أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - شيعة اذربيجان وشيعة العراق..نقيضان ومذهب واحد!















المزيد.....

شيعة اذربيجان وشيعة العراق..نقيضان ومذهب واحد!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 5591 - 2017 / 7 / 25 - 12:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تعريف
يمتد تاريخ اذربيجان الى العصور الحجرية،وصولا الى الأخمينيين الذين حكموها 550 سنة قبل الميلاد،وخليفتها الاسكندر الأكبر الذي ضمها الى امبراطوريته،وخضعت في عصور لاحقة لحكم اكثر من دولة :السلجوقية،الجلائرية ،امبراطورية تيمورلنك ،والفارسية التي اشاعت فيها الاسلام الشيعي.
بعد الحرب العالمية الاولى اصبحت اذربيجان جزءا من الامبروطورية الروسية،وفي 1918 اعلنت استقلالها باسم جمهورية اذربيجان الديمقراطية لتكون اول جمهورية برلمانية حديثة في العالم الاسلامي.
في 1920 قامت روسيا السوفيتية بغزو اذربيجان بأمر اصدره (لينين ) مبررا ذلك بان موسكو لا يمكن لها ان تبقى بدون نفط باكو. وكان لهذا القرار الدور الحاسم في سياسة الطاقة الاستراتيجية للاتحاد السوفياتي خلال الحرب العالمية الثانية بتزويد الجيش السوفيتي بالنفط ومشتقاته.
في 1991 اعلنت اذربيجان استقلالها اثر زلزال انهيار الاتحاد السوفياتي.وبعد اكثر من محاولة انقلاب اصبح حيدر علييف رئيسا للبلاد لولايتين استطاع خلالهما الحد من البطالة وتحجيم نشاطات الجماعات الاجرامية ، وانشاء مؤسسات مدنية وجلب الاستثمارت الاجنبية ،ولكن بادارة بيروقراطية كانت سببا في انتشار الفساد. وبعد وفاته تولى الرئاسة ابنه الحالي..الهام علييف.
ومع ان الدين الرسمي للدولة هو الأسلام،وان علمها بهوية اسلامية حيث تتوسطه الهلال والنجمة،فان فيها كثيرون مسيحيون ويهود وهندوس وملحدون. ومع ان الشيعة يشكلون الغالبية المطلقة(70% الى 90%) من شعبها البالغ بحدود تسعة ملايين نسمة ،وسنّة غالبيتهم حنفيون وشافعيون..فان الدولة علمانية تماما.
***

لا يعنيني هنا ما تكتبه مواقع شيعية عراقية،تهتم فقط بتبيان الشعائر التي يحييها شيعة اذريبجان في عاشوراء ويصورون العاصمة (باكو) كما لو كانت كربلاء،ولا المواقع السنية التي تعطي الصورة النقيض من ان حكومة اذريبجان تكافح التمدد الشيعي،وان مستقبل الدولة سيكون سنّيا..بل انطباعتي عنها خلال زيارتي لها الصيف الحالي،ولقاءات مع اذربيجانيين،وسائقي التكسي،وعراقيين جاءوا لها هربا من حرّ تموز العراق وآخرين مقيمين فيها.
حين تتمشى في باكو تضيق بصدرك الحسرة على بغداد.فالشوارع نظيفة تحف بها الأشجار من الجانبين. ويعجبك فيها انك لا ترى في عماراتها وأبنيتها تناشزا وتعددا في الألون،فمعظمها يغلب عليها اللون الرمادي،ومعظم تصاميهما تتنوع بين الطراز الروماني والاسلامي والروسي..في مشهد بذائقة جمالية تريح العين وتسّر النفس.
ويسحرك كورنيش المدينة على ساحل بحر قزوين.اشجار متنوعة،ورود ملونة،ممرات واسعة خاصة بالمشاة،بعضها بالحجر واخرى بالمرمر.وبين مصطبة وأخرى تجد حاوية لرمي النفايات،ومن يرمي عقب سجارة يدفع غرامة.
الكورنيش يذكرك،سيكولوجيا،بشارع ابي نؤاس ايام كانت تصدح فيه ام كلثوم والناس فيه بين من جلسوا حلقات على جانبه الأيسر يحتسون ما يشتهون،وبين عوائل جلست في الجانب الأيمن تأكل السمك المسكوف.المشترك هنا ،اعني بين ابي نؤاس ايام زمان وكورنيش باكو،ان الناس فرحين،مستمتعين بالصحبة وحب الحياة.لكن هنا ،في كورنيش باكو..تجد العشاق يدا بيد،كتفا لكتف،والبنات يرتدين الكاوبوي القصير (فوق الركبة)،والنساء بين سافرات ومحجبات..وكل واحد بحاله!. لكن شتان بين (سمكنا النؤاسي المسكوف)وأكلنا العراقي الشهي وبين اكل المطاعم الممتدة عبر الكورنيش،فلا وجه للمقارنة بين بلد الخير،العراق،وبين اذربيجان التي لا تمتلك عشر نفط العراق.
في الأماسي،تستمتع في (تار غوفي) وسط باكو.شوارع لا تدخل فيها سيارات، اجمل من شوارع مدريد وساحاتها المخصصة لراحة الناس،تؤدي الى فضاء واسع منفتح تتنوع فيه الأشجار والنافورات والمقاهي والمطاعم،تجد فيها السافرات والصدر الدلع والمحجبات،وشبابا بينهم من وشم ذراعيه وآخرين أطالوا لحاهم،والكل بوجوه ضاحكة، تغريك ان تقضي فيها ليلتك وان احببت..تسهر فيها حتى مطلع الفجر.
ولفت انتباهي انني شاهدت فقط خمسة متسولين ،طفلين وثلاث عجائز مع ان اذربيجان ليست بلدا غنيا،فانت ما ان تغادر مركز المدينة حتى تجد في اطرافها احياءا شعبية فقيرة.وهم لسيوا شعبا مثاليا ،فقد ذكر لي احد العراقيين المقيمين فيها( على ذمته) أن مواطني باكو لديهم تعامل ظاهري يوحي بسادة القانون والعدالة الاجتماعية لكن الباطن غير ذلك. وذكر عراقي آخر ان في تلك الأحياء بيوتا متلاصقة من الصفيح ،وهم فقراء جدا لكنهم سعداء جدا.غير ان المتفق عليه ان المدينة يسودها الأمان ولن تتعرض فيها للسرقة،والأهم ان لا طائفية هناك وان شيعة اذربيجان يشكلون انموذجا للشعب المتحضر الذي يحترم الآخر ويقدس قيمة الحياة،وان تعرفك عليهم يشكل لك مفارقة انك تكتشف انهم النقيض لشيعة العراق وحكامه الطائفيين..اعني الجهلة منهم والمغفلين الذين اعادوا انتخاب من سرقهم وافقرهم وقد يعيدونهم ثالثىة!
وبقدر ما يبهرك التصميم الرائع لمتحف (حيدر علييف) بطوابقه الثلاثة وجمالياته الاستثنائية الذي يستقر وسط باكو،فان قلبك يوجعك ان هذا البناء المتفرد في تموجاته هو من ابداع الرائعة (زها حديد)،التي ارادت ان تترك لها تحفة معمارية مماثلة في بغداد لكن (شيعة) امانة بغداد ما استجابوا،وما استجابوا قبلها لدعوتنا لها باستضافة من جعل ( فيينا) تحصل على جائزة اجمل عاصمة اوربية..لأمينها المهندس العراقي عمر الراوي..لتصل الى حقيقة ان العراق بعد التغيير اصبح طاردا للعقل العراقي المبدع.
ما يدهشك ان هذا التطور الحضاري في اذربيجان بدأ في 2003،يعني في السنة التي استلم فيها شيعة العراق رئاسات الحكومات!.ولك ان تقارن بين هذا الصعود وما حصل للعراق من دمار وخراب،وبين باكو البهية وبغداد الخربة،باستثناء 10 كيلومتر مربع منها اسمتها اميركا (المنطقة الخضراء)،صارت على العراقيين بلاءا وابتلاء.وما يؤلمك أن العراقيين الذين يزورون باكو يعودون من غير ان يدركوا ان احزاب الأسلام السياسي لا يمكن ان تبني دولة حضارية،وأن شيعة العراق لا يمكن ان يعيشوا سعداء ما لم يتعلموا من ضدهم النوعي..شيعة اذربيجان!.
22 تموز 2017



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصابون باضطراب الهوية الجنسية..هل يحق قتلهم؟!(كرار ناشي) م ...
- سقطت داعش..وستسقط (دولة ) الطائفيين
- رجاء الى المقاتل عبد الوهاب الساعدي
- علمانيون..انتهازيون!
- ثلاث مناسبات لاعلان اليوم العراقي للتسامح. الدكتور حيدر العب ...
- قيم الحاكم بين عهد الامام علي لمالك الأشتر و-عهد- حكّام العر ...
- سيكولوجيا الصوم في رمضان (دراسة علمية)
- حكّام العرب:ترامب منك الأمر ومنّا الطاعة حتى لو كنت ضد الأسل ...
- قانون اضفاء القدسية على الفاسدين!
- أمراض قوى التيار العلماني وسبل معالجتها (ورقة لمشروع مؤتمر)
- العراقيون..بين الريال وبرشلون (تحليل سيكولوجي)
- ذاكرة الحروب في الشخصية العراقية والطريق لبناء السلام (2-2)
- ذاكرة الحروب في الشخصية العراقية والطريق لبناء السلام (1-2)
- التاسع من نيسان..بوابة الفواجع والأحزان (الحلقة الثالثة)
- التاسع من نيسان..بوابة الفواجع والأحزان (الحلقة الثانية)
- التاسع من نيسان..بوابة الفواجع والأحزان
- ثلث كبار الشيوعيين العراقيين..أبناء رجال دين!
- تنامي ظاهرة الألحاد في العالم العربي - دراسة علمية
- توقعات نتائج الانتخابات المقبلة في دراسة سيكولوجية
- النرجسية..مرض المثقفين والحكّام المستبدين


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - شيعة اذربيجان وشيعة العراق..نقيضان ومذهب واحد!