أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد سيف المفتي - فيصل القاسم، لا حاجة لنا بك.














المزيد.....

فيصل القاسم، لا حاجة لنا بك.


محمد سيف المفتي

الحوار المتمدن-العدد: 5592 - 2017 / 7 / 26 - 02:48
المحور: كتابات ساخرة
    


فيصل القاسم، لا حاجة لنا بك.
محمد سيف المفتي

حضرت البارحة اجتماعا تحضيريا للجالية العراقية، لوقفة احتفالية بمناسبة النصر العراقي الكبير في الموصل. يعني فرح، بدأت الاصوات ترتفع منذ الدقائق الاولى و نحن نناقش التوقيت المناسب للاحتفالية.
و احتدم الوطيس عندما اردنا مناقشة من سيكتب الخطاب الذي سيقرأ في الاحتفالية.
لا تسألني كيف كان سيكون النقاش لو كنا نناقش خلافا عقائديا أو مبدئيا؟
رفعت يدي لمدة خمسة دقائق انتظر أن يعطف علي أحدهم و يسمح لي بالحديث، عبثا ذهبت محاولاتي، ابتساماتي و رفع اليد مدها الى الامام لتكون أمام العيون، كل الخطوات كانت بلا جدوى. كنت أفكر طيلة الوقت بسؤال محدد. هل لنا بـ فيصل القاسم حاجة ؟ هل نحن بحاجة لمتابعة برنامجه ( الرأي و الرأي الآخر ) ؟ كان الحاضرون يقاطعون حديث بعضهم البعض بلا توقف حتى تدخل احد المشاركين وقال لنسمع رأي الأخ و أشار بيده إلي. شعرت بارتياح لم يدم طويلا، بدأت بالحديث رفعوا صوتهم أعلى من صوتي .. لم تجدي كل الوسائل لكي أدلي برأي ، في النهاية رفعت صوتي على غير عادتي و طلبت الحديث؟ أصابتني عدوى الصراخ.
بعد أن أقمت في النرويج ما يقارب ثلث عمري، و تعلمت في النرويج و درست في جامعاتها و دخلت معترك الحياة السياسية، و درست الترجمة و ترجمة الحوار. أقولها لكم صراحة أننا لا نحتاج فيصل القاسم لكي يجعل الصراخ لغة حوارنا.
عدت الى البيت و بدأت أفكر لماذا نصرخ عندما نريد الحديث و الاقناع في أي قضية كانت؟
ما هي دوافعنا للصراخ؟
لماذا نحاول أن نخرس صاحب الصوت المنخفض؟ بينما في النرويج يسكت الجميع ليتمكنوا من سماع صاحب الصوت المنخفض.
قضيت الليل بمقارنات بين النرويج و العراق و الدول العربية.
اعتقد أنني كشفت هذا السر من خلال هذه المقارنة. أثبت العلم أن الجنين في الأشهر الاخيرة من الحمل يسمع الحديث الذي يدور خارج بطن أمه، و مع انتشار ظاهرة كآبة الحمل و احداث العراق الساخنة و الاجواء الحارة فهو بالتأكيد سيسمع صراخ امه و ابيه و شجارهم. بينما يكاد الجنين النرويجي لا يسمع اي صوت سوى التمسيد و الغناء له و الكل ينصت لسماع حركاته و متابعة ركلاته.
لنقل أن هذا الاختلاف هو اختلاف جيني بين ابناء الاسكندنافية الباردة و أجواء العراق شديدة الحرارة.
ساعة الولادة
عند ولادة الطفل في النرويج يدخل الوالد مع زوجته الى غرفة الولادة و هو الذي يقوم بقطع الحبل السري، و يحاول التخفيف عن زوجته عند اشتداد طلقات الولادة و يمسك بيدها و الكل يعمل بهدوء.
في بلادنا تجتمع النساء حول المرأة الحامل و يحاولون شد عزمها بالهتاف و مناشدتها للتحمل و الدفع مع قراءة الادعية بصوت عالي و الصياح على هذا و ذاك.
بعد الولادة
مع خروج الطفل تبدأ تهليلات النساء و حركتهن المتسارعة اجلبي هذا و اتركي ذاك، و الطفل يبكي و الاصوات تتصاعد.
بينما في النرويج يصغي الجميع الى بكاء الطفل، بينما هو راقد على صدر أمه و والده يقف بجانبهم بكل هدوء ، ينتظرون الطفل حتى يهدأ.
الدرس الاول الذي يستنبطه الطفل في بلادي ومنذ اللحظة الاولى للقائه بهذا العالم هو ( الغلبة لصاحب الصوت الاعل ).
الطهور:
يصرخ الطفل و يبكي بحرقة نتيجة الكذبة الكبيرة التي انطلت عليه ، اسبوع مضى و الرجال يقولون له (لن تشعر بالألم بتاتا ) بينما تتصاعد اصوات الرجال حوله مغطية على صراخه، في مدينتي " الموصل " يصيح الرجال بأعلى اصواتهم حتى يتراقص لسان المزمار خارج الفم. ( ورد حاق صاق ناصي هي ) لا تسألوني عن معناها يقال هي من اصول تركية، مع الردة الجماعية " هي " غير آبهين بوجع الطفل.
بينما في الدول الاسكندنافية يتم الاصغاء لوجع الطفل باحترام و تفهم.
الدرس الثاني الذي يستنبطه الطفل في بلادي في هذا اليوم التاريخي بالنسبة له، أن ألمه لا يعني شيئا، و تبقى الغلبة لصاحب الصوت العالي.
يفطم الطفل النرويجي بهدوء إما بسبب انتهاء فترة حياة زجاجة الرضاعة أو قرار السفر الى القمر الى آخره من الوسائل اللطيفة، بينما نفطم اطفالنا بالصراخ و عدم تفهم حاجة الطفل و علاقته بزجاجة الرضاعة . و الصراخ عليه " لقد اصبحت رجلا و تريد الرضاعة".
الطفولة:
عندما يلعب الطفل بصوت عالي يتم الصراخ عليه " ابوك نايم لا تعللي صوتك و إلا ، لا تلم إلا نفسك " اشارة الى العقاب و الاسلحة المستخدمة لأخراسه كثيرة.
في المدرسة الغلبة لصاحب الصوت العالي، الشجار ينتهي لصاحب الصوت المرتفع العدواني، و من يرتفع صوته دائما بعدائية ترافقه شائعة تقول ( وافق على طلبه، لأن الاخ كثير عصبي"
في النرويج من له مثل هذه الصفات يدخل مصحا نفسيا. الموضوع اختلاف حضارات و ثقافات.
أرجوك يا استاذ فيصل لسنا بحاجة للاستفزاز فنحن مستفزين مذ كنا أجنة في بطون امهاتنا، و تعلمنا سوء الحوار منذ نعومة اظفارنا. اتركنا بسلام.



#محمد_سيف_المفتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طرد ضابط نرويجي من الخدمة
- اسكندنافية في الرقة
- داعش قدرنا الاقليمي
- مفاهيم قاتلة
- إضاءة على شظايا فيروز
- هل كانت قندرة الباشا شيعية أم سنية؟
- العراق قمر
- موصل اليوم جحيم بلا أمل...
- الى معاليكم
- انتباه الموصل في خطر
- خيام و دموع من الموصل
- جنود داعش بين الاهالي
- الساعات الاخيرة لداعش
- موجوع حيل
- حلم قريب بعيد
- مدينتي طائر العقاب
- الشهيد وطن
- العراق الذبيح
- اليأس ينتاب داعش
- بلا تعليق


المزيد.....




- القضاء العراقي يوقف عرض مسلسل -عالم الست وهيبة- المثير للجدل ...
- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد سيف المفتي - فيصل القاسم، لا حاجة لنا بك.