أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عصام خوري - الحاكم والحركات الشعبية














المزيد.....

الحاكم والحركات الشعبية


عصام خوري

الحوار المتمدن-العدد: 407 - 2003 / 2 / 24 - 03:06
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

أخبار الشرق - 22 شباط 2003

راسبوتين ذلك القديس أو المشعوذ الذي حكم روسيا القيصرية، ترك رسالة قبل قتله يتنبأ فيها بزوال الحكم القيصري وقتل القيصر وزوجته من قبل الشعب. وصدق في ذلك. ترى هل هو قديس حقاً؟ .. أم ساحر؟ .. أم عراف؟

راسبوتين كان من الشعب، ويعرف الشعب، ويعرف طبيعة الشعب الروسي، وخاصية انفعاله. فلو كان الشعب قتله هو، لكانت كل ذنوب القيصر محمله لراسبوتين، لكن النبلاء قتلوه فالذنوب لن تحمل إلا للنبلاء، وجاءت الشيوعية.

راسبوتين مات الآن. لكنه حكمة لكل الحكام، عليهم أن يكونوا من الشعب، يتكلمون بمفردات الشعب وإن لم يكن الشعب في قلبهم.

المصالح تقول ذلك والتاريخ يحكي ذلك. فاخناتون حين نصب آتون "إلهاً" للأمم كلها قام بثورة فمنع فن التصوير والنحت وحطم كل التماثيل ومسح عن جدران المعابد كل أسماء وصور الآلهة القديمة، كما ألغى فكرة البعث والحساب والحياة الآخرة. فحرم الإله الشعبي الأول أوزوريس ملكوته في العالم الآخر، لأنه كان ربّ البعث والحساب الذي يزن الحسنات والسيئات في العالم الأسفل ومالك قلوب العباد الباحثين عن السعادة في الحياة الثانية. كما حارب السحر والسحرة وأبطل تأثيرهم في المجتمع. فكان بثورته من أوائل الدكتاتوريين المعاقبين من قبل سخط الشعب والكهنة للديانة السابقة. فخُلع عن عرشه وأبيدت ديانته، وحورب أتباعه ..

كلينتون لبس قبعة البيسبول، وبوش لبس الجينز، وعرفات حتى الآن لم يعرف البعض إن دخل بمسدس أو بيت للمسدس إلى مبنى الأمم المتحدة وتحدث هناك.

المهم أن الشعب يهوى أن يقترب الحاكم منهم، ويداعب أحاسيسهم، فالحاكم عليه دائماً أن يتحدث بأسف وحزن وغضب أمام كاميرات التصوير، ويلاطف الفقراء ويدمع لألم العاطلين عن العمل، ويتحدث بجبروت المناضل على الجبهة، واغتراب اللاجئ في المنفى، والشعب أيضاً يهوى أن يشاهد كاريزما لبطل يحميه، ويقابل شخصيات العالم بثقة، وبغيرية على شعبه، وإن كان في مداولاته السرية بعيد كل البعد عن ذلك.

الإنسان بطبيعته يبحث عن الإبداع في ذاته، وحينما يعجز عن إدراكه، يجب أن يراه في حاكمه. لذلك كل الحكام المنتخبين ديمقراطياً تبدلوا، ومُددت فترة حكم كلينتون لأنه بالفعل اقترب من أحاسيس الشعب الأمريكي، حتى بعلاقته مع مونيكا (!) وإن رفضها البعض.

ومُدد لشيراك لأنه اقترب من شخصية ديغول ولم يكن تابعاً للولايات المتحدة إعلامياً، وهو الذي حمل كلمة الجمهورية والمساواة شعاراً بعد إقصائه لجوسبان، واحتدام النزاع بينه وبين اليمين المتطرف.

الآن وإن تمت الحرب على العراق هل سيُقصى صدام حسين، ويزول حكم البعث عن العراق؟

ربما. لكن مما لا شك فيه أن حكم الجمهوريين وبوش الابن وحكم طوني بلير في بريطانيا، لن يشهد التمديد، خاصة بعد مظاهرات 15 شباط التي شهدها العالم. فحسب المنظمين سار نحو ثلاثة ملايين شخص في تظاهرة في روما بينما شارك أكثر من خمسة ملايين آخرين في مختلف أنحاء أسبانيا (ثلاثة ملايين حسب الشرطة) منهم مليونان في مدريد (600 ألف حسب الشرطة). وفي لندن تظاهر أكثر من 750 ألف شخص حسب الشرطة (مليونان حسب المنظمين)، ونصف مليون آخرون في برلين، وما لا يقل عن 250 ألف في باريس. كما شارك مئات آلاف الأشخاص في كندا والولايات المتحدة وخصوصاً في نيويورك حيث بلغ عدد المتظاهرين مائة ألف شخص على الأقل حسب المنظمين. وفي أمريكا اللاتينية خرج مئات ألاف الأشخاص في شمال البرازيل وجنوبه وفي كوبا والأرجنتين وباراغواي.

وإن لم تتم الحرب سيسقط نظام بوش الابن وطوني بلير، لأنهما لم يمثلا كاريزما الشخصية القيادية الحكيمة والصلبة أمام شعبيهما، وأفقدا بلديهما الهيبة أما شعوب وحكومات العالم، وهذا أمر لا يستهوي شعبيهما. لذلك المنتصر في هذه الحرب إن تمت هو الحركات الشعبية المتكاتفة من كل أنحاء العالم، لأنها أثبتت أن لها دوراً قيادياً وتأثيراً متنامياً على القوة العالمية أن تراعيهم في برامجها الإمبريالية القادمة.

ومعركة العراق لم تنتهِ على هذا النحو لأن الدروع البشرية من كل أنحاء العالم اجتازت الحدود السورية العراقية، والكثيرون قادمون لنجدة الشعب العراقي، والوقوف في وجه الليبرالية العالمية، وفي وجه كل الحكام الطغاة في العالم.

أخطأت الصحافة العراقية الرسمية إن ظنت أن العراق وجه صفعه للولايات الأمريكية. لأن الصفعة جاءت من كل أحرار العالم ومن كل الباحثين عن إنسانية راقية تحمي البشرية وتدافع عن أبنائها.

__________

* كاتب سوري - اللاذقية

 



#عصام_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنتدى الاجتماعي العالمي الثالث


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عصام خوري - الحاكم والحركات الشعبية