أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمود حواري - هل تركيا مقبلة على انقلاب؟!















المزيد.....

هل تركيا مقبلة على انقلاب؟!


حمود حواري

الحوار المتمدن-العدد: 5597 - 2017 / 7 / 31 - 23:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل تركيا مقبلة على انقلاب؟!
بل السؤال الأقرب للطرح لماذا وللآن لم تقم الولايات المتحدة الأمريكية بتدبير انقلاب في تركيا؟ ما يدفع لهذا التساؤل, هو تقارب الظروف والأسباب التي كانت تقوم عندها الانقلابات التركية على مدى عشرات السنين الماضية مع ما تشهده تركيّا الآن. وهنا ننطلق من افتراض, عندنا من الأسباب القويّة- لا مجال الآن لذكرها- للثقة بصحته, أنّ "الانقلاب" الأخير ما كان إلا "انقلاباً مصطنعاً" أو لنقل "انقلاباً ساذجاً" سمحت السلطات بتمريره لتستفيد من نتائجه في قمع المعارضين للسلطة.
بإلقاء نظرة ولو سريعة على تاريخ الانقلابات التركية, والتركيز على السؤال: متى يحين موعد رحيل زعيم تركي والقبض عليه وسجنه أو قتله؟ ما السبب الذي يدفع الغرب لدعم بعض الانقلابات التركيّة؟ ما الأمر "الجلل" وما هو ذلك الخطر الذي يكتشفه الغرب حتّى يندفع للتورط في انقلاب تركيّ؟. سنجد من تجارب تركيا السابقة وتاريخ الانقلابات العسكريّة الدموي, أن أسباب الانقلابات التركيّة متعدّد, ولكن ّسببها الرئيس هو التقارب التركي الروسي.
فالمشترك في الانقلابات التركيّة, أنّها تأتي بعد زيادة ملحوظة للنشاط الطلابي والعمالي اليساري. كلّ الانقلابات كان يسبقها تمرد لاتحاد نقابات تركيا وقيام الشبيبة اليسارية التركية بأعمال "فوضوية". بمعنى آخر كانت الانقلابات فيما مضى درئاً من أن يحكم اليسار وتتحول تركيا من حلف الناتو إلى حلف وارسو.
لربما تقارب عدنان مندريس أو لنقل رغبته في التقارب مع موسكو, كان سبباً للإطاحة بحكمه في أول انقلاب عسكري في تركيا 27/5/1960مع أنّه كان أول رئيس وزراء منتخب. ذنبه كان تخطيطه لزيارة موسكو علّه يبحث عن حلول بديلة عندما شحّت المساعدات الأمريكيّة لتركيا. وزعيم الانقلاب كان من بين ستة عشر ضابطاً جرى تدريبهم عام 1948 من قبل الولايات المتحدة لمكافحة الشيوعيّة وأوّل ما قام به تأكيد ولائه لحلف شمال الأطلسي.
المتقاطع الأخر في الانقلابات التركية هي تصريحها بأنها جاءت لعودة "النهج السياسي الفكري- الكمالية" لمساره, الرد على المساس بالمقدس التركي- الكمالية, كلّ الانقلابات كانت تعقب نقاشات حادّة حول جدّية وصحة الكماليّة وظهور بوادر رفض الفكر الكمالي.
المشترك المتقاطع أيضاً في هذه الانقلابات هو ثأرها أو قل انتقامها من سلك كان من المفترض عرفاً وعادةً أن يحوز التقدير والاحترام, إنّه سلك القضاة ورؤساء الجامعات وأعضاء هيئات التدريس وبعض الإعلاميين.
المشترك الأخر معادة الانقلابات للكرد, واتهامهم للسابقين- المنقلب عليهم- بأنّهم متواطئين مع "الانفصاليين", والمشترك الأخر هو دائماً ممارسة القسوة ورد الفعل المتناهي في العنجهية تجاه الخصوم.
كل ما سلف يبدو بشكل أو آخر مكرراً الآن في الساحة التركيّة. ولكنّ الغرب يمكن له أن يقبل تركيّا بعاهاتها مادام يتحرك ضمن القاموس الغربي, بل إنّ الغرب غضّ النظر عن تركيا عند احتلالها لنصف قبرص, وقدّم لها تنازلات شتّى في مجال حقوق الإنسان وغير ذلك مادامت المفردات الغربية هي المتداولة في السياسة التركيّة.
فالغرب لا يتصور تركيا قديماً والآن, إلا رأس حربة سياسيّاً وعسكريّاً لمخططاته في المنطقة، وعندما تفكر القيادة التركيّة بالانقلاب على هذا الوضع ينقلب عليه الغرب, ويحاسبه الحساب العسير. السبب الأول والأخير للانقلابات التركيّة هي محاولة تركيّا مناهضة الغرب والتغريد خارج سربه, ويبدو أنّ تركيا تتورط الآن في ارتكاب هذه المعصية.
ففي الآونة الأخيرة وربّما كرد فعل من تركيا على استبعادها من حملة تحرير الرقة وقبلها الموصل, وكأنّها تريد أن تقول للناتو عندي أيضاً وسائلي, بدأت تركيا محاولاتها للحصول على صفقة المنظومة الدفاعيّة الجويّة بعيدة المدى S400. الموضوع قد يبدو للوهلة الأولى عاديّاً لِما تشهده العلاقات الروسيّة التركيّة من تقارب في المجالات الاقتصاديّة والسياحيّة والإستخباراتيّة وخاصّة فيما يخص الملف السوري. ولكن هذه الصفقة إن تمّت, وهو ما نشك بحدوثه، سيعني بمعنى ما انقلاباً في السياسة التركية تجاه الناتو، وهو ما لن يدعه الغرب يحدث دون عقاب.
من غير القبول غربيّا أن تتحول ثاني أكبر قوة في الناتو إلى قوة معادية. وتلك الحدود التي كانت لستة عقود صديقة أن يحولها أردوغان إلى عدوة. من غير الممكن بل ومن السذاجة بمكان الاعتقاد أن الغرب سيبقى متفهماً لهذه التطلعات التركيّة في "الانفراد". أو أن يتفهم التبرير التركي من قبيل أنّها تريد بهذه الصفقة نقل التكنولوجيا أو أنّها ترغب بامتلاك القدرة على إنتاج أنظمة دفاعية متقدمة خاصة بها.
وهنا قد يتبادر للذهن ألم تفقه القيادة التركيّة الدرس وتتعلّم من التجارب؟ ألا تتدرك القيادة التركيّة وأردوغان كلّ هذه العواقب؟. وأن تصرفاتهم هي اللعب بالنار. وأنّه قد ينقلب السحر على الساحر. نستطيع الجزم أنّه لا تتصف السياسة التركيّة ومنذ تأسيس السلطنة بالغباء بل نستطيع أن نصفها بالمكر والدهاء. استطاعوا أن يجيروا مفاهيم الإسلام لمصلحتهم, بل خلقوا إسلامهم الخاص واستطاعوا أن يحتلوا أصقاع شتّى في آسيا وأفريقيا وأوربا. وبعد انهيار السلطنة أو قل اضمحلالها, سارعوا وبقيادة مصطفى كمال إلى بناء جمهوريّة حديثة واستطاعوا أيضاً الانسجام مع المستجدات الدوليّة بعد الحرب العالمية الأولى. على هذا ماذا يحدث لتركيا الآن, لماذا هذا الفتور مع الغرب؟ ناهيك عن العلاقات التركيّة الغامضة مع روسيا ومع إيران ومع العراق وأيضاً الخليج. لا هي علاقات ودّ ولا هي علاقات عداء, بل تدفعك هذه التحالفات المؤقتة المتوترة أنّه ليس هنالك من بوصلة وإستراتيجية تركيّة بل مزاجات وعلاقات مؤقتة مرحليّة.إنها ببساطة- أقصد السياسة التركية- صدى لعقلية أردوغان المهووسة بالعظمة ومعادة الكرد. مع كلّ ذلك كان للآن- بشكل أو آخر- منسجم مع السياسة الغربية في العديد من الجبهات, وكان على نحو ما يعرف كيف يلتزم حدوده, يهدد أحياناً يزعل حيناً, وربما يحرد أيضاً, يزبد بعض الشيء, سأفعل هذا وسأضرب ذاك, كلّ ذلك ليس بمشكل, المهم للغرب أن لا يعرقل خططه ولا يتجاوز الخطوط الحمر وإلا ستكون نهايته الوخيمة.
ولكن الآن طرأت مفاهيم جديدة جلبت معها أسئلة مستعصية, ماذا بشأن روسيا؟ وماذا بشأن الكرد في شمال سوريا؟. يبدو هذين الملفين- إن لم يغير أردوغان سياسته- ستكونان السبب في وضعه في دائرة الخطر. إذا استمرت تركيا في مشاغباتها, وأصرّت على تفضيل البوصلة الروسيّة. ثمّ أصرّت على تحريضها ضد الكرد والاعتداء المستمر عليهم مباشرة أو عبر وكلائها, فلابدّ أن يتخذ الغرب موقفاً ويضع له حدّاً, لقد بات الرجل خطراً على مصالحهم ويعرقل خططهم ويهدّد شركائهم, لا بل وأعلن غير مرّة أنّه سيقف ضد مخططات الغرب لتقسيم المنطقة وتغيير خرائطها. وجازف بالأقتراب أكثر من الروس وما انفك يهدد بالاستغناء عن الغرب وأمريكا وبالمقابل زيادة التنسيق مع روسيا.
هل سيدفع السلطان ثمن مماحكاته هذه, أم سيغير من سياساته. أمامه حلّان وخياران لا ثالث لهما, إما العودة لحضن الغرب وتنفيذ المطلوب والإقرار بحجمه الطبيعي وممارسة السياسة التركيّة المعروفة, سياسة المكر والانسجام مع المستجدّات. وفي هذا السياق الإقرار بالواقع الجديد في سوريا, والإحجام عن تعميق العلاقات مع الروس. أو سيكون للغرب وأمريكا خطاباً آخر, سيكون هناك ترتيب آخر لتركيا, قد يكون كما يحدث الآن لقطر,أو ربّما سيكون هنالك دعماً أكبر لحزب العمال الكردستاني, أو الانقلاب على الحكم القائم في تركيا وهو الأكثر احتمالاً.
حمود حواري
كاتب كردي- سوريا



#حمود_حواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمود حواري - هل تركيا مقبلة على انقلاب؟!