أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - هزيمة اليسار الراديكالي في الثورة السورية














المزيد.....

هزيمة اليسار الراديكالي في الثورة السورية


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 5597 - 2017 / 7 / 31 - 04:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك أن الثورة السورية كانت فرصة لليسار الراديكالي كي يمارس دورا ما في نضال السوريين من أجل حريتهم .. لكن اليسار الراديكالي امتنع أو عجز عن ممارسة هذا الدور الذي كان وحده القادر على ممارسته , ليس نتيجة أي وعي طليعي ما مزعوم أو دور قيادي مفترض في أي نضال ثوري شعبي إلى غير ذلك من المزاعم الستالينية , بل لأنه كان كما يفترض الأكثر استعدادا للمشاركة دون تردد في نضالات السوريين , كما أنه كان سيأتي إلى هذا النضال بتصوراته الطبقية أو الاجتماعية المعادية بشدة , كما يفترض , لكل أشكال تقسيم "الجماهير" طائفيا أو دينيا أو مناطقيا الخ .. أيضا و قد يكون هذا هو الأهم , هو أنه خلافا "للناشطين الليبراليين" و "الحقوقيين" و أصناف المعارضات التاريخية للنظام , إذا استثنينا السلفية الجهادية , كان يفترض أن يكون هذا اليسار الراديكالي أكثر استعدادا لخوض تجربة النضال المسلح , التي أيدها معظم المعارضين السلطويين للنظام و "النشطاء" دون أن يشاركوا فيها راضين بأن يتولاها الإسلاميون على أمل أن يكون هؤلاء مستعدين للتنازل لهم في نهاية المطاف .. يمكن سوق العديد من المبررات لهذا الفشل أو الهزيمة , مثل أن اليسار الراديكالي السوري لم يكن قد تشكلت ملامحه بعد قبل الثورة , عدا عن تواضع قواه و غياب أي دعم له مقارنة بالسلفية الجهادية , لكن مع ذلك كشفت الثورة عن بؤر كان يمكن لهذا اليسار أن ينطلق منها أو يترسخ فيها , ليقدم على الأقل أمثولة و نموذجا لبقية السوريين عن كيفية انتزاع الجماهير لحريتها و كيفية ممارسة تلك الحرية دون تراتبية هرمية أو استغلال أو قهر .. شارك كثير من اليساريين في بدايات الحراك الشعبي , السلمي أو المسلح , دون أن يطوروا مشروعا أو تصورا خاصا عن مسار الثورة و أهدافها و حدودها , و قبل كثير منهم , إن لم يكن معظمهم , بتعرجات الثورة المختلفة و التصورات الساذجة المبكرة عن كيفية انتصارها و الشعارات التي وضعها البعض في فم المتظاهرين بحجة وحدة الصف الثوري الخ .. قد يكون منطقيا لهيئات المعارضات الناشئة خارج الثورة أن تتحول إلى أدوات في الصراعات الإقليمية و الدولية و أن تساهم في خلق الوهم عن تدخل خارجي ما وشيك يحسم الصراع مع النظام و أن تتجاهل التحليلات التي كانت تستبعد ذلك التدخل و تكتم ما سمعته من السفير فورد و غيره عن احتمالات هذا التدخل المحدودة و أن تهلل لأسلمة الثورة و تطييفها لكن كان يفترض باليساريين أن يمتلكوا مناعة عالية تجاه مثل هذه الأوهام و محاولات تجيير ثورة السوريين و نضالهم و مطالبهم في الصراعات الإقليمية و الدولية .. لكن اليسار عموما سقط كالآخرين في هذا المستنقع العفن الذي انتهى بتحويل سوريا إلى جحيم و مكان لتصفية حسابات الكبار على أشلاء فقرائها .. هذا عن "اليسار" السوري بعموميته , لكن اليسار الراديكالي أيضا لم يحاول أبدا انتزاع المبادرة بإطلاق نضالات خاصة في مواجهة كل هذه المخاطر و الألاعيب السلطوية .. و الأهم أنه لم يحاول أن ينظم قواه عسكريا في مواجهة النظام و القوى السلطوية المختلفة التي تتنافس على استعباد السوريين .. على الرغم من كل شيء كان يمكن لليسار الراديكالي أن ينظم بؤر ثورية خاصة كانت قادرة على أن تقدم المثال لبقية السوريين أولا و أن تحاول ثانيا تنظيم مقاومتهم في المناطق الخاضعة للنظام و القوى السلطوية المختلفة لصالح تجذير الثورة و استمرارها و حتى انتصارها .. كانت الصلات شبه مقطوعة بين اليساريين الراديكاليين و غلب على علاقاتهم التنافس بدلا من التنسيق و اتجه قسم منهم إلى الكتابة الصحفية كشكل وحيد للفعل الثوري مع تراجع المظاهرات السلمية و بدلا من الفعل الثوري اعتمد الكثيرون أو الغالبية على تنميق الكلام الثوري و حتى المزايدات الثورية , الشيء الطبيعي جدا في حالة غياب الفعل لصالح الكلام .. حتى اليوم يتصرف اليسار الراديكالي بسلبية غريبة تجاه الوضع السوري , و يكاد يكون نشاطه معدوما في مواجهة القوى السلطوية المتنافسة على مصير السوريين و استعبادهم .. قد يمكن تبرير هذا بواقع السوريين عموما , الصعب جدا , و بتراجع كبير في إمكانيات صمودهم و مقاومتهم للقوى السلطوية التي تقهرهم .. لكن هذا لا يكفي و لا يلغي أيضا مسؤولية اليسار الراديكالي و نصيبه في هزيمة الجماهير السورية .. أحد أسوأ نتائج هزيمة اليسار الراديكالي السوري هو عودة المسلمات الستالينية إلى التداول عن دور غياب القيادة المركزية في هزيمة الثورة و عن الدور الطليعي للنخبة الثورية , المحترفة , و غيرها من الأفكار السلطوية التي كانت قد فقدت مصداقيتها و جاذبيتها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي من الدخل تحت وطأة أزماته و لامبالاة و نضال شغيلته ضد رأسمالية الدولة البيروقراطية السوفيتية .. يحتاج اليسار الراديكالي اليوم لإعادة النظر في تكتيكاته الثورية , سواء في فترة الردة الرجعية أو في فترة صعود النضال الجماهيري بما في ذلك استخدام العنف الثوري عند الضرورة و إلى ابتكار طرق و أساليب مقاومة تناسب ظروف الجماهير السورية و المشاركة في تعميم خبرات التنظيم الذاتي و أشكال النضال القاعدي الأفقي التي مارستها الجماهير في فترات الصعود الثوري و التشديد على الحلول اللاسلطوية , الديمقراطية حقا , الديمقراطية المباشرة , أن يقوم السوريون بإدارة شؤونهم بأنفسهم من خلال أشكال التنظيم الذاتي المباشر ... كانت الثورة مناسبة رائعة للاحتفال , للغناء , للحلم , للصراخ , لكننا لم نعرف كيف نحولها إلى كرنفال دائم , حرية حقيقية لنا جميعا .. علينا اليوم أن نتعلم من تجربة تلك الأيام الرائعة .. نضال البشر لن يتوقف و أحلامهم لن تموت ما استمر القمع و القهر على هذه الأرض , لذلك علينا أن نستمد الدروس , مع الآخرين , و نبدأ المقاومة من جديد ..



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة من أجل أسبوع عالمي للتضامن مع السجناء الأناركيين 2017
- بين موت البوعزيزي و بوابات الأقصى الالكترونية
- عن الجيش اللبناني و المصري الباسلين
- أناركيون
- ساديو و مازوخيو سوريا
- الثورة الإسبانية : مقدمة سريعة
- لماذا لا أزال أناركيا ؟
- لماذا لا يوجد حل قومي للمسألة الكردية
- عشيقة لينين - الثورة قبل الحب : إينيسا أرماند
- الثورة الروسية المضادة - غريغوري بيتروفيتش ماكسيموف
- ملاحظات على ملاحظات ياسين الحاج صالح إلى إسلاميين حسني النية
- حدث ذات يوم
- ترامب و الإسلاميون و أطياف الثورة السورية
- القيامة الآن , أو نهاية العالم
- نصوص سوريالية
- الشهيدان
- السعيد
- المرأة العربية : جسد مهدد , إنسان مسجون – ماجدة سلمان
- اعتقال هيربيرتو باديلا و بلقيس كوزا مالي
- كان سان : الثورة البروليتارية الثقافية العظمى


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - هزيمة اليسار الراديكالي في الثورة السورية