أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم هواس - استقلال كوردستان و الحراك الفوضوي..!!!..















المزيد.....

استقلال كوردستان و الحراك الفوضوي..!!!..


اكرم هواس

الحوار المتمدن-العدد: 5602 - 2017 / 8 / 5 - 20:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استقلال كوردستان و الحراك الفوضوي..!!!..

ليس هناك مجنون يعتقد ان العراق كان مستقلا يوما بعد الاحتلال الامريكي... و لا قبله ... و لا يمكن له و لغيره من الدول و الكيانات ان يكون ... لا اتحدث هنا بالضرورة عن نظرية التبعية المتبادلة Interdependency التي طالما انتقدناها مع نمو و تطور اليساري و العالم-ثالثي و صراع الشمال و الجنوب ... الخ ...لكن ربما أشير الى فكر واقعي يستند الى نظرة سوسيوانثروپولوجبة في التطور الاجتماعي و السياسي في العلاقات حيث ان الانسان الفرد انتقل من مرحلة الوحدانية الى الثنائية (التزاوج) و من ثم العائلة و التي اصبحت نواة لتأسيس مجتمع صغير تمدد شيئا فشيئا الى مجتمعات اكبر و أكبر ... عشيرة .. قبيلة... شعب.. أمة ... و مع هذا التمدد الاثنوغرافي فان البعد الجغرافي كان ايضا يتغير ايضا و معه فكرة الموطن و الوطن و الإقليم و العالم و.... العولمة..

بشكل ما فالعالم يتوحد بفعل غزو الانسان لمحيطه بحثا عن شيء مفقود في ذاكرته... و الانقسام الذاتي او بين الوحدات و السياسية ... كان و مازال جزء مهما من عملية اعادة بلورة العالم و توحيده بأنماط مختلفة ... احيانا بشكل قاسي و دموي مدمر ...و احيانا بشكل اكثر سلاسة رغم الام الفراق... لكن الثابت في كل تلك التغيرات ان الانسان مازال يعاني رعب السؤال الوجودي و مازال يعيش في مخيلته تجربة رجل الكهف... تلك التجربة التي تطورت الى فكرة الجيتوهات و من ثم الدولة (القومية) الوطنية ...

و بين هذا و ذاك يتفاقم التناقض الداخلي في العلاقة بين انانية الذات و الحاجة الى الاخر ... حيث تدخل فكرة الاستقلال التي تمثل اشكالية لم يجد الانسان لها حدود واضحة ... و هذا ربما يشكل احد المرتكزات السياسية في نظرية التبعية المتبادلة....

لا ادري باي شيء محدد كان المصريين يفكرون عندما صدحت حناجرهم في ثورة 1919 بشعار "الاستقلال التام او الموت الزؤام"... لان الحقائق على الارض لم تتغير كثيرا و مازال "موسم الهجرة الى الشمال... الطيب صالح " قائما على أشده ... و لعل التناقض بين فكرة الاستقلال و واقع الترابط مع الاخر ليست ظاهرة محددة بطبيعة مجتمع ما... و الكورد ليسوا استثناءا في الرؤية الفوضوية حول مفهوم الاستقلال و ادراك الظاهرة الاختزالية في مفهوم الدولة حيث يسعد الكثير من السياسيين بمقعد في الامم المتحدة و علم ذو ألوان زاهية تتناقض بشكل او اخر مع حجم معاناة الناس (المواطنين ) في اطار سيادة الدولة المحددة على الورق و المنتهكة حدودها الاقتصادية و القيمية و السياسية ...

لكن ماذا على الكورد ان يفعلوا بعد ان تفاعلوا عبر عقود طويلة مع اغلب المشاريع الاممية و الوطنية بل و حتى تلك القائمة على مرتكزات قومية لأهل السلطة ... ؟؟؟ للأسف كل المشاريع العابرة للاثنية و القبلية سقطت و لم يستطع احد ان يقدم مشروعا يجد الجميع فيه ركنا للعيش بسلام .... و في النهاية كان الجميع يفتخرون بدولهم و سلطانهم ... بينما على الكورد ... هكذا يطلب الجميع... انتظار معجزة لا تحصل في تغيير البنى الفكرية و السلوكيات السياسية...

الان... ليس هناك من يستطيع ان يعرف كيف ستتطور الأمور بعد الاستفتاء و حين اعلان كوردستان .. لكن هناك مجموعة مؤشرات لا توحي تقاطعاتها بمنظور سلمي رغم تاكيد الرئيس برزاني على مفهوم "الصداقة" في العلاقة المستقبلية ... و هذا المفهوم يقترب سياسيا من مصطلح التبعية التبادلية اقتصاديا و سياسيا... لكن التفاعل الداخلي (الكوردي و العراقي ) و العربي و الإقليمي يعيد صورة النظرة التقليدية للكورد منذ نشوء الدولة الوطنية في الشرق الأوسط ... على الاقل في اذهان القوى الامبراطورية ... الإقليمية منها و الدولية... فالكوردي ما يزال طفلا غير بالغ للزواج و غير مهيأ الاستقلال ...!!!..

في حين ان مشاريع الهيمنة الكبرى تعيد تبلورها بعد دخول قوى عربية مهمشة في العقود الثلاثة الاخيرة في حلبة الصراع و التجاذبات و بناء التحالفات ... و القوى العراقية الداخلية ليست بعيدة... بل بدأت تبدي تفاعلا قد يطيح بالكثير من الأساطير السياسية التي عملت على ترسيخها قوى إقليمية كبرى ...

بكلام اخر... بينما تتسارع القوى التقليدية لإعادة بناء هيكليات هيمنة متجددة ... بعضها على اسس هشة و غير واقعية... فان القوى الصغرى ليست بعيدة... فالدولة اصبحت هدف الجميع و ان تم تقديم طروحات و شعارات بديلة مثل الفدرالية الموسعة او كونفدرالية او محميات سياسية او اقتصادية على غرار مونت كارلو او اي شكل اخر يوفر فسحة لل "استقلال"... والكورد ليسوا استثناء كما ذكرنا آنفا ...

احدى اهم الإشكاليات بالنسبة للكورد تتمحور حول التجربة الحديثة بعد انسحاب العراقية العسكرية و المدنية من محافظات الشمال ... كما كانت و ما زلت تسمى في الخطاب السياسي العربي... سنة 1991 ... حينها لم ينجح الكورد في بناء كوردستان واحدة.. بل انقسموا الى إقليمين كوردستان الشرقية و كوردستان الغربية و الى أقصى الشمال الشرقي إمارة إسلامية صغيرة لكنها متشددة بشكل غير قابل للتصور ... ربما كانت النواة الاولى لداعش... و خاض الجميع حروبا دموية رهيبة... أطلقوا عليها حرب الإخوة تهربا من المسؤلية الاخلاقية...

الان ... لا ادري ان كان الكورد سيخوضون حرب تحرير ضد العرب و الفرس و الأتراك ... ام ان حرب "اخوة" اخرى في الطريق..؟؟ حيث تتبلور اسس لدول كوردية في روژ آڤا ( كوردستان سوريا) و باكور (كوردستان تركيا) بالاضافة الى المنطقتين التي لديهما تجارب تاريخية في بناء دولة كوردية ( اقليم) و اعني بهما روژ هه لات ( كوردستان ايران) و باشور ( كوردستان العراق).. في حين ان "باشور" و "روژ آڤا" تغليان في صراعات داخلية و تحالفات مع الدولة (العراق و سوريا).. حيث تلعب الولايات المتحدة و روسيا لعبة القط و الفأر امام الجميع بينما يتم ترتيب مصالحهم بعيدا عن الاعين و الاعلام ..

للأسف ... الكورد "اختارو" ... بوعي او بغير الوعي.. "الموت الزؤام" في تسعينات القرن الماضي بينما كانت الظروف مهيئة اقليميا و دوليا لإقامة دولتهم ... و السؤال ان كانوا الان سيحققون الحلم التاريخي في إقامة دولة تتمتع ب "الاستقلال" في مرحلة تاريخية شديدة التغييرات في النفوس و الاوطان..؟؟.. حبي للجميع ..



#اكرم_هواس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر و ازمة الخليج..؟؟
- يوميات معرض القاهرة للكتاب...3
- يوميات معرض القاهرة للكتاب...2
- يوميات معرض القاهرة للكتاب...1
- -ما بعد حلب-...اعادة تفكيك المشروع الكوردي..؟؟!!..
- الموصل.... حلب اخرى..؟؟..
- عودة الفكري الإمبراطوري ..؟؟!!...1..
- مصر و صندوق النقد... اللعبة و البدائل...
- العراق.... عودة الى اللا دولة..؟؟..
- التنمية و النظام الاجتماعي التقليدي
- العرب و افريقيا: البحث عن طريق جديد للقاء..
- أوراق بروكسل...1
- الحياة المدنية...اشكالية..؟؟!!
- الاستعمار المستدام...
- الاستعمار اللولبي و العنصرية الحضارية...!!!..
- روسيا و سوريا: خطبة الوداع... و - دولة خلفاء جديدة-...؟؟..
- العيد و -ذبح عظيم-... هل يلتقيان..؟؟..
- موسم الهجرة الى المجهول المقدس..؟؟..
- أوراق اليونان...1
- مظاهرات العراق... نهاية الفوضى الخلاقة..؟؟..


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم هواس - استقلال كوردستان و الحراك الفوضوي..!!!..