أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد مسافير - اجتهاد في نصيب الزوجة من الميراث!














المزيد.....

اجتهاد في نصيب الزوجة من الميراث!


محمد مسافير

الحوار المتمدن-العدد: 5592 - 2017 / 7 / 26 - 02:40
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تزوجا منذ عقدين ونيف من الزمن، لكنهما لم يرزقا بأبناء، هي أستاذة مادة التربية الإسلامية، وهو موظف بإحدى الشركات، عاشا حياة بسيطة، وقد اتفقا على أن ينفقا راتب الزوج الزهيد، ويدخرا راتب الزوجة الذي يفوق نسبيا راتبه هو، واستطاعا بعد سنوات أن يبنيا منزلا يخلصهما من تكاليف الكراء، كان ذا طابقين، انتهيا من الإصلاح بفضل بعض الديون، ثم انتقلا إليه مسرورين...
وبعد أن سددا ما بذمتهما من ديون، جهزاه بما يليق به من أثاث، ثم بسطا قدميهما على طاولة الصالون، وهما يستمتعان بنشوة الانتصار، وأفول زمن البخل والادخار، أخيرا سيخلدان إلى الراحة...
لكن شيئا من ذلك لم يحدث، لقد خطفت المنية الزوج بغثة ودون ميعاد، أكد التشريح الطبي أن سبب الوفاة كان سكتة قلبية، لقد رحل عنها إلى الأبد مهما تكن الأسباب...
الغريب في الأمر، أن ظهر بين المواسين أشخاص لم ترهم من قبل، أخبروها أنهم أبناء عم الزوج، ليشيروا إلى أبيهم الواقف عند الباب، تقدم نحوها متأسفا ومواسيا، حثها على الصبر والسلوان، ثم سأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وإنا لله وإنا إليه راجعون...
تفاجأت كثيرا لقدوم هذا القريب الغريب، ثم تذكرت ما قد حدثها به زوجها في بعض الأيام المتقطعة، حدثها عن خصومات معقدة نشبت بين والده مع عمه هذا، ثم انقطعت عن فجأة أخبار العم دون أن يحاول أحد منهما المبادرة بالمصالحة...
كل هذا لا يهمها الآن، لكن لماذا جاء الآن؟ هل يسعى إلى التصالح مع جثة ابن أخيه؟ ربما أحس بتأنيب الضمير فجاء ليريحه!
لم يغادروا بعد انقضاء التأبين، لم يغادروا في الغد الموالي، لم يغادروا بعد أسبوع، لكنهم مكثوا عندها لأكثر من شهر، فبدأ يصيبها الهلع، ما الذي يريده هؤلاء؟ حتما ستسألهم، فلا فائدة في الإرجاء؟
- شكرا لاهتمامك عمي، يمكنكم الآن الذهاب، أستطيع أن أخوض حياتي كما كنت في السابق!
رد العم وهو يحاول إظهار بعض الاستغراب والاستنكار:
- ما هذا الكلام بنيتي؟ أتطرديننا من بيتنا هذا؟ أتظنين أننا هنا لأنستك؟! لا يا بنيتي، فرغم أنك أستاذة التربية الإسلامية إلا أنك لا تزالين جاهلة، ألا تعلمين - وأنت دون أبناء – أن نصيبي من هذا البيت ثلاثة أضعاف نصيبك، فليس لك إلا ربع ما ترك!
- ماذا تقول! إني ساهمت بالنصف في بناء البيت، فلن يأخذه أحد إلا على جثتي!
قالت ذلك دون أن تؤمن به حقا، فقد تذكرت أن كل إسهاماتها ستذهب بها رياح الموت، كانت تحث زوجها على أن يكتب البيت باسميهما، لكنه آثر التأجيل، دون أن يستحضر استعجال الموت بانتزاع روحه...
إنها تتذكر ذلك الآن، لكن ما باليد من حيلة، هكذا يسلبها الشرع من عرق جبينها!
اقتحمها على حين غفلة منها رد العم البارد:
- على كل حال، المحكمة هي التي بيدها القول الفصل بيننا، وإلى ذلك الحين، فها نحن هنا قاعدون!
ماذا تفعل؟ أتكفر بما أنزل الله وهي التي تلقنه لتلامذتها؟ أم أن دين الله ليس بظلام للعباد، فقط ينقصه بعض الاجتهاد! لكن من ذا الذي سيغامر بالاجتهاد في قضية حساسة كهذه؟ من ذا الذي سيحتمل تكفير المكفرين؟ من ذا الذي سيحمي رقبته من سيوف المتطرفين؟
في الحقيقة، لم تكن حالتها تتميز بأي نوع من الخصوصية، خاصة وبعد أن تم رد الاعتبار للعمل المنزلي (لم يتم إهماله مثلا في مسألة الطلاق في مدونة الأسرة)، فليست هناك زوجة عاطلة، إما أن تشتغل خارج البيت، وإما أن تشتغل داخله في إعداد الأطباق، في غسل الصحون، في تربية الأولاد... وربما فالعمل داخل البيت أشد كثافة، لأنه لا تتخلله إجازات، بل هو عمل دائم لا ينتهي...
فمسألة الطلاق، تعتبر أن أي تحصيل بعد عقد القران يعتبر ملكا مشتركا يستوجب الاقتسام حسب تقدير القضاء، إذن فقانوننا لا تنقصه سوى القليل من الجرأة ليعيد النظر في مسألة الإرث، وإن من هذا المضمار: أن يعود للزوجة جزء مما تم تحصيله منذ أول يوم من الزواج حسب نفس التقدير، ثم يتم تعريض الباقي لمقصلة قانون الإرث الإسلامي!
لأوضح أكثر... الفكرة هي كالتالي:
بما أن المشرع المغربي قد اعترف بحق الزوجة في جزء من الممتلكات التي تم اكتسابها منذ عقد القران في حالة الطلاق، فإن ذلك حقها أيضا في حالة الوفاة، لأن ذاك الجزء هو ملك لها (لدورها في إنتاج الثروة الأسرية وإن على شكل أعمال منزلية)، ولا يحق لأحد أن يرث حقها وهي على قيد الحياة، لكن يمكننا أن نساوم، إن اتفقنا على ما سبق، في حق الزوج المتبقي، في ثروة الزوج المتبقية، وإن كان بمنطق الدين (الميراث حسب تقسيم القرآن)!
وإلا فلتبادر كل زوجة بتطليق زوجها وهو على سرير الإحتضار!



#محمد_مسافير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتيال الطفولة!
- تجارة القلوب!
- كيف صعدت النجوم إلى السماء؟
- البادية بين الماضي والحاضر!
- دعارة مشروعة!
- لف ودوران!
- شذرات نورانية!
- حبيبي دائما!
- الثأر المسلوب!
- سيرتي!
- صناعة الجريمة... الضحية محسن!
- هكذا يريدونك... جارية خنوعة!
- مذكرات حمار!
- إلى المقبلات على الزواج!
- لمحة من تاريخ الحركة الطلابية التونسية!
- آفاق حراك الريف...
- الإسلام... لله أو للإنسان!
- حداثية من نوع فريد!
- تنويعات سياسية!
- تنويعات في نقد السماء!


المزيد.....




- منحة المرأة الماكثة في البيت الجزائر 2024 أهم الشروط وخطوات ...
- المرأة المغربية في الخارج تحصل على حق استخراج جواز سفر لأبنا ...
- الشريعة والحياة في رمضان- الأسرة المسلمة في الغرب.. بين الان ...
- مصر.. امرأة تقتل زوجها خلال إعدادها مائدة إفطار رمضان
- الإنترنت -الخيار الوحيد- لمواصلة تعليم الفتيات في أفغانستان ...
- لماذا يقع على عاتق النساء عبء -الجهد العاطفي- في العمل؟
- اختبار الحمض النووي لامرأة يكشف أن أسلافها -كلاب-!
- تزامنا مع تداول فيديو ظهور سيدة -شبه عارية-.. الأمن السعودي ...
- “الحقوا الحرامي سرق جزمة لولو!”.. تردد قناة وناسة الجديد 202 ...
- ورشة عمل حول المقاربة القانونية ما بين قانون العنف الموحد وا ...


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد مسافير - اجتهاد في نصيب الزوجة من الميراث!