أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعادة أبو عراق - 4 – الديدان العالقة/ موظفا حكومبا وجاسوسا














المزيد.....

4 – الديدان العالقة/ موظفا حكومبا وجاسوسا


سعادة أبو عراق

الحوار المتمدن-العدد: 5597 - 2017 / 7 / 31 - 10:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


4 – الديدان العالقة
موظفا حكوميا و جاسوسا

ثالثا : المجال الوظيفي
هذه الشحصية نجدها في المجال الوظيفي بكل وضوح. وهم من الموظفين الذين لا كفاءة لديهم في العمل، لذلك نراهم اكثر تقربا وتملقا للمسئولين، والنفاق لهم، وإطاعتهم على حساب الوظيفة، إذ يعتقدون أنهم يعملون عند هذا المسئول وليس عند الدولة ، لذلك يمكن ان نلحظ بهم ما يلي:
1- يعمدون إلى العمل في الوظائف الحكومية وليس في المؤسسات الخاصة التي يكون فيها صاحب العمل هو المسئول المباشر، الذي ييهمه الإنتاج الحقيقي الملموس لا التملق الناعم، بعكس الوظائف الحكومية التي يديرها موظفون يمكن استمالتهم ورشوتهم وكسب عاطفتهم ورضاهم.
2- هذه الفئة تنموا في الوظائف الحكومية الكتابية أو الإدارية حيث يكون التقييم الوظيفي غير دقيق، وان طرده من الوظيف تستلزم جرائم منصوص عليها في القانون، اما النقل الإداري فإنه لا يأبه له.
3- يفقدون أمام المسئول شخصيتهم فيصبحون مسيرين، ولو كان ذلك مما لا يوافق طبيعتهم، ولا يخدم مصلحة غير مصلحة المسئول، ولو تعارض أيضا مع مقتضيات وظيفتهم.
4- وبقدر ما يكونون مستلبين امام المسئولين فإنهم اكثر قسوة ووحشية إزاء من الأدنى رتبة، وممن هم تحت إمرتهم، فيتعاملون معهم اما بالنبذ أوالحرمان من بعض الحقوق، او افسادهم كي يتعاملوا معهم بذل كما يتعامل مع رؤسائه.
5- لا يعملون إلا بالقدر الأدنى من الانتاج، فلا ابداع ولا تطوير ولا تحسين، انما الالتزام السلبي بالتعليمات والنظم، وتجنب اتخاذ مبادرات خشية الزلل والخطأ وبالتالي خشية العقاب.
6- في وزارة التربية والتعليم فإن كل معلم عاجز عن ممارسة التعليم في الصفوف، فإنه ينقل إداريا إلى مديريات التربية أو إلى الوزارة، ويصبح مع الزمن مسئولا عن ادارة التعليم في جهة من الجهات، وهذه هي الكوميديا السوداء.
7- يكون مستعدا لقبول بعض الرشاوي، والإنخراط في زمرة الفساد، او الدخول في واسطات يستفيد منها ماديا او معنويا.
8- حينما يغادر المسئول عنه إما بالنقل أو التقاعد فإنه ينفض يده منه كأنه لم يسبق معرفته، بل يبدأ في سرد مثالبه وهجائه والحط من شخصيته، لكي يبدأ (على نظاف) علاقاته الجديدة مع المسئول الجديد.

رابعا في مجال التجسس
هذه الشخصية تكون هدفا محتملا لأحهزة التجسس، بناء على ان انتماءها الأول لنفسها، لذلك فإن شعورها اتجاه الغير يكون باهتا، وولاءها لنفسها يعمي بصيرتها عن الآخرين، وفي المقابل تكون ذات ولاء عظيم للمسئولين عنها، ليغدو من اصحاب حظوة لديهم، لذلك فإنها تتقبل الأوامر بدون أي اعتراض او رفض، فنجدها تخون اقرب الناس إليها وتشي بهم، وطبعا يمكن لها ان تنفذ اغتيالات سياسية وكانها تقوم بوظيفة عادية غير مسئولة عن نتائجها، ولا يعصف بها تأنيب من ضمير، ولعل صفة العميل التي تعني الوكيل القذر الذي ينوب عن حهات خارجية او عدوة في تنفيذ مهام ترقى إلى الخيانة العظمى للوطن، إنه لا ينتمي إلا لنفسه وما سيكسبه بهذا الولاء من مكافآت وأعطيات.
والجاسوسية او التجسس هي احدى مهام المخابرات التي تفتش عن هذه الشخصية لكي تنقل لها الاخبار الأمنية في مواقع كثيرة، تحتاج فيها المخابرات ان تعرف ما يجري بهذا الموقع وما يدور في الخفاء، وهذا من صلب العمل المخابراتي، لكن المشكلة حينما تتدخل المخابرات في تعيين هذه الشخصية في مواقع غير مؤهلة لها، وونستطيع ان نتعرف بسهولة على هذه الشخصية حيث نلاحظ غموضها، وعدم توائمها مع زملاء العمل، رغم انفتاحها على الجميع، إنها تسمع اكثر مما تتكلم، وإنها ليست مبدعة في مجال تخصصها، وكل هذا محتمل، ولكن الأكثر خطورة على الدولة والمجتمع، هو ان توضع في موقع المسئولية في الأدارة العليا، فإنها ستكون المصيبة، حيث ان ملكاتها الإبداعية تكون معدومة، فإنها لا تكون منتجة أبدا، بل تبقى بعيدة عن التجريب والتحدي، وبذلك تبتعدة عن اللوم في حال الخطأ، لذلك تبقى على نهجها موافقة على رأي رئيسها، لا تبدي اعتراضا ولا رأيا بديلا إنما ( مثل مابده المختار)
وفي هذا المستوى تلتقي الشخصية المخابراتية مع الشخصية الوظيفية، ويكون اثر هذه الشخصية خطيرا جدا، ذلك ان المسؤل المتردد او المحتار في اتخاذ قرار من بين مقترحات عدة ، فإن هذه الشخصية ستكون مرجحة لما يريده المسئول، وهنا يكون المسئول قد عئر على من يفهمه ومن ينصحه ومن يقربه اكثر ويرفعه لمراتب اكثر،
ولأن هذه الشخصية هي ولاءها لنفسها وليس للمهام الوظيفية التي أوكل بها، فإن الاستغلال الوظيفي يبدأ بالتبلور، من خلال الإنتماء إلى مؤسسات الفساد الموجودة لاقتسام الغنائم ، ذلك ان اللصوصية لا تحتاج إلى شريك، بينما الفساد المالي أو الإداري، بحاجة إلى عصابة متكافلة ومتضامنة، يرتدون بأيديهم القفازات البيضاء، ويعملون كفريق، ويدافعون او يحمون يعضهم بعضا.
إذن فالفساد أو مؤسسات الفساد، لا يكون إلا من هذه الديدان العالقة
وأرجو ان اكون في هذه المقالات الأربع قد سلطت الصوء على هذه الشخصية في بعض أماكنها



#سعادة_أبو_عراق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديدان العالقة
- 2 - الديدان العالقة / في المجال العشائري
- بنية التاريخ إلى أين
- علاقة الدين بالسياسة
- ما بين الحزب الشيوعي والإخوان المسلمين من تماثل
- الدولة الإسلامية وبناء الحضارة
- الهوية الإسلامية والهوية العربية
- الدولة الإسلامية والتكنولوجيا
- تعريفات لفهم الدولة الإسلامية
- نحن محكومون بالتغيير
- أثر الإسلام السياسي في الثقافة المجتمعية
- هل لدينا وقت للحلم؟
- مشروعية الحلم بدولة إسلامية
- متلازمة التفكير والتغيير
- الإسلام حضارة أم دولة؟
- جدلية الفكرة ونقيضها
- الدين والفكر الديني 3
- الدين والفكر الديني ( 2 )
- الدين والفكر الديني ( 1 )
- مفاهيم خاطئة في تلاوة القرآن وقراءته


المزيد.....




- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- خلل -كارثي- في بنك تجاري سمح للعملاء بسحب ملايين الدولارات ع ...
- الزعيم الكوري الشمالي يشرف على مناورات مدفعية بالتزامن مع زي ...
- الاحتلال يقتحم مناطق في نابلس والخليل وقلقيلية وبيت لحم
- مقتل 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة
- بالصور: زعيم كوريا الشمالية يشرف على مناورات -سلاح الإبادة- ...
- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعادة أبو عراق - 4 – الديدان العالقة/ موظفا حكومبا وجاسوسا