أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبعوب - منابر مخطوفة














المزيد.....

منابر مخطوفة


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 5602 - 2017 / 8 / 5 - 00:00
المحور: كتابات ساخرة
    


لازال خطباء الجمعة في حينا بطرابلس يغردون خارج السرب، ولا يقتربون من مآسينا وكوارثنا وخطايانا و كأنهم لا يعيشون بيننا، او أن المساجد والمنابر لا علاقة له بما يعيشه الانسان المسلم، وليس من رسالتها تنبيه الناس وتحذيرهم من السير في دروب الخطيئة التي حذرنا منها الخالق وحرمها بنص لا يقبل النقاش !!

من خلال موضوع خطبة الجمعة في مسجد حينا هذا اليوم تأكد لدي أن الخطبة تأتي جاهزة من خارج ليبيا وليس لخطيب مسجدنا أي دور في إعدادها ، بل هو مجر ملقي لما يتلقاه، وذلك من خلال الموضوع الذي ساد الخطبة من اولها حتى آخر عبارة فيها، والذي يعكس صورة لمجتمع لا يمت لنا بأي صلة ، مجتمع يعمه الرخاء و لا يعاني من أي مشاكل او كوارث ، وحلت كل مشاكله ولا يجد مدبجي خطب الجمعة فيه الا قضايا هامشية مثل تسوية الصفوف في الصلاة وعدم ترك فرجات للشيطان والسعي بكل وسيلة للصلاة في الصف الأمامي لأن الصلاة في الصفوف الخلفية يشوبها خلل وضعف!!

على مدي قرابة نصف ساعة لم يخرج الخطيب عن هذا الموضوع مستدعيا سيلا من الأحاديث والأقوال والروايات ليقنع المصلين أمامه أن تسوية الصفوف في الصلاة من اهم اركانها وكأنهم حديثي العهد بالصلاة في المساجد وان الفوضى تسود صفوفهم اليوم ، وأن المساجد يعوزها وسائل تسوية الصفوف من خطوط مستقيمة نسجدت بعناية في سجادها مرسخة في وعي المصلين الوقوف في صفوف مستقيمة!!

ويحذر هذا الشيخ المردد من ترك فرجات بين المصلين قد يتسرب منها الشيطان "لا تتركوا فرجات للشيطان"!! كلما سمعت هذه العبارة التي يفتتح بها أئمة المساجد الصلاة، يطرق عقلي سيل من الأسئلة المُلحّة : هل بيوت الله مباح للشياطين دخولها؟ وإذا كان الشيطان له القدرة على دخول المساجد وهي حتما طاهرة ويرعاها الله ، فكيف هو حال بيوتنا ومرافق حياتنا؟ الم يجعل الله النيازك رجوما للشياطين كي لا تنزل الى الأرض، فهل منها ما يفلت من رجوم الخالق ويتسلل الى المساجد؟
كم هالتني دعوة هذا الشيخ المردد المصلين الى الحرص على الصلاة في الصف الأمامي، وتقليله من قيمة وأجر الصلاة في الصفوف الخلفية!! مستدعيا لدعم قوله في هذا الصدد روايات وأحاديث ضعيفة !! ومرة أخرى ثار التساؤل في عقلي الذي يرفض الانقياد لأقوال بشر عطلوا عقولهم : ترى كيف سيكون موقف المصلين الذين يصِلُون متأخرين الى المسجد ولم يجدوا مكانا بالصف الأول..؟؟.. هل يتركون المسجد ويصلون لوحدهم حتى لا يقعوا في فخ هذا الشيخ؟!! أم هل سنعيد النظر في تصميم المساجد ونجعلها تسع لصف واحد من المصلين حتى لا يخسر المصلي الأجر كاملا و لا يقع في فخ خلل الصلاة في الصفوف الخلفية؟؟!!
حقيقة لقد تحولت منابرنا من منابر للهداية وحث الناس على فعل الخير والتعاون البعد عن المعاصي ، الى منابر لترديد روايات وأقوال تتناول بعض الجوانب الهامشية في العبادة.. لقد تم تحييد المساجد والمنابر عن دورها الجوهري والخطير في تناول هموم وقضايا المجتمع وتنبيه البشر الى خطورة ما ينتظرهم اذا ما واصلوا سيرهم على طريق الخطيئة والمعصية كما هو جار اليوم في ربوع بلادنا المنكوبة بتحالف شراذم المجرمين من كل توجه ودوائر التخريب الدولية.. ما أحوجنا اليوم الى منابر تحدثنا عن همومنا وتنبهنا الى خطايانا وتهدينا الى سواء السبيل، بدل الحديث عن مكملات العبادة ومحسناتها وغيرها من المواضيع الهامشية التي يمكن تناولها في دروس خصوصية بالمساجد وعلى منابر الإعلام المختلفة ..



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منابر في خدمة تهويد القدس
- سطوة الكلاب (2/2)
- سطوة الكلاب (1/2)
- شحرور يحيي القرآن في العقول..
- -لعبة الشيطان.. دور الولايات المتحدة في نشأة التطرف الاسلامي ...
- جمهورية ابناء العم.. عرض مدهشة لتاريخ المرأة على حوض المتوسط
- الجلاء رؤية واقعية
- ثلاثية توفلر.. الفرصة الضائعة (3 / 3 )
- ثلاثية توفلر.. الفرصة الضائعة (2 / 3 )
- هل أصبحت القواعد العسكرية في متحف التاريخ؟..
- ثلاثية توفلر.. الفرصة الضائعة (1 / 3 )
- التحكم في المناخ؛ أقذر أسلحة الحضارة المعاصرة
- العنصرية.. الطرف الغائب في المشهد..
- قراءة في كتاب نظرية الفوضى-الكايوس- .. ثورة ثالثة في مجال ال ...
- الراحلة ذكرى .. قمة في الانتماء و روعة في الأداء
- -الجينة الأنانية- سفر مبهر في علم مثير.. قراءة في كتاب
- مسالك متري التي قادت ليبيا الى وضع الدولة الفاشلة ..
- مدار الفوضى .. تغير المناخ والجغرافيا الجديدة للعنف(*)
- -الحروب الصغيرة- سلاح امريكي لتفكيك الدول ونشر الفوضى
- سيد هولاند.. عليك بالاعتذار الأجدى


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبعوب - منابر مخطوفة