أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - الشعر والدين














المزيد.....

الشعر والدين


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1455 - 2006 / 2 / 8 - 09:49
المحور: الادب والفن
    


إن العلاقة بين الشعراء والمنافقين من رجال الدين على مدى العصور كانت علاقة تعارض واختلاف وما أكثر قصائد الشعر والنصوص الدينية التي تنال من الطرفين. المشكلة لاتنحصر بين الشاعر والدين وأنما بين الشاعر والمنافقين من رجال الدين الساعين أبداً لاستغلال العامة من الناس لتحقيق مأربهم الخاصة. وغالباً ما يتم ذلك عن طريق تجهيل ونشر الخرافات بين العامة من الناس لإبقائهم أطول فترة ممكنة أذلاء وخنوعين لسياسة الحاكم، إنهم وعاظ السلاطين ويتخذون من الدين ستاراً لتحقيق مصالحهم الذاتية.
ولو تم رصد أبعاد هذه المشكلة الاجتماعية، يتبين أنها عبارة عن صراع بين الخير والشر.....ليس باعتبار الدين شر وأنما بعض القائمين عليه الذين يتخذونه سبيلاً للشر في تحقيق مصالحهم الخاصة مستمدين توجهاتهم ليس من مبادئ الدين ذاته وأنما من توجهات السلطان ليعملوا على تأطيرها بالنصوص الدينية المجتزأة لاستغفال العامة من الناس. يصفهم ((عمر الخيام)) قائلاً:
"وليـس عندهم ديـن ولانـسك............فـلا تغرك أيـدٍ تحمل السُبحا
وكم بشيوخ غدوا بيضاً مفارقهم............يسبحون وباتوا فـي الخنا سُبحا".
اتخذ رجال الدين المنافقين دور العبادة منبراً في الدعاء للحاكم الجائر ومطالبة الناس الالتزام بتوجهاته، وهذا ما يتناقض ومبادئ الدين ذاته الذي رفض الظلم وحث الناس على التصدي للحاكم الظالم ونظامه. وحرضوا على الإرهاب والعنف وبث الفرقة بين المسلمين واستعداء الأديان الأخرى وإصدار الفتاوى وفقاً لمزاج السلطان وتوجهاته والتدخل في الشؤون الخاصة للناس عبر إصدار الفتاوى البعيدة كل البعد عن أصول الدين وتوجهاته، فحرموا ما حلله الدين وحللوا ما حرمه.
وأصبحت المساجد أماكن للتآمر والعنف وممارسة الموبقات........وما أشبه اليوم بالبارحة حين طالب الرسول الكريم محمد (ص) بإحراق مسجد ضرار لتأمره على الدين ذاته. يصف ((عمر الخيام)) تلك المساجد قائلاً: "مساجدكم ومواخيركم.............سواء فبعداً لكم من بشر".
إن الدين شان خاص بين الإنسان وربه ولايحتاج إلى وساطة من رجال الدين المنافقين الذين لا هًّم لديهم سوى تحقيق مصالحهم الشخصية والتواطؤ مع السلطان لتجهيل المجتمع وقسرهم على القبول بواقعهم المزري الذي يطاله الفقر والجوع والأمية وإيهامهم بأنه قدرهم السماوي، لايجوز الاعتراض عليه وخروجهم على الحاكم الجائر يعتبر مفسدة!.
يلعب رجل الدين الحقيقي دور المصلح الاجتماعي ويدافع عن مصالح الناس ويرشدهم لطريق الصلاح والخير، ويبعث في نفوسهم الإيمان بالقيم الإنسانية باعتبارها قيم روحية مستمدة من منظومة الخير والشر توجهها في ردع الإنسان عن إلحاق الأذى بالآخرين.
لقد عمل رجال الدعوى الأوائل على نشر الدعوة في أقصاع العالم وكانوا مثال التواضع والسيرة الحسنة ومدافعين عن مصالح الناس لكن بعد أن اتخذ من الدين واجهة للدولة أصبحوا بعض رجال الدين وعاظا للسلاطين ومساندين لهم ضد المجتمع لقاء حصولهم على المال لتنفيذ توجهات السلطان المتعارضة أبداً مع مصالح المجتمع ومبادئ الدين ذاته.
ومع انحسار مظاهر الأمية والجهل في المجتمع وترافق ذلك مع تطور العلوم على مستوى العالم تراجع دور رجال الدين باعتبارهم القلة التي كانت تجيد القراءة والكتابة، وأصبح بوسع أي إنسان أن يقرأ لوحده أصول الدين ويفهمها دون الحاجة لجيش من العاطلين المعتاشين عالة على نفقة المجتمع يغرفون من خزينة السلطان مالاً يكفي لإنقاذ ملايين البشر من فائقة الجوع والفقر. يصف ((أبو العلاء المعري)) تلك الحالة قائلاً:
"اثنان أهل الأرض ذو عقل........بلا دين وآخر دين لاعقل له".
إن ما يبثه رجال الدين المنافقين من سموم في جسد المجتمع، أدى لتخريب شبكة العلاقات الإنسانية بين البشر وطمس العديد من قيم التسامح والمحبة مقابل إحياء لقيم الكراهية والحقد وعلى حساب إنسانية الإنسان وتاريخه الحضاري المترافق مع قيم الدين السمحاء الساعية لنشر المحبة والسلام بين البشر.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر والسياسة
- زائرة بعد منتصف الليل
- شعراء الهجاء والذم
- شعراء المديح
- مهام الشاعر
- الشاعر ومكونات القصيدة الشعرية
- الخطاب النسوي بين الواقع والحقيقة
- تداعيات امرأة في الزواج والانجاب
- المرأة بين مورث الشتيمة والسباب
- المرأة بين النكات والأمثال الشعبية
- التحرش الجنسي بالمرأة
- الغيرة بين النساء
- آراء ذكورية في حقوق المرأة
- آراء دونية في المرأة
- العلاقات العاطفية للمرأة بين المورث والوقع
- دور القيم والأعراف في التربية
- دور المربي في المجتمع
- التربية الاجتماعية-الهدف والغاية
- مفهوم التربية
- الشعور بالدونية عند المرأة


المزيد.....




- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - الشعر والدين