:" نختلف مع ياسر عرفات ولا نختلف عليه"، وهذه قمّة الفهم الصّحيح لمفهوم المعارضة.

6-8-2017



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقديم د. خضر محجز لثقافة الهبل
- صدور ثقافة الهبل وتقديس الجهل
- بدون مؤاخذة-ارحمونا من المناكفات
- بدون مؤاخذة- عنجهية القوة خاسرة دائما
- سرديّة اللفتاويّة في ندوة اليوم السابع
- دعسوقة طارق المهلوس في القدس
- بدون مؤاخذة- الأقصى ليس بحاجة لحماية الاسرائيليين
- بدون مؤاخذة- أزمة الأقصى سياسية وليست أمنية
- بدون مؤاخذة- حكومة نتنياهو تشعل الحرب الدينية
- طير بأربعة أجنحة في اليوم السابع
- ريتا عودة والحب المباغت
- بدون مؤاخذة- الصلاة بالعبرية الفصحى
- -زهرة في حوض الرّب- في اليوم السّابع
- زهرة سعاد المحتسب في حوض الرّب
- وداعا أبا سميح
- وسادة جمعة السمان عش دبابير في اليوم السّابع
- بدون مؤاخذة- اللاجئون العرب بين دول الكفر والايمان
- بدون مؤاخذة- النصر العربي المبين
- بيان شراونة تفتح الأبواب المغلقة في روايتها البكر
- وسادة جمعة السمان عش دبابير


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- الفلسطينيون وجحا وحماره