أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمير جبار الساعدي - بين الدب والفيل ثعلب ماكر














المزيد.....

بين الدب والفيل ثعلب ماكر


أمير جبار الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 5593 - 2017 / 7 / 27 - 22:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم أسمع أو أقرأ الكثير من تسليط الضوء على حركة دبيب الغرف المغلقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير الخارجية الاسبق (هنري كيسنجر) وبينه والرئيس الروسي (فلاديمير بوتين ).
حيث وصلت العلاقات الروسية الأمريكية في تقارب الوفاق سياسيا الى نقاط حرجة بعد أن قامت أمريكا بضرب ولعدة مرات قوات الجيش السوري والقوات الحليفة معها قرب الحدود السورية الاردنية العراقية تحت حجة اقترابها من قاعدة التنف التي تعسكر فيها امريكا وحلفائها وتمنع التقرب منها بقطر 55 كلم مما صعد الرفض الروسي الذي اعتبره خرقا للسيادة السورية وموقعا سقوط بعض المدنيين نتيجة هذه الضربات وكانت تبريرات أمريكا بأنه دفاع عن النفس لإبعاد خطر تقرب الجيش السوري من معسكرهم ومن يحالفون..
ولهذا بحثت كل من أمريكا وروسيا عن ابواب خلفية تخفف حدة التصعيد بينهما الذي وصل الى حد التلويح بالرد حسب مقتضيات الخرق الأمريكي من قبل روسيا ..
ونرى بأن نجاح الطرف الروسي بتحويل مشروع المناطق الأمنة التي سعت لها كل من تركيا وأيدتها أمريكا في بعض الاحيان الى مناطق خفض التوتر يسجل قدرة الدبلوماسية الروسية على النجاح عكس الإدارة الأمريكية التي بقت تراوح بين ستراتيجية الشك أو خوض غمار التصعيد .. وكان لاجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر لمناقشة موضوعين هما روسيا وسوريا في شهر ايار/مايو 2017 قد ساهم بشكل واضح على امتصاص بعض زخم التوتر بين الطرفين، وهو لم يكن اللقاء الاول بينهما حيث سبق أن التقى ترامب بثعلب السياسة الخارجية الأمريكية هنري كسينجر في شهر ديسمبر عام 2016، وقال ترامب للصحفيين عقب الاجتماع إن الحديث كان "يتعلق بروسيا وموضوعات مختلفة أخرى".
حيث يرى هنري كيسنجر على أن يتنازل السيد ترامب عن التشديد على دور موسكو في المسألة الاوكرانية وبعض نفوذها على جمهوريات الاتحاد السوفياتي، ويدفع الثعلب الماكر(هنري كيسنجر) إدارة ترامب عن التخلي عن لهجة التعالي التي استخدمها سلفه اوباما في إدارة أزمة العلاقة بين روسيا وأمريكا وعلى ترامب أن يأخذ الروس على محمل الجد.
وقد كان سعي وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر الى لقاء الرئيس بوتين في الكرملين وذلك قبل لقائه المرتقب مع نظيره الرئيس دونالد ترامب على هامش قمة العشرين في هامبورغ هو لترتيب "صفقة أمريكية روسية" يعدها كيسنجر بطلب من السيد ترامب قبيل لقائه المنتظر مع بوتين على هامش قمة العشرين في ألمانيا، قد أتى أوكله بالنسبة للطرفين حيث قال ترامب "نحن نتحدث عن سوريا وأعتقد أننا في طريقنا إلى القيام بعمل جيد جدا فيما يتعلق بسوريا". وتابع ترامب قائلا، "سنوقف القتل والموت".
وهذا ما توصلوا اليه فيما بعد بهدنة ايقاف اطلاق النار في مناطق الجنوب السوري.. والتي أراها بانها كانت لإبعاد خطر المواجهة بين الطرفين أكثر من تخفيف حدة التوتر في سوريا لأن الأمر قد وصل الى نقطة حرجة بين روسيا وأمريكا في استعراض العضلات ولا سيما بعد عملية التراشق الصاروخي على الاراضي السورية والاستعداد لاستخدام منظومة اس 400 وغيرها، والتقليل من الخرق "الإسرائيلي" للسيادة الجوية السورية بأكثر من مرة وأن يكون هناك رد سوري مثل ما فعل سابقا.
ولهذا حفظت أمريكا ماء وجهها من أن تتواجه مع الدفاع الجوي السوري أو تعرض معسكراتها لتحدي الضربات الأرضية من قبل الجيش السوري وحلفائه والذي سيضطر أمريكا من أن ترد وبشكل أعنف وهذا ما دعا أمريكا بأن تلوح مرة أخرى بوجود شبهات استخدام الكيماوي أو استعداد سوريا لاستعماله مرة أخرى حتى ترجح أوراق الضغط في يديها اثناء التقارب الذي قال عنه وزير الخارجية الأمريكي إن الروس قد يكونون على حق أكثر من الولايات المتحدة في سوريا، لا سيما وأن كلماته تشير الى أن واشنطن تقبل بما تفعله روسيا في سوريا.
فاصبح من المعلوم بأن هذا الاتفاق لن يقدر على ايقاف المعارك في سوريا ولكنه قد يخفف من سقوط المزيد من الضحايا. فهل يستطيع أن يمنع كل من تركيا وأمريكا متابعة إقامة مناطق أمنة (Safe Zone) والتي تعد لها العدة لأن تكون نواة إيجاد كونتانات ذات بعد قومي وطائفي ومناطقي يقسم سوريا حتى مع تشديد أغلب الاطراف على وحدة سوريا.
وكم سيقدم من تطمينات للدول التي سعت لتحجيم الدور الإيراني في المنطقة؟ والتي كانت من وراء تصعيد التوتر الطائفي ولا سيما بعد احداث ما سمي الربيع العربي بالمنطقة العربية.
فهل ستعمل الدول التي وعدت على محاربة الارهاب في القمة الأمريكية الإسلامية من تقليل دعم الجماعات المتطرفة والمتصارعة على مناطق النفوذ والسلطة في العراق وسوريا؟
إنها اولى حلقات التقارب الروسي الأمريكي في هذا اللقاء الذي سعى به الثعلب الماكر هنري كيسنجر بين الدب والفيل فهل سيكون مدعاة لنا أن ننظر الى أبعد من بقاء مساندة روسيا لإيران وسوريا بنهجها الحالي؟ أو سيكون هناك تقارب صوب مصالحها بشكل تدريجي مثل وما سبق أن دعا وزير الخارجية البريطاني روسيا الى إن “بوسع موسكو الانضمام إلى التحالف الدولي الذي يضم 60 بلدا لمكافحة "داعش" والحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في سوريا مع فرصة بناء علاقات ثمرها أوفر مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكان الرد الروسي آنذاك متهكما ساخرا من وزير الخارجية البريطاني.
وهذا ما تم مؤخرا عبر اللقاء بين الدب الروسي والفيل الجمهوري في قمة الـ(G 20)، فهل ثمرة الهدنة بإيقاف اطلاق النار ستكون كافية ام أن هناك المزيد...؟.
ومدعاة تساؤلاتنا هو إن الكرملين (لم يردّ بقوة على إسقاط الأمريكيين لطائرة سورية هدّدت قوات سوريا الديمقراطية قرب الرقة في 18 حزيران/يونيو). فما هو تأثير التقارب الروسي الأمريكي على طبيعة الدعم لكل من إيران وحلفائها مستقبلا.. وهل نحتاج أن ننظر بعمق أكبر الى النصف الفارغ من الكأس؟؟.
د. أمير الساعدي
باحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية



#أمير_جبار_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوروبا وسط ضربة أمريكية
- بُح صوت الشعب!!
- بين السياسة والعسكر الموصل استلبت
- الضوء في نهاية الامر
- هل أنت مع أو ضد...؟؟؟
- وجه التحالفات القادمة
- بين الحقوق ... والتحقيق
- الشعب وخطر الساسة
- قيادة العمليات وقيادة المالكي
- حكومة الأغلبية السياسية الى أين؟
- إيران...وقمة عدم الأحياز
- ذخيرة حية...ونتيجة ميتة!!
- أولمبياد عظمة وظلمة بريطانيا
- لماذا العراق هو المستهدف الأول؟؟؟
- -وثيقة عهد- الصمت الإعلامي
- صراعات الساسة... وخيارت الشعب
- العراق... ودولة كردستان !!
- إيران ..العراق.. والحرب العالمية الثالثة
- قمة بغداد العربية بين الربيع والخريف العراقي
- ضربة كتلة الأحرار ... الأستباقية


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمير جبار الساعدي - بين الدب والفيل ثعلب ماكر