أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - من الصويرة إلى أكادير : الخشوع أمام جلال الطبيعة .














المزيد.....

من الصويرة إلى أكادير : الخشوع أمام جلال الطبيعة .


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 5601 - 2017 / 8 / 4 - 21:40
المحور: الادب والفن
    



كانت الانطلاقة في الساعة الواحدة زوالا، مررنا من قرية الديابات التي تتموقع يسار واد القصب، تبتعد الدبابات قرابة الكيلومترين عن مدينة الصويرة، يتواجد بها مسجد يرجع إلى عهد السلطان محمد بن عبد الله، كانت الديابات في العصور الخالية تضاهي مدينة الصويرة كما تضاهي الآن سلا الرباط، لكن قرية الديابات لم تتطور على غرار الصويرة، فصارت تسمى بالدار البيضاء الخالية أو الدار المهدومة، لقد اسس الديابات أحد التجار الصويريين في عهد السلطان عبد الرحمان وكانت المدينة تتوفر على دار للدباغة، تعد الديابات كسائر القرى المغربية تعاني من تردي البنية التحتية وغياب الإنارة . نترك خلفنا الديابات ونتوجه جنوبا عبر الطريق الوطنية رقم 1 إلى الصويرة الجديدة أو الغزوة وهي مدينة جديدة تم تأسيسها في الآونة الأخيرة لتخفيف الضغط عن الصويرة، لكن حسب الكثير من المقالات التي كتبت عنها تعاني الغزوة من العزلة وغياب المرافق التعليمية والصحية والخدماتية. نقطع حوالي خمسة كيلومترات نجد على يميننا سيدي كاوكي، نأخذ الطريق الإقليمية رقم 2216 ونمضي وسط غابة كثيفة في طريق ذات اتجاه واحد، وبعد اجتياز 6 كيلومترات لاحت زواية سيدي كاوكي تتحيز جوار الشاطىء، بلغ سكان هذه القرية حوالي 40 ألف نسمة في إحصائيات 2004، ويسكنها عدد محدود من الأجانب، تعلو الزاوية قبة خضراء، نغادر سيدي كاوكي عبر الطريق الإقليمية رقم 2201 مرورا بايزاويت وسط أشجار اللوز والزيتون، ثم نترك على يميننا قرية أحمد السايح التي يبلغ عدد سكانها حوالي 60 ألف نسمة، ثم نأخذ الطريق الإقليمية رقم 2222 التي تعرف انعراجات خطيرة . بعد ذلك رجعنا إلى الطريق الوطنية رقم 1 وتوجهنا جنوبا نحو اسميمو وهي قرية صغيرة يعبرها واد يحمل هذا الاسم الأمازيغي ويعني : " أشرب الماء الحلو "، يتحدر سكان اسميمو من قبائل احاحان السوسية وخاضوا معارك ضارية ضد الاستعمار الفرنسي في معركة لوضا سنة 1912، لقد شيدت فرنسا بعد انتصارها على المقاومين نصبا تذكاريا في المكان للجندي المجهول، تبلغ مساحة الجماعة 79 كلم مربع، تعرف حرارة مرتفعة، بلغ عدد سكانها حوالي 8000 ألف نسمة، تبقى القرية ذات بنية تحتية متواضعة، يسودها الغبار وغياب العناية. أينما ولى المرء وجهه يرى النفايات على قارعة الطريق . بعد سميمو قطعنا 30 كلم جنوبا في اتجاه تمنار، هذه الأخيرة تعد معقل قبائل احاحان التي تنتمي إلى اتحادية قبائل مصمودة، تعتبر عاصمة لزيت الأركان والعسل، تبتعد عن أكادير بحوالي 95 كلم، الرقصة الغنائية المشهورة في هذه القرية هي أحواش، لاحظنا في مسيرنا أن الطرق المؤدية إليها من الدواوير المجاورة غير مبلطة، لاحظنا النفايات أيضا على شوارعها رغم اللافتات المعلقة والتي تحث على النظافة. بلغ عدد سكان تمنار حوالي 10 آلاف نسمة، بعد اجتياز حوالي 30 كلم خرجنا من النفوذ الترابي لإقليم الصويرة، كانت الساعة تشير إلى الرابعة والربع ودخلنا إلى عمالة أكادير، تركنا على يميننا تيليت وتوجهنا إلى امسوان في طريق متعرجة، ولاح في البعيد البحر، نهبط حوالي 500 متر ونذهب جوار البحر بعد اختراق قرية تامري المعروفة بتربية الماعز وتعاطي الفلاحة جوار الوادي حيث يزرعون الموز واليقطين والرمان، بلغ عدد سكان القرية حوالي 17000 نسمة ويتبع سكانها زاوية سيدي امحند اوشن، إذ ينظم موسم التبوريدة كل سنة . في مخرج القرية وجدنا غابة تمكي التي تحاذي البحر، المنظر هنا مع الغروب يكون رومانسيا وجذابا، الصمت هناك مطبق، عثرنا على قرية للصيادين مبنية من بالحجر والاسمنت والقصب فوق الجروف الغالية المطلة على البحر حيث تسكن الغربان والحمام، شيد هؤلاء الصيادون مدارج من حجر ومن خشب للصعود والهبوط نحو البحر لممارسة الصيد، في هذه القرية لا وجود للنساء، وقفنا مدة نصف ساعة ننصت لخرير البحر مع غروب الشمس . تتموقع تيكرت شمال أكادير ب 35 كلم وهي قرية للصيد، قرية هادئة وصامتة ومغرية بالمشاهدة إلى جانب ايمي ودار وتغازوت، لم يسعنا الوقت لرؤيتها جيدا مع حلول الظلام، كان العياء قد نالنا وغادرنا، تناولنا براد شاي وتوجهنا صوب أكادير، كانت الساعة تشير إلى 9 ليلا .
ع ع / 4 غشت 2017 / أغادير .



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الدار البيضاء الى الصويرة : سؤال الآخر يؤرقني
- من عين اللوح إلى الرباط: بحث في العوالم المنسية
- من عيون أم الربيع إلى عين اللوح : الطبيعة العذراء والتهميش ا ...
- من الدار البيضاء الى عيون أم الربيع : حين يختلط جمال الطبيعة ...
- المواطن أولا وأخيرا
- تقريظ الجهل
- ذكريات مدينة كان الخروج كان الخروج منها صعبا (6 )
- مازال هناك حنين
- ذكريات مدينة كان من الصعب الخروج منها (5 )
- ظلك
- صراعنا صراع مشاريع
- حوار المغرب والمشرق (1)
- أياد تحلم بالقمر
- بلابل تغني للضياء
- أنشودة الثرى
- تمردي يا غايا 1
- كيف يتواصل الرعاة مع مواشيهم ؟ (ملاحظة انثروبولوجية )
- وتسير القافلة
- الملاح التائه
- لن تغردي على نغمي


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - من الصويرة إلى أكادير : الخشوع أمام جلال الطبيعة .