أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد ناصر - كاريكاتيرات(يولاند بوستن) هدية مجانية لحكومات القمع والاستبداد














المزيد.....

كاريكاتيرات(يولاند بوستن) هدية مجانية لحكومات القمع والاستبداد


فهد ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 1455 - 2006 / 2 / 8 - 10:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شكلت أزمة الرسومات الكاريكاتيرية المنشورة في جريدة(يولاند بوستن) الدنماركية حلقة جديدة في مسلسل الازمات المتواصلة التي يشهدها عالمنا المعاصر،غير أنها أزمة كشفت عن مدى الكراهية التي يمكن ان تطلق للتعبير عن ما يحدث او ما يواجه الانسان اليوم ،وأنها اداة فاعلة للتعبير عن رفض كل امكانية لتجاوز الاختلاف ووجهات النظر المغايرة،هي كراهية دللت ان كل التصورات والدعوات بوجود عالم قائم على أساس الشراكة والاحترام والتسامح إإإ أصبحت في مهب الريح او انها محض فرضيات متناقضة وان هناك قوى وتيارات وحكومات لايمكن أن تديم وجودها لولا تشديد حدة الكراهية وتعزيز المشاعر والاحاسيس الدينية والقومية وتدعم كافة النزعات العنصرية والمعادية للبشرية الحالمة بعالم آمن ومستقر.
أزمة الرسومات المذكورة قد كشفت للعالم المتحضر وبشكل واضح وغير قابل للتجاوز والانكار،أنه يقف امام قطبين يتساويان في درجة أنحطاط الاساليب والممارسات والاستناد على أرث يتناقض تماما وآمال الانسان المعاصر ويمتلكان قدرة كبيرة على توليد بواعث العنف والكراهية والتطرف.القطبان هما جماعات الاسلام السياسي والمنظمات والجمعيات الاسلامية في الدنمارك وباقي الدول الاوربية ،هؤلاء الذين يريدون تحقيق دولة الخلافة الاسلامية او فرض المعايير والقيم الاسلامية على المجتمعات الاوربية ومحاربة مبادىء التحرر وتجاوزالقيم الديمقراطية التي هي حصيلة نضال هذه المجتمعات منذ قرون .على الطرف الاخر من جبهة الهمجية والكراهية ومقابل الجماعات الاسلامية الرجعية المذكورة تقف احزاب وتجمعات اليمين المتطرف الذي لايتردد في أعلان عنصريته وعدائه لكل ما هو غير أوربي او مسيحي، قسم واسع من هذه التجمعات يحمل شعارات وهتافات النازية الهتلرية.القسم الاعظم من احزاب وتجمعات اليمين الاوربي المتطرف تسعى للحفاظ على دول النقاء الاثني التي باتت قاب قوسين او ادنى من التلاشي و الاضمحلال بفعل الهجرات المليونية او بفعل تطورات العولمة الراسمالية.ان ظهور اليمين المتطرف والعنصري في الدنمارك وبهذه الحدة لم يأتي دفاعا عن حرية التعبير او حرية الصحافة او عن القيم الاجتماعية والحريات والحقوق الفردية التي يتمتع بها الفرد الدنماركي،انما لاطلاق صرحته الكريهة بوجه الجاليات....أخرجوا،هذه بلادنا........
أزمة كاريكاتيرات محمد كشفت ان التطرف والتعصب الديني والقومي بأمكانه ان يحيل حياة البشرية الى جحيم وان يجعل من العنف بمختلف اشكاله أمرا قابل للتحقق وفي كل حين.
هل هي المرة الاولى التي يشعر فيها المسلمون بالاهانة الصادرة من الغرب حتى يقيموا الدنيا ولا يقعدوها هذه المرة بسبب الكاريكاتيرات المذكورة؟ان الوقائع تقول كلا وان التاريخ المعاصر فيه الكثير من الحوادث المشابهة للازمة الاخيرة،غير ان الحكومات العربية والاسلامية قد غضت الطرف عنها وهي تمارس حملات الاستبداد والقمع المتواصل وخنق الحريات السياسية واستلاب حقوق مواطني بلدانها كونها كانت تتمتع بحصانة من الغرب الذي يغض الطرف هو الاخر عن دكتاتوريتها وتوحشها لاسباب لم تعد خافية على احد.ما الذي حدث حتى تتحول الحكومات العربية والاسلامية الى محرك لكل التحركات والاحتجاجات العنفية التي تشهدها الكثير من مدن العالم العربي ضد الدنمارك او ردا على الاهانة التي لحقت بالمسلمين بسبب رسومات محمد في (يولاند بوستن)؟ ما الذي حدث حتى تتسابق الحكومات العربية مع رجال الدين وقادة التيارات الاسلامية من الوهابية القميئة الى رجعية الاخوان وارهابيي حماس والجهاد وحزب الله...الخ وان تبدوا هذه الحكومات وكأنها صاحبة القضية لا بل انها حشدت شرطتها وقواتها الامنية لتشارك في جرائم احراق السفارات او تدمير ونهب الكنائس ولم لا فهي تعود للنصارى وان كانوا في لبنان او اي بلد آخر إإإ ان ما يثيرعلى الاشمئزاز والقرف هو البيان المسموم لوزاء الداخلية العرب الاشاوس الذين يقفون في قمة هرم الاستبداد والقمع وانتهاك كرامة الانسان ،البيان الذي طالبوا فيه بأنزال اقسى العقوبات بحق رسام الكاريكاتير(أقسى العقوبات في عرف وزاء الداخلية وزعمائهم، الاعدام والسجن المؤبد والتعذيب الجسدي والنفسي او الاختطاف وتقطيع الاوصال ..الخ وكل هذه العقوبات تم الغائها من القوانين الدنماركية وغالبية دول العالم المتحضر) ان وزراء الداخلية العرب وعبر بيانهم هذا قد تساوو تماما مع الشخصيات الارهابية التي اطلقت فتاوى اهدار دم الرسام والبعض منهم خصص مبالغ لمن يقدم على ارتكاب جريمة القتل هذه.
أن قراءة بسيطة للواقع الذي تعيشه الحكومات العربية والاسلامية الدكتاتورية تكشف لنا ان هذه الحكومات تبحث عن أي أمل يمكنه ان يجعلها بمنأى عن مسار رياح التغيير والاصلاح السياسي الذي باتت تواجهه في كل لحظة واصبح مطلب حياتي لملايين المحرومين والمنكوبين بالقهر والاضطهاد وبعد ان اصبحت عبأً ثقيلا على الغرب وامريكا تحديدا و نفاذ مدة صلاحياتها وخدماتها التي كانت تقدمها سابقا.كاركاتيرات محمد قدمت كهدية طال انتظارها للحكومات العربية لتحول الشارع العربي والانسان المنكوب والمحروم من كل شيء الى ناطق رسمي ومدافع عن الاسلام.أنها تقول لامريكا والغرب عموما أننا مجتمعات اسلامية وها انتم ترون ان كل ما يهم الانسان العربي هو دينه وان كان ذلك بحرق السفارات كونها تشعره بالمهانة وتدنيس المقدسات،ها نحن نعطيه حرية التعبير والتظاهر فقام بحرق سفارات الدنمارك والنروج .
أمام هذا المد الهمجي للاصولية الاسلامية والتطرف والعنصرية اليمينية في الدنمارك،فأن القوى التحررية وبمشاركة فاعلة من ابناء الجاليات المتواجدة في الدنمارك الذين يفصلون انفسم ومواقعهم وافقهم الانساني والثقافي عن جماعات التطرف الرجعي يمكنها ان تقف لتغيير هذه المعادلة الخطيرة وان تفرض تواجدها كقوة انسانية وتحررية وبشكل فاعل في المجتمع الدنماركي.



#فهد_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كمال سيد قادر والمس بكرامة العوائل المقدسة
- مرة أخرى نعود، لكي يبقى الحوار المتمدن فضاءاَ شاسعا للكلمة ا ...
- الفكر الانساني في مواجهة القمع..حول اعتقال عبد الكريم نبيل
- أصدقاء السيد الرئيس
- كارثة جسر الائمة ... رخص حياة الانسان في العراق
- دساتيرهم..و..دستورنا
- الدستور العراقي ...أنتكاسة مشروع الاصلاح الامريكي
- تحية للنساء المعتصمات في ساحة الفردوس
- أنهيار القيم الانسانية في فرض الشريعة الاسلامية
- العراق من دستور الدكتاتورية ...الى دستور الدولة الاسلامية
- شرطة وطلاب وجينز
- ويحدثونك عن الاصلاح في مصر - الله مش هي دي الديمقراطية
- نادية محمود للحوار المتمدن...ما يجري في العراق بعيد كل البعد ...
- نادية محمود للحوار المتمدن...ما يجري في العراق بعيد كل البعد ...
- الاول من آيار، صرخة العامل والبشرية الحرة ضد العبودية والاست ...
- مدن لا يراد لها أن تكون خارج أسوار السجون،الناصرية نموذجاَ
- نتائج الانتخابات في العراق،أحلام السلطة وأحلام الناس
- الأبناء البررة
- لا لأيران أخرى،لا لسعودية أخرى،لا لأفغانستان أخرى... لا لحكو ...
- السيستاني... طريق الى الجحيم


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد ناصر - كاريكاتيرات(يولاند بوستن) هدية مجانية لحكومات القمع والاستبداد